كشفت صحيفة كالكاليست الإسرائيلية أنّ بنك ساباديل، رابع أكبر بنك في إسبانيا، اتخذ الأيام الأخيرة إجراءات صارمة وغير مسبوقة ضد العملاء الإسرائيليين المقيمين في البلاد، على خلفية تطبيق المرسوم الملكي رقم 10/2025 الصادر في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، والذي يتضمّن "إجراءات عاجلة ضد الإبادة في غزة ولدعم الشعب الفلسطيني".

ووفقًا للتقرير، بدأ البنك بإرسال إشعارات إلى أصحاب الشركات الإسرائيلية المسجّلة في إسبانيا، تطالبهم بتوقيع إقرارات تؤكد أنهم لا يتعاملون مع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، سواء في مجالات الاستيراد أو التصدير أو تقديم الخدمات، كما ألزمهم بالحصول على توقيعات مماثلة من عملائهم الإسرائيليين.

وأشار إلى أنّ البنك برّر هذه الخطوة بكونها استجابة للمرسوم الملكي الإسباني الذي وسع الحظر المفروض على تصدير السلاح إلى إسرائيل، ومنع الترويج أو استيراد أو تصدير أي بضائع أو خدمات مصدرها المستوطنات.

تجميد حسابات وتحقيقات موسعة

وبحسب كالكاليست، أبلغ البنك عملاءه الإسرائيليين بأنه لن يُفرج عن أموالهم إلا بعد استكمال النماذج المطلوبة، محذرًا من إعادة التحويلات إلى مرسليها خلال 8 أيام في حال عدم الامتثال.

بنك ساباديل يجسّد ذروة التشدد الأوروبي في تطبيق المرسوم الإسباني ضد إسرائيل (الفرنسية)

وأفادت إسرائيلية تعمل في التسويق الرقمي بأن مديرة الفرع أخبرتها بأن "كل إسرائيلي يتلقى أموالًا من إسرائيل يجب أن يثبت أن مصدرها قانوني ومتوافق مع مرسوم الحكومة الإسبانية".

وأضافت "هذا واقع مهين لم نتصور أن نعيشه يومًا، لقد تحولنا إلى موضع اشتباه دائم".

ووفق الصحيفة، يدير بنك ساباديل أصولًا تبلغ قيمتها 240 مليار يورو (نحو 280 مليار دولار) ويملك 1350 فرعًا، منها نحو 200 خارج إسبانيا، ويشغّل 18 ألفا و700 موظف. إلا أن الإجراءات الجديدة تسببت بارتباك واسع بين الإسرائيليين، إذ علّق البنك صرف أكثر من 10 آلاف يورو (نحو 11 ألفا و650 دولارا) لبعض الحسابات، مما أدى إلى عجز أصحابها عن دفع الإيجارات أو شراء الاحتياجات الأساسية.

ادعاءات إسرائيلية وضغوط سياسية

وتدّعي بعض المصادر الإسرائيلية -كما نقلت كالكاليست- أن بنك ساباديل، الذي يقع مقره كتالونيا، وهي منطقة تُعرف بتعاطفها مع الفلسطينيين وانتقادها العلني للسياسات الإسرائيلية، يطبّق القانون "بشكل متشدّد ومبالغ فيه" وأنهم يفكرون باللجوء إلى القضاء الإسباني للطعن في قانونية هذه الإجراءات.

إعلان

وقالت إحدى السيدات رافضة الكشف عن اسمها إن البنك "يفسّر المرسوم بطريقة تعسفية وغير منطقية" زاعمة أن "نحو 80% من عملائها إسرائيليون، وهي مضطرة لمطالبتهم بالتوقيع على نماذج مهينة".

أما على المستوى المؤسسي، فأشارت الصحيفة إلى أنّ بعض الإسرائيليين يرون أن البنك يسعى إلى كسب ود الحكومة الإسبانية في ظل خضوعه لمفاوضات حساسة تتعلق بعرض استحواذ عدائي تقدّم به بنك "بي بي في إيه" الإسباني المنافس، مما قد يدفعه -وفق الرواية الإسرائيلية- إلى المبالغة في تطبيق المرسوم لكسب دعم السلطات التنظيمية في مدريد.

وخلصت كالكاليست إلى أن "هذا الوضع يعكس تدهور العلاقات الاقتصادية بين مدريد وإسرائيل وتزايد عزلتها بالأسواق الأوروبية" مشيرة إلى أن عشرات الإسرائيليين في إسبانيا يدرسون نقل حساباتهم إلى مصارف أخرى، وسط مناخ مالي وصفته الصحيفة بأنه "عدائي ومشحون ضد إسرائيل عقب حرب غزة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات إلى أن

إقرأ أيضاً:

"الخط الأصفر".. الحد الوهمي الذي تسخّره إسرائيل لمواصلة الإبادة الجماعية في غزة

 

◄ استهدافات إسرائيلية شبه يومية للمدنيين في غزة

◄ إسرائيل تتعمد انتهاك وقف إطلاق النار بدعوى "إزالة التهديدات"

◄ استشهاد فلسطينيين أمس في منطقة خارج إطار "الخط الأصفر"

◄ "حماس": الخروقات الإسرائيلية جريمة مكتملة الأركان لاستهداف المدنيين دون مبرر

◄ استشهاد 97 فلسطينيا وإصابة 230 آخرين بعد توقيع الاتفاقية

◄ إسرائيل تبدأ ترسيم الخط الأصفر بكتل خرسانية مطلية باللون الأصفر

الرؤية- غرفة الأخبار

دائما ما يهدد جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهداف أي شخص أو مجموعات تتجاوز الخط الأصفر في قطاع غزة، باعتبار أن المنطقة خلف هذا الخط هي منطقة سيطرة إسرائيلية يحظر الاقتراب منها.

وتحت هذه الذريعة، ارتكبت إسرائيل العديد من الجرائم التي راح ضحيتها العشرات من الفلسطينيين، زاعمة أنهم اقتربوا من الخط الأصفر وشكلوا تهديدا على قوات الاحتلال المتمركزة خلف هذا الخط.

و"الخط الأصفر" هو حد وهمي يمتد من شمال قطاع غزة وحتى أطراف مدينة رفح جنوبا، بحسب ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الأول الجاري، إذ انسحبت القوات الإسرائيلية من عدة مناطق وأعادت تمركزها خلف هذا الخط، مسيطرة على نحو 50% من مساحة قطاع غزة لحين تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وبناء على "الخط الأصفر" لم يستطع سكان كل من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، والمناطق الشرقية لمحافظة خان يونس، وشرق مدينة غزة، وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون شمالي القطاع من العودة إلى منازلهم، ومع ذلك يفرض الاحتلال سيطرته النارية على مناطق أخرى تتجاوز خطوط الانسحاب، في خرق واضح للاتفاق.

وشهدت الأيام الأخيرة تصعيدا إسرائيليا في مناطق متفرقة بالقطاع، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 90 فلسطينيا، وهو ما يعد انتهاكا صريحا لاتفاق وقف الحرب.

وبشكل يومي، تعلن وزارة الصحة بغزة مقتل فلسطينيين باستهدافات مباشرة من الجيش الإسرائيلي، فيما يقول الجيش إن إطلاق النار يأتي بدعوى تجاوز "الخط الأصفر".

وصباح الأمس، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيين اثنين وأصابت ثالثا، في منطقة الشعف بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، أثناء وجودهم في المنطقة الواقعة خارج إطار الخط الأصفر، في اختراق واضح لخطوط الانسحاب.

واعتبرت "حماس" الخروقات الإسرائيلية واستهداف فلسطينيين على الخط "جرائم مكتملة الأركان تكشف النية المبيتة للاحتلال في استهداف المدنيين العزل بلا مبرر".

ودعت الحركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والوسطاء لمتابعة "تجاوزات الاحتلال المجرم، وإلزامه باحترام اتفاق وقف الحرب وبالتوقف عن استهداف الفلسطينيين وتعريض حياتهم للخطر".

وفي المقابل، يبرر الجيش الإسرائيلي إطلاقه النار على طول الخط بهدف "إزالة تهديد"، مدعيا أن الضحايا "عبروا الخط الأصفر" أو "اقتربوا" من قواته المتمركزة في تلك المناطق. كما يدعي الجيش أن غرب الخط "منطقة أمنة"، لكنه لم يوضح معالم هذا الخط الفاصل، لكي يتسنى للفلسطينيين الابتعاد عن المناطق الخطيرة.

ومؤخرا، بدأ الجيش الإسرائيلي بترسيم ما يسمى بالخط الأصفر، الذي انسحبت إليه القوات بموجب شروط وقف إطلاق النار الحالي في قطاع غزة بعلامات مادية.

وتظهر صورة من غزة تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي صباح الأمس كتلاً خرسانية مطلية باللون الأصفر وعلامات معدنية صفراء سيتم تثبيتها عليها، حسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

إسرائيل ترتكب 80 خرقا منذ سريان وقف الحرب

ووثق المكتب الإعلامي الحكومي ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي 80 خرقا منذ قرار وقف الحرب على غزة، أسفرت عن استشهاد 97 فلسطينيا وإصابة 230 آخرين، حتى مساء يوم الأحد، وذلك حسب المدير العام للمكتب إسماعيل الثوابتة.

وأوضح الثوابتة، في حديث للجزيرة نت، أن الخروقات تنوعت بين جرائم إطلاق النار المباشر على المواطنين، والقصف والاستهداف المتعمّد، وتنفيذ أحزمة نارية، واعتقال عدد من المواطنين المدنيين، "في ممارسات تعكس استمرار النهج العدواني للاحتلال، ورغبته الواضحة في التصعيد الميداني، وتعطّشه الدائم للدماء والقتل".

مقالات مشابهة

  • ارتفاع شهداء الإبادة الإسرائيلية في غزة إلى 68 ألفا و22٩
  • رئيس المخابرات العامة يتوجه إلى إسرائيل لعقد اجتماعات مع المسؤولين الإسرائيليين لتثبيت وقف إطلاق النار بغزة
  • صحة غزة: حصيلة الإبادة الإسرائيلية بلغت 68 ألفا و216 شهيدا
  • "الخط الأصفر".. الحد الوهمي الذي تسخّره إسرائيل لمواصلة الإبادة الجماعية في غزة
  • “شوك” الإسرائيلية تغلق جميع فروعها في أميركا بعد حملة مقاطعة بسبب حرب غزة
  • البنك الوطني الجزائري في قائمة أفضل 10 بنوك بإفريقيا
  • ارتفاع ضحايا الإبادة الإسرائيلية في غزة إلى 68,216 شهيدًا و 170,361 إصابة
  • هل تسمح إسرائيل بدخول الصحفيين إلى غزة بعد عامين من الحظر؟
  • مسؤول فلسطيني: الصليب الأحمر يبحث عن جثامين الإسرائيليين ويتجاهل الفلسطينيين