تشهد إسبانيا، الأربعاء، شللا جزئيا في المرافق العامة والجامعات، مع انطلاق إضراب عام دعت إليه أبرز النقابات العمالية والطلابية، احتجاجا على ما وصفته بـ"الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة"، تحت شعار: "وقف إطلاق النار ليس كافياً".

ويأتي هذا التحرك الواسع تزامنا مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، فيما يؤكد القائمون على الإضراب أن تحركهم لا يستهدف التهدئة المؤقتة، بل يسعى إلى تغيير جوهري في سياسات الحكومة الإسبانية تجاه الاحتلال الإسرائيلي، ووقف كل أشكال التعاون معها.



كما شهدت المدن الإسبانية أكثر من 200 مظاهرة ووقفات احتجاجية، تعكس تصاعد الغضب الشعبي والنقابي، خاصة بعد الهجوم الإسرائيلي على "أسطول الصمود" الذي انطلق من برشلونة بمشاركة أوروبية واسعة، والذي اعتبر بحسب النقابات نقطة تحول في المزاج العام الإسباني تجاه سياسات تل أبيب.


وطالبت النقابات الداعية إلى الإضراب الحكومة بقطع العلاقات السياسية والعسكرية والتجارية مع دولة الاحتلال، وتحويل الإنفاق العسكري إلى قطاعات مدنية مثل الصحة والتعليم، مستشهدة بتجربة المقاطعة الدولية لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

في مدريد، قمعت قوات الشرطة متظاهرين خرجوا دعمًا لفلسطين في إطار الإضراب العام الذي دعت إليه عشرات النقابات والمنظمات المدنية رفضًا للعدوان الإسرائيلي على غزة. pic.twitter.com/tiOIy60H3j — مقاطعة (@Boycott4Pal) October 15, 2025
انتقادات لسياسات الحكومة
وقال سانتياغو دي لا إيغليسيا، المتحدث باسم الاتحاد العام للعمال، إن الإضراب "ليس مجرد فعل رمزي، بل هو جزء من مسار نقابي طويل يهدف إلى فرض إجراءات ملموسة ضد إسرائيل".

وأضاف أن الحكومة الإسبانية "اكتفت بتصريحات رمزية خلال العامين الماضيين، من دون تطبيق فعلي لحظر تصدير الأسلحة أو محاسبة الشركات المتورطة في دعم الاحتلال".

بدوره، اعتبر ألفارو أوبيرا، ممثل التضامن العمالي والناطق باسم الإضراب، أن قرار الحكومة الأخير بشأن حظر السلاح "محاولة لتجميل الصورة أمام الرأي العام"، مشيراً إلى أنه يتضمن "استثناءات واسعة تتيح استمرار التجارة العسكرية مع إسرائيل".

وطالب أوبيرا بفرض عقوبات حقيقية وملاحقة مرتكبي جرائم الحرب أمام المحكمة الجنائية الدولية.


"احتلال الشوارع لا الفصول"

من جانبها، وصفت كورال كامبوس، الأمينة العامة لاتحاد الطلاب، الإضراب الطلابي بأنه "رد مباشر على مشاهد القتل والتشريد في غزة"، داعية الطلبة إلى "إفراغ الفصول الدراسية واحتلال الشوارع رفضاً لخطة سلام تجمل الاحتلال وتمنحه شرعية دولية".

وطالبت كامبوس بحظر شامل لتصدير الأسلحة، وقطع العلاقات الفورية مع الاحتلال الإسرائيلي، وضمان عدم تورط أي جهة إسبانية في دعم الصناعة الحربية الإسرائيلية.

"السلام لا يعني الإفلات من العقاب"
ورغم أن مدريد سبق أن أعلنت اعترافها بدولة فلسطين ودعت إلى وقف العدوان على غزة، إلا أن النقابات والمشاركين في الإضراب يؤكدون أن هذه المواقف لم تتحول إلى سياسات عملية.

وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في مقابلة مع إذاعة كادينا سير، الثلاثاء الماضي، إن السلام في غزة "يجب ألا يأتي على حساب العدالة"، مشدداً على أن "الذين كانوا فاعلين رئيسيين في الإبادة الجماعية التي ارتكبت في غزة يجب أن يقدموا للعدالة".

وأكد سانشيز أن حكومته ستواصل فرض حظر تصدير السلاح إلى الاحتلال الإسرائيلي "حتى يتم تثبيت وقف إطلاق النار وتتجه العملية نحو السلام بشكل حاسم".

ويذكر أن سانشيز شارك في قمة السلام التي عقدتها الولايات المتحدة ومصر في شرم الشيخ مطلع الأسبوع الجاري، في حين كانت إسبانيا خلال ولايته من أوائل الدول الأوروبية التي اعترفت رسميا بدولة فلسطين.

يأتي هذا التصريح وسط انطلاق إضراب واسع في أنحاء إسبانيا، نصرةً لغزة، وبالتنسيق مع أهم نقابتين للعمال هناك، وقد شارك فيه حتى الآن الآلاف من المتضامنين. pic.twitter.com/12ehcRSZOd — مقاطعة (@Boycott4Pal) October 15, 2025

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية إضراب غزة الفلسطينية سانشيز اسبانيا فلسطين غزة إضراب سانشيز المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی وقف إطلاق النار فی غزة

إقرأ أيضاً:

الشيخ نعيم قاسم: اتفاق وقف إطلاق النار مع العدو الإسرائيلي يوم انتصار للمقاومة وللبنان

الثورة نت /..

أكد الامين العام لحزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، اليوم الجمعة، أن وقف إطلاق النار مع العدو الإسرائيلي هو يوم انتصار للمقاومة وللناس وللبنان لأن ذلك منع العدو من تحقيق أهدافه بالقضاء على المقاومة.

وأوضح الشيخ قاسم، في كلمته خلال حفل تأبيني للقائد الجهادي الكبير، الشهيد السيد هيثم علي الطبطبائي (أبو علي)، ورفاقه الشهداء في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، أن اتفاق وقف إطلاق النار هو مرحلة جديدة تحملت فيها الدولة اللبنانية مسؤولية أن تُخرج “إسرائيل” وأن تنشر الجيش جنوب نهر الليطاني.

وقال: “حصل الإتفاق لأننا صمدنا وواجهنا ولأننا كنا أمام أداء أسطوري للمجاهدين على الحافة الأمامية وفي كل موقع ولأن معنا الحلفاء والأخوة في حركة أمل والأهل المعطاؤون وأداء الجيش اللبناني، وحصل الاتفاق لأننا أقوياء بمشروعنا وإرادتنا وشعبنا ووطنيتنا ودماء شهدائنا وجرحانا وعذابات أسرانا وتمسكنا بأرضنا”.

وأضاف: “لقد قتلوا قياداتنا والمجاهدين والناس ودمروا من أجل إنهاء المقاومة لكنهم لم يتمكنوا والحمد لله تعالى”.

وأشار إلى أن معركة أولي البأس كانت مواجهة من قوة متواضعة تمتلك إرادة وشجاعة وإيمان في مقابل جبروت “إسرائيلي” امريكي عالمي وحشي وطاغوتي واستطاعت ان تحقق هذا الانجاز، مضيفاً: “نرفع رؤوسنا بما تحقق لأن مشروع إسرائيل إنكسر على أعتاب معركة أولي البأس”.

وأكد أمين عام حزب الله، أن العدوان الإسرائيلي هو عدوان على كل لبنان وليس المقاومة فقط لأن الأهداف “الإسرائيلية” تتعلق بأرض لبنان ومستقبله وسلب قراره والتحكم بسياسة لبنان واقتصاده وقدراته.

وتساءل: “أليس هناك عدوان على رئيس الجمهورية اللبنانية لأنه يتصرف بحكمة، وعلى الجيش وقيادته لأنه يقوم بإجراءات لحفظ الأمن الداخلي ومحاولة تحرير الارض؟”.

وأردف: “الان العدوان على الاقتصاد اللبناني من خلال العقوبات الأميركية وقولهم إنهم سيطاردون القدرة الاجتماعية والثقافية لفئة من اللبنانيين”، مشيرا الى ان العقوبات الأمريكية ستنعكس على كل اللبنانيين وان عدم قدرة لبنان في مشروعه الاقتصادي أحد اسبابه ما فعله الأمريكي.

وتساءل الشيخ قاسم: “ألا يعتدون على الناس في قراهم في الجنوب والبقاع والشمال والضاحية وبيروت وكل الأماكن، الا ترون المسيرات فوق القصر الجمهوري والسراي الحكومي؟، اليوم يوجد احتلال اسرائيلي جوي للبنان”.

وقال: “العدوان يستهدف كل لبنان وهنا كل لبنان مسؤول في الدفاع والحكومة بالدرجة الأولى لأنها هي المتصدية، لا تستطيع الحكومة أخذ الحقوق من دون أن تقوم بأهم واجب وهو حماية المواطنين وردع العدو”.. مؤكداً أن “ردع العدو يكون بالتحرير والحماية وبمنعه من الاقتراب ومواجهته ومنعه من أن يستقر في أرضنا”.

وذكر أن الدولة اللبنانية أول مسؤول عن ردع العدو بجيشها وشعبها، في حال لم يكن لدى الجيش القدرة فتكون المسؤولية على كل الناس.

وأشار إلى أن الدولة لم تقم لا بالتحرير ولا الحماية واختارت المسار السياسي لمنع العدو من الاستقرار، مبيناً أن المسار السياسي يمكن أن يؤدي الى منع العدو بالاتصالات والموقف السياسي برفض الاحتلال والوحدة الداخلية، وأن الدولة تستطيع أن تقوم بالمسار السياسي لمنع العدو من الاستقرار.

ولفت إلى أن المقاومة ردعت العدو بالتحرير من لبنان في العام 2000 وبعدها الردع بالحماية بين عامي 2006 و2023 في وقت كانت الدولة غائبة، ومنذ العام 2023 تواجه المقاومة “إسرائيل” بمنعها من الاستقرار، وواجهت العدو الإسرائيلي بمعركة أولي البأس والآن تواجهها برفض استمرار الاحتلال، مؤكدا ان “إسرائيل” تعرف أنه مع وجود المقاومة لا يمكنها أن تستقر.

وشدد على ضرورة أن تعمل الحكومة على استثمار القدرات الموجودة لتحقيق منع استقرار العدو.

وتحدث أمين عام حزب الله عن القائد الجهادي الكبير الطبطبائي (أبو علي) وصفاته، مبيناً أنه تم تكليفه بقيادة معركة أولي البأس وكان بارعا جدا وهو بحق سيد معركة أولي البأس من حيث الإدارة العسكرية وحسن التنظيم والتخطيط وبرمجة إطلاق الصواريخ والطائرات وتنسيق النيران بطريقة احترافية مهمة.

واعتبر أن هدف العدو الإسرائيلي من اغتيال “أبو علي” هو ضرب المعنويات من أجل التأثير على التنظيم والإدارة وتوزيع المهام.

وقال الشيخ قاسم: “نحن حزب متماسك له اصول وجذور ومن تربية الامام الحسين عليه السلام وسيد شهداء الامة وهذا الحزب اعطى قادة كبار وشهداء وتضحيات وفي كل فترة من الزمن يتجدد ويتمكن من استعادة القدرة واستبدال الشخصيات على قاعدة القدرة التي منحنا الله تعالى اياها”، مؤكداً أن “هدف الاغتيال لم ولن يتحقق واقول للعدو نحن على الخط مستمرون وله اخوان كثر”.

وأضاف: “يوجد اختراق ويمكن أن يكون هناك عملاء لأننا في ساحة مفتوحة ومنذ فترة تم اعتقال شبكة من العملاء. الساحة يعمل فيها العدو الإسرائيلي براحة كبيرة بسبب الجنسيات الأجنبية والتنسيق مع الاستخبارات الأمريكية والعربية والدولية. يجب علينا معالجة الأخطاء وعلينا أن ننتبه إلى معالجة الثغرات وأخذ الدروس والعبر”.

وحول ما سيفعله حزب الله إزاء عملية الاغتيال أوضح الشيخ قاسم: “هذا اعتداء سافر وجريمة موصوفة، من حقنا الرد، سنحدد التوقيت لذلك”.

وعبر أمين عام الحزب عن “الشكر لكل من واسانا في لبنان والجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وشعبا واليمن والفصائل الفلسطينية والعراق”.

وفي ما يتعلق بالضغوط والتهديد بالحرب، قال الشيخ قاسم: “لنقم باجتماعات من خلال الاستراتيجية الدفاعية ولكن ليس تحت الضغط الاسرائيلي والامريكي وليس تحت إلغاء الاتفاق الموجود وليس تحت قاعدة ان علينا ان نحدد اولا كيف نتنازل عن قوتنا وبعد ذلك يطبقون ما يريدون وهذا كله غير مسموح.

ولفت إلى أن السلاح مشكلة معيقة لمشروع “اسرائيل”، وأن من يريد نزعه كما تريد “اسرائيل” يخدم “اسرائيل”، مضيفاً: “يا خدام اسرائيل اتقوا الله وكونوا مع اهل بلدكم تحققون الاهداف”.

وذكر أن “الاعداء دائما يهددون انه سيكون هناك عدوان أوسع من اجل ارغامنا على الاستسلام ، كل هذه التهديدات هي شكل من اشكال الضغط السياسي، هم رفعوا مستوى التهديدات في المرحلة الاخيرة لانهم وجدوا ان التهديدات خلال سنة بمستوى منخفض لم تنفع بالشكل الكافي، هذه التهديدات لن تقدم ولن تؤخر”.

وقال الشيخ قاسم: “هل نتوقع ان تكون هناك حرب لاحقة؟ هذا محتمل ان يكون في وقت من الاوقات لأن هذا الاحتمال موجود واحتمال عدم الحرب موجود، لأن اسرائيل تدرس خياراتها وكذلك امريكا تدرس خياراتها ايضا وهم يعرفون انه مع هذا الشعب ومع هذه المقاومة ومع هذه الروحية لا امكانية”، مشددا على ان “هذا شعب لن يهزم ولن يستسلم”.

وأضاف: “إذا استمر العدوان فعلى الحكومة ان تضع خطة للمواجهة وتستفيد من جيشها وشعبها بالامكانات المختلفة. فلتقل الحكومة انها تريد اعادة النظر حتى في انتشار الجيش في الجنوب. فلتقل ان الميكانيزم يجب اعادة النظر بها لانها تحولت الى ضابطة عدلية عند الاسرائيلي”.

وشدد على أن “معيارنا هو استقلالنا وحريتنا اما معيار المستسلمين هو حياة العبودية والذل ونحن سنكون احراراً في ارضنا ولن نقبل العبودية والذل، ونحن وحلفاؤنا وشرفاؤنا وشركاء وطننا واهلنا وجيشنا لا نقبل ان نكون اذنابا لامريكا واسرائيل”.

وتابع: “انظروا الى عبرة سوريا، سوريا امامكم، لم يتركوا شيئاً في سوريا واخذوا كل شيء منها ومن ثم يخرج الصهيوني كاتس ويقول انه لا يثق بالشرع ويقول انه هذا جهادي قديم، هم يعتبرون ان اي اتفاق امني وسياسي مع سوريا ليس له معنى فهم يأخذون كل شيء مجاناً ولا يواجههم احد”.

وأكد أمين عام حزب الله أن العملية التي حصلت في بيت جن تثبت ان الشعب السوري في مكان آخر بمعنى انه لن يقبل ان يستسلم لـ”اسرائيل”، معتبراً ذلك مؤشر ايجابي وصحيح.

ولفت إلى أن “التنازلات تجعل العدو اكثر طمعاً ولن يحقق اهدافه ما دمنا صامدين ولن يؤلمنا من دون ان يتألم”.

مقالات مشابهة

  • حكومي غزة: 357 شهيداً و903 مصابين جرّاء 591 خرقاً ارتكبه العدو الإسرائيلي منذ وقف النار
  • غارات عنيفة وعمليات نسف واسعة في غزة.. وغموض بشأن مقاتلي رفح
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار بقصف غزة
  • إسبانيا تنتفض ومسيرات حاشدة في فرنسا تضامنا مع فلسطين
  • الاحتلال ينفذ عمليات نسف واسعة بمناطق في القطاع
  • استشهاد طفلين بنيران الإحتلال الإسرائيلي في خان يونس
  • حماس تتهم الجيش الإسرائيلي بتكثيف القصف على قطاع غزة
  • إضرابات في إيطاليا تعطل النقل العام احتجاجا على دعم الحكومة للاحتلال الإسرائيلي
  • الشيخ نعيم قاسم: اتفاق وقف إطلاق النار مع العدو الإسرائيلي يوم انتصار للمقاومة وللبنان
  • بلجيكا في قلب الإضراب العام.. مطارات مشلولة و اقتصاد متعثر