يمثل مسلسل "ولد بنت شايب" أحدث الإضافات إلى الدراما المصرية القصيرة التي تُعرض حصريا على المنصات، مؤكدا الاتجاه نحو الأعمال المركزة ذات الإيقاع السريع والحبكة المحكمة.

يتناول العمل قضايا معاصرة تتعلق بالتحولات التكنولوجية والأخلاقية، ويفتح نقاشا حول الجرائم الإلكترونية والبيتكوين، في إطار درامي يجمع بين التشويق والتوتر النفسي والمفارقات الاجتماعية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مسلسل "ابن النادي" كوميديا مستهلكة وإعادة تدوير للقصص القديمةlist 2 of 2كاليفورنيا تعيد الهدوء إلى التلفزيون وتحظر الإعلانات "الصاخبة"end of list

وفي مشهد درامي عربي يتغير بسرعة، يبرز المسلسل كمحاولة للموازنة بين الواقع الاجتماعي التقليدي والعالم الرقمي الحديث، مقدّما رؤية جديدة حول الثقة، والمسؤولية، والأمان، والطموح في زمن تتغير فيه القيم بوتيرة غير مسبوقة.

قصة مسلسل "ولد بنت شايب"

تدور أحداث العمل حول شابين يعيشان في عالم متعجل الإيقاع، ينساق الاثنان خلف خطايا الطموح ورغبتهما في تحقيق الثراء السريع عبر طرق مشبوهة وعمليات غير قانونية ذات علاقة بالاحتيال الإلكتروني والعملات الرقمية.

وهو ما يقودهما إلى ارتكاب جريمة تقلب حياتهما رأسا على عقب، وتتسبب في جعلهما مطاردين من أكثر من جهة. وبالصدفة خلال رحلة الهروب، يقرران الاختباء في إحدى الفيلات، فيتقاطع طريقهما مع رجل مسن يعاني من مرض ألزهايمر ويعيش في عزلة تامة عن كل ما حوله.

وبسبب التناقض الجذري بين الجيلين في الخلفيات والقيم، تتولد أرضية خصبة للمفارقات، حيث يتحول ملاذ الهاربين إلى فخ محتمل، وتنكشف أسرار قديمة وجديدة.

نجاح أولي وماذا بعد؟

حقق مسلسل "ولد بنت شايب" تفاعلا جماهيريا لافتا مع عرض الحلقتين الأولى والثانية، بفضل طابعه العصري وإيقاعه التشويقي. وقد حظيت شارة البداية بإشادة واسعة لما تميزت به من بساطة بصرية وإيقاع سريع يتماشى مع طبيعة القصة، إلى جانب الموسيقى التصويرية الإلكترونية التي عكست أجواء العالم الرقمي للأحداث، ممزوجة بلمسات شرقية أضفت دفئا إنسانيا على العمل.

هذا التوازن بين الحداثة والحس الإنساني ساعد المسلسل على تصدر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط ترقب الجمهور لاستمرار التناغم بين النجوم المخضرمين والوجوه الشابة، بما يحقق معادلة تجمع بين الخبرة والطاقة الجديدة.

بجد أداء أشرف عبدالباقي في #ولد_بنت_شايب من النوع اللي يخليك تبتسم طول المشهد ❤
بيخلي الشخصية حقيقية ومحبوبة من غير أي افتعال ???? pic.twitter.com/VY61z54kxX

— bassant khaled (@BassantKha44972) October 15, 2025

إعلان

اتسم أداء كلٍّ من ليلى زاهر ومروان المسلماني ببعض التواضع في الحلقات الأولى، قبل أن يمنح ظهور النجم أشرف عبد الباقي في الحلقة الثالثة العمل ثقلا دراميا وإنسانيا لافتا. فقد قدّم شخصية العجوز الوحيد الذي يعيش على ذكريات الماضي ويعاني جفاء أبنائه وغياب أحفاده، بأداء يجمع بين العمق العاطفي والكوميديا الهادئة، مستفيدا من خبرته الطويلة في المسرح والتلفزيون.

كما أضفى حضور النجمة انتصار لمسة من الحيوية على الأحداث بدور الخادمة التي تجمع بين الطابع الكوميدي والميلودرامي، رغم قلة مشاهدها حتى منتصف العمل. ويُعد هذا الدور تحديا خاصا لها بعد تألقها سابقا في دور مشابه بمسلسل "أشغال شقة"، مما يجعل الجمهور يترقب رؤيتها الجديدة لشخصية تمتهن المهنة ذاتها لكن بملامح مختلفة.

السقوط في فخ الملل

ورغم البداية الجيدة للعمل وعدد الحلقات القليل مما يساعد على تقديم قصة أكثر تركيزا، فإن المسلسل وقع -للأسف- في فخ الملل والإيقاع البطيء.

كذلك عابه فقر المادة الدرامية والتشويقية وهو ما استفز الجمهور، كون العمل حمل بين طياته نواة جيدة تجعله يصلح لأكثر مما قدم، سواء على مستوى تفاصيل الجريمة المناسبة لخلطة درامية دسمة ومبتكرة، أو التحقيقات البوليسية التي كان من شأنها -لو قدمت بشكل أكثر احترافا- أن تضفي مزيدا من الإثارة على الحبكة.

أما التوازن بين الكوميديا والدراما فلم يكن واضحا، وهو ما صبغ الحلقات بروح عامة واهية غير مستقرة أو راسخة، الأمر الذي شتت انتباه المشاهد بين خفة الكوميديا وثقل الإثارة النفسية، وأدى في النهاية إلى فقدان المسلسل خطه الرئيسي.

أنا منبهر من الإخراج في ولد بنت شايب اللقطة اللي ظهر فيها أشرف عبد الباقي في نهاية الحلقة التانيه وطريقه دخوله في الأحداث من أجمد المشاهد اللي شوفتها وبقيت احس ان اي عمل ليه مع بنته زينه بيكسر الدنيا حرفيا ????????#ولد_بنت_شايب pic.twitter.com/ytZfSC4COX

— moamen fawzy (@moamen_fawzy0) October 1, 2025

تجربة درامية أولى

يُذكر أن مسلسل "ولد بنت شايب" يشكل التجربة الدرامية الأولى للمخرجة الشابة زينة أشرف عبد الباقي، التي حاولت السنوات الأخيرة إثبات حضورها في مجال السينما المستقلة من خلال فيلمها "مين يصدق"، بمشاركة والدها الفنان أشرف عبد الباقي في أحد الأدوار الرئيسية.

في هذا العمل، سعت زينة إلى التركيز على العمق الإنساني وصدق المشاعر، متجاوزة الهدف السطحي للإضحاك، مع اعتمادها على أسلوب تشويقي يقوم على المفاجآت وتطور الشخصيات. غير أن تجربتها ما زالت في طور التكوين، ويبدو أن أمامها مساحة واسعة لاكتساب مزيد من الخبرة.

ويُرجَّح أن السبب الرئيسي لتواضع مستوى العمل حتى الآن يعود إلى ضعف السيناريو وبطء تطور الأحداث والشخصيات، رغم البداية المبشرة والسعي لتقديم معالجة مختلفة لحبكة قائمة على ثيمة النصب والاحتيال التي تكررت كثيرا في الدراما العربية.

 محاولة طموحة

يعد مسلسل "ولد بنت شايب" محاولة طموحة لتقديم دراما قصيرة ومختلفة المذاق، ورغم بعض الهفوات في الإيقاع والعمق، فإنه يسعى ليكون ماتعا، وبسيطا في طرحه، وصادقا في نبرته، مؤكدا حضور الدراما المصرية كقوة قادرة على التجدد والتطور دون التفريط في هويتها، إنه عمل يفتح الباب أمام جيل جديد من المبدعين لطرح موضوعات أكثر حداثة بجرأة ووعي.

إعلان

المسلسل من تأليف وإشراف على الكتابة لأحمد فوزي صالح، وسيناريو وحوار كل من أحمد عصام الشماع وسيد عبد النبي، وأخرجته زينة عبد الباقي، ومن بطولة أشرف عبد الباقي، وانتصار، ونبيل عيسى، وليلى أحمد زاهر، ومروان المسلماني، مع مشاركة النجمة إسعاد يونس كضيفة شرف في دور لم يضف لها أو تضف له أي شيء.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات أشرف عبد الباقی ولد بنت شایب الباقی فی

إقرأ أيضاً:

سوخوي 57 | أول دولة عربية وإفريقية تحلّق إلى عصر المقاتلات الشبحية من الجيل الخامس: خطوة تاريخية

في خطوة وُصفت بأنها نقطة تحوّل استراتيجية في المشهد العسكري الإقليمي، كشفت مجلة «مليتاري ووتش» أن روسيا باعت الجزائر 14 مقاتلة شبحية من طراز «سوخوي 57»، لتصبح أول دولة عربية وإفريقية تمتلك مقاتلات من الجيل الخامس خارج المنظومة الأمريكية. هذا التطور العسكري اللافت لا يعكس فقط قوة العلاقات الدفاعية بين موسكو والجزائر، بل يؤشر إلى توجه جزائري حاسم نحو تعزيز قدراتها الردعية وسط بيئة إقليمية مضطربة وتحولات جيوسياسية متسارعة. 
 

تفاصيل الصفقة وتأكيدات روسية 

أشارت المجلة إلى أن وثيقة تسعير مسرّبة من تكتل الصناعات العسكرية الروسية «روستيك» كشفت عن استعداد قطاع الدفاع الروسي لتسليم أول مقاتلتين «سو 57» للجزائر قبل نهاية هذا العام. ويعزّز هذا التسريب ما نشرته وسائل إعلام حكومية جزائرية في فبراير الماضي حول قرب وصول أولى الطائرات خلال يناير، وهو ما أكده لاحقاً المكتب الصحفي للهيئة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني بالإعلان عن بدء عملية التسليم. 
 

بيئة إقليمية شديدة التوتر 

تأتي هذه الصفقة في لحظة استراتيجية حساسة. فالمنطقة تشهد تعاظم تحالفات مضادة وتنافساً عسكرياً معقداً؛ فتركيا وإسرائيل تواصلان دعم القدرات الدفاعية للمغرب، بينما تتلقى الجماعات المسلحة في ليبيا دعماً تركياً يشمل طائرات مسيّرة هجومية، ما يرفع مستوى التهديد على الحدود الجزائرية. كما أشارت تقارير غربية إلى أن مناورات عسكرية بقيادة الولايات المتحدة في غرب إفريقيا تضمنت سيناريوهات تحاكي هجمات على مواقع داخل الجزائر، الأمر الذي اعتبرته دوائر أمنية تهديداً مباشراً للأمن القومي. 

 في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتداخل التحالفات العسكرية، تتقدم الجزائر كاستثناء استراتيجي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، بعدما أصبحت الدولة الوحيدة في المنطقة التي تبنت على نطاق واسع منظومات دفاع جوي متطورة من روسيا والصين. هذا التوجه جعل من مجالها الجوي مساحة محصنة يصعب اختراقها، ويضع أي قوة غربية أمام تحديات عملياتية كبيرة حال التفكير في تنفيذ هجوم جوي مباشر. 

البعد الدولي.. والرهان الروسي على الهند 

لا تقف دلالات صفقة “سو 57” عند حدود الجزائر، بل تمتد إلى حسابات أكبر ترتبط بالسوق العالمية للسلاح. ففي الوقت الذي تسعى فيه موسكو لدعم فرص تسويق المقاتلة للهند، تقدم روسيا عرضاً غير مسبوق يمنح نيودلهي حق الوصول الكامل إلى "شيفرة المصدر" للطائرة، ضمن مفاوضات لإنتاج مشترك. ويبدو هذا الانفتاح نتيجة مباشرة لنجاحات الطائرة في أوكرانيا واقتراب دخولها الخدمة في الجزائر، ما يمنح البرنامج الروسي دفعة قوية ويعزز ثقته لدى الدول الساعية لتحديث قدراتها الجوية. 
 

الجزائر.. قوة جوية ضاربة 

مع هذه الصفقة، تدخل الجزائر نادي القوى الجوية النخبوية، فهي أول دولة في العالم تقتني مقاتلة جيل خامس غير الطائرة الأمريكية F-35، وأول دولة عربية وإفريقية تمتلك هذه التكنولوجيا. وبذلك تصبح الجزائر المشغل الوحيد لمختلف طرازات المقاتلات الروسية الحديثة، من الجيل 4+ وصولاً للجيل الخامس. 

 كما تشير تقديرات القيادة الجوية الروسية إلى أن الجزائر ستتسلم دفعات إضافية بين عامي 2026 و2027 لاستكمال طلبها المكوّن من 14 مقاتلة، بالتزامن مع توسعة خطوط الإنتاج في مصنع «كومسومولسك أون أمور» شرق روسيا. 

 ومع إتمام هذه الصفقة، تكرّس الجزائر موقعها كقوة إقليمية تتقدم بثبات نحو امتلاك أدوات ردع متطورة قادرة على تغيير قواعد اللعبة العسكرية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. فامتلاك مقاتلة شبحية من الجيل الخامس يمنح الجزائر تفوقاً نوعياً، ويضعها في مرتبة متقدمة ضمن سباق التسلح العالمي.

طباعة شارك الجزائر موسكو روسيا الصناعات العسكرية الصين

مقالات مشابهة

  • زين الأردن تحصد جائزة أفضل توسعة لشبكة الجيل الخامس عن ابتكارها الطبقة الرقيقة 5G Thin Layer))
  • نائب وزير الخارجية يلتقي جمعية الصداقة الالمانية – العربية
  • «ثلاثية» لشادويل و«مهم» يحطم الزمن بمضمار جبل علي
  • وزير العمل في قمة المرأة 2025: «الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي يعيدان تشكيل خريطة الوظائف»
  • وزير العمل: الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي يعيدان تشكيل خريطة الوظائف بمصر
  • د. هبة عيد تكتب: نعيب زماننا والعيب فينا
  • سوخوي 57 | أول دولة عربية وإفريقية تحلّق إلى عصر المقاتلات الشبحية من الجيل الخامس: خطوة تاريخية
  • ياسمين عبدالعزيز تكشف عن المهنة التي تمنت العمل بها
  • خطيب الأوقاف: من أعظم نعم الله على الإنسان أن خلق له الوقت والزمن
  • كيا تقدم الجيل الثاني من سيلتوس 2026 الرياضية