التصحر أزمة عالمية مستمرة يفاقمها الجفاف وتغير المناخ
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
أدى ارتفاع درجات الحرارة وسوء إدارة الكوارث إلى زيادة معدلات التصحر في جميع أنحاء العالم. وإلى جانب الجفاف وانخفاض الإنتاجية الزراعية، لا يمكن تجاهل آثار التصحر. وللحد من هذه المعدلات المرتفعة لتدهور الأراضي التي تشهدها مناطق عديدة من العالم، لا بد من إدارة فعّالة للمخاطر حسب الخبراء.
وللتصحر تعريفات متباينة، ولكنه يتركز في الغالب حول الأراضي شبه القاحلة وشبه الرطبة.
وحسب منظمة الأمم المتحدة تتعرض مساحة في العالم بحجم مصر تقريبا، أي نحو 100 مليون هكتار من الأراضي الصالحة والمنتجة، للتدهور سنويا بسبب الجفاف والتصحر، وهو ما يرجع بشكل رئيسي إلى تغير المناخ وسوء إدارة الأراضي.
ويُعد تدهور الأراضي مشكلة عالمية منهجية. وقد ظل حجم المشكلة محل تساؤل لعقود. وحسب دراسة، أعدتها اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، تُشكّل الأراضي الجافة الآن 40.6% من إجمالي مساحة الأرض في العالم (باستثناء القارة القطبية الجنوبية).
كما تضاعف عدد سكان الأراضي الجافة خلال 30 عامًا الماضية ليصل إلى 2.3 مليار نسمة، أي ما يزيد على 25% من سكان العالم. وفي أسوأ سيناريوهات تغير المناخ، قد يرتفع هذا العدد إلى 5 مليارات نسمة بحلول عام 2100.
وتفيد الدراسة الأممية بأن نحو 77% من مساحة اليابسة صارت أكثر جفافا خلال العقود الثلاثة (حتى عام 2020) بالمقارنة مع فترة 30 عاما السابقة.
وتتوقع الأمم المتحدة أن تؤدي آثار التصحر إلى نزوح نحو 50 مليون شخص بحلول عام 2030 نتيجةً لارتفاع درجات الحرارة، وإزالة الغابات على نطاق واسع، وتضرر النظم البيئية في أجزاء كثيرة من العالم.
إعلانوفي آسيا وحدها، تشير التقارير إلى أن أكثر من ملياري شخص سيعيشون في ظروف جافة، بينما تشهد أفريقيا ما لا يقل عن مليار شخص في نفس الظروف.
ويستمر تدهور الأراضي منذ عقود. كما أن الجفاف، وهو من الظواهر الجوية المتطرفة متزايدة الحدوث بسبب الاحتباس الحراري – يُفاقم هذا الوضع، وقد يؤدي إلى استنزاف العناصر الغذائية من التربة وعدم قدرة الأرض على إعادة نمو النباتات.
ويؤدي ذلك إلى جفاف الأراضي التي تغطي حاليًا نحو 40% من مساحة العالم، من مناطق البحر الأبيض المتوسط وجنوب غرب الولايات المتحدة إلى آسيا والشرق الأوسط، وعندما يقترن الجفاف بتدهور الأراضي يؤدي إلى التصحر.
كما تعزى هذه الظاهرة أيضًا إلى أنشطة مثل التوسع الحضري، وتربية الماشية، والتعدين، وتجريف الأراضي، وتوليد الانبعاثات. وبمساهمتها في ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض هطول الأمطار، تُنشئ التدخلات البشرية حلقة مفرغة تُفاقم المشكلة.
ويؤدي تدهور الأراضي إلى انخفاض إنتاجية التربة، مما قد يؤدي إلى مجموعة متنوعة من التعقيدات مثل المخاطر البيئية وانعدام الأمن الغذائي فضلا عن فقدان التنوع البيولوجي وخدمات النظم البيئية المترابطة.
وتشير التقارير إلى أن أكثر من 60% من آسيا الوسطى معرضة لعمليات التصحر. وقد كانت درجات الحرارة المرتفعة في أجزاء من الصين وأوزبكستان وقرغيزستان والعديد من البلدان الأخرى سببًا للقلق.
وخلص العلماء إلى أنه منذ ثمانينيات القرن الـ20، تم تصنيف جزء كبير من منطقة آسيا الوسطى على أنه يتمتع بمناخ صحراوي. وامتدت المشكلة الآن نحو شمال أوزبكستان وقرغيزستان وجنوب كازاخستان وحول مناطق حوض جونغار في شمال غرب الصين.
والتصحر مشكلةٌ جسيمة في أفريقيا أيضا، إذ تعاني عدة دول خصوصا في شمال وغرب القارة من كارثة التصحر وزحف الرمال.
ويُعزى التصحر إلى ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض هطول الأمطار. ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى تغيير الأنواع النباتية السائدة بأنواع غازية ولا فائدة منها، تتكيف مع الظروف المناخية الأكثر حرارة وجفافا.
ويمكن أن يُسبب التصحر أيضًا فقدان التنوع البيولوجي واستنزاف طبقات المياه الجوفية. ففي أفريقيا، حيث يُعاني ما يقرب من 45% من مساحة اليابسة من التصحر، يواجه الكثير من الناس مخاطر أكبر تشمل انعدام الأمن الغذائي، ومشاكل سكنية، وتدهور صحة السكان.
كما يحاول السكان القرويون الهجرة بعد أن دُفنت منازلهم تحت الرمال، بالإضافة إلى نقص مصادر المياه والدخل. ويؤدي التصحر أيضًا إلى زيادة وتيرة العواصف الغبارية، حيث تُلحق الجسيمات الدقيقة التي تنقلها ضررًا كبيرا بصحة الإنسان.
وتبلغ الآثار الصحية الناجمة عن العواصف الغبارية أشدها في المناطق المجاورة مباشرةً لمصدرها، وتتأثر بها مناطق مثل الصحراء الكبرى، ووسط وشرق آسيا، والشرق الأوسط، وأستراليا بشكل كبير.
وفي أماكن مثل منطقة الصحراء الكبرى، والشرق الأوسط، وجنوب وشرق آسيا، تُشير التقارير إلى العواصف الغبارية إلى ما يقرب من 15% إلى 50% من جميع وفيات أمراض القلب والرئة.
إعلانكما تبين تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى أن التفاعل بين التصحر وتغير المناخ يؤثر بشكل كبير على تحقيق أهداف التنمية المستدامة والعمل المناخي والحياة على الأرض، مما يُبرز الحاجة إلى إجراءات سياسية فعّالة للحد من تدهور الأراضي والتخفيف من آثار تغير المناخ.
ويشير الخبراء إلى أنه في ظلّ تغيّر المشهد والمناخ اليوم، بات من الضروري اعتماد نهج عالمي جديد قائم على العمل الاستباقي وجهود إدارة المخاطر.
وتولّت عدة دول مسؤولية الحد من تدهور الأراضي من خلال جهود زراعة الأشجار. ومن الجهود الوطنية الجارية مشروع "سور الصين الأخضر العظيم"، الذي يهدف إلى زراعة 88 مليون فدان من الغابات ضمن شبكة تمتد على طول 5 آلاف كيلومتر مربع بهدف مكافحة إزالة الغابات.
كما يأتي "سور أفريقيا الأخضر العظيم"، وهو مشروع مماثل لزراعة الأشجار لمكافحة التصحر الذي أطلق عام 2007 ضمن هذا السياق رغم تعثر استكماله.
ويؤكد خبراء البيئة والمناخ أن تكون الدعوة إلى العمل وجهود إدارة المخاطر في طليعة كل مقترح مُخطط للحد من التدهور البيئي.
وسواءً تعلق الأمر بالأرض أو التربة أو المياه، فإن التعاون الفعال والجهود المجتمعية ستُسهم بلا شك إسهاما كبيرا في التخفيف من آثار تغير المناخ والتدهور البيئي، وفق تقدير الخبراء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات تغي ر المناخ لمکافحة التصحر درجات الحرارة تدهور الأراضی تغیر المناخ إلى أن
إقرأ أيضاً:
«السودان».. أكبر أزمة نزوح فى العالم..!
الفترة الماضية شهدت عودة أكثر من 2.6 مليون شخص..
«السودان».. أكبر أزمة نزوح فى العالم..!
المندوب الدائم استعرض جهود الحكومة لتهيئة العودة الطوعية
السفير كشف أرقامًا مهمة عن كارثة السودان بسبب تمرد ميليشيات دقلو..
أسباب العودة حسب منظمة الهجرة تعود لتحسن الأوضاع الأمنية بنسبة 97%..
الوضع يحتاج تضافر الجهود الأممية بالدعم المباشر لحكومة السودان..
خطاب المندوب الدائم في جنيف يعكس خطورة المرحلة بالبلاد..
تقرير : محمد جمال قندول- الكرامة
فعاليةٌ مهمة خاطبها المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة بجنيف، السفير حسن حامد حينما استعرض أزمة البلاد في لقاء رفيع المستوى نظمته المنظمة الدولية للهجرة حول حلول النزوح الداخلي، وذلك على هامش أعمال الدورة الـ116 للمجلس الوزاري للمنظمة.
السفير استعرض أرقامًا مهمة عن كارثة السودان إثر تمرد ميليشيات آل دقلو الإرهابية على الدولة في الخامس عشر من أبريل 2023.
أكبر أزمة نزوح
المندوب الدائم استعرض جهود الحكومة الجارية على صعيد تهيئة العودة الطوعية وإيجاد الحلول المستدامة، والدور الكبير الذي تقوم بها الآليات الوطنية بما في ذلك اللجنة العليا للطوارئ الإنسانية ومفوضية العون الإنساني فيما يتصل بتسهيل وتسريع إجراءات عمل المنظمات الإنسانية وكذلك دور الآلية الوطنية لحماية المدنيين رغم التحديات الكبيرة، مشيراً إلى أن الفترة الماضية شهدت بالفعل عودة أكثر من 2.6 مليون شخص.
السفير حسن حامد أكد أنّ السودان يواجه الآن أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم بسبب استهداف الميليشيا المتمردة للمدنيين والبنية التحتية للدولة والمرافق الخدمية الحيوية بقصد ترويع وتهجير السكان، بعد أن تجاوز عدد النازحين 10 ملايين شخص.
كما شدد المندوب الدائم على أنّ السبب الرئيسي في استمرار تفاقم النزوح هو استمرار تدفق الدعم والإمداد إلى الميليشيا المتمردة، مما يطيل أمد الحرب ويُنتج موجات نزوح جديدة تهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
وقال السيد السفير إن منهج الحكومة في المعالجة يعطي الأولوية للحلول المستدامة بعد إعادة تأهيل الخدمات الأساسية والمرافق العامة التي خربتها الميليشيا المتمردة.
استعرض مندوب السودان الدائم بجنيف جهود الحكومة على صعيد استعادة الاستقرار وتهيئة الأوضاع للعودة، وتعزيز سبل كسب العيش للعائدين طوعاً في المناطق الآمنة، مستندةً إلى الأُطر الوطنية التي طُوّرت خلال السنوات الماضية بالتعاون مع الأمم المتحدة وشركاء التنمية، مشدداً على أهمية توفير الدعم اللازم من الشركاء الدوليين بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة المختصة لهذه الجهود الوطنية التي تجري على المستويين المتوسط والطويل الأجل لمعالجة تحديات النزوح الداخلي.
تزايد أعداد العائدين
يقول الخبير والمحلل السياسي خالد الفحل إن تقرير منظمة الهجرة الدولية الذي صدر في 15 سبتمبر 2025م، وغطى التقرير الفترة من نوفمبر 2024م إلى 16 أغسطس 2025م، ذكر التقرير عودة أكثر من مليوني نازح داخلي وخارجي، مبينًا أن أهم أسباب العودة تعود إلى تحسن الأوضاع الأمنية بنسبة 97%، كما عاد 88% من النازحين إلى مواطن مساكنهم الأصلية قبل الحرب، وانخفضت نسبة النزوح بنسبة 15% وازدادت نسبة العودة بنسبة 12% في شهر أغسطس 2025م مقارنة بشهر يوليو للعام نفسه.
وبحسب الفحل فإن تزايد أعداد العائدين من خارج السودان حسب تقارير منظمة الهجرة الدولية يؤكد استقرار الأوضاع في السودان بالمناطق الآمنة ومعالجة الآثار التي ترتبت على دخول الميليشيات واستعادة الخدمات الرئيسية في عدد من الولايات التي شهدت أعمالاً عسكرية وتم استعادة السيطرة عليها من قبل القوات المسلحة.
أضاف الفحل، والآن تحسنت الأوضاع مما ساهم في عودة ملايين اللاجئين من خارج السودان، وكل ذلك بفضل الجهود الوطنية التي تقوم بها حكومة السودان ومن خلال التعاون مع المنظمات الدولية.
تابع: إنّ عودة الحياة إلى طبيعتها وإنهاء مأساة الشعب السوداني يقتضي تضامن الجهود العالمية للقضاء على الميليشيات في دارفور وكردفان وإعادة تطبيع الحياة ودخول المساعدات الإنسانية، وهذا وفق ما أكد الفحل لن يتحقق إلا بتضامن الجهود الوطنية والدولية تجاه حسم خطر الميليشيات التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.
بدوره، قال الكاتب الصحفي عادل عوض إنّ الكارثة الإنسانية التي ألمت بالشعب السوداني في أنه الأكثر نزوحًا في دول الجوار، غير أن للحكومة السودانية مجهودٌ كبير في العودة الطوعية للمدن الآمنة.
وتابع عوض بأن قرار رئيس الوزراء بعودة مقرات الوزارات لولاية الخرطوم وتهيئة العاصمة يُعد من أكبر القرارات التي اتخذتها حكومة الأمل للعودة الجاذبة للمواطنين. وبالتالي، فإن هذه الخطوة تعني فعليًا عودة الماء، والكهرباء، والأمن، والأمان.
أضاف عادل بأن الوضع يحتاج لتضافر الجهود الأممية للدعم المباشر لحكومة السودان لا سيما وأن الكارثة إنسانية تتطلب جهدًا إنسانيًا عالميًا لأن الميليشيا بأحقادها الكبيرة دمرت كل البنية التحتية التي يحتاجها المواطن.
خطورة المرحلة
بدوره، علّق الكاتب الصحفي والمحلل السياسي نزار ساتي على معرض الطرح وذكر أن خطاب المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف يعكس خطورة المرحلة التي يمر بها السودان من حيث حجم النزوح الداخلي، حيث وضع السفير الأزمة في إطارها الإقليمي والدولي باعتبارها الأكبر عالمياً من حيث عدد المتأثرين.
وحسب ساتي فإن المندوب الدائم حرص في مداخلته على إبراز عدة نقاط محورية، أهمها تحميل المسؤولية للميليشيا المتمردة في تفاقم معاناة المدنيين وتعطيل الخدمات الأساسية، وهو ما أدى إلى موجات نزوح واسعة وغير مسبوقة.
وأضاف ساتي بأن السفير حسن حامد أكد على الجهود الحكومية المستمرة في تسهيل العودة وإعادة الاستقرار في المناطق المتأثرة، من خلال إعادة تأهيل الخدمات الحيوية وتفعيل الآليات الوطنية، الأمر الذي يتسق مع المعايير الدولية للحلول المستدامة للنزوح.
ويُعدّ الحديث عن عودة أكثر من 2.6 مليون شخص مؤشراً مهماً على وجود تقدم في بعض المناطق، رغم استمرار التحديات الأمنية والإنسانية.
وقال نزار إن خطاب المندوب الدائم حمل كذلك رسالة واضحة للمجتمع الدولي بضرورة تعزيز الدعم الفني والمالي لبرامج الحكومة المتعلقة بعودة النازحين، مع التأكيد على أن استمرار تدفق الدعم الخارجي للميليشيا المتمردة يطيل أمد النزاع ويُفاقم الأزمة الإنسانية.
بشكل عام، جاء الخطاب حسب ساتي، متسقاً مع الموقف الرسمي السوداني، ومركزاً على إبراز الجهد الوطني في مواجهة الأزمة، مع الدعوة لالتزام دولي أكبر لمعالجة آثار النزاع ودعم الحلول المستدامة للنزوح الداخلي.
Promotion Content
أعشاب ونباتات رجيم وأنظمة غذائية لحوم وأسماك
2025/12/12 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة الخرطوم تنهض من تحت الركام2025/12/12 إقتراب موعد اقالة رئيس الوزراء كامل إدريس عبارة عن منقولات(ساذجة)2025/12/12 إقبال دبلوماسي كثيف نحو السودان.. كيف يمكن أن تتم ترجمة نتائجه على أرض الواقع2025/12/12 وداع إفريقيا في “أقصر حرب في التاريخ”!2025/12/11 «المستشارة التى أرادت أن تصبح السيدة الأولى».. قصة لونا الشبل مع النظام السورى بعد فيديوهات مسربة مع بشار2025/12/09 السيسي يحبط خطة “تاجر الشاي المزيف في السودان”.. كيف أفشل الرئيس المصري تحرك الموساد؟2025/12/09شاهد أيضاً إغلاق تحقيقات وتقارير ما يزال وصول المنظمات الدولية إليها ممنوعاً.. الفاشر تتحول إلى “مسرح جريمة هائل” 2025/12/07الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن