في خضم أزمة سياسية متصاعدة بين البيت الأبيض والحزب الديمقراطي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تسريح 4200 موظف فيدرالي، في خطوة غير مسبوقة تعد تصعيدا حادا في معركة الإغلاق الحكومي المستمرة منذ أحد عشر يومًا.

وتضاف هذه التسريحات إلى قرابة 300 ألف موظف كانوا قد فصلوا في وقت سابق من هذا العام ضمن حملة تقشف قادها ترامب بمساعدة حليفه إيلون ماسك.

نصف مليون متظاهر في لندن يهتفون لفلسطين بالتزامن مع زيارة ترامب للشرق الأوسطالرئاسة الفرنسية : ماكرون يزور شرم الشيخ الاثنين لدعم خطة ترامب في غزة

وأثار هذا القرار جدلا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية، في وقت تتعثر فيه المفاوضات بين الإدارة الجمهوري والديمقراطيين بشأن قانون الميزانية.

ويتمحور الخلاف الأساسي حول مطلب الديمقراطيين بتمديد الدعم الضريبي لملايين الأمريكيين المؤمن عليهم ضمن برنامج "أوباما كير"، وهو مطلب ترفضه إدارة ترامب وتعتبره "ابتزازا سياسيا".

تسريح بدوافع سياسية

وفقا لوسائل إعلام أمريكية فأنه بخلاف عمليات الإغلاق السابقة، حيث كانت الإدارات الأمريكية تحاول تقليل التأثير على الموظفين والخدمات العامة، اختارت إدارة ترامب هذه المرة تسريح الآلاف، مستهدفة بالأساس موظفين في وكالات ينظر إليها على أنها "تابعة للمعسكر الديمقراطي". وتشمل قائمة المسرحين:

1400 موظف في وزارة الخزانة

1200 في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية

400 في وزارة الإسكان

400 في وزارة التعليم (التي يعمل ترامب على تفكيكها بالكامل)

مئات الموظفين من وزارات التجارة والطاقة والأمن الداخلي ووكالة حماية البيئة

مؤامرة.. غضب وانتفاضه لأنصار ترامب بعد خسارته جائزة نوبل للسلام

وفي منشور على "تروث سوشيال"، قال ترامب: "لا أصدق أن الديمقراطيين منحوني هذه الفرصة غير المسبوقة"، مؤكدا عزمه مواصلة التخفيضات في صفوف ما وصفهم بـ"الموظفين الديمقراطيين غير المؤهلين".

غضب ديمقراطي وتحفظ جمهوري

ووصف زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، الخطوة بأنها "إيذاء متعمد للعمال الأمريكيين"، متهمًا ترامب ورفاقه بتحويل الأزمة إلى "فوضى سياسية منظمة".

أما من الجانب الجمهوري، فقد أبدت بعض الأصوات المعتدلة، مثل السيناتورة سوزان كولينز وليزا موركوفسكي، تحفظها على الخطوة، مشيرين إلى أنها تعكس "إجراءات عقابية غير مبررة".

ميزانية مؤقتة في مهب الريح

بدأ الإغلاق الحكومي في الأول من أكتوبر بعد فشل تمرير قانون ميزانية مؤقتة. ويتطلب القانون تمرير أغلبية 60 صوتًا في مجلس الشيوخ، حيث يتمتع الجمهوريون بـ53 صوتًا فقط. ويشترط الديمقراطيون تمرير إعفاءات ضريبية دائمة لـ24 مليون أمريكي مؤمَّن عليهم ضمن "أوباما كير"، في حين يرفض الجمهوريون مناقشة الأمر إلا بعد تمرير الميزانية المؤقتة.

ويذكر أن هذا الإغلاق يأتي في سياق سلسلة طويلة من الأزمات المماثلة التي شهدتها الولايات المتحدة خلال العقد الأخير، إلا أن طبيعته العدوانية وتداعياته على العاملين في القطاع العام تجعله مختلفًا عن سابقاته.

نظرة إلى المستقبل

مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر 2026، يحاول كل من الديمقراطيين والجمهوريين تعزيز موقفه السياسي. ويأمل الديمقراطيون في أن تظهر صلابتهم في هذه المواجهة قدرتهم على حماية مصالح الأمريكيين، فيما يراهن ترامب على تقديم نفسه كقائد حاسم يُعيد تشكيل المؤسسات الحكومية بما يتماشى مع رؤيته المحافظة.

وفي ظل غياب أي مؤشرات على انفراجة وشيكة، تتجه البلاد نحو إغلاق حكومي قد يكون الأطول في تاريخها، مع تصاعد المخاوف من تأثيره على الاقتصاد الأمريكي والخدمات العامة.

طباعة شارك البيت الأبيض البيت الأبيض والحزب الديمقراطي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسريح 4200 موظف فيدرالي تشاك شومر الإغلاق الحكومي الاقتصاد الأمريكي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البيت الأبيض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تشاك شومر الإغلاق الحكومي الاقتصاد الأمريكي الإغلاق الحکومی فی وزارة موظف فی

إقرأ أيضاً:

الإغلاق الحكومي الأميركي يوجّه ضربات للعمال والمستهلكين والمسافرين

تتعمق تداعيات إغلاق الحكومة الفدرالية الأميركية يوما بعد يوم مع اتساع نطاق الضرر الاقتصادي والاجتماعي في مختلف القطاعات، رغم بقاء أسواق المال في وضع مستقر نسبيا حتى الآن.

ووفقًا لتقرير نشرته وكالة بلومبيرغ، فإن الإغلاق الذي بدأ مطلع الشهر الجاري مع فشل الكونغرس وإدارة الرئيس دونالد ترامب في تمرير مشروع ميزانية السنة المالية الجديدة، بدأ يخلّف "موجات من الألم" عبر الاقتصاد الأميركي، مع تفاقم تأثيراته على العاملين والخدمات الحيوية.

رواتب متوقفة وجيش مهدد

وتشير بلومبيرغ إلى أن أكثر من ربع مليون موظف اتحادي لم يتقاضوا رواتبهم المقررة هذا الأسبوع، في وقت يُتوقع فيه أن يُحرم مليونا موظف إضافي من أجورهم بحلول الأسبوع المقبل.

وتبرز وزراة الحرب الأميركية (البنتاغون) كنقطة توتر سياسي محتملة، إذ إن يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري قد يشهد أول تأخير في رواتب العسكريين منذ عقود، مما قد يشكل "شرارة أزمة داخلية" في حال وقوعه.

مطارات مضطربة وخدمات ضريبية مشلولة

وتوضح بلومبيرغ أن قطاع الطيران بات الواجهة الأوضح للأزمة، إذ تسبب نقص المراقبين الجويين في تأخيرات متزايدة للرحلات في مطارات دالاس وشيكاغو وواشنطن.

أما مصلحة الضرائب الأميركية "آي آر إس" (IRS) فقد سرّحت قرابة 34 ألف موظف بعد نفاد التمويل الاحتياطي، في حين لا يزال نحو 40 ألفًا يعملون على الاستعداد لموسم الإقرارات الجديد وتنفيذ قانون الضرائب الذي أقره ترامب.

ويحذر التقرير من أن برامج المساعدات الغذائية قد تكون التالية على خط الأزمة، إذ يعتمد برنامج تغذية النساء والأطفال -البالغ حجمه 8 مليارات دولار- على صندوق طوارئ بقيمة 150 مليون دولار أوشك على النفاد.

خسائر اقتصادية متزايدة

يقدّر محللون اقتصاديون أن الإغلاق الحالي قد يخفض الناتج المحلي الإجمالي بنحو 0.1 إلى 0.2 نقطة مئوية لكل أسبوع يطول فيه الجمود السياسي.

ورغم أن تعويض الموظفين بعد انتهاء الإغلاق يمكن أن يخفف بعض الأثر، فإن بلومبيرغ تشير إلى أن ترامب "ألمح إلى احتمال عدم تعويض جميع العاملين"، بل هدد بـ"تسريح الآلاف منهم"، مما يجعل الانتعاش الاقتصادي اللاحق أقل يقينًا.

إعلان

ويذكّر التقرير بأن فوضى المطارات عام 2019 كانت السبب المباشر لإنهاء إغلاق استمر 35 يومًا في عهد إدارة ترامب السابقة، مرجحا أن يتكرر السيناريو الحالي خلال الأسبوعين المقبلين إذا لم يتحرك الكونغرس لكسر الجمود.

تأخيرات الرحلات تكشف عمق الأزمة في قطاع الطيران الأميركي (رويترز)مؤشرات العمل تغيرت جذريا

وفي سياق متصل، نقلت بلومبيرغ عن بنك الاحتياطي الفدرالي في دالاس أن "التحول الديمغرافي وتراجع الهجرة" خفّضا المعدل المطلوب للحفاظ على استقرار البطالة إلى نحو 30 ألف وظيفة شهريًا فقط، بعد أن كان يقارب 250 ألفًا قبل عامين.

وكتب الخبير الاقتصادي أنتون تشيرموخين أن "المكاسب المتواضعة في الوظائف، التي كانت تُعد مقلقة في 2023، أصبحت الآن إشارة على توازن السوق"، مضيفًا أن معدل البطالة بات مؤشرا أكثر دقة على استقرار سوق العمل.

وتخلص بلومبيرغ إلى أن الإغلاق الحكومي الحالي، رغم أنه لم يشعل هلعًا في "وول ستريت"، بدأ يوجّه ضربات متتالية للعمال والمسافرين والمستهلكين، مع خطر تصاعدها ما لم تُحل الأزمة سريعًا.

وتشير إلى أن "الاقتصاد الأميركي لم يدخل ركودًا قط بسبب إغلاق حكومي، لكن هذه المرة تبدو الكلفة السياسية والاجتماعية أعلى من أي وقت مضى".

مقالات مشابهة

  • الإغلاق الحكومي الأمريكي يفاقم أزمة الوظائف ويكشف ضعف الجهاز الفيدرالي
  • بعد 12 يومًا من الإغلاق الحكومي.. كيف تدفع أمريكا رواتب العسكريين؟
  • ترامب يصدر أمراً بدفع رواتب العسكريين مع استمرار الإغلاق الحكومي
  • البيت الأبيض: بدء تسريح آلاف الموظفين في الحكومة الأمريكية
  • إدارة ترامب تبدأ تسريح موظفين مع استمرار الإغلاق الحكومي للأسبوع الثاني
  • الإغلاق الحكومي الأميركي يوجّه ضربات للعمال والمستهلكين والمسافرين
  • إدارة ترامب تسرح أكثر من 4 آلاف موظف فيدرالي مع إستمرار الإغلاق الحكومي
  • رويترز: الحكومة الأمريكية بدأت تسريح موظفين اتحاديين خلال الإغلاق الحكومي
  • الإغلاق الحكومي في أمريكا يدخل يومه العاشر.. شلل يهدد رواتب العسكريين