اسأل مريم.. مطار القاهرة يبدأ عصر الذكاء الاصطناعي بخدمات تفاعلية مع الركاب
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
كشف المهندس أيمن عرب رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للمطارات والملاحة الجوية، أن مطار القاهرة الدولي يشهد انطلاق مرحلة جديدة من خدمات الرقمنة والذكاء الاصطناعي.
وأكد أيمن عرب خلال تصريحات صحفية بالمؤتمر المنعقد في مطار سفنكس الدولي، أن خدمة "إسال مريم"، هي حملة تسويقية ضمن خطة وزارة الطيران المدني باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي لتطوير منظومة المطارات المصرية والارتقاء بتجربة السفر للمسافرين فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي.
وأوضح رئيس القابضة للمطارات، أن المنظومة الجديدة من الذكاء الاصطناعي لا تقتصر على مطار القاهرة فقط، بل سيتم تعميمها تدريجيًا في باقي المطارات، وعلى رأسها مطار سفنكس الدولي تزامنًا مع افتتاح المتحف المصري الكبير.
وتتضمن المنظومة الحديثة أجهزة تفاعلية ذكية (Smart Interactive Devices) تتيح للمسافرين والزوار الحصول على إجابات فورية لأي استفسار يتعلق برحلات الطيران، أو إجراءات السفر والوصول، أو مواقع المرافق والخدمات داخل المطار، إضافة إلى معلومات حول وسائل النقل، والتاكسي، والاتجاهات، والمناطق السياحية القريبة، وحتى مواعيد الرحلات والمغادرة.
نظام متكامل للذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمةوتعتمد هذه الخدمة على نظام متكامل للذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، بما يتيح للمطار التفاعل اللحظي مع المسافرين وتقديم تجربة أكثر سهولة وراحة، ويُعد ذلك أول تطبيق عملي للذكاء الاصطناعي في المطارات المصرية ضمن محور “التحول نحو المطارات الذكية”.
وزير الطيران: نعمل على تحسين الخدمات والمواصلات بمنطقة مطار سفنكس
مطار سفنكس جاهز لاستقبال الملوك وفود افتتاح المتحف المصري| لايف
وأشار عزب إلى أن هذه الخطوة تأتي تنفيذًا لتوجيهات وزير الطيران المدني الدكتور سامح الحفني بضرورة تحويل المطارات المصرية إلى مراكز تشغيل رقمية متكاملة، بما يتوافق مع أحدث المعايير الدولية في إدارة وتشغيل المطارات، مؤكدًا أن المشروع يمثل “بداية عصر جديد للطيران المدني المصري” يعتمد على الابتكار والتقنيات الحديثة في كافة جوانب التشغيل والخدمة.
ومن المقرر أن تُفعّل هذه الخدمات رسميًا في مطار القاهرة الدولي من اليوم على أن يتم تعميمها في باقي المطارات بداية من مطار سفنكس الدولي تزامنًا مع افتتاح المتحف المصري الكبير، ليكون أول مطار مصري يقدم تجربة تفاعلية متكاملة قائمة على الذكاء الاصطناعي لخدمة الزوار والوفود الدولية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مطار القاهرة مرحلة جديدة خدمات الرقمنة مطار سفنكس الرقمنة والذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی مطار القاهرة مطار سفنکس
إقرأ أيضاً:
عبقرية الفراعنة وابتكارات القرن الـ21.. كيف يستخدم المتحف المصري الكبير الذكاء الاصطناعي؟
بين جدران المتحف المصري الكبير، لا تقتصر الحكاية على التماثيل والبرديات والكنوز القديمة، بل تمتد لتشمل ثورة رقمية تجعل الزائر يعيش تجربة حضارية غير مسبوقة.. فالمتحف الذي يقف شامخا على هضبة الأهرامات لا يقدّم فقط أضخم عرض للآثار في العالم، بل يمزج بين عبقرية الفراعنة وابتكارات القرن الحادي والعشرين، ليصبح نموذجا عالميا في كيفية توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في خدمة التاريخ.
ومنذ اللحظات الأولى لتصميمه، لم ينظر إلى المتحف المصري الكبير بوصفه مبنى تقليديا يعرض القطع الأثرية خلف الزجاج، بل كمؤسسة ثقافية رقمية متكاملة، فالمشروع، الذي استغرق أكثر من عقدين من التخطيط والتنفيذ، وشارك فيه خبراء من مصر والعالم، وضع له هدف واضح: أن يكون "أكبر متحف ذكي في العالم"، حيث تسخر التكنولوجيا الحديثة لخدمة الزائر، وتفسير التراث، وحماية الآثار للأجيال المقبلة.
ولذلك، جاء تصميم المتحف قائما على مفهوم "الرحلة التفاعلية"، التي تبدأ قبل دخول الزائر من خلال تطبيقات الهاتف الذكية التي توفر معلومات عن المعروضات، ومسارات الزيارة المقترحة، وحجز التذاكر إلكترونيا. أما داخل القاعات، فيتحول كل جناح إلى تجربة رقمية غامرة تمزج بين الإبهار البصري والدقة العلمية.
أحد أبرز ملامح التميز في المتحف هو استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي لتخصيص تجربة الزيارة. فعبر تطبيق المتحف الرسمي أو الأجهزة اللوحية المتاحة للزوار، يمكن للنظام أن يتعرف على اهتمامات الزائر سواء كان باحثا أكاديميا، أو طالبا، أو سائحا يبحث عن تجربة ممتعة ويقترح له جولة مخصصة تناسب اهتماماته ومستوى معرفته.. فمن يهوى الهندسة المعمارية سيجد توصيات لزيارة قاعات تعرض أدوات البناء والفنون الهندسية في مصر القديمة، بينما يوجه النظام محبي الأساطير إلى تماثيل الآلهة والنصوص الجنائزية، مع شرح مبسط يدمج بين النصوص والصور ثلاثية الأبعاد.. هذه التقنية تتيح لكل زائر أن يعيش تجربة فريدة لا تتكرر، كأن المتحف صمم خصيصًا من أجله.
وأكثر ما يدهش الزائر داخل المتحف هو توظيف تقنيات الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) في قاعات العرض.. فبمجرد توجيه الجهاز اللوحي أو الهاتف نحو قطعة أثرية، تنبثق أمامه نسخة رقمية ثلاثية الأبعاد تشرح كيفية استخدامها أو شكلها الأصلي قبل آلاف السنين.
فعلى سبيل المثال، يستطيع الزائر أن يرى كيف كان العرش الذهبي لتوت عنخ آمون يوم كان في قصره، أو يشاهد عملية بناء الأهرامات بخطواتها المتتابعة وكأنها تجري أمام عينيه. وفي بعض القاعات، تتيح نظارات الواقع الافتراضي الدخول إلى مقبرة رقمية كاملة، حيث يمكن التجول داخلها، وقراءة النقوش، والاستماع إلى شرح صوتي بلغات متعددة.
والهدف من هذه التقنيات ليس مجرد الإبهار، بل توصيل المعلومة بطريقة تجعل التاريخ حيًا ومفهومًا لكل الأجيال. فالمتحف يدمج بين الدقة الأكاديمية والتجربة الإنسانية، ليصبح التعلم متعة، والمعرفة مغامرة بصرية.
وإلى جانب دور التكنولوجيا في العرض، يلعب الذكاء الاصطناعي دورا حيويا في حماية الآثار وتوثيقها. فقد أنشأ المتحف قاعدة بيانات رقمية ضخمة تضم صورا عالية الدقة ومعلومات تفصيلية عن كل قطعة، تشمل مادتها وتاريخها وأماكن اكتشافها وحالتها الحالية.
ويستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور وقياس أي تغير طفيف في حالة القطع بمرور الزمن، مما يساعد المرممين على التدخل المبكر قبل حدوث أي تلف.
كما تتيح هذه المنصة للباحثين حول العالم الوصول إلى البيانات ودراسة المقتنيات دون الحاجة إلى التعامل المباشر مع القطع الأصلية، وهو ما يعزز التعاون العلمي ويحافظ على التراث من أي خطر.
وفي خطوة سباقة، بدأ المتحف في توظيف تقنيات "الرقمنة ثلاثية الأبعاد" لإنشاء نسخ رقمية كاملة لبعض المجموعات الأثرية النادرة، لتكون بمثابة "ذاكرة أبدية" للقطع الأصلية، تحفظ شكلها وتفاصيلها الدقيقة للأجيال القادمة.
وفي المتحف المصري الكبير، لا يكون الزائر متفرجا فقط، بل شريكا في الحكاية. فالتقنيات التفاعلية تتيح له التقاط صور ثلاثية الأبعاد مع المعروضات، أو المشاركة في ألعاب تعليمية تحاكي مهام المرممين والتنقيبات الأثرية.
أما الأطفال، فلهم تجربة مخصصة تعرفهم على الحضارة المصرية بطريقة ترفيهية تجمع بين اللعب والتعليم، حيث يمكنهم تصميم "نقوش فرعونية رقمية" بأيديهم، أو بناء نموذج مصغر لهرم باستخدام واجهات لمس ذكية، في تجربة لا تخاطب العين فقط، بل العقل والخيال معا.. نريد للزائر أن يشعر أنه جزء من التاريخ، لا مجرد شاهد عليه.
وتستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي أيضًا في إدارة الأمن داخل المتحف، حيث تعمل كاميرات المراقبة عالية الدقة بتقنية التعرف على الوجه وتتصل بشبكة مركزية تتابع حركة الزوار في القاعات لضمان سلامة المعروضات.
كما تراقب الحساسات الذكية درجة الحرارة والرطوبة والإضاءة في كل قاعة، وترسل تنبيهات فورية إذا حدث أي خلل يمكن أن يؤثر في حالة القطع الأثرية.
وبهذا الدمج بين العلم والتاريخ، يصبح المتحف نموذجا للكيفية التي يمكن بها للتكنولوجيا أن تصون التراث بدلا من تهديده.
ويرى الخبراء أن المتحف المصري الكبير يقدم للعالم تجربة جديدة في مفهوم "المتحف الحي" الذي لا يكتفي بعرض الماضي، بل يحاور الحاضر ويخاطب المستقبل.. فالمتحف لا يسعى لأن يكون فقط وجهة سياحية، بل مركزا عالميا للبحث والتعليم الرقمي في علوم الآثار. وتجرى حاليا دراسات لإطلاق نسخة افتراضية منه على الإنترنت، تمكّن الزوار حول العالم من التجول داخله بتقنيات الواقع الافتراضي دون مغادرة منازلهم.
وبهذه الرؤية الطموحة، تتحول الحضارة المصرية إلى تجربة رقمية عالمية، تعبر الحدود واللغات، وتؤكد أن عبقرية المصريين القدماء لم تكن حجرا في معبد، بل فكرا خالدا يعاد اكتشافه في كل عصر بأدواته الجديدة.
ومن بين ملايين الزوار الذين سيقفون أمام قناع توت عنخ آمون الذهبي، لن يشعر أحد بالانفصال عن التاريخ. فالتكنولوجيا جعلت من الآثار كائنا حيا يتحدث إليك ويشرح لك أسراره، والذكاء الاصطناعي أصبح مرشدا يفتح أبواب الماضي بلمسة إصبع.
ومع افتتاحه المرتقب في الأول من نوفمبر المقبل لن يصبح المتحف المصري الكبير مجرد مكان لحفظ التراث، بل جسرا بين الإنسان المعاصر وأجداده، حيث تمتد يد الحضارة القديمة لتصافح تكنولوجيا المستقبل في مشهد فريد غير مسبوق.