العلي: كتاب "إلى ابنتي التي لم أنجبها رسالة إبداعية إلى كل البنات
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
أكد الكاتب السعودي عبد الرزاق العلي صاحب كتاب "إلى ابنتي التي لم أنجبها"، أن المفارقة في كتابه أنه لم يتزوج، ولم يُرزق بابنة، لكنه كاتب، والكاتب لا يكتب فقط مما عاش بل مما أحسه، وتخيله، وافتقده، واشتهاه.
ودخل الكتاب قائمة الأكثر مبيعًا في المملكة العربية السعودية، على الرغم من أنه الإصدار الأول للكاتب، وهو عبارة عن مجموعة رسائل من شخص لابنته في كل مراحل حياتها، من لحظة الميلاد إلى أن تنضج وتتزوج وتنجب أطفالًا تعيد توجيه النصائح لهم.
حوار داخلي عميق
وأضاف المؤلف: "إلى ابنتي التي لم أنجبها ليس مجرد كتاب، بل هو حوار داخلي عميق بيني وبين تلك الأمنية الدافئة التي لم تتحقق، لكنه أيضًا حوار بيني وبين كل فتاة كانت تحتاج إلى صوت يهمس لها، وقلب يفهمها، ويد ترشدها دون أن تحكم عليها .
وتابع: كتبت هذا الكتاب كأب بالقلم، أب يتخيل كيف ستكون ابنته لو جاءت ما الذي يريد أن يقوله لها، كيف سيحضنها بالكلمات، ويحميها بالنصائح، ويحبها من بعيد حتى لو لم تول، فأحيانا يكون ما لا نملكه يصبح مصدرًا لإبداعنا.
مساحة حب خالصةوأردف العلي: وجدت في "الابنة" التي لم أنجبها مساحة حب خالصة، ومرآة أص في لأن أكتب للأنثى عن ذاتها، وعن رؤيتي لها بصدق لا تشوبه مصلحة، ولا يحده الواقع، ولعل هذا ما جعل كثيرًا من القراء يقولون: "كأنك تكتب لي أنا "والحقيقة أني كنت أكتب لهم جميعًا، لكل من احتاج إلى أب في كلمة.
الحياة تستحق أن تعاشيقول عبد الرزاق العلي في كتابه مخاطبًا ابنته التي لم ينجبها: "أردت أن أتركلك هذه الرسائل، كي تكون لك دليل حين تحتارين سند حين تشعرين بأنه لا أحد يفهمك، كي تعرفي أن الحياة ليست سهلة، لكنها تستحق أن تعاش بوعي وقوة وأنك مهما واجهت فأنت أقوى مما تظنين".
ويضيف: "هذه الرسائل لك يا ابنتي ليست لأني أريد أن أخبرك كيف تعيشين حياتك، بل لأني أريدك أن تملكي الأدوات لتعيشيها كما يجب، وفي النهاية هذه الحياة لك أنت، اختاري كيف تعيشينها، لكن لا تختاري أبدا أن تكوني أقل مما تستحقين".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السعودية
إقرأ أيضاً:
قراءة في كلمة سلطنة عُمان بـ"حوار المنامة"
علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
أحدثت كلمة سلطنة عُمان التي ألقاها معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية في منتدى حوار المنامة 2025، أصداءً كبيرة على الصُعد المحلية والإقليمية والدولية. وتراوح صداها بين الإبهار والإعجاب والصدمة، وجميع هذه التأثيرات متوقعة وطبيعية.
فحالة الإبهار كانت من نصيب الشأن المحلي العُماني أولًا، الذي أدرك أن كل حرف في الكلمة يُشبهه ويُشبه عُمان التاريخ والحاضر والمستقبل، وكانت من نصيب العارفين بثوابت السياسة العُمانية كذلك على الصعيدين الإقليمي والدولي.
أما حالة الإعجاب فكانت من نصيب الذين يُدركون معنى الموقف السيادي للدول حين تُختبر مواقفها في القضايا المصيرية وتوضع على المحك، أما موقف الصدمة فكان من الذين راهنوا على أن عرب زماننا ظاهرة صوتية يعلو ضجيجها على مواقفها، ويمكن تمرير ما يشاؤون عليها بالترهيب والترغيب دون اعتراض.
الحقيقة التي يجب أن يعلمها الجميع ويدركونها جيدًا، أن سلطنة عُمان دولة ذات مكانة تاريخية وإرث حضاري أنتجت ثوابت وقيماً في تعاملها وفي سياساتها الداخلية والخارجية، ولا يمكن لأي نظام يأتي على السلطنة الإخلال بها أو الالتفاف عليها، فدول الأيام وسُنن التاريخ قاسية في تعاقبها وفرز وقائعها ولو بعد حين.
كلمة معالي السيد بدر، كانت من نسيج عُمان التاريخي، وتأكيدًا على العقيدة السياسية للسلطنة وأجندتها السياسية الخالية من الغموض والتورية والشوائب، والمصالح المُعلبة والمُغلفة بالتبريرية الملتوية بزعم الواقعية أحيانًا والعقلانية أحيانًا أخرى.
سياسة سلطنة عُمان الخارجية- لمن يعرفها- تتميز بالمصالح العليا للسلطنة والإقليم والسلم الدولي، وعلى رأس هذه المصالح تحقيق السلام والاستقرار كمفاتيح للتنمية والتعاون بين الشعوب والبلدان.
لم تقتنع السلطنة يومًا بتسويق إيران كعدو بديل عن الكيان الصهيوني الغاصب، ولم تقتنع يومًا بأنَّ إيران عامل تهديد للمنطقة، كما لم تقتنع السلطنة يومًا بأن إيران تسعى لامتلاك سلاح نووي تُهدد به المنطقة والأمن والسلم الدوليين.
قناعة السلطنة أن الكيان الصهيوني الغاصب سبب رئيس للمؤامرات والحروب والقلاقل في المنطقة منذ إنشائه من قبل القوى الغربية على أرض فلسطين العربية، وقناعة السلطنة أن إيران دولة جوار جغرافي وشريك تاريخي فاعل في الحضارة العربية/ الإسلامية، ومن مصلحتها العليا استتاب السلم والاستقرار في المنطقة.
وقناعة السلطنة أن حقيقة العلاقة بين أقطار الخليج وإيران هي علاقة تكامل لا علاقة صراع مُختلق لصالح أطراف خارجية.
وقناعة سلطنة عُمان أن أقطار الخليج ليس لها أي مصلحة في خوض حروب بالوكالة عن أحد، كما إنه ليس من أي مصلحة لها في الانقياد الأعمى خلف أجندات أجنبية مشبوهة وغارقة في التآمر والكيدية ثمنها في النهاية وجود أقطار الخليج من عدمه.
وقناعة السلطنة أن أقطار الخليج العربية وإيران والعراق واليمن تقتضي التكامل والتعاون العميق في تكتل واحد يراعي ويخضع للغة الجغرافيا والتاريخ والمصير المشترك. وهذه القناعة المتجددة كانت منذ دعا السلطان قابوس بن سعيد- رحمه الله- عام 1976م إلى قيام تكتل إقليمي يضم أقطار الخليج والعراق وإيران، يُجنب المنطقة سموم التحالفات والاستقطابات الدولية ويعود بالنفع على دول المنطقة ويجلب لها السلم والاستقرار الإقليمي. ومازالت السلطنة تجد في هذا الخيار- مضافًا إليه اليمن اليوم- خيارًا واقعيًا عقلانيًا ومُثمرًا يخدم الجميع وفي صالح الجميع ويلجم الشرور من أي مصدر كانت. وفي المقابل على المصدومين من كلمة معالي السيد بدر أن يستعيدوا ذاكرتهم السياسية والجغرافية والتاريخية، ليقرروا بعد ذلك كيفية توصيف وتصنيف مواقف السلطنة وثوابتها، ويستعرضوا قبل ذلك ثمار كل موقف للسلطنة على أرض الواقع الخليجي والإقليمي. فالسلطنة لم تسع يومًا إلى الكسب المادي من أي قضية تتبناها أو تدعمها، فكسبها وهدفها الأول والأخير ما هو أثمن من المال وهو السلام والاستقرار وحقن الدماء والثروات فالغرب لا ينظر إلينا كشركاء ولا حلفاء، بل أدوات تحت الطلب لخدمة مصالحهم وعلى استعداد للتضحية بنا في أول صفقة "رابحة" لهم وفق "البورد" السياسي الغربي.
قبل اللقاء.. يقول السياسي والدبلوماسي المصري الدكتور مصطفى الفقي في لقاء تلفزيوني: الأمريكان يُحبون مصر ولكنهم "لا يحترمونها"، ويكرهون سوريا ولكنهم "يحترمونها".
وبالشكر تدوم النعم.
رابط مختصر