وداع رسمي وشعبي لمفتي إثيوبيا الراحل الحاج عمر إدريس
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
ودعت إثيوبيا اليوم المفتي العام السابق للبلاد الحاج عمر إدريس، في مراسم تأبين رسمية وشعبية أقيمت في قاعة الألفية بالعاصمة أديس أبابا، بمشاركة رئيس الجمهورية تايي آطقي سيلاسي، وعدد من كبار مسؤولي الدولة، إلى جانب عشرات الآلاف من المواطنين وزعماء الطوائف الإسلامية والمسيحية
وبدأت مراسم التشييع منذ الساعة العاشرة صباحا واستمرت حتى الخامسة مساء، في يوم بدت فيه العاصمة أديس أبابا متوقفة عن حركتها المعتادة، إذ خرجت جموع غفيرة من مختلف المناطق لتوديع المفتي الراحل.
أُديت صلاة الجنازة في مسجد بنين الكبير، أحد أشهر المساجد في البلاد، وامتلأت الساحات المحيطة به بالمصلين الذين توافدوا منذ ساعات الصباح الأولى، حتى غدت الشوارع المحيطة بالمسجد أشبه بأمواج من البشر، في مشهد يجسد مكانة الرجل في قلوب الناس.
وبعد الصلاة، نُقل جثمان الراحل في موكب مهيب في حين اصطف المواطنون على جانبي الطريق، حتى وصل الموكب إلى قاعة الألفية، حيث أُقيمت مراسم التأبين الرسمية التي نقلها التلفزيون الإثيوبي على الهواء مباشرة منذ الـ11 صباحا حتى الـ4 عصرا.
وخلال مراسم التأبين، تعاقب المتحدثون على المنصة مستعرضين مسيرته العلمية والدعوية، ومواقفه التي اتسمت بالحكمة والاعتدال.
وقد شارك ممثلو الطوائف المسيحية في مراسم التشييع، في مشهد نادر يعكس عمق الاحترام الذي ناله المفتي الراحل عبر مسيرة امتدت لعقود من خدمة العلم والدين والوطن.
وخلال المراسم، ألقى رئيس الجمهورية كلمة وصف فيها الراحل بأنه أب ومعلم ورمز للسلام والعلم، كرس حياته لنشر الاعتدال بين الأديان في إثيوبيا، مؤكدا أن صوته ظل صوت الحكمة والوحدة في أوقات الانقسام.
إعلانكما عبر رئيس الوزراء آبي أحمد عن تعازيه لأسرته ولعموم المسلمين، قائلا إن إرث المفتي الراحل في تعزيز التعايش والحوار بين الأديان سيبقى مصدر إلهام للأجيال المقبلة.
تاريخ في الدعوة والعلمالشيخ عمر إدريس الذي توفي أمس الأحد 19 أكتوبر/تشرين الأول 2025 عن عمر ناهز 88 عاما، يعد من الأعضاء المؤسسين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إثيوبيا، وقد تولى رئاسته بين عامي 2018 و2022، كما شغل رئاسة مجلس المؤسسات الدينية في البلاد.
وكان الراحل معروفا بدوره كوسيط في حل النزاعات ذات الطابع المجتمعي والديني، وساهم في ترسيخ ثقافة التعايش بين مكونات المجتمع الإثيوبي.
ولد المفتي الراحل في 29 مايو/أيار 1937 في منطقة ولو بإقليم أمهرا شمالي البلاد، وبدأ دراسته في مساجد قريته قبل أن ينتقل إلى مدينة دَسّي ثم إلى أديس أبابا طلبا للعلم، حيث تتلمذ على يد كبار العلماء، من أبرزهم الشيخ محمد ساني حبيب.
عُيّن لاحقا مدرسا في مسجد الأنوار ومسجد النور في العاصمة، وكرس حياته لتدريس علوم الشريعة الإسلامية.
خلال مسيرة علمية استمرت أكثر من 5 عقود، ألف الشيخ عمر إدريس أكثر من خمسين كتابا في الفقه والتفسير والحديث النبوي، باللغة الأمهرية.
كما ترجم معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأمهرية، وفسّره أكثر من 300 مرة على مدى نصف قرن في العاصمة أديس أبابا، وفي عام 2019، منحته جامعة أديس أبابا درجة الدكتوراه الفخرية تقديرا لإسهاماته في التعليم والإصلاح الاجتماعي.
وعرف الراحل بالحكمة والعطاء وإجادة التعامل مع الجميع بحكمة واتزان، ويعرف كيف يصون مصالح مسلمي إثيوبيا بحنكة ومسؤولية.
أما التكريم الذي ناله في حياته وبعد رحيله فكان لائقا بمقامه، إذ لم يقتصر الحزن عليه وسط المسلمين فحسب، بل شاركت المؤسسات الدينية الأخرى في وداعه، معبّرة عن تضامنها العميق وتقديرها الكبير لدوره في تعزيز التعايش والوحدة بين أبناء إثيوبيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات أدیس أبابا
إقرأ أيضاً:
إطلالة لافتة لهدى المفتي على السجادة الحمراء تشعل ثالث أيام مهرجان الجونة
أشعلت الفنانة هدى المفتي أجواء السجادة الحمراء في ثالث أيام مهرجان الجونة السينمائي بدورته الثامنة، حيث لفتت الأنظار بإطلالة جريئة وأنيقة تميزت باللون الأزرق الحيوي.
وفي ظهورها اللافت على الريد كاربت، تألقت هدى المفتي بفستان أزرق مفتوح من منطقة الصدر، صُمم بأسلوب يجمع بين الجرأة والرقي، ما جعلها محور حديث الجمهور وعدسات المصورين خلال الفعالية.
وشهد اليوم الثالث من المهرجان سلسلة من الفعاليات الفنية المميزة التي جمعت نخبة من نجوم وصُنّاع السينما من مختلف أنحاء العالم، في أجواء احتفالية تحتفي بالفن والإبداع.
وتُقام فعاليات الدورة الحالية من مهرجان الجونة السينمائي في مدينة الجونة خلال الفترة من 16 إلى 24 أكتوبر 2025، بمشاركة واسعة من أبرز الأسماء في صناعة السينما العربية والعالمية.
مهرجان الجونة السينمائي من أبرز المهرجانات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ يهدف إلى تقديم عروض سينمائية متميزة من مختلف الثقافات، وتعزيز الحوار بين صُنّاع الأفلام، ودعم المواهب الجديدة التي تثري المشهد الفني العربي والدولي.