6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
عندما يتعلق الأمر بتعزيز صحة الدماغ، غالباً ما يفكر المرء في الشاي الأخضر والقهوة، لكن العلم قطع شوطاً طويلاً في هذا المجال حتى تم اكتشاف التأثير الإيجابي لعدد من المشروبات على تحسين أداء الدماغ وتعزيز الذاكرة.
فبحسب ما ورد في تقرير نشرته صحيفة Economic Times، أوصى الدكتور تيري شينتاني، خبير التغذية المتدرب في جامعة هارفرد، ببعض المشروبات المدعومة بأسانيد علمية بأنها يمكن أن تعزز الذاكرة والأداء الإدراكي، كما يلي:
1.
لأنه غني بالنترات، يساعد عصير الشمندر على زيادة مستويات أكسيد النيتريك في الجسم، مما يساعد على تحسين الدورة الدموية، خاصة إلى الدماغ.
يمكن لشرب عصير الشمندر أيضاً أن يُحسّن الأداء الإدراكي لدى كبار السن من خلال تحسين تدفق الدم إلى الدماغ، وفقاً لدراسة أجريت عام 2017 ونُشرت في دورية "علم الشيخوخة".
يمكن تناول 250-375 جراماً من عصير الشمندر النقي بضع مرات أسبوعياً، ويجب أيضاً استشارة الطبيب إذا كان الشخص يعاني من مشاكل في الكلى أو أي حالة طبية أخرى.
2. شاي الكركديه
يقترح الدكتور تيري شينتاني شرب شاي الكركديه لأنه يدعم الحفاظ على الذاكرة والصحة الإدراكية. يحتوي شاي الكركديه على الجوسيبتين، وهو فلافونويد يُحفز الخلايا الدبقية الصغيرة على إزالة لويحات بيتا أميلويد - وهي لويحات مرتبطة بمرض الزهايمر. يمكن الاستمتاع بشاي الكركديه غير المُحلى من حين لآخر لفوائده في حماية الدماغ.
3. شاي الكركم مع الفلفل الأسود
يُوفر شاي الكركم مع الفلفل الأسود الكركمين، وهو مركب ذو خصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة يُمكن أن يُعزز أداء الدماغ. تشير الدراسات إلى أن الكركمين يمكن أن يُحسّن الذاكرة لدى البالغين الذين يُعانون من ضعف إدراكي خفيف.
4. الكومبوتشا
إن الكومبوتشا هو عبارة عن مشروب بروبيوتيك مُخمّر، يرتبط بصحة الدماغ من خلال آلية عمل الدماغ والأمعاء. يقول الدكتور تيري شينتاني إن البروبيوتيك الموجود في الكومبوتشا يمكن أن يُعزز إنتاج النواقل العصبية ويُحسّن الحالة المزاجية والإدراك، وينصح باختيار مشروب كومبوتشا منخفض السكر.
5. الشاي الأخضر
إن الشاي الأخضر غني بالكاتيكينات، ومضادات الأكسدة القوية فيه تُساعد على حماية خلايا الدماغ من الإجهاد التأكسدي. كما يحتوي على حمض إل-ثيانين، وهو حمض أميني يُعزز الاسترخاء ويُعزز التركيز. توصلت دراسة، أُجريت عام 2006، إلى أن تناول الشاي الأخضر يمكن أن يُحسّن الوظائف الإدراكية ويُقلل من خطر الإصابة بالخرف. يُمكن أن يكون شرب الشاي الأخضر غير المُحلى يومياً عادة مفيدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الكركم شاي الكركديه الكركدية شاي الشيخوخة الدماغ الشمندر التغذية صحة الدماغ الشای الأخضر یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الذاكرة بوصفها مرجعية للكتابة ... «صائد النوارس» مثالًا
في إصداره الجديد (صائد النوارس) الصادر عام 2025م عن الجمعية العُمانية للكُتّاب والأدباء ودار جدل، يعيدنا محمد الصالحي إلى عوالم مكانية متعددة وشخوص لها مكانة في ذاكرة المكان، يُقدّم معها حكايات مهمة عن تاريخ المكان والإنسان القروي.
يشتغل الصالحي في كتابه على توثيق الذاكرة وإعادة سردها مرة أخرى في إطار حكائي، وإذ أقول هنا «توثيق الذاكرة» فإنني أعني ربطه الحاضر بالماضي، أو استنطاق الماضي في زمن تغيّرت فيه الملامح والوجوه والذاكرة. من المهم الإشارة هنا إلى التوثيق الذي اشتغل عليه الصالحي كونه عملا يسرد فيه الحكايات ويعيد قراءتها في طابع حكائي قائم على إعطاء المكان أهمية كبيرة أو إبراز شخصياته في صورة بطولية يتفاعل معها القارئ، وهذا في حد ذاته مختلف عن إصداره السابق (الخضراء: لؤلؤة النهار وتغريبة المساء) الذي اشتغل فيه على فكرة التوثيق من زاوية توثيقية خالصة معتمداً على المعلومات المروية أكثر من السرد الحكائي، أما في (صائد النوارس)، فإن الصالحي قد نوّع في أسلوبه بين السرد والتخيل وجمع المعلومات وإعادتها مرة أخرى.
يُعد هذا الكتاب بحق اشتغالا مرجعيا مهما في إبراز صورة القرية وشخوصها وذاكرتها. لقد لعبت الذاكرة دورا مهما في عملية الاستعادة، وعزّزت الجانبين اللغوي والسردي؛ فتقودك الذاكرة إلى منعطفاتٍ من الحزن والألم، كما تشعل داخل القارئ الحنين المستمر إلى الماضي والطفولة، لقد قدّم الصالحي عملا إبداعيا نقل فيه القارئ إلى تخوم القرية، وطرقات الذاكرة الممتدة بين زمنين مختلفين أعاد من خلالها رونق الماضي وجمالياته.
جاءت حكايات القسم الأول من الكتاب معبّرة عن ارتباطٍ مكاني بالشخصيات، إلا أنّ للشخصيات حضورا طاغيا في عملية السرد؛ لقد اهتمّ الكاتب بشخصياته وأولاها قيمة عالية من المشاعر والأحاسيس عاد بها إلى واقعيتها خارج العمل الكتابي، إنها شخصيات مسكونة بالحزن الكبير، مقترنة بالمكان: بالقرية، وبالبحر، وبالوطن.
تصوّر الحكايات نفسية كل شخصية على حدة، فالآلام التي تسكنها لها جذور تترسخ في الذاكرة، لن تمحى ولو طال الزمن. نجد في شخصيات الصالحي صورة «صائد النوارس» الذي يواجه الغرق من أجل الحصول على نصف ريال بعد بيع طائر النورس، ليس الغرق وحده من يواجهه، بل يواجه الحر الشديد أيضا، والزمن الذي يخاتل الطفولة ويسلبها حقها في الحياة، إنها شخصية عليمة بطرق صيد النوارس، عليمة بأوقات تجمّعها.
يقدّم الصالحي شخصيات حكاياته بناء على مرجعية مكانية، يتذكر حضورها جيدا فيعمل على وصفها، وإبراز دواخلها ومشاعرها، ليجعل القارئ يتفاعل معها بصورة حميمية، فمن قرأ (صائد النوارس) يتأثر بالمواقف التي دفعت الشخصية الرئيسة إلى الصراع في الأحداث وانتهاء بنظرة التأمل الختامية في الحكاية: «شاهد سائق سيارة مارة، والنورس في يده. توقف بقربه وسأله من داخل السيارة: «بكم تبيع هذا الجريبي؟»
«بنصف ريال» ــ ردَّ.
ودون أن يخرج من السيارة، قال: «ضعه في دبة السيارة».
أخرج صاحب السيارة ورقة نقدية من فئة الخمس دراهم، تأملها الصياد وهو يخطو إلى مؤخرة السيارة والنورس في يده. تذكر كل ما فعله بدءًا من صنع المجدار حتى غرقه، تذكر رفرفات النورس ومحاولاته قطع الخيط ليلحق برفاقه، تذكر طرده من البيت وجلوسه وحيدا إلا من صياح النورس، فتح صندوق السيارة ثم أغلقه. رجع إلى مكانه ماسحًا دموعه بساعد يده، بينما كفه مازالت ممسكة ببعض ريش النورس الذي استدار حول المكان مودعا ثم اختفى في الأفق». (ص19)
إن شخصيات الكتاب جميعها، كانت مسكونة بهاجس الحزن والألم والخوف من المجهول؛ هل قصد الصالحي حشد شخصيات مختلفة من الذاكرة لتعبّر عن ذلك الألم بمصداقية تقارب الواقع في تشكّلها؟ أم أن الذاكرة في عملية المسح القديم كانت أكثر تشبثاً بدلالات الحزن والوجع؟ ننظر إلى «البانيان سيتوه» ورحلته القصيرة منذ الولادة إلى الموت بين أضراس سمكة القرش، إنها حياة مليئة بالمعاناة والتنمر ظل معها مبارك (البانيان) ثابتاً صامداً في مواجهة الآخر، إنها مرجعية تتكرّر في عالمنا المعاصر، فالتفريق العنصري بسبب اللون والمكانة والأصل حاضر، لكن مبارك البانيان ظل -رغم رحيله- خالداً بخلود المد الأحمر، هذا ما أراده المؤلف من خاتمة حكايته، إنه الخلود الزمني؛ فالذاكرة ممتدة تحكي عن تجاربها، جاء في نهاية حكاية مبارك: «حملت الأمواج دم مبارك، وكلما يأتي «المد الأحمر» يقول الصيادون: «هذا دم البانيان». (ص23) إنه ربط مدهش بين الحادثتين، وظّفه الكاتب توظيفاً جيداً خدم به قصته والشخصية التي يتناولها، وهنا أود الإشارة إلى أن الصالحي رائع في الاشتغال على قفلة حكاياته، فهو يُقدّم إنهاء محكماً في غير نص من نصوص المجموعة وهذا يدل على الاشتغال الجيد والرؤية الواسعة في التوظيف السردي.
تتجلى المرجعية الحكائية للشخصيات في قصص (سخي وهاردلك، والبوم/ البلم، وخصيف الدباغ، وفرحة الموت، والصيد البري للبحّار، وسيّد البحار) وكلها نصوص اشتغلت على عنصر سردي مهم وهو الشخصية التي لعبت أدوارها السردية في محيط مكاني مهم، انطلقت في أغلبها من ذاكرة قروية بسيطة، ثم عبرت تخوم الحكاية معبّرة عن واقع تعيشه. والمتأمل في قصص الكتاب يجد أنها في جزئها الأول كانت أكثر دهشة وتعبيراً ووصولاً إلى مخيلة القارئ، لا يعني ذلك أنّ الصالحي لم يوفق في نصوصه الأخرى، لكن المشاعر والأحاسيس واشتغالات اللغة في الجزء الأول تحيلنا على انفتاح مرجعي واسع على الذاكرة المكانية.
إنها ذاكرة تجسد الماضي، تعيش معه في الحاضر وتحاول أن تبني له صرحاً بين تخوم الكتابة الأدبية. كان الاشتغال الذي قصده الصالحي هو إبقاء الذاكرة متوهجة، وإبقاء المكان ناصعاً، وإبقاء الشخوص زمنياً على قيد الحياة، وهو الأمر الذي جعلنا نتوقف عند كل شخصية في اختلافها عن غيرها داخل النصوص من حيث الطبائع، وندهش بنهايتها المختلفة، الأمر الذي أعطى انطباعاً صادقاً في التعبير والنقل السردي.
في الختام: هل لنصف الريال قيمة معينة في مخيلة الصالحي؟ فالنورس بيع بنصف ريال، والأرنب هو الآخر بنصف ريال!!. سؤال أوجهه إلى محمد الصالحي وذاكرته.