الولايات المتحدة تتحرك لطرد شركة هونج كونج تيليكوم
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
أعلنت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية (FCC) عن نيتها طرد شركة هونج كونج تيليكوم (HKT) من شبكات الاتصالات داخل الولايات المتحدة، متذرعةً بمخاوف تتعلق بالأمن القومي.
الخطوة تأتي ضمن جهود متزايدة من جانب واشنطن لتقليص النفوذ الصيني داخل البنية التحتية للاتصالات الأمريكية، خاصة في ظل تصاعد القلق من احتمالات التجسس الإلكتروني والسيطرة التقنية عبر الشركات الأجنبية.
وأرسلت لجنة الاتصالات الفيدرالية إلى الشركة أمرًا رسميًا بعنوان "أمر لإبداء الأسباب"، يُلزمها بتقديم تبريرات مقنعة تُفسر لماذا لا ينبغي للوكالة البدء في إجراءات سحب تراخيصها داخل الولايات المتحدة.
ويتضمن الأمر، الذي يمتد على 30 صفحة، سلسلة من المبررات القانونية والفنية التي تدعم قرار اللجنة، أبرزها تطبيق متطلبات جديدة تتعلق بالإفصاح والشفافية بالنسبة للكيانات المملوكة أو الخاضعة لسيطرة دول أجنبية تُعتبر معادية للولايات المتحدة.
وقال بريندان كار، أحد المفوضين البارزين في لجنة الاتصالات الفيدرالية، في بيان رسمي: "يُواصل أمر اليوم عمل اللجنة لضمان عدم قدرة الكيانات الخاضعة لسيطرة الحزب الشيوعي الصيني، والتي تُشكل خطرًا على الأمن القومي لبلدنا، على الاتصال بشبكاتنا أو الوصول إلى بنيتنا التحتية الحيوية."
تُعد شركة هونج كونج تيليكوم واحدة من أكبر مزودي خدمات الاتصالات في هونج كونج وتُعتبر تابعة لشركة الاتصالات العملاقة PCCW، ووفقًا لتقارير رسمية، تمتلك شركة "تشاينا يونيكوم" الحكومية نحو 18% من أسهم PCCW، ما يثير قلق السلطات الأمريكية بشأن التأثير الصيني غير المباشر على أعمال HKT داخل الأراضي الأمريكية.
وتُعتبر هذه الخطوة امتدادًا لسلسلة من الإجراءات التي اتخذتها واشنطن خلال السنوات الأخيرة ضد شركات اتصالات صينية كبرى، مثل "هواوي" و"زد تي إي"، والتي وُضعت على القوائم السوداء بسبب مخاطر مزعومة تتعلق بالتجسس الإلكتروني واستخدام البيانات لأغراض استخباراتية.
وفي السياق نفسه، تُخطط لجنة الاتصالات الفيدرالية لعقد جلسة تصويت في 28 أكتوبر الجاري، للنظر في إجراءات جديدة تهدف إلى تعزيز حماية سلسلة توريد معدات الاتصالات داخل الولايات المتحدة. وستشمل الخطوات المقترحة تشديد معايير منح تراخيص استيراد وتصنيع المعدات التقنية، والتأكد من خلوها من مكونات قد تُستخدم كقنوات تسلل رقمية من جهات أجنبية.
وتأتي هذه التطورات في وقتٍ تتزايد فيه المواجهة التنظيمية والاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة، إذ شهد الشهر الماضي تحركات متزامنة من الطرفين لتقييد الوصول إلى التقنيات الحيوية. ففي حين تواصل واشنطن فرض قيود على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي والمعدات المتقدمة إلى الشركات الصينية، تُكثّف بكين من جانبها الرقابة على عمليات الاستحواذ الأجنبية داخل سوقها المحلي، كما تُشدد القيود على تصدير المعادن الأرضية النادرة الضرورية لصناعة الإلكترونيات العالمية.
ويرى محللون أن هذه الخطوات المتبادلة تعكس تصاعد "حرب التكنولوجيا" بين القوتين الاقتصاديتين، حيث تسعى كل منهما إلى تأمين سلاسل الإمداد ومنع الطرف الآخر من الهيمنة على التقنيات المستقبلية، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والاتصالات وشبكات الجيل السادس.
ويُشير خبراء الأمن السيبراني إلى أن القرار ضد شركة هونج كونج تيليكوم ليس مجرد إجراء تنظيمي، بل رسالة سياسية واضحة مفادها أن الولايات المتحدة تُضيّق الخناق على أي كيان قد يُشتبه في ارتباطه بالحكومة الصينية.
كما يُتوقع أن يُعيد هذا القرار إشعال التوترات التجارية بين الجانبين، خصوصًا في ظل استمرار المفاوضات حول اتفاقيات تجارية جديدة تهدف لتقليل الاعتماد المتبادل بين الأسواق الأمريكية والصينية.
بهذا التحرك، تؤكد لجنة الاتصالات الفيدرالية أن حماية الأمن القومي الأمريكي تتطلب إعادة تقييم شاملة لكل كيان أجنبي له حضور في البنية التحتية الرقمية للبلاد، في وقت أصبحت فيه الاتصالات السلكية واللاسلكية ساحة جديدة من ساحات الصراع الجيوسياسي بين واشنطن وبكين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية الولايات المتحدة الأمن القومي الاتصالات لجنة الاتصالات الفیدرالیة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الأسواق الآسيوية تتحرك في نطاق ضيق وسط ترقب خفض الفائدة الأمريكية
تحركت الأسهم الآسيوية داخل نطاقات ضيقة خلال تداولات اليوم الاثنين، إذ اتسمت المعنويات بالحذر مع انتظار المستثمرين قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض محتمل لأسعار الفائدة؛ بالتزامن مع تقييم بيانات اقتصادية من اليابان أظهرت تراجعا أكبر من المتوقع في النمو.
وعلى صعيد التداولات الإقليمية، استقر مؤشر نيكي 225 الياباني دون تغيير يذكر، حيث تأثرت معنويات المستثمرين أيضا بتقرير اقتصادي جديد من اليابان، أظهر مراجعة هبوطية لنمو الاقتصاد في الربع الثالث.
فقد أظهرت الأرقام الرسمية أن الناتج المحلي الإجمالي انكمش بنسبة 2.3% سنويا، مقارنة بالتقدير الأولي البالغ 1.8%، نتيجة ضعف الاستثمار الرأسمالي وتراجع الطلب المحلي.
ورغم هذا التعديل السلبي، لا يتوقع أن يغير ذلك التراجع مسار توقعات رفع الفائدة من جانب بنك اليابان المركزي فاستمرار الضغوط التضخمية إلى جانب صمود نمو الأجور يعززان الموقف الداعم لتشديد السياسة النقدية، مع تسعير الأسواق لاحتمال قوي بإقرار زيادة للفائدة خلال اجتماع البنك المقرر يومي 18 - 19 ديسمبر.
وذكر موقع (إنفستنج) الامريكي أن مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية صعد بنسبة 0.3%، وتراجع كل من مؤشر S&P/ASX 200 الأسترالي ومؤشر STI السنغافوري بنسبة 0.3%.
وفي الهند، انخفض مؤشر نيفتي 50 بنسبة 0.1% مع بداية الجلسة.. وشهدت الأسهم الصينية تقلبات حادة، إذ قفز مؤشر شنجهاي شينز 300 بأكثر من 1%، فيما تراجع مؤشر هانج سنج في هونج كونج بنسبة 1.1%.
ووجدت الأسواق بعض الدعم في التوقعات القوية بأن يقدم مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي على خفض الفائدة خلال اجتماعه المقرر غدا وبعد غد.
وساهمت مؤشرات التباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة، ومن بينها ضعف بيانات التوظيف، في رفع احتمالات الخفض بمقدار 25 نقطة أساس إلى نحو 85%، ما عزز الآمال بأن تخفيض تكلفة الاقتراض قد يدعم النمو العالمي وأسواق الأسهم.
لكن تلك الآمال قابلها قدر من الحذر بعدما أشار عدد من مسؤولي بنك الفيدرالي إلى أن قرار ديسمبر لم يحسم بعد، وكان رئيس البنك جيروم باول قد شدد سابقا على أن "القرار ليس مفروغا منه على الإطلاق"، وهو ما أبقى المستثمرين متخوفين من مفاجآت تميل للتشديد.