كلمة قائد.. ضوء يهدي العقول ويبني الأوطان
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
توقّف قلمي بالأمس، وأنا أتابع وأرصد فعاليات كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، عند عبارة واحدة أعادت لي الإحساس بمعنى الكتابة نفسها.. .حين قال الرئيس إن “الكلمة قد تبني وطنًا وقد تهدمه، قد تُشعل ثورة أو تُطفئ نار فتنة”.
كانت لحظة شعرت فيها أن كل من يمسك قلمًا أو يتحدث عبر منبر، مسؤول أمام الله وأمام وطنه عن كل ما يخرج من فمه أو قلمه.
الكلمة ليست مجرد صوت أو حروف، إنها فعلٌ يصنع التاريخ، ويُغير مصير الشعوب.
الكلمة مسؤولية لا تُشترىتأملت حديث الرئيس وأنا أرى كيف أصبح العالم اليوم يعيش في دوامة كلمات.. .كلمات تُقال دون وعي، تُبنى عليها قرارات، وتُشعل بها حروب نفسية وإعلامية.
الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يكن يتحدث فقط كرئيس، بل كأب وكمعلم، يُنبهنا جميعًا أن “الكلمة” ليست أمرًا عابرًا، بل مسؤولية تُحاسب عليها الأسرة قبل الإعلام، والفرد قبل الدولة.
كم من كلمة طيبة هينة في بيتٍ أصلحت بين زوجين، وكم من كلمة طيبة أعادت البسمة إلى وجه طفلٍ أو أم!
وفي المقابل، كم من كلمة خبيثة هدمت بيوتًا، وكسرت قلوبًا، وولّدت الكراهية بين الناس.
من البيت تبدأ النهضةحديث الرئيس أعادني إلى الجذور.. .إلى البيت، حيث تتعلم الزوجة كيف تشكر زوجها بالكلمة الطيبة، لماذا افتقدنا الحب ودفء المشاعر بين الزوجين، حين تطبطب الزوجة والأم علي الزوج وكل فرد في الأسرة وتقول كلمة طيبة وتدعو كثيرا لزوجها ولأبنائها تعم السكنية وينعم كل أفراد الأسرة بالدفء وتحصين القلوب، وها هو دور الزوجة والأم يكمن في الحنان والاحتواء الذي لا يقدر بثمن ويبني أبناء أسوياء أقوياء ناجحين في حياتهم العملية والأسرية، وأيضا يتعلم الزوج أن كلمة “شكرًا” و”ربنا يكرمك” تصنع أضعاف ما تصنعه الأموال.
وإلى الأب الذي يمدح أبناءه فيكبرون على الثقة، وإلى الأم التي تزرع في أولادها حب الآخرين والصدق والتواضع.
إنها سلسلة تبدأ من الكلمة التي تُقال في البيت، لتصل إلى الشارع، فالمدرسة، فالوطن فهي كلمة ترفع وتبني من خلالها الأمم
المدرسة والإعلام.. .معًا نحو وعي حقيقيالمدرسة والمؤسسة التعليمية ليست مجرد مكان للتعليم، بل مصنعا لتشكيل الشخصية وبناء أجيال تكون سفراء فيما بعد لبلادهم.
المدير حين يتحدث باحترام مع المعلمين، والمعلم حين يزرع في طلابه قيمة الكلمة وأدب الحوار، فإننا نبني جيلًا يعرف كيف يعبّر دون أن يجرح، وكيف يقول الحقيقة دون أن يهدم.
أما الإعلام — ذاك السلاح ذو الحدين — فحديث الرئيس كان دعوة صريحة له:
- كونوا صوت البناء، لا الهدم. كونوا نور الوعي، لا ظلام الفتنة.
فكل كلمة تُقال على شاشة أو تُكتب في صحيفة تُشكل فكر أمة بأكملها.
الكلمة الطيبة.. .عبادة وخلقحين نتأمل في كلام الرئيس، نجد أنه في جوهره يذكّرنا بما قاله الله تبارك و تعالى: "ألم تر كيف ضرب الله مثلًا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء".
إن الكلمة الطيبة عبادة، تُصلح النفوس وتُعيد السلام بين الناس.
وفي المقابل، الكلمة السيئة الخبيثة كالسم، تُفسد، وتُشعل، وتُميت وتدمر وتبني احقاد وتشعل فوضي وتهدم أجيال وتزرع الإحباط بين الناس بعضهم لبعض وتزرع الكراهية في النفوس فمن ثم تساعد علي انهيار الأمم والاوطان وتعمل علي تفكك الناس بعضها لبعض وها هو أول خيط في انهيار منظومة البناء في أي وطن.
لهذا، ما أحوجنا اليوم إلى أن نعيد إحياء ثقافة “جبر الخواطر بالكلمة” في زمنٍ يزداد فيه الجفاء والحدة والغلظة والظلم اللفظي.
مصر.. .وطن يستحق الكلمة الصادقةفي ظل ما تمر به مصر من تحديات داخلية وخارجية، كان حديث الرئيس السيسي بمثابة خريطة ضمير، تُعيدنا جميعًا إلى جوهر المسؤولية الوطنية.
هو لم يتحدث من موقع القوة فقط، بل من موقع الأب الذي يُحب أبناءه، ومن موقع الإنسان الذي يعرف معنى أن يحمل همّ أمة.
ورغم كل التحديات، لا يزال يُذكّرنا بأن الكلمة يجب أن تُقال بالصدق والنية الطيبة، لأن الأوطان لا تُبنى بالصمت، بل بالكلمة التي تُلهم وتوعي وتجمع القلوب.
درس للأجيال القادمة
ما قاله الرئيس ليس مجرد خطاب سياسي، بل درس للأجيال القادمة:
- أن تكون الكلمة صادقة يعني أن تكون نيتك خالصة، وأن تعمل لله والوطن، لا للشهرة أو المصلحة.
- أن تعرف أن ما تقوله اليوم سيبقى أثره غدًا، إما نورًا يُضيء طريق وطن، أو نارًا تُحرق ما تبقى من أمل.
- اجعلوا الكلمة طيبة لتكون الحياة طيبة.
- إن الكلمة في جوهرها أمانة.
- الأمانة إن ضاعت ضاع كل شيء.
لذلك، فلنتقِ الله في كلماتنا، ولنجعلها بلسماً للقلوب، وجسرًا للتفاهم، وأساسًا لبناء وطن يليق بعظمة مصر.
اللهم علّمنا كيف نقول الكلمة الطيبة في وقتها، وكيف نحفظ بها بيتًا أو نُسعد بها قلبًا، واجعلها زادًا لنا يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم ولسانٍ صادق.
تحيا مصر.. .بالكلمة الطيبة، وبشعبها الواعي، وبرئيسها الذي يزرع فينا الأمل في كل مناسبة، ويذكّرنا دائمًا أن الكلمة.. .قد تصنع وطنًا.
رسالة ضمير.. .من كاتبة صحفية لكل إعلامي ومبدع ومثقفوفي ختام حديثي، ومن موقعي ككاتبة وصحفية أؤمن بأن الكلمة أمانة، أوجّه رسالتي واذكر نفسي قبل أن اذكر غيري لكل زميل إعلامي، لكل صحيفة أو وسيلة إعلام، لكل من يملك منبرًا أو ميكروفونًا أو قلمًا لكل مبدع ومسؤول
نتذكر جميعا و دائمًا أن ما نقدمه اليوم سنسأل عنه غدًا.
اعرف إنت بتقدّم إيه.. .هل تبني وعيًا؟ هل تنفع وطنك؟ هل تترك أثرًا يرفع قدرك عند الله، أم تجري وراء شهرة زائفة وترند فاني لا يساوي شيئًا أمام ميزان الحق والضمير؟
كن وسيلة شريفة، لا وسيلة رخيصة.
قدّم للناس ما يُصلح عقولهم، وما يرفع شأن وطنك، وما يُنير طريق جيلٍ بأكمله.
فالإعلام ليس تجارة بالكلمات، بل رسالة مقدسة تُبنى بها الأمم، وتُصان بها القيم.
ومن يكتب أو يتحدث بنية الإصلاح سيكتب الله له القبول، لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
فلنُخلص النية، ولنُقدّر الكلمة، ولنحافظ جميعًا على وطنٍ يستحق أن نكتب له.. .وأن نحيا لأجله وأن نقاتل جميعا في سبيل رفعته.
عاشت مصر قوية بفضل أبنائها الشرفاء.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: انتصارات أكتوبر مقالات حرب أكتوبر المجيدة ذكرى نصر أكتوبر الكلمة الطيبة الندوة التثقيفية الـ 42 الكلمة الخبيثة الکلمة الطیبة کلمة طیبة الذی ی
إقرأ أيضاً:
برلماني: كلمة الرئيس السيسي خارطة وعي وطني تعيد روح أكتوبر في معركة البناء
قال النائب أحمد حافظ، عضو مجلس الشيوخ، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة، جاءت خارطة طريق جديدة لترسيخ الوعي الوطني وتعميق روح الانتماء، مؤكداً أنها جسدت وعي القائد وإيمان المقاتل ومسؤولية الزعيم الذي يحمل همّ الوطن وأحلام شعبه.
وأضاف النائب أحمد حافظ، أن حديث الرئيس السيسي تميز بالشفافية والمصارحة المعهودة، وجاء كوثيقة وطنية جديدة تستنهض الوعي الجمعي للمصريين، وتعيد إلى الأذهان قيم أكتوبر التي صنعت النصر بإرادة المصريين ووحدتهم وإيمانهم بوطنهم، موضحاً أن الرئيس قدّم قراءة شاملة ودقيقة للتحديات التي واجهتها الدولة منذ عام 2011 وحتى اليوم، كاشفاً عن حجم الصعاب والتضحيات التي تحمّلتها مؤسسات الدولة للحفاظ على كيانها واستقرارها.
الحرب ليست فقط بالسلاح لكنها بالوعي والعلموأشار النائب أحمد حافظ عضو مجلس الشيوخ، إلى أن حديث الرئيس حول “الحرب ليست فقط بالسلاح، لكنها بالوعي والعلم والاقتصاد والإرادة” يعكس فلسفة الدولة المصرية الجديدة التي تقاتل في ميادين التنمية، وتبني الأوطان بسلاح المعرفة والعمل والإخلاص، مؤكدًا أن بناء المواطن الواعي أصبح أولوية وطنية لحماية مكتسبات الدولة من حروب الجيل الرابع التي تستهدف وعي الشعوب.
وأكد أحمد حافظ، أن الرئيس السيسي عندما تحدث عن تكلفة الحرب على الإرهاب وما قدمته مصر من دماء وأموال وأرواح طاهرة، إنما أعاد التذكير بملحمة الصمود المصري في وجه الإرهاب الأسود، ورسّخ في وجدان الأجيال الجديدة معنى أن الأمن لم يكن منحة بل ثمرة تضحيات جسام، دفعها أبناء الجيش والشرطة والقضاء بصدق وإخلاص.
وأضاف أن تكريم الرئيس لأبطال أكتوبر يؤكد وفاء القيادة السياسية لقيم التضحية والعطاء، وأن مصر لا تنسى رجالها الذين قدموا حياتهم لتظل رايتها مرفوعة، مشيراً إلى أن الندوة التثقيفية لم تكن مجرد احتفال بذكرى النصر، بل رسالة وعي وبناء وتجديد لعهد الانتماء في زمن تتشابك فيه التحديات وتتعاظم فيه المسؤوليات.
وشدد عضو مجلس الشيوخ على أن رسائل الرئيس حملت دعوة صريحة لكل المصريين لتوحيد الصف والتمسك بروح أكتوبر في مواجهة التحديات الراهنة، مؤكداً أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى وعي وطني متجدد يتجاوز الانقسام، ويضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، حتى تظل مصر قوية قادرة على صناعة مستقبلها بإرادة أبنائها.