الحديث عن الهدنة إكتنفه شيء غير قليل من الغموض المقصود والتوجيه الخاطئ مِن قبل مَن يتولون شأن الرباعية، وهي الولايات المتحدة ومبعوثها مسعد بولس ، وكذا الدعم السريع وصمود ، وكلا من هذه الأطراف لها أهدافها الخاصة بها.
الهدنة تعني توقف لأمد محدود عن القتال لإنجاز مهمة، ولكن هؤلاء صوروها وكأنها إتفاق لوقف الحرب، في وقت يخططون فيه لتحقيق مكاسب للتمرد وحليفه صمود.
أمريكا تسعي لتكسب من ذلك نفاذا وسيطرة علي أو في السودان ، ولتكسب أيضاً لرئيسها المتطلع للجوائز ما يرضي غروره وتطلعه .
صمود تسعي لأن تحسِّن من صورتها ، وتجد مدخلا لها في مستقبل العمل السياسي في البلاد .
الدعم السريع فشل في تشكيل حكومة له في نيالا ، وفشل في تجاوز آثار ما قامت به قواته في الفاشر .
إجتماع مجلس الأمن والدفاع جاء وهو يحمل رسالة مكتملة لا تجعل من سبيل لمن يقول أن الرئيس البرهان تخلف عن الإجتماع لأنه يريد الهدنة ، ولا لمن يقول أن هنالك خلافاً في قيادة الجيش علي الهدنة ، وجاء الإجتماع مكتملا بكل العضوية ومجمعاً علي القرارت التي إتخذها وبها تم رفض الهدنة ، وأضاف الإجتماع قرارا يزيد الأمر وضوحا بأن تستمر جهود الإستنفار والتعبئة حتي هزيمة التمرد.
موقف واضح لا مزيد فيه لمستفيد .
لم يكن مناسبا من البداية أن يوافق السودان علي الدخول في مسعي للرباعية تقوده الولايات المتحدة ، لأنها أكدت مرارا أنها دولة متراجعة، وما يهمنا في هذا الأمر أنها أوكلت أمرنا لمن لا خبرة له في التفاوض ولا العلاقات الدولية ، ولأول مرة يدخل في شأن لتحقيق سلام في عالم ، هو بعيد عنه وقضايا هو غريب عليها .
رجل خبرته تجارة السيارات القديمة والقربي من رئيس دولته ، وصلة النسب بينهما.
أصبحت الرئاسة الأمريكية متخلفة وكأنها في دولة متخلفة تحكم بالقوة والمنعة ، ويختار الحاكم مساعديه من الأسرة فيوكل المهام الجسام لإبنه وإبنته ونسيبه وأصدقائه .
وساطة الولايات المتحدة في شأن التفاوض وهي بهذا التردي تشكل سببا كافيا لرفض أي عمل تقوم به .
علي السودان التقدم خطوات في طريق أصبح واضحاً، وعلينا أن نكمل خطوة هدم الهدنة التي سار فيها مجلس الأمن والدفاع .
إن الأهم لنا حاليا أن نستفيد بأقصي ما يمكن من الوقفة الدولية والعالمية معنا بعد أحداث الفاشر ، وأن لا نضيعها بسبب عجز وتكاسل عن مواصلة العمل بربط الأصدقاء الجدد وخلق علاقة تجعلهم علي صلة مستمرة بنا وبقضايانا ، وأن نضع خططا و برامج لربطهم بنا سواء بالزيارات للسودان او بإعداد قنوات تواصل مستمر بالمعلومات .
تحركت السفارات السودانية حركة واسعة والتحديات التي نواجهها يجب أن تجعل من جهدها وعملها فعلا مستمرا وليس موسمياً.
القضية أمامنا اليوم واضحة أن السلام المنشود لا يكون إلا بهزيمة التمرد وتسليمه لعتاده العسكري وخروجه من المدن والمواقع التي سيطر عليها.
قد نواجه عهدا وزمان شدة لقوة ما إتخذناه من مواقف ومع علمنا بتبعات قراراتنا ، فلا بد أن نكون علي يقين أننا قادرون علي دفع ثمن النصر ونظافة البلاد كلها من التمرد .
راشد عبد الرحيم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
لموافقة علي هدنة مع مليشيا التمرد هو الإنتحار بعينه والتوقيع علي التقسيم الفعلي للسودان
■قبل أن يعقد مجلس الأمن والدفاع جلسته المهمة عصر أمس بالعاصمة السودانية الخرطوم , كانت صفحات الأسافير والتكهنات السياسية تضج بتوقعات متباينة عن ( تشطيب) هدنة ستطول بين الجيش السوداني ومليشيات التمرد التي أنابت عنها صفحات وأكاذيب الداعمين لخطها من المتعاونين والمتماهين معها من سياسيين وإعلاميين وعملاء وسابلة أسافير لايملكون رؤية ولاخطاً سياسياً غير تبني سرديات ذات صلة بالمشروع التدميري للمليشيا والذي ترعاه ذات الدول التي تدفع أجرة الاوركسترا للمتمردين ومن شايعهم في الشق المدني وكلهم في هم العمالة .. سواء !!
■ ليس سراً أن هنالك بعض الشخصيات والأسماء البارزة داخل القاعدة المؤيدة للجيش تري في التوقف عن قتال المليشيا فرصة لالتقاط الأنفاس ريثمايتم ترتيب الصفو مرة أخري لمواصلة القتال .. لكن ما يستسصحبه هؤلاء في موقفهم هذا أن التوقيت الحالي لهدنة مع المليشيا ليس مناسباً لأنه يأتي في ظروف غير مناسبة ولا مواتية من الناحية الميدانية حيث استباحت مليشيات التمرد مدينة الفاشر ودخلت قبلها مدينة بارا وحققت بذلك تقدماً ميدانياً أعلي من روح قواتها المنهارة وغذي في أوساط الموالين لها والمنافقين أيضاً همة رفع الصوت وسقف الطموحات بأن بإمكانهم العودة مجدداً من نقطة البداية وتحقيق أحلامهم بالسيطرة علي السودان كله ..
■ من ناحية أخري كانت أصوات ورغبات الكثرة الغالبة من أهل السودان أن يقول الجيش السوداني كلمة فصلٍ واضحة وبلا تردد أنه لا تعايش ولا هدنة ولاتوقف عن منازلة ومقاتلة عصابات ومليشيات التمرد التي لم تترك محرماً ولا ممنوعاً ولا أمراً فظيعاً إلا أتته ويدها ملطخة ومغموسة في دماء الضحايا والأبرياء من السودانيين بطول البلاد وعرضها ..
■ ماتعرفه كلاب الصيد المؤيدة للمليشيا أنه ليس لها فرصة عودة مرة أخري إلي المشهد السياسي والإجتماعي في السودان .. ليس لمن ساندوا القتلة والمجرمين فرصة العودة مرة أخري لمواجهة اهل السودان ولافرصة السير في الطرقات والأكل في الأسواق ..
■ ومع علمهم بهذا وقناعتهم به إلا أن العملاء لا يخجلون حتي من أنفسهم وعليه لايجد هؤلاء الخونة مشاحة في العودة إلي كراسي الحكم علي فوهة بندقية المليشيا الملطخة بالدماء .. وهو عين ماتخطط له مليشيات ال دقلو التي تري في أي هدنة فرصة تاريخية لشرعنة دولتهم المزعومة وهو أيضاً ما تخطط وتسعي له الدول التي تتبني الخط المليشي الذي يحقق لها أهدافها علي المديين القريب والبعيد ..
■ إن الموافقة علي هدنة مع مليشيا التمرد في هذه الظروف هو الإنتحار بعينه والتوقيع علي التقسيم الفعلي للسودان لصالح مليشيات وعصابات لاتملك أي صفة أخري غير التمرد والعمل حتي مع الشيطان لتخريب السودان ..
■ وما تعلمه قيادة البلاد والجيش أن الرضوخ لهدنة مع مليشيا وعصابات التمرد ستكون عواقبه كارثية علي الجبهة الداخلية .. وعليه ليس أمام الشعب السوداني بكافة طوائفه إلا تجميع صفوفه لمنازلة ومقاتلة هذه العصابات ..
■ إنه الخيار والطريق الصعب .. نعم .. إنه خيار اللحظة التاريخية الراهنة ..
■ والخيار الآخر أن تخضع البلاد كلها لسلطة وقهر الطارئينعلي الدنيا والتاريخ ..
■ هذه الأمة لن تهادن القنلة والمجرمين واللصوص ..
هذه الأمة ستقاتل .. وستنتصر بحول الله وقدرته ..
■ نصرٌ من الله وفتحٌ قريب ..
عبد الماجد عبد الحميد
إنضم لقناة النيلين على واتساب