في كل مدينة نسمع عن مشاريع عقارية ضخمة؛ موالات عملاقة، ومجمعات سكنية، وأبراج شاهقة، وعمائر تجارية حديثة. هذه المشاريع بلا شك مهمة، فهي تعكس الحراك العمراني وتخدم المجتمع وتوفر الراحة والرفاهية للناس. لكن السؤال الذي يجب أن نطرحه: هل تكفي هذه المشاريع لبناء اقتصاد قوي ومستقبل مستقر؟
الحقيقة أن العقار رغم أهميته يظل مشروعًا استهلاكيًا أكثر من كونه إنتاجيًا.
تاريخ الأمم يثبت ذلك. اليابان بعد دمار الحرب لم تنهض بالأبراج ولا بالمولات، بل بالمصانع التي صنعت سياراتها وإلكترونياتها. ألمانيا رسّخت مكانتها عبر صناعات الحديد والهندسة والآلات. وكوريا الجنوبية تحولت من دولة فقيرة إلى قوة اقتصادية بفضل مصانع الهواتف والسيارات والسفن.
نحن في المملكة نملك فرصة ذهبية مع رؤية 2030، حيث بدأت الدولة بالفعل في بناء مصانع متطورة وصناعات نوعية في مجالات الدفاع، والدواء، والطاقة المتجددة، والسيارات الكهربائية. هذه المشاريع ليست مجرد مصانع، بل أساس لنهضة صناعية تُقلل اعتمادنا على الاستيراد، وتضعنا في موقع المنافسة العالمية.
ومن هنا تأتي المسؤولية المشتركة؛ فالمستثمر مطالب بأن يوازن بين بناء الأبراج التجارية وبين الاستثمار في المصانع، والمجتمع عليه أن يُقدّر قيمة الصناعة كركيزة للازدهار. فالعقار يزين المدن، لكن الصناعة هي التي تصنع الاستقرار الاقتصادي وتؤمن المستقبل للأجيال.
إن الأمم تُقاس بقوة مصانعها قبل أبراجها، وبما تنتجه أيادي أبنائها قبل ما تستهلكه أسواقها.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
"عُمران" تستعرض المشاريع السياحية في "أكتوبر العمران"
مسقط- الرؤية
تشارك الشركة العُمانية للتنمية السياحية "مجموعة عُمران" في فعالية "أكتوبر العُمران" التي تنظمها وزارة الإسكان والتخطيط العمراني خلال الفترة من 6 إلى 9 أكتوبر 2025.
وتجسد هذه المشاركة الدور المحوري لمجموعة عُمران كمحفّز لتطوير البنى الأساسية والمشاريع السياحية متعددة الاستخدامات التي تجمع بين الضيافة وأسلوب الحياة العصرية والاستدامة، بما يعزز إسهاماتها في تحقيق رؤية "عُمان 2040" والاستراتيجية الوطنية للسياحة، إلى جانب تعزيز تنافسية القطاع السياحي على المستويين الإقليمي والعالمي.
وسيشهد جناح المجموعة استعراضًا لعدد من المشاريع السياحية متعددة الاستخدامات ومشاريع الضيافة القادمة والتي ستسهم في تعزيز التجارب السياحية، وتهدف إلى جذب الاستثمارات الدولية، وتمكين المجتمعات المحلية مع الحفاظ على الهوية العُمانية، وتعزيز مكانة عُمان على خارطة السياحة العالمية. كما سيسلط الضوء على نماذج تصميمية لأربعة مشاريع تطويرية رئيسية هي: مدينة العرفان، مشروع حضري رائد تطوره مجموعة عُمران كمحفّز للتنويع الاقتصادي والنمو المستدام. وقد صُمم ليكون مشروعًا سياحيًا متعدد الاستخدامات يجمع بين المكونات السكنية والتجارية والفندقية والثقافية والترفيهية، ضمن إطار عُمراني عصري يواكب المستقبل.
ومن خلال هذه المشاركة، تسلط مجموعة عُمران الضوء أيضًا على التقدم المحرز في عدد من المشاريع الكبرى والشراكات الاستراتيجية التي تسهم في تشكيل مستقبل القطاع السياحي في سلطنة عُمان، بما في ذلك مشروعات الضيافة الفاخرة والتجارب الثقافية والترفيهية المتميزة، إلى جانب مبادرات تهدف إلى تعزيز البنية الأساسية وتوسيع خيارات الإقامة وخلق فرص أوسع للزوار والمجتمعات المحلية، مدعومة بالحوكمة الفعّالة والشفافية وبيئة استثمارية مستدامة.