سوء تفاهم كاد يتحول إلى كارثة| هل أطلقت الشرطة الألمانية الرصاص على قوات جيشها؟.. فضيحة خلال مناورة عسكرية
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
في مشهد لم يكن متوقعًا وسط أجواء تدريبية اعتيادية، تحوّل أحد التدريبات الروتينية للجيش الألماني إلى حادث أمني حقيقي أثار الجدل في الأوساط العسكرية والسياسية الألمانية.
ففي مدينة إردينغ الواقعة بجنوب ولاية بافاريا، أطلق أحد عناصر الشرطة النار بالخطأ على جندي من الجيش الألماني أثناء تنفيذ مناورة واسعة النطاق تُعرف باسم “مارشال باور”، بعد أن تلقّت الشرطة بلاغًا من سكان المنطقة حول وجود “رجل مسلح”.
لم يكن أحد يدرك حينها أن ذلك “الرجل المسلح” هو في الواقع جندي يشارك في التدريب العسكري.
بحسب ما أعلنته قيادة العمليات في الجيش الألماني (البوندسفير)، فإن الحادث بدأ عندما رصد بعض السكان تحركات لعناصر مسلحة في منطقة التدريب، فقاموا بإبلاغ الشرطة المحلية.
استجابت الشرطة بسرعة وأرسلت عدة وحدات أمنية مدعومة بطائرة مروحية إلى جنوب شرق مدينة إردينغ مساء الأربعاء، في محاولة للسيطرة على الوضع الذي بدا حينها وكأنه تهديد حقيقي.
غير أن المفاجأة كانت عندما وصل ضباط الشرطة إلى الموقع، فظنّوا أن المشهد أمامهم حقيقي وليس جزءًا من مناورة عسكرية. في المقابل، اعتقد الجنود المشاركون في التدريب أن الشرطة جزء من سيناريو التمرين، لتبدأ لحظات من الارتباك الميداني وسوء الفهم، انتهت بإطلاق نار متبادل.
ذخيرة تدريبية في مواجهة ذخيرة حقيقيةكشفت صحيفة “بيلد” الألمانية أن الجنود استخدموا ذخيرة تدريبية خلال التمرين، ظنًا منهم أن وصول الشرطة جزء من السيناريو التدريبي. لكن ضباط الشرطة الذين لم يكونوا على علم بالمناورة ردّوا باستخدام الذخيرة الحية، ما أدى إلى إصابة أحد الجنود بطلق ناري.
وقد تم نقل الجندي إلى المستشفى لتلقي العلاج، وأكد المتحدث باسم الجيش الألماني لاحقًا أن إصابته كانت طفيفة، وغادر المستشفى في اليوم نفسه بعد استقرار حالته الصحية.
أصدرت الشرطة البافارية بيانًا رسميًا أكدت فيه أن إطلاق النار جاء نتيجة سوء تفاهم في موقع الحادث، موضحة أن الشخص الذي كان يحمل السلاح هو بالفعل أحد أفراد الجيش الألماني المشاركين في المناورة العسكرية.
وأضاف البيان أن الشرطة الجنائية الألمانية فتحت تحقيقًا موسعًا بالتعاون مع ضباط من الجيش والشرطة المحلية لمعرفة ملابسات الحادث بدقة، وتقييم الإجراءات المتبعة لتفادي مثل هذه الحوادث مستقبلًا.
تأتي هذه التدريبات ضمن مناورات عسكرية واسعة أطلق عليها اسم “مارشال باور”، وهي واحدة من أكبر التدريبات المشتركة في جنوب ألمانيا خلال العام الجاري.
ويشارك في هذه المناورة نحو 500 جندي من الشرطة العسكرية الألمانية، إلى جانب مئات من عناصر الشرطة المدنية وخدمات الإطفاء والإسعاف.
وتهدف المناورات إلى محاكاة سيناريوهات واقعية لهجوم محتمل على دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتدريب القوات الألمانية على التنسيق بين الأجهزة الأمنية المختلفة في حالات الطوارئ الوطنية.
وتُجرى التدريبات في 12 بلدة ومدينة بافارية شمال ميونيخ، من بينها مدينة إردينغ التي وقعت فيها الحادثة، في إطار خطة لتعزيز الجاهزية الدفاعية والاستجابة السريعة للأزمات.
ردود الفعل.. دعوات للمراجعة والتحقيقأثار الحادث جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والعسكرية في ألمانيا، حيث دعا عدد من الخبراء إلى مراجعة بروتوكولات التواصل بين الجيش والشرطة، خاصة في المناطق المدنية التي تشهد تدريبات مشتركة.
وأكد مسؤولون في وزارة الدفاع الألمانية أن التحقيقات ستشمل تحليل فشل قنوات التنسيق الميداني بين القوات الأمنية والجيش، لضمان عدم تكرار مثل هذا الخطأ مستقبلاً.
من جانبهم، أعرب عدد من النواب في البرلمان الألماني عن قلقهم من استخدام الذخيرة الحية في مناطق قريبة من التجمعات السكانية، مؤكدين على ضرورة رفع مستويات الأمان في التدريبات الميدانية.
حادث عابر أم إنذار لنظام التدريب؟رغم أن الجندي المصاب تعافى وغادر المستشفى سريعًا، فإن الحادث أعاد طرح أسئلة جادة حول آليات التنسيق بين الأجهزة الأمنية والعسكرية في ألمانيا، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة في أوروبا.
ما حدث في إردينغ لم يكن مجرد “حادث عرضي”، بل جرس إنذار يدق ناقوس الخطر بشأن أهمية التخطيط المسبق والإخطار المتبادل بين الجهات الأمنية والعسكرية، خصوصًا عندما تُنفذ التدريبات في مناطق مأهولة.
ويبقى الدرس الأهم من الحادث أن الرصاصة التي أُطلقت بالخطأ قد تكون سببًا في إعادة صياغة قواعد التعاون بين مؤسسات الأمن والدفاع في ألمانيا، لضمان أن تبقى المناورات القادمة مجرد تدريبات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ألمانيا الألماني جندي الجيش الشرطة الجیش الألمانی
إقرأ أيضاً:
قوات الدعم السريع تعلن سيطرتها على الفاشر آخر معاقل الجيش السوداني في دارفور
(CNN)-- قالت قوات الدعم السريع السودانية شبه العسكرية إنها استولت على مقر قيادة الجيش في مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور غرب البلاد.
وأظهر مقطعا فيديو نشرتهما قوات الدعم السريع، الأحد، جنودها وهم يهتفون أمام لافتات تشير إلى قاعدة المشاة السادسة التابعة للجيش. وتمكنت وكالة "رويترز" من التحقق من الموقع، لكن دون تحديد التاريخ. ولم يصدر الجيش السوداني بيانا فوريا بشأن تموضعه الحالي.
وسيمثل الاستيلاء على الفاشر انتصارا كبيرا لقوات الدعم السريع، قد يعجل بتقسيم البلاد، من خلال تمكينها من ترسيخ سيطرتها على إقليم دارفور الشاسع، الذي زعمت أنه مقر حكومة موازية تم تشكيلها خلال هذا الصيف.
ويأتي ذلك بعد أن أعلنت قوات الدعم السريع، السبت، سيطرتها على مدينة بارا في شمال كردفان، الولاية التي تشكل حاجزًا بين دارفور والعاصمة السودانية والنصف الشرقي من البلاد الخاضع لسيطرة الجيش.
قوات الدعم السريع تحاصر المدينة منذ 18 شهرا
حاصرت قوات الدعم السريع مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، على مدار الـ18 شهرا الماضية، خلال معاركها ضد الجيش وحلفائه من المتمردين السابقين والمقاتلين المحليين.
واستهدفت المدنيين بغارات متكررة بالطائرات بدون طيار وبالمدفعية، بينما أسفر الحصار عن مجاعة لـ250 ألف شخص لا يزالون في غرب المدينة.
وكثيرا ما حذر بعض النشطاء من أن سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة سيؤدي إلى هجمات انتقامية عرقية، كما حدث بعد الاستيلاء على مخيم زمزم للنازحين إلى الجنوب.
ويعتمد سكان الفاشر على محطات ستارلينك للوصول إلى الإنترنت بسبب انقطاع الاتصالات منذ فترة طويلة.
الأمم المتحدة: قوات الدعم السريع ترتكب جرائم ضد الإنسانية
في الأسبوع الماضي، قالت قوات الدعم السريع إنها تعمل على تسهيل خروج المدنيين والمقاتلين المستسلمين من الفاشر، لكن الذين غادروا أبلغوا عن عمليات سطو واختطاف واعتداءات جنسية وقتل على يد جنود قوات الدعم السريع على الطريق.
وفي مقطع فيديو نشره مسؤول كبير في الحكومة التي تقودها قوات الدعم السريع، يقول جنود من قوات الدعم السريع إنهم يحمون قافلة طويلة، معظمها من الرجال يغادرون الفاشر، ويقولون إنهم في الغالب جنود. ولم تتمكن "رويترز" من التحقق من تاريخ أو موقع اللقطات.
وقالت بعثة مفوضة من الأمم المتحدة الشهر الماضي إن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم متعددة ضد الإنسانية خلال حصارها الفاشر. كما اتُهم الجيش بارتكاب جرائم حرب.
وقالت لجان مقاومة الفاشر، وهي جماعة ناشطة محلية، في بيان إن القتال من أجل السيطرة على المدينة مستمر، وألقت باللوم على قيادة الجيش لتركها المقاتلين في المدينة يقاتلون بمفردهم.
وأظهرت لقطات من طائرة بدون طيار نشرتها قوات الدعم السريع، والتي تأكدت رويترز من مكانها على الجانب الغربي من الفاشر، سيارات وأفرادا يغادرون المدينة سيرًا على الأقدام. ولم يتضح ما إذا كان هؤلاء مدنيين أم جنودا. وأظهرت لقطات نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، عشرات المقاتلين المزعومين المحتجزين لدى قوات الدعم السريع.
الحرب تشرد الملايين وتؤدي إلى المجاعة
اندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان عام 2023، عندما اختلف الطرفان، اللذان كانا يتقاسمان السلطة من قبل، حول خطط دمج قواتهما خلال فترة الانتقال نحو الديمقراطية.
وأسفر القتال عن تشريد الملايين، وإغراق نصف سكان السودان في الجوع، وانتشار المرض في جميع أنحاء البلاد.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، عقدت الولايات المتحدة اجتماعا مع مسؤولين إماراتيين ومصريين وسعوديين لمناقشة خطة سلام محتملة.
وأعلنت وزارة الخارجية السودانية أن مسؤولين كانوا في واشنطن لإجراء محادثات ثنائية. ومع ذلك، نفى المجلس السيادي الذي يقوده الجيش التقارير التي تفيد بانخراط ممثلين عن كلا الطرفين في محادثات غير مباشرة.