الجزيرة:
2025-12-08@19:59:04 GMT

بلومبيرغ: اليابان تخطو نحو عصر نووي جديد

تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT

بلومبيرغ: اليابان تخطو نحو عصر نووي جديد

بعد أكثر من عقد على انفجار محطة مفاعلات فوكوشيما النووية الذي هزّ اليابان من أقصاها إلى أقصاها، تجد "أرض الشمس المشرقة" نفسها على مفترق طرق تاريخي.

فالذاكرة المريرة لكارثة فوكوشيما عام 2011 لم تنمح، لكن الحقائق الاقتصادية والجيوسياسية القاسية تفرض إعادة تقييم لمستقبل الطاقة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بالأرقام.

. دراسة مثيرة تقارن بين القدرات العسكرية لروسيا وأوروباlist 2 of 2أميركا تطوّر قنبلة جديدة خارقة للتحصينات.. لماذا الآن؟end of list

وكان زلزال عنيف قد ضرب شمال شرق اليابان يوم 11 مارس/آذار 2011، وتلته موجات تسونامي هائلة خلفت أكثر من 11 ألف قتيل وأضرارا جسمية في الممتلكات، وأعطالا في مفاعلات محطة فوكوشيما النووية التي بثت إشعاعات انتقلت إلى الدول المجاورة.

قرار مهم

وتُعد واقعة منطقة فوكوشيما داييتشي من أعنف الحوادث منذ أسوأ كارثة نووية عرفها العالم، والتي وقعت في محطة تشرنوبل النووية السوفياتية بشمال أوكرانيا سنة 1986.

وفي تقرير إخباري، تكشف وكالة بلومبيرغ الأميركية عن تفاصيل لحظة مفصلية تعيشها اليابان، تجعلها أمام قرار مصيري يحدد مستقبل صناعتها النووية.

وقد عززت الطفرة العالمية في قطاع الطاقة النووية -بفعل الطلب المتزايد من مراكز البيانات العملاقة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي على مصادر طاقة مستقرة ونظيفة- من أهمية هذا القرار.

حتى شركات التكنولوجيا الكبرى مثل مايكروسوفت وغوغل بدأت توقّع عقودا طويلة الأجل مع مطوّري المفاعلات المتقدمة، في وقت تعيد فيه دول مثل بلجيكا النظر في سياساتها النووية.

واقعة فوكوشيما داييتشي من أعنف الحوادث منذ أسوأ كارثة نووية عرفها العالم، والتي وقعت في محطة تشرنوبل النووية السوفياتية بشمال أوكرانيا سنة 1986

مفاعل جديد

وأفاد موقع "بلومبيرغ" أن شركة كانساي للطاقة الكهربائية اليابانية بدأت في 14 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم بإجراء مسح جيولوجي استكشافي لموقع مجاور لمحطتها النووية في بلدة ميهاما الهادئة بمقاطعة فوكوي الساحلية، وهي أول خطوة علنية نحو التفكير في بناء مفاعل نووي جديد بعد حادثة فوكوشيما.

يأتي هذا التحرك -بحسب بلومبيرغ- بعد أكثر من عقد من التراجع الحاد في دعم الطاقة النووية، والذي أدى إلى توقف جميع المفاعلات الـ54 في البلاد، وتآكل خبرات الصناعة، وتحوّل اليابان إلى اعتماد شبه كامل على الوقود الأحفوري المستورد.

إعلان

وأدى هذا التحول إلى استنزاف الثروة الوطنية وزيادة التبعية الجيوسياسية للدول الغنية بالموارد، وهو ما تعهدت رئيسة الوزراء الجديدة، ساناي تاكايتشي، بوضع حد له، مؤكدة أن الطاقة الذرية ضرورية لاستقلال اليابان.

وأوضح التقرير الإخباري أن شركة كانساي شرعت عمليا في تنفيذ 21  بئرا استكشافية حول محطة ميهاما لفحص الطبقات الجيولوجية ومعرفة مدى ملاءمتها لبناء مفاعل جديد، خصوصا من ناحية مقاومة الزلازل.

مشكلة متخصصين

وستستمر هذه العملية حتى سبتمبر/أيلول المقبل، ليتم بعد ذلك اختيار المواقع التي ستخضع لتحقيقات أكثر تفصيلا، على أن يُتخذ القرار النهائي بحلول 2030.

ورغم أن الصناعة اليابانية تمكنت من الحفاظ على الحد الأدنى من خبرات التشغيل عبر الصيانة المستمرة للمفاعلات القائمة، فإن التراجع الحاد في عدد الطلاب المهتمين بمجالات الهندسة النووية -والذي انخفض بنسبة 74% بعد حادثة فوكوشيما- أدى إلى فجوة حقيقية في القوى العاملة، وفقا للتقرير الإخباري.

ولإيقاف هذا النزيف، أنشأت الحكومة "منصة سلسلة التوريد النووية" لتعزيز التعاون بين الجامعات والمؤسسات البحثية والشركات بهدف الحفاظ على المهارات المتخصصة ونقل الخبرات إلى الجيل الجديد.

لكن خبراء يحذرون من أن هذا الجهد لن يكون كافيا إذا لم تُبنَ مفاعلات جديدة فعلا، ذلك أن جزءا كبيرا من المهارات المطلوبة لا يمكن الحفاظ عليه دون ممارسة عملية في مشاريع بناء وتشغيل جديدة.

تبقى التكلفة -طبقا لبلومبيرغ- هي العقبة الكبرى، حيث يقدر المحللون كلفة المفاعل الجديد ما بين 6 إلى 13 مليار دولار

ونقلت بلومبيرغ عن كينجي كيمورا من معهد اقتصاديات الطاقة الياباني، القول إن بناء مفاعلات جديدة قد يستغرق عقدا، وعلى اليابان أن "تبدأ في اتخاذ الإجراءات الآن" لتجنب فقدان الخبرة بالكامل.

وتبقى التكلفة -طبقا لبلومبيرغ- هي العقبة الكبرى، حيث يقدر المحللون كلفة المفاعل الجديد ما بين 6 إلى 13 مليار دولار، مع إمكانية تجاوزها في مشاريع مماثلة عالميا، مما يؤكد أن الدعم الحكومي سيكون ضروريا.

وشددت بلومبيرغ على أن الخطوات الأولية التي بدأت في بلد ميهاما ذات دلالة رمزية تتجلى في إرادة اليابان على استعادة مكانتها النووية، ليس فقط لأسباب اقتصادية وبيئية، بل للحفاظ على إرثها التقني من الاندثار في مواجهة التحديات العالمية المتزايدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات

إقرأ أيضاً:

قصف روسي على مركز للسكك الحديدية قرب كييف وانقطاع الكهرباء عن محطة نووية

أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، أن محطة زابوريجيا الأوكرانية للطاقة النووية انقطعت عنها الكهرباء مؤقتا من مصدر خارج الموقع خلال الليل، بينما قالت شركة السكك الحديدية الحكومية الأوكرانية (أوكرزاليزنيتسيا) إن مركزا للسكك الحديدية قرب العاصمة كييف تعرض لهجوم روسي كبير.

وذكرت الوكالة أن المحطة أعيد توصيلها بخط كهرباء بجهد 330 كيلوفولت بعد انقطاع دام نصف ساعة، لكن الخط البالغ جهده 750 كيلوفولت لا يزال مفصولا.

وأضافت إن العمليات العسكرية واسعة النطاق خلال الليل أثرت على شبكة الكهرباء في أوكرانيا ودفعت محطات الطاقة النووية العاملة إلى خفض الإنتاج، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".

ومن ناحية اخرى، قالت شركة السكك الحديدية الحكومية الأوكرانية إن مركزا للسكك الحديدية قرب العاصمة كييف تعرض لهجوم روسي كبير بطائرات مسيرة وصواريخ مما ألحق أضرارا بمستودع وعربات قطارات.

ولم تبلغ السكك الحديدية عن سقوط أي قتلى أو جرحى جراء الهجوم الذي وقع ليلا في بلدة فاستيف. وكثفت روسيا هجماتها على قطاع الطاقة والبنية التحتية في أوكرانيا خلال الأسابيع القليلة الماضية، مستهدفة محطات الكهرباء ومراكز السكك الحديدية.


وقال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها على منصة "إكس" (تويتر سابقا) "تواصل روسيا تجاهل أي جهود للسلام، وتقصف بدلا من ذلك البنية التحتية المدنية الحيوية، بما في ذلك نظام الطاقة والسكك الحديدية لدينا".

وأضاف "هذا يدل على أنه لا يمكن تأخير أي قرارات لتعزيز قوة أوكرانيا وزيادة الضغط على روسيا، خاصة ليس بحجة عملية السلام".

وقالت شركة أوكرزاليزنيتسيا على تيليجرام إنها اضطرت إلى إلغاء عدد من رحلات قطارات الضواحي قرب العاصمة ومدينة تشيرنيهيف في شمال شرق أوكرانيا.

وأبلغت أجهزة الطوارئ عن اندلاع حريق ووقوع دمار في المنطقة التي تضم محطة السكك الحديدية والمستودع، لكنها لم تخض في تفاصيل. وأشارت أيضا إلى وقوع هجوم على البنية التحتية في منطقة تشيرنيهيف.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها شنت "ضربة كبيرة" خلال الليل ردا على ما وصفته بهجمات أوكرانية على أهداف مدنية.

وذكرت الوزارة أن الضربة استخدمت أسلحة جوية وأرضية عالية الدقة وبعيدة المدى، ومنها صواريخ كينجال الأسرع من الصوت وطائرات مسيرة بعيدة المدى.

وأضافت الوزارة أن الضربة استهدفت مؤسسات عسكرية صناعية في أوكرانيا ومنشآت طاقة تدعم عملياتها وبنية تحتية للموانئ تستخدم لأغراض عسكرية.

قال الجيش الأوكراني إن روسيا أطلقت 653 طائرة مسيرة و51 صاروخا على البلاد خلال الليل. وأضاف أنه تم إسقاط 585 طائرة مسيرة و30 صاروخا.

وقالت وزارة تنمية المجتمعات والأقاليم الأوكرانية إن منشآت لتوليد الطاقة والتدفئة في مناطق تشيرنيهيف وزابوريجيا ولفيف ودنيبروبتروفسك استُهدفت في الهجوم.


وأضافت عبر تيليجرام أن التدفئة توقفت لدى 9500 من السكان وانقطعت إمدادات المياه عن 34 ألف شخص في منطقة أوديسا الجنوبية.

وقالت الوزارة "تعرضت مرافق الموانئ (في أوديسا) للهجوم أيضا.. قطع التيار الكهربائي عن جزء من البنية التحتية، وانتقل المشغلون لاستخدام طاقة المولدات الاحتياطية".

وذكرت وزارة الطاقة الأوكرانية أن الهجمات أصابت بنية تحتية للطاقة في ثماني مناطق خلال الليل، مما تسبب في حالات انقطاع للتيار الكهربائي.

وكتبت الوزارة على تيليجرام "أعمال الإصلاح الطارئة جارية بالفعل حيثما تسمح ظروف السلامة. وتبذل شركات الطاقة قصارى جهدها لإعادة التيار الكهربائي إلى جميع العملاء في أسرع وقت ممكن".

وفي بولندا المجاورة، أفادت إذاعة آر.إم.إف إف.إم الخاصة بأن صفارات الإنذار دوت في وقت مبكر اليوم السبت في لوبارتوف بمنطقة لوبلين في شرق البلاد.

ونقلت آر.إم.إف عن رئيس البلدية قوله إن التحذير جرى تفعيله بسبب الوضع في أوكرانيا.

وسارعت بولندا بنشر طائرات خلال الليل بسبب الهجمات الروسية على أوكرانيا، لكن قيادة العمليات في القوات المسلحة البولندية قالت إنه لم تحدث انتهاكات للمجال الجوي.

مقالات مشابهة

  • محطة تاريخية فارقة.. سلطنة عُمان تحتفل بـ100 عام على اكتشاف النفط والغاز
  • حريق محطة الطاقة الشمسية في نيو ساوث ويلز الأسترالية يثير جدلا واسعا
  • أميركا تتوسع في إنشاء محطات الطاقة النووية لتوليد الكهرباء
  • رئيس شركة الصرف الصحي بالإسكندرية يتفقد محطة الطاقة الشمسية
  • وظائف محطة الضبعة النووية 2025.. الشروط والأوراق المطلوبة وقيمة الراتب
  • قصف روسي على مركز للسكك الحديدية قرب كييف وانقطاع الكهرباء عن محطة نووية
  • براتب 13 ألف جنيه.. «العمل» تعلن عن وظائف جديدة بمحطة الضبعة النووية
  • وكالة الطاقة الذرية تكشف تطورا مخيفا في محطة تشرنوبل النووية
  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية تكشف صدمة مخيفة حول محطة تشرنوبل النووية