سخرية الأسد من السوريين وبوتين وبناء الفراعنة للهرم يسبب صدمة عارمة.. فيديو
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
أثارت التسجيلات المصورة الحصرية التي بثتها قناة "العربية"، والتي تجمع رئيس النظام السوري السابق بشار الأسد ومستشارته السابقة لونا الشبل، موجة صدمة واسعة وغضباً عارماً في المشهد الإقليمي والمحلي.
وكشفت التسجيلات حياة الدائرة المقربة للنظام، تضمن سخرية مسيئة وتهكّماً على الأوضاع الإنسانية والسياسية في البلاد.
أظهرت التسريبات التي انتشرت بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، جانباً صادماً من شخصية رئيس النظام، حيث ظهر إلى جانب لونا الشبل وهما يتبادلان النكات والتعليقات الساخرة على مناطق سورية تعرضت للدمار والمعاناة، في استخفاف واضح بآلام السوريين.
وفي مقطع فيديو آخر سخر من تزيين أهالي منطقة الغوطة لمسجد وجعلها من الرخام، قائلا: “لا يجدون أموالا أو طعاما ويزينون ويبنون المساجد”، مستطردا: “مثل الفراعنة الذين بنوا الهرم من أجل تقديس العبادة”.
كما تضمنت التسجيلات إساءة وتهكماً على أقوى حلفاء النظام؛ وهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مما يزيد من إحراج النظام على الساحة الدولية، قائلا: “بوتين كبير في السن وحيويته بسبب عمليات التجميل”.
ولم تسلم المؤسسات الأمنية من سخرية الأسد، حيث كشفت التسجيلات تهكمه على عناصر الجيش والشرطة الذين يظهرون وهم يؤدون تحية الولاء عبر تقبيل يده، وهو ما اعتبره متابعون إذلالاً مهيناً لأفراد هذه المؤسسات.
وصفت أوساط واسعة، خاصة بين السوريين، هذه التسريبات بأنها تمثل "سقوطاً ثانياً" للأسد.
فبعد أن سقط عسكرياً وسياسياً، يرى الكثيرون أنه سقط هذه المرة سقوطاً أخلاقياً في أعين شعبه، بل وحتى في أعين بعض مناصريه الذين دافعوا عن النظام لسنوات، حيث أظهرت التسجيلات استعلاء الأسد وتجرده من الإحساس تجاه مأساة البلاد.
اقرأ المزيد..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العربية رئيس النظام السوري بشار الأسد لونا الشبل الشبل دولة التلاوة
إقرأ أيضاً:
في بيئة منهارة.. الأمراض تفتك بأجساد السوريين
دمشق – بين مستنقعات الصرف الصحفي المكشوف، والحشرات الناقلة للأمراض، إلى "حراقات" تكرير النفط البدائية، والتسربات النفطية الهائلة، وذكريات الكيمياوي، وواقع الجفاف، تتشكل أمام أعين السوريين خريطة بيئية خطيرة تجعل الصحة العامة أمام تحدٍّ صعب.
في العيادات الشاملة التخصصية بدمشق-شعبة الأمراض الجلدية، تزدحم الغرف بمرضى وفدوا من كل الجغرافيا السورية، تحمل جلودُهم ندوب علل حوّلها الصراع إلى مصادر دائمة للألم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2العفو الدولية: عدالة المناخ تبدأ بمحاسبة إرث الاستعمارlist 2 of 2تورك يحذر من موجة جديدة من "الفظائع" في إقليم كردفانend of listعلى سرير العلاج يستعرض موسى الموسى (52 عاما)، القادم من ريف حلب الغربي، آثار الإصابة بالليشمانيا بمناطق عدة من جسده المنهك. يقول الأطباء إنها بسبب الصرف الصحي المكشوف، الذي هو بيئة مناسبة لذبابة الرمل.
وبجانبه ابنته حلا الموسى المصابة في الكاحل بالمرض ذاته للأسباب عينها.
وفي جهة أخرى من العيادة، يجلس ياسر البيروتي (31 عاما) القادم من ريف حلب الشرقي. ويقول الأطباء إن الجفاف الذي اجتاح المنطقة حوّل السواقي والروافد إلى برك آسنة "تهيئ ولادة مثالية للناقل"، وهو ما تسبب في الكثير من الأمراض.
وهنا أيضا محمود الزين (65 عاما) القادم من ريف دمشق الشمالي الشرقي، وزنوب حسن الشبلي (22 عاما) وغير هؤلاء، وأغلب أمراضهم -وفق الأطباء- مرتبطة بالانهيار البيئي.
وفي يوليو/تموز 2022 تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا "تاريخيا" يرى أن الوصول إلى بيئة نظيفة وصحية ومستدامة يعتبر حقا عالميا من حقوق الإنسان.
يدعو القرار، الذي يستند إلى نص مماثل اعتمده مجلس حقوق الإنسان 2021، الدول والمنظمات الدولية والشركات التجارية إلى تكثيف الجهود لضمان بيئة صحية للجميع.
ويؤكد الدكتور ياسر فروح، رئيس قسم الأمراض السارية والمزمنة بوزارة الصحة السورية، أن تغيّر المناخ رفع درجات الحرارة في المنطقة، مما تسبب بظهور أنواع من القرّاد "لم تكن موجودة سابقا"، تنقل العامل المُمرض لحمّى الكونغو النزفية.
إعلانويضيف أن ظهور هذا العامل الممرض، خصوصا حمى الضنك أو حمى الكونغو، بالعراق مع ضعف السيطرة على الحدود، في ظل الصراع، فتح الباب أمام انتقال المرض لسوريا. ويشير فروح إلى "ارتباط مباشر بين تغيّر المناخ والاحتباس الحراري والصراع"، وهي ثلاثية تضغط على النظام الصحي الهش وتزيد قابلية انتشار الأوبئة.
جفاف ومستنقعات
وتبدو الصورة أكثر قتامة في قراءة الدكتور سامر زكور من وزارة الصحة السورية-الصحة البيئية والمهنية. ويشير إلى أن الجفاف غير المسبوق ونضوب المياه الجوفية تسببا في كارثة، حيث نُصبت المخيمات خلال الحرب بأراضٍ زراعية دون صرف صحي، وهو ما خلق مستنقعات تلوثت بسببها الزروع، وأفرز بيئة حاضنة لليشمانيا، بينما أدى القصف المتكرر وانهيار الخدمات إلى تلوّث الهواء والمياه في ظل غياب الرقابة الصحية.
ويشير زكور إلى خسارة محافظة إدلب وحدها 1.5 مليون شجرة -معظمها زيتون- مما قلل من الغطاء الأخضر الذي يلعب دورا محوريا في تشكل الغيوم وتلطيف المناخ.
ويلفت إلى أن تلوث الهواء خلال السنوات الأخيرة نتيجة فقدان الغطاء النباتي، وفساد النظام السابق إزاء ضبط الانبعاثات الكربونية من المصانع، وتفشي التجارة بالمحروقات المكررة بشكل بدائي (حرّاقات) في منطقة شمال سوريا سببت تلوثا خطيرا للبيئة، انتشرت بسببه الحالات الرَّبوية والأمراض الرئوية الانسدادية المزمنة.
وفي ملف المياه، أدى انقطاع الشبكات وسوء صيانتها إلى تفشٍّ محدود للكوليرا في 2022-2023، بينما لجأ الناس إلى حفر الآبار عشوائيا، مما يهدد الخزان الجوفي وتوازنه المستقبلي.
ويلفت الدكتور أحمد اقزيز، معاون وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، إلى وجود ظواهر مناخية شاذة في سوريا وإلى وجود "تكرار متقارب للكوارث"، فالجفاف الذي كان يضرب البلاد مرة كل خمسين عاما أصبح يتكرر سنويا أو كل عامين.
ويكشف أنه ليس لسوريا اليوم إلا 45 محطة مناخية من أصل 625 مطلوبة لتغطية البلاد وللاستشعار بشأن غاز ثاني أكسيد الكربون، مما يعني غياب البيانات الدقيقة لمعظم المناطق.
ويشير اقزيز إلى انخفاض الإنتاج الزراعي بسبب الظواهر المناخية، مسلطا الضوء على تضرر 25 ألف هكتار من المزروعات الصيفية بفعل الجفاف، وهو رقم يختصر حجم الضربة التي تلقاها الأمن الغذائي والبيئة.
إنذار مبكر
ورغم التحديات، تعمل الحكومة -وفق اقزيز- على تطوير المركز الوطني للمناخ والأرصاد الجوية، المسؤول عن مراقبة الظواهر المناخية، والتنبؤ بها، وتحليل بيانات التلوث، كما يجري التعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائيUNDP لإنشاء أول منظومة إنذار مبكر لحرائق الغابات في سوريا، تعتمد على كشف البؤر الحرارية فور نشوئها لتقصير زمن الاستجابة.
ويسعى هذا النظام، إلى جانب مرصد بيئي موازٍ، إلى إنشاء "منظومة إنذار مبكر متعددة القطاعات" ترسل التحذيرات قبل وقوع الكارثة، وتتيح للحكومة تنفيذ إجراءات احترازية تستند إلى بيانات دقيقة.
إعلانوفيما يخص التسرّب النفطي في دير الزور الذي تشير التقارير إلى قربه من نهر الفرات، يقرّ اقزيز بوجود أثر بيئي "سلبي وواضح" له، ويقول إن الحكومة تعمل على تقييمه، ويشدد على أن محدودية الإمكانيات التقنية تمنع معالجة كل الملفات بالسرعة المطلوبة.
وبشأن تأثير القصف بالأسلحة الكيميائية لمناطق عديدة من سوريا أيام النظام المخلوع، على النظام الصحي وفق ما يقول مراقبون، يرى ياسر فروح أن "الموضوع يحتاج إلى دراسات أكثر".
في المحصلة، تتكامل عوامل الانهيار البيئي والمناخي والصراع لتشكّل دائرة مرضية خانقة تنهك السوريين، وتضغط على النظام الصحي المتهالك.
وبيّن ضعف الموارد وتفاقم الأخطار، تبدو الحاجة ملحّة إلى تدخلات أكثر سرعة وفعالية قبل أن تخرج الأزمات الصحية عن نطاق السيطرة.