RT Arabic:
2025-12-14@11:11:05 GMT

4 ملايين قتيل على ضفاف "نهر الأحزان"!

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

4 ملايين قتيل على ضفاف 'نهر الأحزان'!

أكبر الكوارث في تاريخ البشرية لم تحدث بسبب الزلازل ولا البراكين ولا حتى الأسلحة النووية بل كانت نتيجة فيضان وسيول عارمة قضت على أعداد هائلة من البشر.

إقرأ المزيد لا تندهش! قد تمطر السماء ذهبا وعناكب وأسماكا!

تلك الكارثة كانت طبيعية وتمثلت في أسوأ فيضان في التاريخ البشري، وكان سبقه في نفس المكان فيضان كارثي يعد الثاني بالنسبة لعدد الضحايا.

النهر الأصفر الذي يتدفق في شمال الصين يطلق عليه اسم آخر أكثر تعبيرا هو "نهر الأحزان". هذا النهر هو مهد الحضارة الصينية العظيمة وهو في نفس الوقت لعنتها الدائمة. لم يكن "نهر الاحزان" وحده متمردا وقاسيا بل حتى النهرين الصينيين الآخرين "يانغتسي" و"هواي" يتميزان بمزاج حاد وقاس.

النهر الأصفر حصل على هذا الاسم بسبب الأطنان العديدة من طمي "اللوس" الرخو الأصفر الذي يحمله في مياهه. يستقر الطمي في القاع ويرتفع مجرى النهر بثبات، وكلما أصبح النهر ضحلا، انتشر على نطاق أوسع ، مهددا بإغراق الأراضي المكتظة بالسكان على الضفتين.

لم يقف الإنسان هنا متفرجا على الخطر الداهم، وضفاف النهر الأصفر محصنة بالسدود، لكن بعد قرون من مشاريع حجز المياه الكبيرة التي كان من المفترض أن تكبح جماح النهر الأصفر في مجراه، ارتفع مستواه بدرجة كبيرة وتدفقت مياهه في العديد من الأماكن فوق الحقول المحيطة. لذلك، حين يتحطم السد، تكون النتائج كارثية، ولا ترتفع هنا مياه الفيضانات تدريجيا، كما يحدث مع معظم الأنهار، ولكن تسقط من الأعلى، وتجرف كل شيء في طريقها بقوة كبيرة.

إثر هطول أمطار غزيرة في هذه المنطقة، قضت الفيضانات في عام 1887 على حوالي 900000 شخص، واصبح بذلك ثاني  أكبر كارثة طبيعية على الأرض.

أما أسوأ كارثة طبيعية في التاريخ فقد ضرت وسط الصين في عام 1931 وكانت ناجمة عن حزمة متكاملة   من الظروف الجوية القاسية التي اجتمعت في  أسوأ الأوقات منها:

الصين تعرضت لجفاف شديد من عام 1928 إلى عام 1930.

بعد ذلك، تسبب شتاء عام 1930 القاسي بشكل استثنائي في تراكم كمية كبيرة بشكل غير عادي من الثلوج والجليد في منابع الأنهار.

كانت الأعاصير نشطة بشكل غير مسبوق. عادة لا يحدث أكثر من اثنين منها في العام، فيما ضربت في عام 1931، تسعة أعاصير المنطقة في وقت واحد.

حين اجتمعت هذه الظروف الاستثنائية، أصبحت الكارثة حتمية. جميع الأنهار الثلاثة الكبرى في الصين "يانغتسي" و"النهر الأصفر" و"هواي"، اندفعت المياه في سيول عارمة على ضفافها.

بدأت الكارثة بازدياد ارتفاع منسوب المياه ليلة 21 أغسطس 1931 في بحيرة "جاويو" في مقاطعة جيانغسو الشمالية بسبب الأمطار والرياح الشديدة ، وعجزت السدود عن تحمل ضربات الأمواج. اندفع سيل عارم من الماء مصحوب بهدير مرعب في شوارع مدينة "جاويو" النائمة. قتل أكثر من 10000 شخص هناك في ذلك اليوم، لقى معظم الضحايا مصرعهم وهم نيام.

مياه نهر "يانغتسي" ارتفعت إلى درجة أن جميع الوديان المحيطة غمرت بالمياه. وبحلول بداية شهر أغسطس، أجبرت المياه عددا هائلا يقدر بنصف مليون شخص على ترك منازلهم والخروج هائمين على وجوههم بحثا عن المأوى والغذاء.

اتسعت الفيضانات وتأثرت بشدة ستة عشر مقاطعة من المقاطعات الثلاث والعشرين في الصين، وجرفت العاصمة في ذلك الوقت "نانجينغ" تماما. وفي بعض الأماكن، ارتفع منسوب المياه 16 مترا.

الأراضي الزراعية والمساكن على طول الأنهار دمرت، وتلفت محاصيل الأرز والقمح في بلد فقير للغاية في تلك الحقبة. تأثر 53 مليون شخص، وكان عدد الضحايا مروعا، حيث يعتقد أن حوالي 150.000 شخص ماتوا غرقا، بينما لقي ملايين آخرون  حتوفهم من الجوع والأمراض والأوبئة اللاحقة.

تفشى الجوع الشديد إلى درجة أن الكثير من السكان وصل بهم الأمر إلى أكل لحوم البشر وبيع أطفالهم، ومن بقي حيا تكفلت به الأمراض والأوبئة بما في ذلك الكوليرا والملاريا والحصبة والجدري.

في المجموع، قتلت الفيضانات والكوارث ذات الصلة ما يصل إلى 4 ملايين شخص، ودخل فيضان عام 1931 في الصين التاريخ باعتباره أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ البشرية.

المصدر: RT

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أرشيف فيضانات

إقرأ أيضاً:

إنجلترا تواجه ''أسوأ سيناريو'' مع ارتفاع حالات الإنفلونزا بـ55% خلال أسبوع

قالت ميغانا بانديت: "مع الطلب القياسي على أقسام الطوارئ وخدمات الإسعاف، وإضراب الأطباء المقيمين الوشيك، فإن موجة الإنفلونزا تضع الهيئة أمام أسوأ سيناريو ممكن".

تشهد هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا موجة من الإنفلونزا، إذ ارتفع عدد المرضى المصابين بالفيروس داخل المستشفيات بنسبة 55% خلال أسبوع واحد، ليصل متوسط المصابين يوميًا إلى 2,660 مريضًا، وهو أعلى رقم في هذا الوقت من العام.

وقالت ميغانا بانديت، المديرة الطبية الوطنية في الهيئة إن "عدد المرضى داخل المستشفيات مرتفع بالنسبة لهذا الوقت من السنة".

وأضافت: "مع الطلب المتزايد على أقسام الطوارئ وخدمات الإسعاف، وإضراب الأطباء المقيمين الوشيك، فإن موجة الإنفلونزا الشديدة تضع الهيئة أمام أسوأ سيناريو ممكن"، مشددة على أن العاملون ''يبذلون أقصى جهودهم لتقديم أفضل رعاية للمرضى".

وأشار تقرير الهيئة إلى أن أعداد مرضى الإنفلونزا في المستشفيات سجل ارتفاعا بشكل مفزع مقارنة بالعام الماضي (1,861 مريضًا) وعام 2023 (402 مريضًا).

وناشدت بانديت المواطنين المؤهلين للتطعيم الإسراع بحجز المواعيد أو زيارة مراكز التطعيم، مؤكدة أن اللقاح يمثل أفضل وسيلة لحماية الأفراد والمجتمع من مضاعفات المرض.

Related بريطانيا تفرض قيودا على تصدير اللقاحات ضد الانفلونزا فايزر- بايونتيك ستبدآن تجارب على لقاح مركب مضاد لـ"كوفيد-19" و"الانفلونزا"منظمة الصحة العالمية: خطر كوفيد-19 قد يصبح "هذا العام" شبيهًا بخطر الانفلونزا الموسمية

وفي سياق متصل، أشار خبراء الصحة إلى أن التصريحات الأخيرة لبعض قيادات الهيئة حول ضرورة ارتداء الكمامات من قبل المصابين بالإنفلونزا قد تسببت في "ارتباك" لدى الجمهور بشأن الإجراءات الاحترازية المطلوبة.

وقالت فرانشيسكا كافالارو، من مؤسسة الصحة، إن الضغوط الحالية تكشف هشاشة النظام الصحي البريطاني، موضحة أن الميزانية الأخيرة لم توفر تمويلًا إضافيًا لدعم الخدمات الأساسية.

وسجّلت أقسام الطوارئ في نوفمبر 2.35 مليون زيارة، وهو رقم يزيد بأكثر من 30 ألف زيارة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. كما ارتفع نشاط الإسعاف بشكل كبير، حيث تم تسجيل 802,525 حادثة.

جدير بالذكر أن أعداد حالات الإنفلونزا الأسبوعية في إنجلترا بلغت ذروتها عند 5,408 مرضى الشتاء الماضي، ووصلت إلى 5,441 خلال شتاء 2022-2023.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • أسوأ سيناريو يواجهه حزب الله.. قوات دولية ستدخل الحرب؟
  • سعر الذهب اليوم الأحد 14 ديسمبر 2025.. الأصفر يستقر في محلات الصاغة
  • «الخط الأصفر» .. كيف يعيد كيان الاحتلال رسم خريطة غزة بالقوة ؟
  • المعدن الأصفر يواصل الصعود.. الذهب يربك حسابات المتعاملين في المملكة
  • بعد 20 عاما.. صحفي بريطاني يعود إلى الضفة ليجدها أسوأ مما تخيّل
  • ملايين الأوروبيين بلا تدفئة كافية.. أين يبلغ فقر الطاقة أسوأ مستوياته؟
  • فيضانات واشنطن.. المياه تصل سقوف منازل وتكسر أرقاما قياسية
  • الصليب الأحمر: المدنيون في السودان يواجهون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميًا
  • إنجلترا تواجه ''أسوأ سيناريو'' مع ارتفاع حالات الإنفلونزا بـ55% خلال أسبوع
  • وزير الكهرباء يزور جناح هيئة الطاقة الذرية