بريطانيا قد تشهد موجات حر كارثية بعد سنوات.. علماء يحذّرون
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
شهدت بريطانيا في الصيف الماضي أعلى درجات حرارة مسجّلة في تاريخها، إذ بلغ متوسط الحرارة بين حزيران/يونيو، وآب/أغسطس 16.10 درجة مئوية، بزيادة قدرها 1.51 درجة عن المعدل الطويل الأمد.
وأشار مستشارو المناخ في تقرير لـ"ديلي ميل" إلى أن هذه الموجة قد تكون "لمحة عمّا هو قادم"، في ظل توقعات بأن تشهد العقود المقبلة صيفًا أشد حرارة وصعوبة.
وفي رسالة موجهة إلى الحكومة، حذّرت اللجنة من ضعف جاهزية البلاد لموجات الحر المتطرفة وما يرافقها من جفاف وحرائق غابات وفيضانات، مطالبة الوزراء باتخاذ إجراءات عاجلة. وقال الدكتور دوغلاس بار، كبير العلماء في منظمة السلام الأخضر في بريطانيا، إن «هذه الأرقام يجب أن تدق ناقوس الخطر في أروقة الحكومة»، مشددًا على أن تأثيرات الأزمة تمتد إلى قطاعات الصحة والإسكان والنقل والأعمال، ولا يجوز تركها لوزارة البيئة وحدها.
وأكدت اللجنة ضرورة بناء بنى تحتية جديدة – من مساكن وشبكات كهرباء ومرافق عامة – قادرة على الصمود أمام ارتفاع الحرارة حتى 4 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية بنهاية القرن. كما شددت على أهمية اختيار أنواع أشجار قادرة على تحمل المناخ المستقبلي لتخزين الكربون وتبريد المدن.
ورغم التحذيرات القاتمة، أوضحت اللجنة أن بلوغ هدف الحد من الاحترار إلى 1.5 درجة لا يزال ممكنًا، لكنها شددت على أن "إدارة المخاطر الحكيمة تتطلب الاستعداد لأسوأ السيناريوهات"، في ظل احتمال تجاوز درجة الحرارة حاجز الدرجتين بحلول منتصف القرن، ووصولها إلى 4 درجات مع نهاية القرن الحالي.
ويأتي هذا التحذير استجابة لطلب حكومي حول كيفية تعزيز خطط التكيّف مع آثار الاحترار الحتمي الناتج عن انبعاثات الغازات، وهي القضية التي تقول اللجنة إنها لم تحظَ بالاهتمام ذاته الذي تُمنح له سياسات خفض الانبعاثات.
وكانت بريطانيا قد شهدت هذا العام صيفًا استثنائيًا من حيث الحرارة والجفاف وتراجع المحاصيل، بعد 18 شهرًا من أمطار قياسية، فيما سُجل في عام 2022 أول تجاوز لدرجات الحرارة عتبة الـ40 مئوية، ما تسبب في وفيات وحرائق واسعة.
وتعتزم لجنة تغيّر المناخ إصدار تقرير موسّع في أيار/مايو المقبل يوضح الخطوات المطلوبة لتأهيل البلاد للتكيّف مع المناخ المتحوّل، داعية في الوقت ذاته إلى وضع إطار واضح لأهداف طويلة الأجل حتى عام 2050، يتضمن مراحل إنجاز كل خمس سنوات ومساءلة حكومية دورية.
وحذّرت اللجنة من أن ارتفاع الحرارة درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية سيضاعف وتيرة وشدّة الظواهر الجوية المتطرفة، ويزيد فرص موجات الحر والجفاف، ويرفع منسوب البحر، كما سيؤدي إلى زيادة هطول الأمطار بنسبة تصل إلى 15 في المئة في الأيام الأكثر رطوبة، وارتفاع تدفق الأنهار بنحو 40 في المئة في بعض المناطق، ما يفاقم خطر الفيضانات. كذلك، يُتوقع تمدد موسم حرائق الغابات حتى الخريف مع ارتفاع عدد الأيام الملائمة لاشتعالها.
ودعت اللجنة الحكومة إلى ضمان مستقبل يقلل من آثار الحرارة على صحة السكان ورفاههم، ويحافظ على الأمن الغذائي ويدعم الأنظمة البيئية رغم التغير المناخي، مؤكدة ضرورة أن تظل البنى التحتية والخدمات الحيوية قادرة على العمل بفاعلية تحت الظروف القاسية، بما في ذلك خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية والتأمين.
وقالت البارونة براون، رئيسة لجنة التكيّف التابعة للهيئة: «المواطنون في المملكة المتحدة يعانون بالفعل من آثار تغيّر المناخ، ويجب أن نستعد لمواجهتها ونساعدهم على الاستعداد أيضاً». وأضافت: «نريد من الحكومة أن تتعامل مع التكيّف بالجدية نفسها التي توليها لخفض الانبعاثات؛ فكلاهما متلازمان ولا يمكن الاستغناء عن أحدهما».
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم بريطانيا الصيف الحرارة بريطانيا الطقس الصيف الحرارة حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
جدل في بريطانيا بشأن مباراة مكابي الإسرائيلي وأستون فيلا.. مخاوف من توترات أمنية
تشهد الساحة البريطانية جدلاً متصاعدًا بعد إعلان نادي أستون فيلا الإنجليزي منع جماهير مكابي تل أبيب من حضور مباراة الفريقين المرتقبة في بطولة الدوري الأوروبي، المقرر إقامتها في نوفمبر المقبل بمدينة برمنجهام، وذلك بناءً على توصية من شرطة ويست ميدلاندز التي أعربت عن مخاوفها من تهديدات أمنية محتملة من متظاهرين خارج الملعب.
القرار أثار عاصفة من المواقف المتباينة، دفعت وزيرة الداخلية البريطانية شابانا محمود إلى التأكيد بأن الحكومة "تبذل كل ما في وسعها لضمان إقامة المباراة بأمان، مع تمكين جميع المشجعين من حضورها"، مشددة على أن معاداة السامية تمثل وصمة عار في جبين المجتمع البريطاني، وأن حرمان جماهير أي فريق من الحضور لأسباب تتعلق بانتمائهم الديني أو القومي أمر لا يتوافق مع قيم العدالة والمساواة.
وفي بيان رسمي، أوضح متحدث باسم الحكومة أن التنسيق جارٍ مع الشرطة والجهات المعنية لتأمين المباراة بالشكل الذي يضمن سلامة جميع الأطراف، مؤكدًا أن السلطات تسعى لتحقيق توازن بين متطلبات الأمن وحقوق الجماهير في متابعة فرقهم دون خوف من العنف أو التهديد.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قرار أستون فيلا "مشينًا"، مؤكدًا أن منع الجماهير من حضور المباراة "يعد انتصارًا للترهيب ويعكس خضوعًا للضغوط المعادية لإسرائيل"، على حد وصفه.
في المقابل، حظي القرار بدعم جزئي من بعض الجهات الأمنية التي رأت أن الأجواء المشحونة بسبب الحرب في غزة تجعل من الصعب ضمان أمن المباراة في حال حضور الجماهير الإسرائيلية، لاسيما في ظل دعوات بعض النشطاء لتنظيم تظاهرات واسعة في محيط الملعب.
أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، فدخل على خط الجدل، مؤكدًا أن "دور الشرطة هو تأمين المباريات لا تقييد الجماهير"، واصفًا القرار بأنه "خاطئ"، وشدد على أن بلاده "لن تتهاون مع أي شكل من أشكال معاداة السامية في الشوارع أو الملاعب".
من جانب آخر، أثار المجلس القيادي اليهودي في بريطانيا انتقادات حادة ضد القرار، واعتبره "سابقة خطيرة"، مطالبًا بإلزام النادي المضيف بتحمل العواقب القانونية، أو إقامة المباراة دون جمهور إذا لم يُسمح لمشجعي مكابي بالحضور.
ويأتي هذا الجدل في وقت تشهد فيه بريطانيا توترات داخلية متزايدة مرتبطة بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، انعكست في تظاهرات وبيانات متبادلة بين مؤيدين لإسرائيل وآخرين ينددون بما يجري في غزة، مما جعل السلطات في موقف صعب بين حماية الأمن العام والحفاظ على الحريات.
وبينما تسعى الحكومة لتأكيد التزامها بمبادئ الديمقراطية ورفضها لأي تمييز، تبقى المعادلة الأمنية والسياسية معقدة، إذ إن أي قرار – سواء بالسماح أو بالمنع – سيواجه انتقادات من أحد الأطراف، ما يجعل المباراة القادمة أكثر من مجرد مواجهة كروية، بل اختبارًا جديدًا لمدى قدرة لندن على إدارة التوازن بين حرية التعبير والأمن القومي.