طوفان «ممدانى» الداعم للقضية الفلسطينية يجتاح تل أبيب

عمدة نيويورك المسلم يطيح باللوبى الصهيونى

 

اجتاح طوفان الغضب الأوساط السياسية الإسرائيلية أمس عقب انتخاب الأمريكى المسلم زهران ممدانى عمدة نيويورك الداعم للقضية الفلسطينية والرافض للإبادة فى غزة، ما يعد سقوطًا مدويًا للوبى الصهيونى بعد فوز ساحق حققه فى الانتخابات التى أجريت فى وقت سابق إثر مواقفه. وتعهد «ممدانى» فى تصريحات سابقة باعتقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو فى حال وصل مدينة نيويورك مقر الأمم المتحدة.

وانتخب الممثل الشاب للجناح اليسارى فى الحزب الديمقراطى والمعارض الشرس لدونالد ترامب، رئيسًا لبلدية نيويورك ليصبح أول مسلم يتولى المنصب فى المدينة التى تضم أكبر جالية يهودية فى العالم.

وهاجمت حكومة الاحتلال «ممدانى»، ودعت يهود المدينة للهجرة إلى المستعمرات الصهيونية بالأراضى الفلسطينية المحتلة، وادعى وزير الشتات الإسرائيلى عميحاى شيكلى عبر منصة «إكس»، أن المدينة التى كانت رمزًا للحرية العالمية، سلمت مفاتيحها إلى مؤيد لحركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، واعتبر أن هذه نقطة تحول حاسمة فى تاريخ نيويورك.

كما ادعى «شيكلى» أن المدينة الأمريكية لن تعود كما كانت، وخاصة بالنسبة لمجتمعها اليهودى. وهاجم مسئولون وصحفيون إسرائيليون «ممدانى»، ويمثل فوزه صورة من مشهد أشمل، بشأن التحول الجذرى وغير المسبوق فى الرأى العام الأمريكى ونظرته إلى إسرائيل منذ اندلاع الإبادة الجماعية على غزة فى أكتوبر 2023، وفق ما كشفت عنه سلسلة من استطلاعات الرأى التى أجرتها مؤسسات كبرى مثل «نيويورك تايمز، وسى إن إن، ورويترز».

وأكدت الاستطلاعات تراجع التعاطف الشعبى مع تل أبيب، وذلك بعد عقود من الدعم شبه المطلق لإسرائيل داخل المجتمع الأمريكى، يقابله تصاعد فى التأييد والتعاطف مع الفلسطينيين، خاصة بين فئة الشباب داخل الحزبين الديمقراطى والجمهورى، ووصفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية الحدث بأنه عاصفة اقتصادية وسياسية فى نيويورك، ومؤشر تحذير لإسرائيل.

وزعم رئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيجدور ليبرمان أنه بعد ثلاثة عقود فقط من أحداث 11 سبتمبر2001، اختارت نيويورك عنصريًا وشعبويًا وإسلاميًا شيعيًا صريحًا ليكون رئيساً لبلديتها. وقال «ليبرمان» إن «ممدانى» هو الفتى المدلل للجهاد الهادئ. فيما ادعى وزير الأمن القومى إيتمار بن غفير أن انتخاب «ممدانى» سيذكر إلى الأبد كيف انتصرت معاداة السامية على المنطق السليم. وادَّعى أن «ممدانى» مؤيد لحماس، وكاره لإسرائيل ومعادٍ للسامية بشكل علنى. 

كما وجه مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة دانى دانون انتقادات لـ«ممدانى». وقال «دانون» عبر منصة «إكس»: «لن تثنينا تصريحات ممدانى التحريضية وسنواصل تعزيز علاقاتنا مع قادة الجالية اليهودية لضمان أمنهم». وقال لـ«إذاعة 103 إف إم» المحلية: «هذا واقع جديد. هذا رئيس بلدية عبر عن موقفه بقوة ضد إسرائيل وجيشها، ولم يتراجع طوال الحملة الانتخابية».

يأتى ذلك فى الوقت الذى تواجه فيه خزينة حكومة الاحتلال نزيفًا ماليًا بسبب الابادة على قطاع غزة والتى بلغت نفقاتها خلال العامين الماضيين نحو 250 مليار شيكل (76.3 مليار دولار)، وفق بيانات حديثة صادرة عن هيئة البث الإسرائيلية.

وأوضحت البيانات أن مؤسسات قوات الاحتلال أساءت استخدام أيام الاحتياط، ما أدى إلى اهدار مليارات الشواكل فى مكافآت الجنود خلال فترات الخدمة، وفق مسئولين كبار فى الوزارة، دون تقديم تفاصيل إضافية.

وأكد وزير مالية الاحتلال الإسرائيلى بتسلئيل سموتريتش ضرورة رفع ميزانية وزارة الحرب لتعزيز النمو الاقتصادى فى السنوات المقبلة، دون توضيح مزيد من التفاصيل.

وفى سياق متصل، سحب الائتلاف الحاكم فى إسرائيل جميع مشاريع القوانين من جدول أعمال الكنيست لفشله فى تأمين أغلبية دون دعم أحزاب الحريديم، ما أدى إلى تأجيل التصويت على مشروع قانون يقضى بفرض عقوبة الإعدام على الأسرى الفلسطينيين.

وجاء القرار بعد يومين من مصادقة لجنة برلمانية إسرائيلية على المشروع فى قراءة تمهيدية، وهو مقترح دفع به «بن غفير» الذى يدعو إلى فرض الإعدام الإلزامى على من يدان بقتل إسرائيليين بدوافع قومية أو دينية.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن الائتلاف الحاكم واجه صعوبات فى حشد الأغلبية المطلوبة، ما دفعه إلى سحب جميع مشاريع القوانين وتأجيل النظر فى قانون إعدام الأسرى. ويعد «نتنياهو» من أبرز الداعمين لمشروع القانون، فيما نشر «بن غفير» مؤخرًا مقطعًا مصورًا يظهر فيه بين صفوف معتقلين فلسطينيين مقيدى الأيدى، دعا خلاله إلى تطبيق العقوبة فورًا. 

تفاصيل ص2

 

المصدر: بوابة الوفد