د. هبة عيد تكتب: املأوا أعينكم من وجوه من تحبون قبل فوات الأوان
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
في زحمة الحياة، نُفاجأ بأننا نؤجل كل ما هو حقيقي. نؤجل زيارة، مكالمة، لقاء، كلمة حب، أو حتى ابتسامة كان يمكن أن تُعيد روحًا تاهت في مشقتها اليومية. نظن أن الأحبة باقون، وأن الوقت ممتد، وأن الفرص تتكرر. لكن الحقيقة أننا نخسر الناس على غفلة، ونكتشف متأخرين أن العمر لا يمنحنا أكثر من فرصة واحدة مع كل قلب صادق.
"املأوا أعينكم من وجوه من تحبون" ليست مجرد عبارة عابرة، بل هي وصية للحياة. فمن المؤلم أن نعيش على ذكرى ضحكاتٍ لم نشاركها، وكلماتٍ جميلة أخفيناها، ومشاعر كتمناها حتى خنقها الصمت. كم من شخص كان بيننا بالأمس يملأ الحياة حضورًا، واليوم صارت ذكراه تؤلم القلب كلما مرّ اسمه في حديث أو صورة؟.
ليس عيبًا أن نُظهر محبتنا، ولا ضعفًا أن نسأل عن من نحب ونقترب منهم. فهناك قلوب تنتظر كلمة، وهناك أرواح لا تحتاج أكثر من احتواء بسيط لتستمر. اسألوا عن أحبتكم مهما باعدت بينكم المسافات، واعتذروا إذا أخطأتم، وسامحوا إذا أحببتم، فالعمر أقصر من أن نقضيه في خصام وكبرياء لا فائدة منه.
اقتربوا من أهلكم… فالأم حين ترحل لا تُعوَّض، والأب حين يغيب يسقط سندٌ من الروح لا يمكن استبداله. حافظوا على أصدقائكم الحقيقيين، فهم أوطان صغيرة في قلوبنا. واهتموا بمن يهتم بكم، فليس كل من حولنا يبقى، ولا كل من يرحل يعود.
اصنعوا ذكريات جميلة مع من تحبون، فهذه الذكريات ستكون عزاءكم حين يداهمكم الفقد يومًا ما. التقطوا الصور، اكتبوا الرسائل، تحدثوا طويلًا، وعيشوا بحب… فالحب لا يُقاس بما نقوله، بل بما نفعله قبل فوات الأوان.
أحبوهم الآن… قبل أن تشتاق أعينكم لملامح لن تراها،
وقبل أن يبحث صوتكم عن أسماء سكنت المقابر،
وقبل أن تقولوا: ليتني قلت… ليتني فعلت… ليت العمر عاد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحياة زحمة الحياة زيارة ابتسامة مكالمة الأحبة الفرص
إقرأ أيضاً:
لم يفت الأوان أبدا للإقلاع عن التدخين.. دراسة تدعم ذلك
وجدت دراسة جديدة أن التراجع الإدراكي يقل لدى الأفراد الذين يقلعون عن التدخين مقارنة بنظرائهم المدخنين.
ونظرا لأن تباطؤ التدهور المعرفي يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف، فإن نتائج الدراسة تضاف إلى مجموعة الأدلة التي تشير إلى أن الإقلاع عن التدخين قد يحمي من المرض.
وأجرى الدراسة باحثون من كلية لندن الجامعية، ونشرت نتائج الدراسة في مجلة "ذا لانسيت لطول العمر الصحي" (The Lancet Healthy Longevity) يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
وقارنت الدراسة أكثر من 4700 مشارك أقلعوا عن التدخين بعدد مماثل من الأشخاص الذين واصلوا التدخين. وتطابقت المجموعتان من حيث درجاتهما الإدراكية الأولية وعوامل أخرى، مثل العمر والمستوى التعليمي وبلد الميلاد.
وبلغت أعمار المشاركين 40 عاما فأكثر (بمتوسط عمر 58 عاما)، واستُخدمت بيانات أفراد من 12 دولة شملت إنجلترا والولايات المتحدة وعددا من الدول الأوربية.
وقارنت نتائج الاختبارات المعرفية بين الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين بنتائج مجموعة ضابطة مماثلة استمرت في التدخين.
قالت الدكتورة ميكايلا بلومبيرغ، الباحثة المشاركة في الدراسة من معهد علم الأوبئة والرعاية الصحية بكلية لندن الجامعية، إن "دراستنا تشير إلى أن الإقلاع عن التدخين قد يساعد الناس على الحفاظ على صحة إدراكية أفضل على المدى الطويل، حتى في الخمسينيات من العمر أو أكثر".
وأضافت: "نعلم بالفعل أن الإقلاع عن التدخين، حتى في مراحل متقدمة من العمر، غالبا ما يتبعه تحسن في الصحة البدنية، ويبدو أنه، بالنسبة لصحتنا الإدراكية أيضا، لم يفت الأوان أبدا للإقلاع عن التدخين".
وتعد هذه النتيجة مهمة بشكل خاص، لأن المدخنين في منتصف العمر وكبار السن أقل ميلا لمحاولة الإقلاع عن التدخين مقارنة بالفئات الأصغر سنا.
إعلانوإن الأدلة على أن الإقلاع عن التدخين قد يدعم الصحة الإدراكية قد توفر دافعا جديدا مقنعا لهذه الفئة لمحاولة الإقلاع عن التدخين.
ويضر التدخين بصحة الدماغ جزئيا، لأنه يؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية، إذ يسبب تلفا في الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ بالأكسجين.
ويؤثر على الصحة الإدراكية من خلال التسبب في التهاب مزمن وإتلاف خلايا الدماغ بشكل مباشر من خلال الإجهاد التأكسدي، نتيجة لتكوين جزيئات غير مستقرة تسمى الجذور الحرة.
وأشار فريق البحث إلى أن نتائجهم تتفق مع دراسات سابقة تظهر أن البالغين الذين تزيد أعمارهم على 65 عاما والذين أقلعوا عن التدخين في بداية أو منتصف العمر لديهم درجات معرفية مماثلة لمن لم يدخنوا قط، وأن المدخنين السابقين وغير المدخنين لديهم خطر مماثل للإصابة بالخرف بعد عقد أو أكثر من الإقلاع عن التدخين.