الولايات المتحدة تبرر المجازر الصهيونية والأمم المتحدة تكتفي بالإدانة
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
يمانيون |
بينما اكتفى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتكرار إدانة جوفاء للغارات الصهيونية على غزة، تواصل الولايات المتحدة تبرير تلك الجرائم التي راح ضحيتها مئات الأبرياء تحت ذريعة “الرد على انتهاكات” مزعومة من قبل حماس.
هذا المشهد يكشف بوضوح ازدواجية المعايير ويُظهر تواطؤاً سياسياً واضحاً بين القوى الغربية والكيان الصهيوني، ما يعزز الإجرام ويمنح الاحتلال غطاءً سياسياً ودبلوماسياً لاستمرار عدوانه.
وفي بيان نشره المتحدث باسم غوتيريش، أدان الأخير “بشدة” الغارات الجوية التي أسفرت عن مقتل المئات في غزة، معترفاً بأن تلك الغارات تُقوّض وقف إطلاق النار وتعرض المدنيين للخطر.
ومع ذلك، بقيت الأمم المتحدة حبيسة البيانات اللفظية التي لا تُترجم إلى خطوات عملية لوقف الجرائم أو ضمان حماية المدنيين. هذا الصمت الدولي يُعطي الاحتلال شعوراً بالأمان ويؤكد غياب الإرادة الدولية الفاعلة في محاسبة الكيان الصهيوني.
في الجهة المقابلة، استمرت التصريحات الأمريكية في تبرير الجرائم الصهيونية، حيث زعم مسؤول في واشنطن أن بلاده “رصدت انتهاكات متعددة من حماس لوقف إطلاق النار”، مبرراً بذلك غارات الاحتلال الصهيوني.
هذا التبرير يتناقض تماماً مع التقارير الدولية التي فضحت استهداف المدنيين ومنازلهم، ما يكشف الدور الأمريكي الفعلي في المشاركة في هذه المجازر، ويظهر واشنطن طرفاً رئيسياً في حرب الإبادة ضد الفلسطينيين.
وبينما تؤكد حركة حماس وقيادات فلسطينية على نفي أي علاقة لهم بتصعيد إطلاق النار، تواصل كتائب القسام التزامها الكامل بالتهدئة عبر تسليم الجثث وتنظيم عمليات البحث من خلال القنوات الإنسانية، ما يفند مزاعم الولايات المتحدة ويؤكد أن الاحتلال هو الطرف الذي يعرقل تثبيت الهدوء.
هذا التواطؤ المكشوف، الذي يتجسد في إدانة لفظية أممية وتبرير أمريكي فعال، يعمق فقدان الثقة في المجتمع الدولي كوسيط نزيه.
فالكيان الصهيوني يحصل على الضوء الأخضر لمواصلة جرائمه، بينما يبقى الشعب الفلسطيني وحيداً في مواجهة هذه المعادلة الظالمة التي لا تغيرها سوى التصريحات الفارغة التي لا تلبي الحد الأدنى من تطلعات العدالة.
في نهاية المطاف، تظهر الصورة بجلاء: واشنطن تبرر المجازر، والأمم المتحدة تكتفي بالقلق، بينما يبقى الشعب الفلسطيني يدفع الثمن وحده، أمام تواطؤ دولي لا يخفى على أحد.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
فورين بوليسي: 3 دروس تعلمتها الصين من الولايات المتحدة
ترى الباحثة الخبيرة في الشؤون الصينية يو جيه، أن أعظم ما صدّرته الولايات المتحدة إلى الصين هو نموذج لبناء القوة العالمية، مؤكدة أن سلوك بكين الحالي الذي يراه الأميركيون تهديدا هو انعكاس لخيارات واشنطن الإستراتيجية.
وقالت، في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية، إن خطة الصين الخمسية القادمة (2026–2030) للرئيس شي جين بينغ توضح كيف استوعبت الصين الدروس الأميركية وأعادت صياغتها لتلائم طموحاتها على الساحة الدولية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الأمين العام للناتو: الحرب قد تضرب كل بيت في أوروباlist 2 of 2إلباييس: ترامب لم يرحم قادة أوروبا ووصفهم بالضعفاءend of listواستعرضت الكاتبة، وهي باحثة أولى متخصصة في شؤون الصين بمعهد تشاتام هاوس البريطاني، 3 دروس تعلمتها الصين من منافستها التقليدية، تظهر كيف تتلمذت بكين على يد واشنطن في فن سياسات "القوى العظمى".
الدرس الأول: بناء المرونة الاقتصاديةأحد أهم الدروس التي استخلصتها الصين من التجربة الأميركية هو مفهوم المرونة الاقتصادية. وتعود جذور هذا التفكير الصيني إلى ستينيات القرن الماضي، حين قطع الاتحاد السوفياتي إمدادات التكنولوجيا الحيوية، المدنية والعسكرية، عن بكين، مما رسّخ في ذهنية قادة الصين أن الاعتماد الخارجي يساوي هشاشة الاقتصاد.
وفي منتصف العقد الماضي، ومع تدهور العلاقات مع واشنطن، أدركت بكين حجم اعتمادها على سلاسل توريد التكنولوجيا المتقدمة من دول قليلة. ومن هنا -تتابع الكاتبة- جاءت مبادرات تشجع الإنتاج الوطني لتعزيز الاكتفاء الذاتي في القطاعات الحساسة.
وترى الكاتبة أن هذا المسار يعكس صدى السياسات الصناعية الأميركية نفسها، التي أدركت من جهتها أن سلاسل التوريد المتشابكة في عصر العولمة تصبح نقطة ضعف وقت الأزمات.
أكدت الكاتبة أن واشنطن لطالما استخدمت ضوابط التصدير سلاحا لدعم تفوقها العسكري والاقتصادي، بدءا من إستراتيجيات الحرب الباردة ووصولا إلى فرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قيودا على أشباه الموصلات.
إعلانوتعلمت الصين من ذلك أن السيطرة على نقاط ضعف الخصم نفوذ سياسي، يسمح للقوة العظمى بالتأثير على مجرى الأمور بما يتفق مع رؤيتها، إذ بدأت باستخدام قدرتها التجارية الهائلة وهيمنتها على المعادن النادرة لحماية أولوياتها الإستراتيجية.
تدرك بكين أن لعب دور "شرطي العالم" سيعرضها لنفس الأخطاء التي أضعفت الولايات المتحدة
وفرضت بكين قيودا على صادرات الغاليوم والجرمانيوم والغرافيت، وأصدرت قوانينها الخاصة للسيطرة على الصادرات وأنشأت قوائم "الكيانات غير الموثوقة".
ولا تعزز هذه الإجراءات مكانة الصين الدولية فحسب، برأي الكاتبة، بل تقدّم رسالة لبقية دول العالم التي تعتمد على بكين، مفادها أن الاقتراب من واشنطن قد يكون له عواقب اقتصادية وسياسية وخيمة.
ترى الكاتبة أن الصين استوعبت خطأ الولايات المتحدة الأكبر: التورط العسكري الزائد في نزاعات بعيدة ومعقدة. فمن فيتنام إلى العراق وأفغانستان، أظهرت تجربة واشنطن أن القوة العظمى تفقد نفوذها عندما تُستنزف في حروب طويلة.
لهذا السبب -يتابع المقال- تتبع بكين سياسة خارجية براغماتية تميل إلى الحذر والانضباط، هدفها حماية قوة الصين لا استهلاكها. ففي الشرق الأوسط، تحافظ الصين على علاقات بدول متنافسة، مثل إيران والسعودية، وتتجنب التورط في أزمات لا تستطيع السيطرة عليها.
وعلى الرغم من تصعيدها في تايوان وبحر جنوب الصين، تدرك بكين أن لعب دور "شرطي العالم" سيعرضها لنفس الأخطاء التي أضعفت الولايات المتحدة، وفقا للكاتبة.
وخلص المقال إلى أنه إذا أرادت الولايات المتحدة فهم دور الصين وأهدافها في النظام الدولي الحالي، فعليها أولا أن تعترف بأن الصين ليست خصما للنظام الأميركي، بل نتيجة له.