RT Arabic:
2025-05-15@06:34:39 GMT

4 ملايين قتيل على ضفاف "نهر الأحزان"!

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

4 ملايين قتيل على ضفاف 'نهر الأحزان'!

أكبر الكوارث في تاريخ البشرية لم تحدث بسبب الزلازل ولا البراكين ولا حتى الأسلحة النووية بل كانت نتيجة فيضان وسيول عارمة قضت على أعداد هائلة من البشر.

إقرأ المزيد لا تندهش! قد تمطر السماء ذهبا وعناكب وأسماكا!

تلك الكارثة كانت طبيعية وتمثلت في أسوأ فيضان في التاريخ البشري، وكان سبقه في نفس المكان فيضان كارثي يعد الثاني بالنسبة لعدد الضحايا.

النهر الأصفر الذي يتدفق في شمال الصين يطلق عليه اسم آخر أكثر تعبيرا هو "نهر الأحزان". هذا النهر هو مهد الحضارة الصينية العظيمة وهو في نفس الوقت لعنتها الدائمة. لم يكن "نهر الاحزان" وحده متمردا وقاسيا بل حتى النهرين الصينيين الآخرين "يانغتسي" و"هواي" يتميزان بمزاج حاد وقاس.

النهر الأصفر حصل على هذا الاسم بسبب الأطنان العديدة من طمي "اللوس" الرخو الأصفر الذي يحمله في مياهه. يستقر الطمي في القاع ويرتفع مجرى النهر بثبات، وكلما أصبح النهر ضحلا، انتشر على نطاق أوسع ، مهددا بإغراق الأراضي المكتظة بالسكان على الضفتين.

لم يقف الإنسان هنا متفرجا على الخطر الداهم، وضفاف النهر الأصفر محصنة بالسدود، لكن بعد قرون من مشاريع حجز المياه الكبيرة التي كان من المفترض أن تكبح جماح النهر الأصفر في مجراه، ارتفع مستواه بدرجة كبيرة وتدفقت مياهه في العديد من الأماكن فوق الحقول المحيطة. لذلك، حين يتحطم السد، تكون النتائج كارثية، ولا ترتفع هنا مياه الفيضانات تدريجيا، كما يحدث مع معظم الأنهار، ولكن تسقط من الأعلى، وتجرف كل شيء في طريقها بقوة كبيرة.

إثر هطول أمطار غزيرة في هذه المنطقة، قضت الفيضانات في عام 1887 على حوالي 900000 شخص، واصبح بذلك ثاني  أكبر كارثة طبيعية على الأرض.

أما أسوأ كارثة طبيعية في التاريخ فقد ضرت وسط الصين في عام 1931 وكانت ناجمة عن حزمة متكاملة   من الظروف الجوية القاسية التي اجتمعت في  أسوأ الأوقات منها:

الصين تعرضت لجفاف شديد من عام 1928 إلى عام 1930.

بعد ذلك، تسبب شتاء عام 1930 القاسي بشكل استثنائي في تراكم كمية كبيرة بشكل غير عادي من الثلوج والجليد في منابع الأنهار.

كانت الأعاصير نشطة بشكل غير مسبوق. عادة لا يحدث أكثر من اثنين منها في العام، فيما ضربت في عام 1931، تسعة أعاصير المنطقة في وقت واحد.

حين اجتمعت هذه الظروف الاستثنائية، أصبحت الكارثة حتمية. جميع الأنهار الثلاثة الكبرى في الصين "يانغتسي" و"النهر الأصفر" و"هواي"، اندفعت المياه في سيول عارمة على ضفافها.

بدأت الكارثة بازدياد ارتفاع منسوب المياه ليلة 21 أغسطس 1931 في بحيرة "جاويو" في مقاطعة جيانغسو الشمالية بسبب الأمطار والرياح الشديدة ، وعجزت السدود عن تحمل ضربات الأمواج. اندفع سيل عارم من الماء مصحوب بهدير مرعب في شوارع مدينة "جاويو" النائمة. قتل أكثر من 10000 شخص هناك في ذلك اليوم، لقى معظم الضحايا مصرعهم وهم نيام.

مياه نهر "يانغتسي" ارتفعت إلى درجة أن جميع الوديان المحيطة غمرت بالمياه. وبحلول بداية شهر أغسطس، أجبرت المياه عددا هائلا يقدر بنصف مليون شخص على ترك منازلهم والخروج هائمين على وجوههم بحثا عن المأوى والغذاء.

اتسعت الفيضانات وتأثرت بشدة ستة عشر مقاطعة من المقاطعات الثلاث والعشرين في الصين، وجرفت العاصمة في ذلك الوقت "نانجينغ" تماما. وفي بعض الأماكن، ارتفع منسوب المياه 16 مترا.

الأراضي الزراعية والمساكن على طول الأنهار دمرت، وتلفت محاصيل الأرز والقمح في بلد فقير للغاية في تلك الحقبة. تأثر 53 مليون شخص، وكان عدد الضحايا مروعا، حيث يعتقد أن حوالي 150.000 شخص ماتوا غرقا، بينما لقي ملايين آخرون  حتوفهم من الجوع والأمراض والأوبئة اللاحقة.

تفشى الجوع الشديد إلى درجة أن الكثير من السكان وصل بهم الأمر إلى أكل لحوم البشر وبيع أطفالهم، ومن بقي حيا تكفلت به الأمراض والأوبئة بما في ذلك الكوليرا والملاريا والحصبة والجدري.

في المجموع، قتلت الفيضانات والكوارث ذات الصلة ما يصل إلى 4 ملايين شخص، ودخل فيضان عام 1931 في الصين التاريخ باعتباره أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ البشرية.

المصدر: RT

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أرشيف فيضانات

إقرأ أيضاً:

بازل.. وجهة مثالية تمزج بين جمال النهر وروح المتاحف وسحر الشوارع القديمة

تتميز مدينة بازل السويسرية بمزجها بين ملامح الحداثة الصارخة والتاريخ، حيث تتماهى ناطحات السحاب مع صروح الفن الكلاسيكي والمعاصر. ولا تقتصر أهمية بازل على كونها مدينة صناعية، بل تتخطى ذلك لتمثّل عاصمة معمارية وثقافية تنبض بالحياة وتدهش السياح بمتاحفها المتنوعة ومعارضها المبتكرة.

قاعة "جوجيلي هاله"

وتبدأ الجولة السياحية من قاعة "جوجيلي هاله"، والتي يطلق عليها سكان بازل قاعة "سانت جاكوبس هاله"، وتمتاز هذه القاعة بالكثير من التركيبات الخرسانية المكشوفة والخطوط الواضحة والسقف المتدلي وسط المساحات الخضراء الواقعة على الحافة الجنوبية الشرقية لمدينة بازل، ويعتبر هذا المبنى مثالا بارزا على أسلوب "الوحشية المعمارية" في سويسرا خلال حقبة السبعينيات من القرن المنصرم.

وتعتبر بازل بمثابة العاصمة المعمارية لسويسرا أيضا؛ حيث تفتخر المدينة بوجود أعمال لـ13 مهندسا من الحائزين جائزة "بريتزكر" المعمارية المرموقة، وتنتشر هذه الأعمال في المدينة وفي المنطقة المحيطة بها، كما توفر المدينة السويسرية أيضا لعشاق الفنون والثقافة مجموعة كبيرة من المتاحف المختلفة، والتي تضم بالطبع متحف العمارة السويسري.

تمتاز قاعة "جوجيلي هاله" بالتركيبات الخرسانية المكشوفة والخطوط الواضحة والسقف المتدلي وسط المساحات الخضراء (وكالة الأنباء الألمانية) أعلى مبنى في سويسرا

حتى أن أعلى مبنى في سويسرا لا يوجد في زيورخ أو العاصمة الاتحادية بيرن، بل في مدينة بازل الواقعة على نهر الراين، وهو عبارة عن برج "روش 2″، وقد تم تشييد هذا البرج المزدوج عام 2022 لشركة الأدوية العالمية، ويصل ارتفاعه إلى 205 أمتار، وحل محل برج روش الأول، باعتباره حامل الرقم القياسي قبل 3 سنوات لأعلى المباني في سويسرا.

إعلان

وقد صمم هذا البرج مكتب التصميم المعماري "هيرتزوغ آند دي مورون" الشهير، ويقع على مسافة أمتار قليلة من الكورنيش المطل على ضفاف نهر الراين، وبالقرب من أحياء العمال القديمة مباشرة.

وترتبط الصناعة والفن والعمارة في بازل ارتباطا وثيقا، وتعتبر هذه المدينة ثالث أكبر مدينة في سويسرا بعد زيورخ وجنيف، ويقطنها أكثر من 200 ألف نسمة وينحدرون من نحو 170 بلدا مختلفا. ويقع متحف "تينغويلي"، الذي صممه المهندس المعماري السويسري "ماريو بوتا" بجوار المقر الرئيسي لشركة الأدوية "روش" العملاقة، والتي تتولى أيضا إدارة المتحف.

ويحمل هذا المتحف اسم الفنان السويسري "جان تينغويلي" المنحدر من مدينة بازل، والذي اشتهر بابتكار منحوتات آلية ضخمة من الخردة ليس لها أي غرض على الإطلاق، ومن المؤكد أن هذا المتحف يستحق الزيارة.

يعد برج "روش 2" أعلى مبنى في مدينة بازل السويسرية حيث يصل ارتفاعه إلى 205 أمتار (وكالة الأنباء الألمانية)

ولا تقتصر المنافسة بين شركتي روش ونوفارتس على مجال الأدوية فحسب، بل إن مقر شركة نوفارتس يقع في مدينة بازل أيضا، وتشتهر بمكاتبها ومختبراتها الرائعة من الناحية المعمارية، وإلى جانب مكتب التصميم المعماري "هيرتزوغ آند دي مورون" يوجد في مدينة بازل العديد من الأسماء اللامعة الأخرى مثل "فرانك جيري" و"ريتشارد سيرا" و"سانا" وكذلك مكتب التصميم "دينر آند دينر".

ولقد أسهمت الصناعة في تشكيل صورة مدينة بازل، والتي لا تزال مهملة إلى حد ما، وتتمتع المدينة بتاريخ طويل باعتبارها مركزا لصناعات النسيج والأصباغ والكيميائيات، ولا تزال هذه الصناعات حاضرة إلى اليوم، ولا تزال الصورة الذهنية للمدينة مرتبطة بالطرق السريعة الرمادية ومداخن المصانع، مما يدفع الكثير من السياح إلى مواصلة رحلتهم إلى الجنوب للوصول إلى إيطاليا.

إعلان نهر الراين نظيف وآمن للسباحة

أصبحت مياه نهر الراين نظيفة جدا، لدرجة أنه يمكن السباحة بدون أي قلق. وأشار "إيف بارات" إلى أنه يتم فحص جودة المياه بصورة منتظمة خلال موسم السباحة في 3 مواقع مختلفة، وأضاف الكيميائي في إدارة الصحة في كانتون بازل شتات قائلا، "تشير القياسات إلى أنه يمكن الاستحمام في مياه نهر الراين بدون أي قلق عندما تكون المياه صافية".

وهناك العديد من المواقع المخصصة للسباحة، وأحدها يقع بجانب متحف "تينغويلي" وحمامات الراين، ويمكن للسياح استعارة أكياس مقاومة للماء، تعرف باسم "فيكلفيش" مجانا من مكتب المعلومات السياحية في "بارفوسر بلاتس" عند الرغبة في الانجراف مع تيار النهر.

يقع متحف "تينغويلي" بجوار المقر الرئيسي لشركة الأدوية "روش" العملاقة التي تتولى إدارته (وكالة الأنباء الألمانية) أجواء العصور الوسطى

ويتفاجأ السياح عند زيارة وسط المدينة لأول مرة من الأجواء الساحرة للعصور الوسطى حول ساحة السوق وساحة "بارفروسر بلاتس"، وتجتمع حكومة بازل وبرلمانها في مبنى البلدية المميز باللون الأحمر، والذي يلفت الأنظار إليها بلوحاته الخارجية.

ومن شرفة "بفالتس" بالكاتدرائية القريبة ينعم السياح بإطلالة رائعة على مدينة بازل الصغرى أو "كلاين بازل" الواقعة على الضفة اليمنى لنهر الراين، حيث ينعطف النهر شرقا نحو بحيرة "كونستانس".

ويقع متحف بازل التاريخي على تلة الكاتدرائية أيضا في كنيسة "بارفوسر"، ويسلط هذا المتحف الضوء على هوية المدينة من المنظور الثقافي، وتقع المدينة عند نقطة التقاء حدود سويسرا وألمانيا وفرنسا.

تتميز مدينة بازل السويسرية بعبق التاريخ الذي يفوح من شوارعها ومبانيها العتيقة رغم حداثتها (وكالة الأنباء الألمانية)

ويقع متحف الفنون الرائع على مسافة بضع دقائق سيرا على الأقدام، ويتكون هذا المتحف من مبنى قديم ومبنى آخر جديد مرتبط به تحت الأرض، وقد تكلف هذا المتحف 100 مليون فرنك سويسري، ويعرض هذا المتحف لوحات الفنانين العالميين مثل "هولباين" و"رامبرانت" و"بروننز"، ومرورا برواد الحداثة مثل "جوجان" و"فان جوخ" و"بيكاسو"، ووصولا إلى فناني البوب آرت مثل "روي ليشتنشتاين" و"آندي وارهول"، وعادة ما يتم عرض هذه الأعمال بدعم من شركات الأدوية والبنوك.

الرومانسية الصناعية

كما تعتبر بازل مقصدا لعشاق "الرومانسية الصناعية"، حيث يمكنهم التوجه إلى منطقة "دراي شبيتز" الواقعة على أطراف المدينة، والتي كانت في السابق مستودعا جمركيا حرا للمنتجات الصناعية في بازل.

يعرض متحف الفنون لوحات لفنانين عالميين مثل هولباين ورامبرانت وبروننز مرورا برواد الحداثة مثل جوجان وفان جوخ (وكالة الأنباء الألمانية)

ولكنها اليوم تضم توليفة متنوعة من الأستوديوهات والجامعات ومكاتب التصميم المعمارية والمتاحف في مباني المصانع القديمة ومسارات السكك الحديدية المهجورة، ومنها على سبيل المثال "بيت الفنون الإلكترونية"، والذي يهتم بأشكال التأثير الاجتماعي لوسائل الميديا الجديدة وأشكال الفنون الرقمية، وقد تم افتتاح متحف "كونستهاوس بازل لاند" للفن المعاصر في عام 2024، وكثيرا ما تفوت هذه المعالم السياحية الزوار، الذين يمرون سريعا جانب بازل على الطرق السريعة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • سعيد بن سلطان يرعى الأمسية الموسيقية الفريدة "وترٌ على ضفاف عُمان".. الخميس
  • الموارد: إنجاز 90% من أعمال تأهيل ضفاف دجلة
  • ضحايا بين قتيل وجريح في حادث سير مروع بالصويرة
  • جهاز النهر: مشاكل فنية واعتداءات تعيق المياه إلى الرحيبات.. والصيانة جارية
  • وزير "البيئة" يبحث آفاق التعاون المثمر في مجالات المياه والزراعة مع الصين
  • اكتشاف مضادات حيوية في مئات الأنهار حول العالم
  • وزير البيئة يبحث آفاق التعاون المثمر في مجالات المياه والزراعة مع الصين
  • وزير “البيئة” يبحث آفاق التعاون المثمر في مجالات المياه والزراعة مع الصين
  • بازل.. وجهة مثالية تمزج بين جمال النهر وروح المتاحف وسحر الشوارع القديمة
  • وزير “البيئة” يبحث مع نظيريه في الصين آفاق التعاون المثمر في مجالات المياه والزراعة