انتظرونى فى عمل عن أهل البيعة.. ورأفت الهجان أقرب أدوارى لقلبى
الجيل الجديد لا يقبل النصيحة.. وأطالبهم بتقديم فن هادف
أحترم جمهورى وأحرص على تقديم أعمال تليق به.. والقيم والأخلاق أساس أى عمل فنى ناجح

 

فى زمنٍ باتت فيه الأضواء سريعة الانتهاء، والأعمال الفنية تنسى بطريقة أسرع، يبقى لفنانين الزمن الجميل سحر خاص لا يخفت بريقه مهما مرّت السنوات، هم علامات مضيئة فى تاريخ الفن المصرى والعربى، حفروا أسماءهم فى وجدان الجماهير بموهبتهم الفطرية، وأعمالهم الخالدة التى ما زالت تعيش بيننا جيلاً بعد جيل، لم يكونوا مجرّد ممثلين، بل كانوا رسلًا للفن الأصيل، وأيقونات للثقافة التى شكّلت الوعى الجمعى للمجتمع.


من هنا، جاءت فكرة سلسلة الحوارات الصحفية مع عدد من نجوم زمن الفن الجميل، سنستعيد معهم البدايات الأولى، وذكريات الكواليس، ولحظات النجاح والانكسار، وأيضًا رؤيتهم للفن اليوم، وكيف ينظرون إلى الأجيال الجديدة التى ورثت المشهد.
أنها ليست مجرد مقابلات صحفية عابرة، بل محاولة لتوثيق تاريخ حيّ، وسرد لسيرة مبدعين لا تزال أعمالهم تعلّمنا معنى الالتزام والصدق والإخلاص للفن، والتعرّف على أسرار النجومية الحقيقية، واستلهام الدروس من جيلٍ صنع تاريخًا من ذهب، لا يصدأ مهما تغيّرت الأزمنة.
الفنانة عفاف شعيب، واحدة من أبرز النجمات فى الدراما والسينما المصرية والعربية، صاحبة مسيرة فنية حافلة بالعطاء والنجاح، تمتد لسنوات طويلة تركت خلالها بصمة لا تُنسى فى وجدان الجمهور العربى، عُرفت بالتزامها الفنى والدينى معًا، واختياراتها الدقيقة التى تراعى فيها القيم والمضمون، لتصبح رمزًا للفن الهادف والمحترم.
تحدثت لنا بكل صدق ووضوح عن رؤيتها للفن اليوم، وعن جيل الفنانين الجدد، وعن أهمية القيم فى العمل الفنى، كما كشفت لنا عن مشروع دينى تتمنى أن يرى النور قريبًا.
- لدى عمل دينى جاهز وجميل جدًا، تدور أحداثه فى 30 حلقة، من اخراج المخرج مصطفى الشال الذى أشاد بالعمل، لكننا ننتظر التمويل لبدء التصوير، لأن الأعمال الدينية مكلفة جدًا، بسبب الملابس والديكورات واللغة الفصحى التى تحتاج ممثلين متمكنين، ونحن كان لدينا عمالقة يتحدثون باللغه العربيه الفصحى منهم عبدالله غيث، سعد أردش، محسنة توفيق، فردوس عبدالحميد، أحمد ماهر، خالد زكى، كانوا أساتذة فى اللغة العربية، ونفتقد الآن هذه الأعمال المهمة، والمسلسل تدور أحداثه حول أهل الوفاء فى البيعة، ويدور فى حقبة من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة إلى المدينة المنوّرة، وفيه قصص جميلة جدًا الدراما لم تتطرق لها من قبل.
- للأسف، الأعمال الدينية بشكل خاص والتاريخية بشكل عام اختفت تقريبًا، فى الماضى الأعمال الدينية كانت تجعلنا نفكر فى ديننا وتاريخنا، ولكن فى الوقت الحالى اتجه نحو أشياء أخرى مثل السوشيال ميديا التى أصبحت تسيطر على كل شىء.
ونحن نحتاج إلى أننا نقاوم إنتشار الابتذال بأعمال دينية وتاريخية قوية تُعيد القيم، وتذكّر الناس بدينهم وربهم، ونحتاج الفن يكون داعم لهم وليس العكس.
- الحمد لله نشأت فى بيت ملتزم دينيا، كنت أرى والدى ووالدتى يحافظون على الصلاة، والعائلة كلها تحافظ على أداء الطقوس الدينية، تلك التربية أثّرت فيّا جدًا، واكتسبت منها حب الطاعة والالتزام قبل أن أرتدى الحجاب، ومازلت أحافظ على طقوسى وصلاتى وعباداتى، وأحمد الله أنى مازلت أسير على الطريق الذى يرضيه.
- الجيل الجديد لا يقبل النصيحة، وينفذ الذى يراه، لكن الذى أستطيع أن أقوله لهم: اهتموا بنفسكم وأعمالكم، وقدموا فن محترم وهادف وله قيمة، الفن رسالة عظيمة، يجب أن تصل لقلوب وعقول الجماهير، والفن ليس مجرد وسيلة شهرة، والفنان الذى يقدم فن «دليفرى» لن يدوم طويلا، بينما من يقدّم فن حقيقى أثره باقى.
ويجب أن يكون الفنان واعى ومثقف، ويدرك إن مسئوليته كبيرة تجاه المجتمع، الفن يجب أن يخدم الوطن، ويقدّم صورة إيجابية عن الإنسان المصرى، وليس مجرد ترفيه لحظى ينتهى بانتهاء الحلقة أو المشهد.
- لا أستطيع أن أقدم تقييم شامل للدراما أو السينما، ولكنى أستطيع القول بأن هناك اختلاف بشكل قوى فيما يقدم حاليا وما بين ما كان يقدم سابقا، فى الماضى كنا نقدّم موضوعات لها معنى، والجمهور كان يتعايش مع القصة ويتأثر بها، يخرج من المسلسل أو الفيلم وهو متأثر بالفكرة والحدث والشخصيات الملهمة له والتى كانت بمثابة قدوة لها فى الأخلاق الحسنة.
ولكن فى الوقت الراهن حدث اختلاف، والاهتمام بالقيمة انخفض بشكل كبير، وأصبح هناك تركيز على الشكل أكثر من المضمون، ولكنى لا أستطيع التعميم، نتيجة أنه مازالت هناك أعمال تحافظ على قيمة الفن وتحترم عقل المشاهد.
- كل شىء تغيّر، الزمن ذاته تغيّر، ونحن أصبحنا فى عصر السرعة، اليوم أصبح قصير جدًا، والجميع أصبح مشغولة بالهاتف والتكنولوجيا والسوشيال ميديا، والثقافة العامة تغيّرت، من حيث طريقة التفكير والعقول أصبحت مختلفة، الجمهور أصبح ياخد المعلومة أو يشاهد المقطع فى ثانية، وليس كما كان فى الماضى عندما كنا ننتظر المسلسل أو الفيلم يعرض باليل، والفن ابن عصره، وطبيعى أن يتأثر بكل ذلك، والأهم انه لا يفقد رسالته أو قيمته.
- واجهت صعوبات كثيرة، الحياة كلها مطبات، والحياة لا تسير على وتيرة واحدة، فهناك أوقات نبذل جهد ونقدم عمل رائع ويحقق نجاحا قويا، وأوقات أخرى نتوقع النجاح وتتفاجئ إن الجمهور لم يستقبل العمل مثلما ما كنا نتوقعه، وأوقات الجماهير تهاجمك لمجرد إنك حاولتِ تغيّر من نفسك أو تجربّ لون مختلف، الحياة مليئة بالدروس، وكنت أتعلم من كل تجربة، الأهم إنك تظل ثابت وتقدم فن محترم بما يرضى الله.
- أعتز بكل أعمالى، لكن هناك أدوار محفورة فى قلبى، مثل دورى فى «قيس ولبنى» فى بداية حياتى الفنية، وهذا من الأعمال التى حققت نجاحا قويا وساعدتنى أن أكون معروفة.
وكذلك دورى فى «دارت الأيام» مع أستاذى الكبير محمود مرسى، الذى اختارنى أن أكون بطلة أمامه، وهذا شرف كبير جدًا لى، ومن الأعمال التى أفتخر بها «الأفعى»، «خدعتنى امرأة»، «ضد الحكومة»، «عنبر الموت»، «الشهد والدموع»، «رأفت الهجان»، و«العار»، وكل عمل من تلك الأعمال له مكانة خاصة فى قلبى، لكونها جميعها أعمال خالدة فى وجدان الجمهور.
- كنت دائما أبحث عن العمل الذى أجد فيه هدف وقيمة، وأشعر أنه يقدّم رسالة للمجتمع، ويضيف للجمهور وليست تسليتهم فقط، الفن بالنسبة لي وسيلة للتنوير والإصلاح، وليس وسيلة للربح أو الشهرة.
وكنت أختار الدور الذى لا يغضب الله، والذى أقدر أقف قدامه وأنا راضية ضميريًا وإنسانيًا، وهذا كان مبدأى منذ البداية، ولم أتخلى عن هذا المبدأ عمرى.
- عملت مع مخرجين كبار جدًا، كل واحد منهم له بصمة وتجربة فريدة معى، فى التلفزيون عملت مع إسماعيل عبدالحافظ، يحيى العلمى، مجدى أبوعميرة، محمد النقلى، شيرين عادل، وحسين كمال.
وفى السينما عملت مع حسن الإمام فى أعمال من أروع ما قدّم، ومع سيد طنطاوى فى «خدعتنى امرأة» و«الأونطجية»، وكذلك مع على عبدالخالق وعاطف الطيب فى «ضد الحكومة».
الحمد لله، كانت لى تجارب مع أساتذة كبار علمونى كتير وتركوا بصمات لا تُنسى.
- هناك فنانين شباب موهوبين جدًا، مثل أحمد السقا، أحمد عز، كريم عبدالعزيز، كريم محمود عبدالعزيز، محمد محمود عبدالعزيز، وأحمد حاتم، ومحمد أمام.
أما الفنانات، فيعجبنى منهم ياسمين عبدالعزيز، ريهام حجاج، منة شلبى، وكذلك حنان مطاوع، وريهام عبدالغفور.
- لا، فى الوقت الحالى لم أفكر فى ذلك. 
- أقول لجمهورى الحبيب: أنا بحبكم وبقدّركم جدًا، وكل الذى قدمته دائما مرضى لكم ولربنا قبل أى شىء، ولم أقدم عمل إلا وأنا مقتنعة إنه عمل جيد ويحترم القيم والمبادئ.
والله سيحاسبنا عن كل صغيرة وكبيرة، وأنا حريصة أن تكون أعمالى شرف ليا ولتاريخى الفنى. 
وأتمنى دائما أكون عند حسن ظنكم، وربنا يوفق كل فنان يقدم فن نقى ومحترم يخدم المجتمع والناس.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نجوم الزمن الجميل 4 نجوم زمن الفن الجميل الأعمال الدینیة

إقرأ أيضاً:

خالد الجندي: قصة صبر النبي نوح عبر الزمن تحمل عبرة عظيمة

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن قصة سيدنا نوح عليه السلام تكشف جانبًا مهمًا من معاني الصبر والتحمل، موضحًا أن ما تعرّض له من تشويه وتجريح وطعن وتلميح وتقبيح وتطاول وإسفاف طوال تسعمائة وخمسين سنة يُعد حالة إعجازية فريدة، وأن صبره يمثل قدوة لكل إنسان يتعرض للإساءة أو التشويه في سمعته، إذ تحمل كل أساليب التطاول والتجاوز والسباب على مدى فترة زمنية طويلة للغاية.

وأضاف عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "DMC" اليوم الخميس، أن القرآن الكريم قصّ هذا الحوار العجيب بين سيدنا نوح وقومه في مواضع متعددة، إلا أن الوقوف عند آيات سورة هود يبيّن حجم الشدة التي واجهها نبي الله نوح، مؤكداً أن تلك السنوات لم تكن سنوات راحة أو سعادة، بل كانت ممتلئة بالصعوبات والإيذاء المستمر من قومه.

وأوضح أن القرآن الكريم يستخدم كلمة «سنة» للدلالة على الشدة والضيق والقحط وعدم الإيمان، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا»، مبينًا أن سنوات أصحاب الكهف خارج الكهف كانت سنوات كفر وإلحاد وتطاول، بينما كانت فترة بقائهم داخله نجاة ورحمة.

وأشار إلى أن التعبير القرآني يتجلى أيضًا في قصة سيدنا يوسف عليه السلام، حيث قال تعالى: «تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا» عند ذكر سنوات الشدة، ثم قال: «ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ» عند ذكر الرخاء، مؤكدًا أن كلمة «عام» تُستخدم للدلالة على الخير والإيمان والرخاء.

وأكد أن هذا التدقيق القرآني في اختيار الألفاظ يحمل رسائل إيمانية وتربوية بالغة، أبرزها أن الابتلاء قد يطول، لكن الفرج يأتي بعدها، وأن من أراد أن يتأسى بالصبر على التشويه والأذى فله في سيدنا نوح عليه السلام أعظم مثال، داعيًا الله أن يجعلنا من الصابرين المحتسبين.

اقرأ المزيد..

رقم صادم.. "جمعية الرفق بالحيوان" تفجر مفاجأة عن عدد الكلاب الضالة في مصر عوض تاج الدين: نسبة الإصابة بفيروس «H1N1» بين المصريين تصل إلى 60% تصريحات صلاح تشعل فضائيات إنجلترا.. "ليفربول ضخم بدونك وسلوت ليس جليس أطفالك" خبير اقتصادي: خدمة الدين الخارجي تمثل عبئًا كبيرًا على الموازنة المصرية ليس روسيا أو الصين.. وثيقة الأمن القومي الأمريكي تفجر مفاجأة عن أولويات ترامب خالد أبو بكر: لجنة تطبيق المادة 68 تعمل لضمان حرية المعلومات وصحة الأخبار خالد أبو بكر: تسجيل الكشري بقائمة التراث الثقافي يعكس مكانة الإرث المصري وتجدده الناخبون في البحيرة يتحدون الأمطار والبرد من أجل عيون المشاركة بالبرلمان.. فيديو مدبولي: الاحتياطي يصل 50 مليار و216 مليون دولار مدبولي: صندوق النقد يكمل مراجعته خلال يومين والأمور تسير بإيجابية

مقالات مشابهة

  • خمسون سنة «مولد يا دنيا»
  • «فخ» كأس العرب
  • مسلسلات رمضان 2026.. عفاف مصطفى تعلن انضمامها لمسلسل «البخت»
  • وفد أميركي يطلع على الأعمال الفنية المصاحبة لمهرجان الفنون الإسلامية
  • أيمن الجميل : أدعو رجال الأعمال للاستثمار فى التصنيع الزراعى والاستفادة من النجاحات التنموية الكبرى وزيادة فرص التصدير
  • خالد الجندي: قصة صبر النبي نوح عبر الزمن تحمل عبرة عظيمة
  • خالد الجندي: قصة صبر سيدنا نوح تحمل عبرة عظيمة
  • أحمد حلمي يوجه رسالة لـ متابعيه عبر إنستجرام.. شاهد
  • إسرائيل تتغير جذرياً على يد الجماعات الدينية
  • مي عز الدين تستذكر والدتها الراحلة بكلمات مؤثرة على إنستجرام