السياحة الحلال.. طلب متزايد ومنصة واعدة
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
يشهد العالم تغيّرات متسارعة في اتجاهات السفر، وتبرز ظاهرة السياحة الحلال كواحدة من أسرع القطاعات نموا، ضمن ما يُعرف بالسياحة الذكية التي تلبي احتياجات المسافرين من حيث البيئة والقيم والراحة.
ويكتسب هذا الفرع من السياحة أهمية متزايدة في وجهات مثل مدينة أنطاليا التركية التي استضافت مؤخرا الدورة السابعة لمعرض أنطاليا الدولي للسياحة خلال الفترة من 22-24 أكتوبر/تشرين الأول 2025، حيث تتاح أمام العديد من الشركات والمنصات فرص لتقديم حلول مبتكرة لهذه الشريحة من السوق.
                
      
				
وبحسب تقرير حالة الاقتصاد الإسلامي العالمي 2024/2025 بلغ إنفاق المستهلكين على السفر المناسب لمتطلبات الأسر المسلمة 216.9 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 384.1 مليار دولار بحلول عام 2028.
ويمكن اختزال أهمية السياحة الحلال في 3 محاور رئيسية هي:
طلب متزايد: مع تزايد عدد المسافرين المسلمين حول العالم، ينمو البحث عن تجارب سياحية ترعى القيم الدينية والخصوصية الأسرية. تجربة مخصصة ومريحة: تشمل اختيار فنادق ومنتجعات تقدم طعاما حلالا، مناطق مخصصة للنساء أو للعائلات لا سيما في المسابح أو الشواطئ أو في مراكز العافية (سبا)، عدم تقديم الكحول، وجود مرافق للصلاة، ما يوفر راحة ذهنية وقيمة مضافة. منافسة وتميز الوجهة: الوجهات التي تتبنى مفهوم السياحة الحلال تفتح أسواقا جديدة وتُعزّز تنافسيتها في السياحة العالمية، لا مجرد الاعتماد على السياحة التقليدية.وتحول سوق السياحة الحلال خلال السنوات الأخيرة من قطاع متخصّص إلى عنصر مركزي في صناعة السفر العالمية. ففي عام 2024 وصلت أعداد المسافرين المسلمين الدوليين إلى نحو 176 مليون مسافر مع تقديرات بوصولها إلى 245 مليون مسافر بحلول 2030.
حلال بوكينغومن بين المؤسسات الرائدة في هذا المجال، تبرز منصة حلال بوكينغ التي تأسست عام 2014 على يد مجموعة من رواد الأعمال المسلمين، الذين جمعهم طموح مشترك لإنشاء منصة عالمية عبر الإنترنت تُسهّل على المسافرين المهتمين بالسفر الحلال حجز إقامتهم بكل راحة وسلاسة.
إعلانويمكن تعريف حلال بوكينغ، بأنها تطبيق ومحرك حجز فنادق يركّز على تصفية الفنادق بحسب معايير المسلم (وجبات حلال، عدم تقديم كحول إذا رغبت، غرف مع بوصلة قِبلة، تسهيلات صلاة، مناطق مخصصة للنساء فقط).
وتضم المنصة أكثر من 500 ألف فندق في أكثر من 65 دولة، وتوفر فلترات متخصصة مثل "مسبح خاص للنساء" أو "منطقة خالية من الكحول" أو "طعام حلال فقط"، تساعد المستخدم في العثور على الإقامة المثالية.
وبحسب أوفوك سيتشجين، الرئيس التنفيذي للتسويق في المنصة فإنه مع التنوع الكبير الذي يشهده قطاع السياحة في تركيا، لا سيما في الخيارات الفندقية، بات العديد من المستخدمين المسلمين يبحثون عن فنادق محمية بالكامل أو جزئيا، خصوصا بعد تزايد الطلب على الإقامات الخاصة والمناطق الأكثر هدوءا.
وأضاف "نلاحظ أن الفنادق ذات الحماية الجزئية أو الكاملة تشهد اهتماما متزايدا، وغالبا ما تكون أسعارها أقل نسبيا ضمن التصنيف والمرشحات التي توفرها المنصة، خاصة في المدن الكبرى مثل أنطاليا".
ومن أبرز الفنادق التي توفر هذه الخدمات في أنطاليا، وتحديدا في مدينة آلانيا الساحلية، منتجعا "آدينيا" و"ووم" اللذان يعدان خيارا مشهورا للعائلات المسلمة، مع مفاهيم "هوليداي حلال" واضحة، مثل توفير مسبح خاص للنساء، وآخر للرجال، ومسبح للعائلات، مع نظام شامل (all inclusive) يراعي مبادئ الحلال، وصولا إلى أنشطة اليوم والليل التي تنظم بطريقة مناسبة.
وسجل موقع وتطبيق حلال بوكينغ، رقما قياسيا في يوليو/تموز الماضي، حيث بلغ إجمالي المبيعات الشهرية 12.6 مليون دولار، كما شهدت الشركة نموا سريعا في مختلف الأسواق الرئيسية، مع زيادة تجاوزت 30% في عدد الحجوزات خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2025 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وأنهت المنصة الربع الثالث من عام 2025 بأداء قوي، محققة مبيعات قياسية بلغت 28.8 مليون دولار خلال الفترة من يوليو/تموز إلى سبتمبر/أيلول، بنمو سنوي قدره 25%.
وتحظى "حلال بوكينغ" بعضوية أكثر من 1.9 مليون عضو في نادي الولاء من أكثر من 110 دول، وأكثر من 3 آلاف شريك من وكالات السفر يقدّمون خدمة متميزة للمسافرين المهتمين بالسفر الحلال حول العالم.
يبدو أن سوق السياحة الحلال سيكون له مستقبل واعد ومربح للغاية، ويتجاوز مجرد السفر الديني ليشمل جميع أشكال السياحة (ترفيه، ثقافة، رفاهية، واستكشاف طبيعة)، والدول التي ستنجح في تطوير بنية تحتية متكاملة؛ خدمات رقمية، وفنادق ومنتجعات حلال عالية الجودة ستجذب أكبر عدد من السياح المسلمين، وستحقق نموا اقتصاديا مستداما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات أکثر من
إقرأ أيضاً:
نادي مصيرة يتوج بلقب كأس كريدت عُمان لكرة السلة للنساء
كتبت - مريم البلوشية
"تصوير: عمار المسافر"
توج نادي مصيرة بلقب كأس كريدت عُمان لكرة السلة للنساء بعد فوزه المستحق على نادي صلالة بنتيجة 67-51، في مواجهة حماسية اتسمت بالأداء القوي والروح التنافسية، وأُقيمت المباراة في الصالة الفرعية بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر. وجاءت بداية المباراة بسيطرة واضحة من جانب مصيرة، حيث دخلت اللاعبات بتركيز عالٍ وتمكن الفريق من حسم الربع الأول بنتيجة 10-9 بفضل تألق شمس الضحى الخنجية ورفيقتيها زينب البوسعيدية وفاطمة النعمانية، واستفاد مصيرة من سرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم وتسجيل النقاط عبر الاختراقات والتسديدات المتوسطة. وفي الربع الثاني، قدمت لاعبات نادي صلالة أداء أفضل هجوميًا ونجحن في تقليص الفارق في بعض الفترات، إلا أن نادي مصيرة حافظ على إيقاعه وتمكن من إنهاء الربع الثاني متقدمًا بنتيجة 24-13. وواصل مصيرة تألقه في الربع الثالث الذي كان الأفضل له خلال المباراة، منهيًا إياه بنتيجة 14-12، قبل أن يؤكد تفوقه في الربع الرابع بنتيجة 19-17، ليحسم اللقاء ويتوج بالكأس.
دعم كرة السلة النسائية
وبعد نهاية المباراة، أوضحت هبة الناعبية عضوة مجلس إدارة الاتحاد العُماني لكرة السلة ورئيسة اللجنة النسائية، أن إقامة كأس كريدت عُمان لكرة السلة للنساء جاء تتويجًا لتعاون بنّاء بين الاتحاد وشركة كريدت عُمان، وفي إطار اتفاقية رعاية سنوية تربط الطرفين منذ سنوات. وأشارت إلى أن هذه الرعاية كانت تُخصّص في العادة لمباراة السوبر الخاصة بفئة الرجال، غير أن الاتحاد قدّم هذا العام مقترحًا يقضي بإدراج مباراة سوبر للنساء إلى جانب الرجال، في خطوة تهدف إلى تعزيز مكانة كرة السلة النسائية وإبرازها على الساحة الرياضية المحلية، وإتاحة مساحة أكبر أمام اللاعبات لإظهار قدراتهن ومواهبهن.
وأضافت الناعبية: إن الشركة رحبت بالمقترح وقدمت دعمها الكامل لتنظيم النسخة الأولى من مباراة السوبر النسائية، التي جمعت بين نادي صلالة ونادي مصيرة، بصفتهما صاحبي المركزين الأول والثاني في دورة الألعاب الرياضية للمرأة العُمانية 2025م في نسختها الثالثة، والتي نظّمتها دائرة الرياضة النسائية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب. وأكدت أن إقامة هذه المباراة شكّلت خطوة نوعية نحو الارتقاء برياضة المرأة العُمانية، كونها أتاحت للاعبات فرصة للتنافس. وبينت الناعبية أن الهدف من هذه الخطوة لا يقتصر على تنظيم مباراة واحدة فحسب، بل يأتي تمهيدًا لإطلاق دوري نسائي متكامل لكرة السلة في المستقبل القريب، بما يسهم في رفع مستوى الأداء الفني للاعبات وتوسيع قاعدة الممارسات في مختلف الأندية. وأوضحت أن عام 2026م سيكون محطة محورية في مسار تأسيس الدوري النسائي، مشيرة إلى أن الاتحاد يعمل حاليًا على إعداد خطة تطويرية تشمل دعم الأندية الراغبة في تكوين فرق نسائية، وتنظيم بطولات ودورات تدريبية للحكام والمدربات والإداريات.
وختمت الناعبية حديثها بالتأكيد على أن البداية كانت بمشاركة فريقين فقط في النسخة الأولى، إلا أن الطموح قائم لرفع العدد إلى أربعة فرق في العام المقبل، مع استمرار التعاون بين الاتحاد وشركة كريدت عُمان لتوسيع نطاق المنافسة ودعم مسيرة كرة السلة النسائية في سلطنة عُمان.
مواصلة النجاح
من جانبها، أعربت نلّي سلايفد مدربة نادي مصيرة، عن فخرها بالأداء الذي قدمته لاعبات الفريق خلال المباراة التي تُوجن فيها بلقب كأس كريدت عُمان لكرة السلة للنساء، مؤكدة أن الفوز لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة خطة مدروسة وجهود متواصلة.
وقالت سلايفد: إن الفريق دخل اللقاء بخطة واضحة تقوم على تعزيز الجانب الدفاعي منذ الدقائق الأولى، إذ كان الهدف الأساسي منع الخصم من الحصول على فرص تسجيل سهلة تحت السلة، وهو ما نجح فيه الفريق بفضل التزام اللاعبات وانضباطهن التكتيكي. وأوضحت أن التركيز على التنظيم الدفاعي كان أحد مفاتيح الفوز، حيث تمكن الفريق من قراءة أسلوب لعب نادي صلالة وإغلاق المساحات أمام مفاتيح لعبه، مما حد من خطورته بشكل واضح.
وأضافت: إن الجانب الهجومي تطور تدريجيًا خلال مجريات المباراة، فالفريق لم يبدأ التسجيل بشكل قوي في الربع الأول، إلا أن الثقة الهجومية بدأت بالتصاعد من منتصف الربع الثاني، حين بدأت اللاعبات في استغلال الفرص وتسجيل النقاط من خلال الاختراقات والتسديدات المتوسطة. وأشارت إلى أن هذا التوازن بين الدفاع والهجوم كان عاملًا حاسمًا في ترجيح كفة مصيرة. كما أثنت سلايفد على الروح القتالية والالتزام العالي الذي أظهرته اللاعبات من بداية اللقاء إلى نهايته، مشيرة إلى أن الفريق لم يتراجع في أي لحظة وظل محافظًا على حماسه وتركيزه حتى صافرة النهاية. وأكدت أن هذا الانتصار يمثل ثمرة التعاون بين الجهاز الفني واللاعبات، ويعد خطوة مهمة نحو بناء فريق نسائي قادر على المنافسة بقوة في البطولات المقبلة، معربة عن ثقتها بأن مصيرة سيواصل مسيرة النجاح بثبات وطموح أكبر.
خطوة مهمة للاعبات
أشادت فاطمة النعمانية لاعبة نادي مصيرة، بالمبادرة التي أطلقها الاتحاد العُماني لكرة السلة بالتعاون مع شركة كريدت عُمان لإقامة كأس السوبر النسائي، ووصفتها بأنها خطوة كبيرة ومهمة في مسيرة اللاعبات وتطور كرة السلة النسائية. وأكدت أن إقامة مثل هذه البطولات تسهم في تعزيز حضور اللاعبات على الساحة الرياضية، وتمنحهن فرصة حقيقية لإبراز قدراتهن الفنية وتقديم أفضل ما لديهن في أجواء تنافسية. مضيفة إن المباراة أمام نادي صلالة كانت مليئة بالحماس والإثارة، وشهدت أداء متقاربًا بين الفريقين منذ البداية وحتى النهاية، مشيرة إلى أن المواجهة كانت تجربة مفيدة لجميع اللاعبات، سواء من الناحية الفنية أو النفسية، إذ أكسبتهن ثقة أكبر في التعامل مع المباريات الكبيرة. واعتبرت أن مثل هذه التجارب تشكل حافزًا قويًا لتطوير اللعبة ودافعًا لمواصلة العمل الجاد من أجل الارتقاء بمستوى كرة السلة النسائية في سلطنة عُمان.
وأوضحت النعمانية أن تنظيم بطولات رسمية ومستمرة هو الطريق الأمثل لبناء قاعدة نسائية قوية في اللعبة، متمنية أن يتم قريبًا إطلاق دوري منتظم ومحترف يتيح للاعبات خوض عدد أكبر من المباريات خلال الموسم، مما يساعد على صقل المواهب ورفع كفاءة الأداء. كما عبرت عن سعادتها الكبيرة بالحضور الجماهيري اللافت الذي شهدته المباراة النهائية، معتبرة أن دعم الجمهور شكل مصدر إلهام وحافزًا إضافيًا للفريقين، وأضاف أجواء من المتعة والتفاعل داخل الصالة. وأشارت إلى أن وجود الناشئات في المدرجات ومتابعتهن للمباراة يمنح اللاعبات شعورًا بالفخر والمسؤولية، لأنهن يمثلن قدوة ملهمة للجيل الصاعد. واختتمت النعمانية حديثها بالتأكيد على أن الدعم المتزايد الذي تحظى به الرياضة النسائية سيقابله عطاء أكبر من اللاعبات في المستقبل، معربة عن تفاؤلها بمستقبل مشرق لكرة السلة النسائية في سلطنة عُمان، في ظل ما تحظى به من اهتمام ورعاية.
مستوى فني مميز
وعبّرت نارين المعمرية لاعبة نادي صلالة، عن سعادتها الكبيرة بالمشاركة في مباراة كأس كريدت عُمان لكرة السلة للنساء، مؤكدة أن اللقاء كان حافلًا بالإثارة والتنافسية العالية، وشهد مستوى فنيًا مميزًا من كلا الفريقين.
وقالت: إن المباراة كانت تجربة ثرية لكل اللاعبات، إذ امتزج فيها الأداء القوي بروح رياضية داخل الملعب، ما جعلها من أجمل المواجهات التي خاضتها خلال مسيرتها الرياضية. مضيفة إن الأجواء الجماهيرية والتشجيع المتواصل من الحضور أضفيا على اللقاء طابعًا خاصًا من الحماس والطاقة، الأمر الذي منح اللاعبات دافعًا إضافيًا لبذل أقصى ما لديهن وتقديم أداء يليق بمستوى الحدث. وأشارت إلى أن روح المنافسة والتفاعل الإيجابي بين الفريقين يعكسان مدى التطور الذي تشهده كرة السلة النسائية في سلطنة عُمان، سواء من حيث التنظيم أو من حيث الوعي الرياضي لدى اللاعبات.
وأوضحت المعمرية أن إقامة مثل هذه المباريات تمثل محطة أساسية لتطوير مهارات اللاعبات وصقل أدائهن الفني والبدني، مشيرة إلى أن تكرار هذه التجارب يسهم في إعداد الفرق واللاعبات لخوض منافسات أكبر على المستويين المحلي والإقليمي. وبينت أن إقامة دوري نسائي منتظم يعد الخطوة التالية التي تنتظرها جميع اللاعبات، لأنه سيوفر لهن فرصًا مستمرة للمنافسة واكتساب الخبرة والاحتكاك، مما سينعكس إيجابًا على مستوى اللعبة وتطورها في المستقبل القريب. واختتمت المعمرية حديثها بالتعبير عن تقديرها للاتحاد العُماني لكرة السلة على دعمه المتواصل للرياضة النسائية، مؤكدة أن استمرار مثل هذه المبادرات سيسهم في بناء جيل نسائي قوي ومؤهل في كرة السلة، وقادر على تمثيل سلطنة عُمان في البطولات الخارجية بكفاءة وثقة عالية.