البابا «لاون»: قيامة المسيح تدعونا إلى «ارتداد إيكولوجي» يعيد الإنسان إلى دوره كحارسٍ للخليقة
تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT
في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، وجّه قداسة البابا لاون الرابع عشر نداءً روحيًا وإنسانيًا قويًا، دعا فيه المؤمنين إلى النظر إلى العالم بعين متجددة تنفتح على نور قيامة المسيح. وأكّد قداسته أن القيامة ليست حدثًا تاريخيًا مضى، بل حقيقة حيّة تُلزم الإنسان اليوم بمسؤولية بيئية وأخلاقية عميقة.
استهلّ الأب الأقدس حديثه بالإشارة إلى مشهد مريم المجدلية عندما ظنّت أن المسيح القائم هو البستاني، مبرزًا أن هذا الظن يحمل دلالة رمزية مهمّة: فالمسيح هو البستاني الحقيقي الذي يعيد للخليقة جمالها وترتيبها، ويدعو الإنسان ليكون “حارسًا للبستان” لا مدمّرًا له.
وأوضح الحبر الأعظم أن موت وقيامة المسيح يفتحان أمام البشرية الطريق نحو استعادة “الفردوس المفقود”، ويضعان أساسًا لروحانية إيكولوجية متكاملة لا تقتصر على حلول تقنية مؤقتة، بل تمتد لتشمل أسلوب الحياة، والسياسات، والتربية، ونظرتنا اليومية إلى العالم. وحذّر من أن الإيمان يصبح مجرد كلمات إن انفصل عن الالتزام بالعناية بالخليقة، كما يصبح العلم بلا روح إذا غاب عنه بُعد الإنسان وقلبه.
وشدّد البابا على أن الارتداد الإيكولوجي ليس خيارًا ثانويًا، بل جزء جوهري من السير خلف المسيح، يبدأ بتحوّل داخلي عميق، وينعكس تضامنًا فعليًا مع الفقراء ومع الأرض التي “تئنّ تحت وطأة الجشع والاستغلال”. وأشار إلى أن ملايين الشباب والرجال والنساء حول العالم يشاركون في هذه المسيرة بعدما أصغوا بصدق لصرخة الأرض والفقراء.
وفي ختام كلمته، أكد قداسته ضرورة الانفتاح على عمل الروح القدس، الذي يفتح آذان المؤمنين لسماع من لا صوت لهم، ويمنحهم القدرة على رؤية ما يتجاوز منظورهم اليومي الضيق: ذلك “البستان”، أو “الفردوس”، الذي لا يمكن بلوغه إلا حين يقوم كل إنسان بالدور الذي أوكله الله إليه في حماية الخليقة وخدمة الإنسان.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ساحة القديس بطرس ساحة القديس بطرس بالفاتيكان قداسة البابا قداسة البابا لاون الرابع مريم المجدلية البابا تواضروس
إقرأ أيضاً:
البابا تواضروس يشهد اليوم الثاني من احتفالية نيقية.. إيمان حي
شهد قداسة البابا تواضروس الثاني مساء اليوم فعاليات اليوم الثاني لاحتفالية "نيقية.. إيمان حي" التي تقيمها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمناسبة مرور ١٧ قرنًا على انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول.
نيقية.. إيمان حيوحضر الاحتفالية التي احتضنها مسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، عدد من الآباء المطارنة والأساقفة ووكيلي البطريركية بالقاهرة والإسكندرية، والكهنة والرهبان وأبناء إيبارشيات الوجه البحري والقناة والقطاعات الرعوية بالقاهرة والإسكندرية.
تضمنت الاحتفالية قصيدة شعرية من كلمات الشاعرة أمل غطاس تلاها أوبريت "ضد العالم" قدمه فريق كنيسة الشهيد أبي سيفين الأثرية بمصر القديمة الذي كتبت كلماته من واقع محاضر مجمع نيقية.
وشجع قداسة البابا فريق العمل مقدمًا الشكر لكل من كان له مجهود في إخراج العمل.