أكثر من 20% من الشباب يلجؤون إلى القنب أو الكحول لتحسين النوم.. دراسة أميركية تحذّر من المخاطر
تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT
أكثر من 20% من الشباب في الولايات المتحدة يستخدمون القنب أو الكحول للمساعدة على النوم، وفق دراسة حديثة. ويحذر الباحثون من أن الاعتماد المنتظم على هذه المواد قد يؤدي إلى اضطرابات في النوم ومضاعفات صحية خطيرة. اعلان
كشف باحثون في معهد البحوث الاجتماعية بجامعة ميشيغان أن أكثر من واحد من كل خمسة شباب بالغين في الولايات المتحدة يعتمد على القنب أو الكحول لمساعدته على النوم.
وأشارت الدراسة إلى أن نحو نصف مستخدمي القنب أقرّوا بأنهم يلجأون إليه أحيانًا للنوم، ما يبرز علاقة وثيقة بين استخدام هذه المواد وتنظيم النوم في مرحلة الشباب.
وقالت الدراسة إن الشباب غالبًا ما يواجهون صعوبة في بدء النوم أو الحفاظ عليه. ورغم أن القنب والكحول قد يساعدان في الدخول إلى النوم، فإن الاستخدام المستمر يمكن أن يؤدي إلى زيادة التسامح تجاه المادة، أي أن الجسم يحتاج إلى جرعات أكبر للحصول على نفس التأثير، مما يزيد من احتمالية الاعتماد النفسي أو الإدمان.
كما أن هذا الاعتماد قد يسبب اضطرابات في أنماط النوم الطبيعية على المدى الطويل، مثل صعوبة النوم بدون المادة أو النوم المتقطع، وهو ما يؤثر بدوره على الصحة النفسية والتركيز والأداء اليومي للشباب.
ونُشرت الدراسة في رسالة بحثية بعنوان "استخدام القنب والكحول لبدء النوم بين الشباب" في مجلة JAMA Pediatrics، واستندت إلى بيانات من دراسة Monitoring the Future Panel Study لعامي 2022–2023. وقد شملت العينة 1,473 شابًا تتراوح أعمارهم بين 19 و30 عامًا، مع مراعاة المتغيرات الديموغرافية مثل النوع الاجتماعي، العرق والإثنية، العمر، والحالة التعليمية.
Related منظمة الصحة العالمية تتهم شركات الغذاء والتبغ والكحول بعرقلة سياسات صحية "منقذة للحياة"دراسة طبية: أضرار الكحول على الكبد قد تستمر حتى بعد الإقلاع النهائيدراسة جديدة تنفي "فوائد الاعتدال في الشرب": الكحول يرفع خطر الخرفوأظهرت النتائج أن 22.4% من الشباب يستخدمون القنب أو الكحول بهدف النوم، وكان القنب الأكثر استخدامًا بنسبة 18.3% مقابل 7.2% للكحول. ومن بين مستخدمي القنب خلال العام الماضي، أقرّ 41.4% باستخدامه للنوم، بينما كان استخدام الكحول لهذا الغرض أقل بكثير بنسبة 8.6%.
وارتبط الاستخدام اليومي أو شبه اليومي للقنب بزيادة احتمالية اللجوء إليه للنوم (نسبة الأرجحية المعدلة 3.58 مقارنة بالاستخدام غير اليومي)، وكانت النساء مرتين أكثر احتمالًا من الرجال لاستخدام القنب لأسباب تتعلق بالنوم. ولم تؤثر العوامل الأخرى مثل العمر أو التعليم أو العرق بشكل معنوي على استخدام القنب.
أما بالنسبة للكحول، فقد ارتبط الاستخدام اليومي بزيادة الاحتمالية (AOR 3.31) للجوء إليه للنوم، وسجلت الدراسة أن الأشخاص السود مقابل البيض لديهم احتمالية أعلى لاستخدام الكحول لهذا الغرض (AOR 3.03).
وأكد الباحثون أن النتائج تستدعي انتباه المختصين الصحيين للتداخل بين مشاكل النوم واستخدام المواد بين الشباب، داعين إلى تطبيق تدخلات للحد من المخاطر الصحية المحتملة، بما في ذلك الاعتماد النفسي واضطرابات النوم المزمنة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل غزة دراسة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس دونالد ترامب إسرائيل غزة دراسة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس الصحة الولايات المتحدة الأمريكية دراسة دونالد ترامب إسرائيل غزة دراسة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس الصحة حروب الحرب في أوكرانيا سوريا أوكرانيا فلاديمير بوتين استخدام ا
إقرأ أيضاً:
أمة الأرق.. دراسة: كيف أثر طوفان الأقصى على نوم الإسرائليين؟
نشرت صحيفة “جيروزالم بوست”٬ عن دراسة إسرائيلية جديدة شملت أكثر من مئتي حلم في أثناء النوم جرى توثيقها منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أن الإسرائيليين ما زالوا يعيشون صدمة ذلك اليوم والحرب التي تلته حتى أثناء النوم، حيث تزدحم أحلامهم بصور الموت والشعور بالذنب والوحدة ومعاناة إعادة البناء.
ونشرت الدراسة في مجلة "البحوث التطبيقية في جودة الحياة" تحت عنوان "عندما تعجز اللغة، تتحدث الأحلام: البحث عن المعنى في أعقاب الصدمة الجماعية"، وشاركت في إعدادها الدكتورة بينيت روسو–نتزر من كلية أشفا الأكاديمية، والدكتورة هيليت إيريل–برودسكي، والبروفيسورة أوريت تاوبمان–بن–آري من جامعة بار إيلان.
واعتمد الباحثون منهجا نوعيا وظاهراتيا لتحليل 203 روايات أحلام جُمعت مباشرة بعد هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر والحرب الإسرائيلية التي تلته، بهدف تفكيك الطريقة التي يحاول بها الإسرائيليون فهم الصدمة الوطنية عبر أحلامهم.
وتصف الدراسة الأحلام بأنها "ساحة وجودية" يحاول فيها الأفراد التعامل مع ما تهدم داخلهم من افتراضات تتعلق بالأمان والأخلاق والانتماء، بعد صدمة جماعية هزت المجتمع الإسرائيلي بأكمله في لحظة واحدة.
وتظهر التحليلات أن كثيرا من الأحلام تتمحور حول التوتر بين الحياة والموت، إذ تحتوي بعض الأحلام على صور واضحة للتهديد والفقدان والضعف، تعكس أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر ومشاهد الحرب، فيما تحمل أحلام أخرى رموزا للبقاء والاستمرارية والتشبث بالحياة رغم كل شيء.
وتبرز كذلك في الأحلام مشاعر قوية من الذنب والمسؤولية؛ فبعض الحالمين يتصارعون مع أسئلة عما كان يمكنهم فعله أو ما كان ينبغي عليهم فعله في ذلك اليوم، بينما يواجه آخرون قضايا أخلاقية أوسع أثارتها الحرب والدمار. ويصف مؤلفو الدراسة وجود معركة نفسية مستمرة داخل تلك الأحلام تتعلق باستعادة الإحساس بالفعل والقدرة والسيطرة، في عالم أصبح فجأة غير آمن وغير قابل للتوقع.
وتشير روايات كثيرة إلى شعور عميق بالعزلة والوحدة، وهو ما يعكس أثر الصدمة العاطفية والاجتماعية التي أعقبت الهجمات، فيما تكشف روايات أخرى عن شوق شديد للارتباط والاعتراف والانتماء، وكأن أصحابها يبحثون عمن يرى آلامهم ويقف إلى جانبهم وسط عدم اليقين.
كما تكشف الدراسة تدرجا واضحا في بنية الأحلام بين الفوضى وإعادة بناء السردية، إذ تأتي بعض الأحلام مجزأة ومليئة بصور مبعثرة متصلة بالأخبار أو ساحات القتال أو مشاهد العنف، بينما تبدأ تلك الشظايا في أحلام أخرى بالترابط تدريجيا لتشكل قصة يمكن سردها، حتى وإن ظلت هشة وغير مكتملة، في محاولة لإعادة بناء عالم داخلي تفتت بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وتؤكد الدراسة أن الأحلام ليست نشاطا عشوائيا، بل مساحة رمزية تتوسط بين التجربة الفردية والسرديات الوطنية والثقافية، بما في ذلك التصورات الإسرائيلية واليهودية حول الهوية والمجتمع والإيمان والتضحية. وبالنظر عن قرب إلى هذه الأحلام، يمكن تتبع كيف يحاول الإسرائيليون إصلاح إحساسهم بالذات والغاية بعد كارثة وطنية هزت دعامات الحياة اليومية.
ومن منظور سريري، يدعو الباحثون المعالجين النفسيين الذين يعملون مع المتضررين من أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر والحرب إلى التعامل مع الأحلام بوصفها جزءا مركزيا من العلاج، إذ قد تظهر فيها للمرة الأولى أشكال من الضيق العميق مثل الأذى الأخلاقي، وانهيار النظرة إلى العالم، والأسئلة الوجودية المتعلقة بالحياة والموت، خصوصا حين تعجز اللغة في الحياة اليومية عن التعبير عنها.
ويرى الباحثون أن استكشاف محتوى الأحلام يمكن أن يساعد على تحقيق ما يصفونه بـ"الإصلاح الوجودي"، وهو عملية تدريجية تهدف إلى استعادة المعنى والاستقرار الداخلي.
وتأتي هذه الدراسة في ظل ما يصفه باحثون آخرون بأنه أزمة غير مسبوقة في الصحة النفسية في الاحتلال الإسرائيلي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث تشير البيانات إلى ارتفاع حاد في اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق بين السكان، مع قلق متزايد بشأن الآثار طويلة الأمد على الجنود والناجين والنازحين وأسر الضحايا.
وفي هذا الإطار، تشير الورقة البحثية إلى أن الليل أصبح ساحة أخرى للصراع والشفاء المحتمل، إذ لم يعد النوم بالنسبة لكثير من الإسرائيليين ملاذا من قسوة الواقع، بل مسرحا يعاد فيه ما حدث في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وما تلاه، وتطرح أسئلة مؤلمة حولها، وتنسج ببطء في محاولة—وإن كانت غير مكتملة—لبناء تصور جديد عن الذات والحياة.
ويخلص الباحثون إلى أن تفحص الأحلام بدقة قد يفتح أمام الأطباء والمرضى طريقا مختلفا إلى الجروح الأخلاقية والوجودية التي خلفتها الهجمات، ويساهم في العمل الطويل وغير المكتمل لإعادة بناء المعنى في ظل صدمة لم تزل آثارها حاضرة في اليقظة كما في الأحلام.