euronews:
2025-11-20@14:05:55 GMT

هل بات سرطان المعدة أكثر شيوعاً بين الشباب؟

تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT

هل بات سرطان المعدة أكثر شيوعاً بين الشباب؟

إن التقييم الطبي المبكر، ورفع مستوى الوعي بالمرض، وإتاحة الوصول إلى رعاية متخصصة يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في نتائج العلاج ويسهم في إنقاذ الأرواح.

كان يُنظر إلى سرطان المعدة تقليدياً على أنه مرض يصيب كبار السن.

غير أن السنوات الأخيرة شهدت تحولاً غير متوقع، إذ بدأت الحالات تظهر بشكل متزايد لدى الأشخاص دون سن الخمسين، في نمط يشبه التغيرات التي لوحظت في سرطانات القولون والمستقيم وغيرها من أمراض الجهاز الهضمي، ورغم هذا التحول المقلق، تُظهر الإحصاءات أن المعدل الإجمالي للإصابة بسرطان المعدة لم يتغير بشكل كبير، ما يجعل العلماء يتساءلون عن الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة الجديدة.

النظام الغذائي الحديث وتأثيره على صحة المعدة

يشير الخبراء إلى أن أحد أبرز العوامل المساهمة في هذا التحول هو تغير نمط الحياة الغذائية، فقد أصبح الاعتماد على الأطعمة فائقة المعالجة جزءاً رئيسياً من النظام الغذائي الحديث، لا سيما في الدول الغربية.

هذه الأطعمة ليست مجرد مصدر للدهون والسعرات الحرارية، بل يمكن أن تؤدي إلى التهاب مزمن في الجهاز الهضمي، وتغيير التوازن الطبيعي للميكروبات في الأمعاء، ما يعرف بـ الميكروبيوم المعوي.

الميكروبيوم يلعب دوراً أساسياً في دعم الهضم والمناعة، وقد أظهرت الدراسات أن اضطرابه مع مرور الوقت قد يزيد من خطر تطور سرطانات الجهاز الهضمي. كما أن بعض المواد الكيميائية المضافة إلى الأطعمة قد تتسبب في تلف مباشر للحمض النووي (DNA) والتسبب في السرطان، في حين يؤدي الاعتماد على هذه الأطعمة إلى نقص العناصر الغذائية الوقائية مثل الألياف والفيتامينات ومضادات الأكسدة.

عوامل الخطر التقليدية لم تعد كافية لتفسير الحالات المبكرة

في المقابل، ما زالت عوامل الخطر التقليدية تلعب دوراً مهماً في الإصابة بسرطان المعدة، ومن أبرزها العدوى ببكتيريا هيليكوباكتر بيلوري (H. pylori)، التي يمكن أن تسبب التهاب بطانة المعدة أو القرحة، بالإضافة إلى التدخين والإفراط في تناول الأطعمة المدخنة أو المحفوظة والسمنة واستهلاك الكحول.

غير أن الباحثين لاحظوا أن غالبية الحالات التي تُشخّص لدى الشباب لا تظهر لديهم هذه العوامل الكلاسيكية، مما يجعل فهم أسباب المرض أكثر تعقيداً ويجعل التركيز على العوامل البيئية ونمط الحياة الحديث أمراً ضرورياً.

Related دراسة تكشف تأثير التواصل بين المعدة والدماغ على الحالة العاطفية والنفسيةشاهد: عملية جراحية لاستئصال سرطان المعدة بنظام "5 جي"اكتشاف طبي نوعي: بروتين مرتبط بالسرطان يساهم في تسريع التئام الجروح أعراض خفية تصعب الاكتشاف المبكر

يبقى التشخيص المبكر لأحد أكبر تحديات سرطان المعدة، خصوصاً لدى الشباب، فتبدأ الأعراض غالباً بشكل خفي، مثل عسر الهضم المستمر، الانتفاخ، الألم الخفيف في أعلى البطن، أو حرقة المعدة التي لا تستجيب للعلاجات المتاحة دون وصفة طبية، هذه العلامات غالباً ما تُسقَط من الاعتبار باعتبارها مشكلات هضمية بسيطة.

لكن عندما تستمر الأعراض لأسابيع، أو تظهر علامات إنذار إضافية مثل فقدان الوزن غير المبرر، القيء، أو الألم الشديد، يصبح التقييم الطبي الفوري أمراً حتمياً، وتظل التنظير العلوي (Upper Endoscopy) مع أخذ خزعات الطريقة الأكثر دقة لتأكيد التشخيص، تأخر الانتباه لهذه الأعراض قد يؤدي إلى اكتشاف المرض في مراحل متقدمة، خاصة لدى الفئات الأصغر سناً.

تطورات علاجية متقدمة… من الجراحة إلى الطب الدقيق

يعتمد علاج سرطان المعدة على مرحلة الورم، موقعه، وخصائصه الجزيئية، وليس على عمر المريض، وتبقى الجراحة حجر الزاوية في علاج الحالات الموضعيّة، مع تقدم كبير في التقنيات الجراحية خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك الجراحة طفيفة التوغل والروبوتية، التي تقلل فترة التعافي وتحسن جودة الحياة على المدى الطويل.

إلى جانب ذلك، ساعدت عمليات إعادة البناء المبتكرة مثل J-pouch وDouble-Tract Reconstruction على استعادة الوظائف الهضمية بعد الاستئصال الجزئي أو الكلي للمعدة، ما يتيح للمرضى تحسين امتصاص العناصر الغذائية وتقليل الارتجاع، والعودة تدريجيًا إلى نمط غذائي أقرب لما كانوا عليه قبل المرض.

الطب الدقيق والمؤشرات الحيوية

في مجال الطب الدقيق، يقوم الأطباء بتحليل الأورام للكشف عن المؤشرات الحيوية (Biomarkers) مثل HER2، PD-L1، وعلامات عدم الاستقرار الميكروساتلي (MSI)، تساعد هذه التحاليل في تحديد ما إذا كان المريض سيستفيد من العلاج الموجَّه أو العلاج المناعي، ما يجعل العلاج أكثر تخصيصاً ودقة ويزيد فعاليته.

أما بالنسبة للمرضى الذين ينتشر لديهم السرطان داخل تجويف البطن، يعتبر العلاج الكيميائي داخل الصفاق المسخن وهو"إجراء جراحي يجمع بين إزالة الأورام المرئية من تجويف البطن مع تزويد منطقة البطن بجرعة عالية من العلاج الكيميائي الساخن"(HIPEC) خياراً مبتكراً، بعد استئصال الأورام المرئية جراحياً، يتم ضخ العلاج الكيميائي المسخّن داخل التجويف البطني لتدمير أي خلايا سرطانية متبقية، مما يوفر فرصة إضافية للسيطرة على المرض.

يبقى سرطان المعدة مرضاً خطيراً، لكنه أصبح قابلاً للتحكم بشكل أفضل بفضل التقدم في الجراحة، الطب الدقيق، والرعاية الداعمة، ما سمح للعديد من المرضى بالعيش لفترات أطول وبجودة حياة أفضل.

والمفتاح يكمن في الانتباه للأعراض الهضمية المستمرة وعدم الاستخفاف بها، حتى عند عدم استجابتها للعلاجات الشائعة. فالتقييم الطبي المبكر، والوعي بالمرض، وإمكانية الوصول إلى رعاية متخصصة يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في نتائج العلاج وإنقاذ الأرواح.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل الذكاء الاصطناعي روسيا دراسة سياحة دونالد ترامب إسرائيل الذكاء الاصطناعي روسيا دراسة سياحة سرطان كحول معدة دراسة دونالد ترامب إسرائيل الذكاء الاصطناعي روسيا دراسة سياحة تكنولوجيا فلاديمير بوتين حروب فلسطين حزب الله لبنان سرطان المعدة الطب الدقیق یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الملح الخفي.. كيف نتناول الصوديوم دون أن نشعر؟

يربط كثيرون بين "الملح" والمذاق المالح فقط، وقد تظن أنك تحافظ على صحتك عبر تجنّب المخللات أو الأسماك المالحة أو الأجبان مرتفعة الملوحة، وربما تمتنع حتى عن رشة الملح الإضافية لضبط النكهة. ولكن المفاجأة أنك، رغم ذلك، لا تتجنّب الملح بالكامل، لأنك تحصل عليه من مصادر أخرى عديدة لا يكون مذاقها مالحا، مما يجعلك لا تدرك أساسا أنها غنية بالملح أو الصوديوم.

ما يجب معرفته عن الصوديوم

غالبا ما تُستخدم كلمتا "ملح الطعام" و"الصوديوم" بالتبادل، لكنهما ليسا الشيء نفسه. فملح الطعام أو "كلوريد الصوديوم" مركب بلوري شائع في الطبيعة، يتكون من 40% صوديوم و60% كلوريد، وهو ما نضيفه للطعام لتحسين النكهة أو حفظ الأطعمة. أما الصوديوم فهو معدن، وعنصر كيميائي موجود داخل الملح، ويحتاجه الجسم بكميات ضئيلة جدا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تحذير جديد للنساء.. خطر خفي في الأطعمة السريعة والمعلبةlist 2 of 2هل أنت مهووس بتناول البروتين؟ علامات لا يجب تجاهلهاend of list

والصوديوم عنصر غذائي أساسي، ويحتاجه الجسم بكميات صغيرة، للحفاظ على توازن سوائل الجسم والحفاظ على عمل العضلات والأعصاب بسلاسة. ولكن، الإفراط في تناول الصوديوم قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطِرة.

ولا يقتصر الصوديوم على "الملح الأبيض" فحسب، وهنا تكمن المشكلة، إذ يظن كثيرون ممن يسعون لضبط مستويات الصوديوم في أجسامهم أن كل ما عليهم فعله هو تقليل استهلاك ملح الطعام، وهو اعتقاد خاطئ. فالصوديوم كمكوّن غذائي يُستخدم في أغراض متعددة، منها معالجة اللحوم والخبز، وتعزيز النكهة، والعمل كمادة حافظة.

ووفق إدارة الغذاء والدواء الأميركية، يستهلك الأميركيون في المتوسط نحو 3400 مليغرام من الصوديوم يوميا، في حين توصي الإرشادات الغذائية البالغين بألا يتجاوز الاستهلاك 2300 مليغرام يوميا، أي ما يعادل ملعقة صغيرة من الملح. أما الأطفال دون 14 عاما، فتكون الكمية الموصى بها أقل.

الحفاظ على صحتك من فائض الصوديوم لا يتحقق بمجرد تقليل استخدام ملح الطعام (الألمانية)مصدر الخطر الخفي

أدركت الآن أن الحفاظ على صحتك من فائض الصوديوم لا يتحقق بمجرد تقليل استخدام ملح الطعام، بل يتطلب معرفة المصادر الخفية للصوديوم. فالمفارقة أن بعض الأطعمة التي لا يبدو مذاقها مالحا قد تحتوي على كميات مرتفعة منه، مما يجعل الاعتماد على الطعم وحده طريقة غير دقيقة لتقدير محتوى الصوديوم.

إعلان

ووفق مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة، يحصل الناس على نحو ثلث الصوديوم من الخبز والبيتزا والبيض والمعكرونة، إضافة إلى اللحوم والدواجن والمأكولات البحرية، والخضراوات النشوية وغير النشوية، ورقائق البطاطس والمقرمشات والوجبات الخفيفة المالحة، والحلويات، والتوابل، والمرق، واللحوم المصنعة والباردة. وحتى بعض الأدوية قد تحتوي على الصوديوم، ويرتفع الخطر مع كثرة تناول هذه المنتجات.

كما تدخل مركبات تحتوي على الصوديوم في مكونات شائعة للعديد من المنتجات، مثل: غلوتامات أحادية الصوديوم، وبيكربونات الصوديوم (صودا الخبز) ونتريت الصوديوم، وبنزوات الصوديوم. وتُستخدم هذه المركبات محسنات نكهة أو مواد حافظة ومضادة للبكتيريا والفطريات. ولذلك، يوجد الصوديوم في الأطعمة المعلبة والمصنعة، والمخبوزات حتى الحلوة منها، والصلصات، والجبن، واللحوم المعالجة، بل حتى في بعض المشروبات الغازية أو الفوّارة.

وتُظهر الأبحاث الأميركية أن نحو 14% من الصوديوم في الغذاء اليومي موجود طبيعيا في بعض الأطعمة مثل اللحوم والدواجن وبعض الخضراوات، في حين يأتي أكثر من 70% منه من الأطعمة المصنعة والمعلبة.

أكثر من 70% من الصوديوم في غذائنا يأتي من الأطعمة المصنعة والمعلّبة (بيكسلز)مضاعفات خطيرة

يميل الصوديوم إلى جذب الماء والاحتفاظ به داخل الجسم، مما يؤدي عند استهلاكه بكميات كبيرة إلى احتباس السوائل في مجرى الدم، وزيادة حجم الدم، وبالتالي رفع ضغط الدم.

وارتفاع ضغط الدم حالة يُضطر فيها القلب للعمل بجهد أكبر، وقد تتسبب قوة تدفق الدم المرتفعة في إلحاق الضرر بالشرايين وبأعضاء حيوية مثل القلب والكلى والدماغ والعينين. وعندما لا يُضبط ضغط الدم، تزداد مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية، وقصور القلب، والسكتة الدماغية، وأمراض الكلى، وصولا إلى فقدان البصر. ومع التقدم في العمر، يصبح الحد من الصوديوم أكثر أهمية، إذ يميل ضغط الدم إلى الارتفاع تدريجيا.

وفي دراسة واسعة لجامعة هارفارد نُشرت بمجلة "سيركوليشن" خلص الباحثون إلى أنه يمكن تجنّب 40 مليون حالة وفاة حول العالم خلال 25 عاما، إذا خفّض الناس متوسط استهلاكهم من الصوديوم بنسبة 30%.

كثيرون يعتقدون أن تجنّب الطعام المالح يكفي لخفض الصوديوم لكنهم يتناولونه من مصادر ليس فيها طعم الملح (بيكسلز)نصائح لتجنّب المناجم الخفية من الملح

يمكنك الحد من استهلاك الصوديوم بخطوات بسيطة، منها:

اقرأ ملصقات الطعام بعناية: تحقق من كمية الصوديوم في كل منتج تشتريه، وقارنها بالحد اليومي الموصى به. وانتبه إلى حجم الحصة وعدد الحصص التي تستهلكها، فالمعلومات الغذائية عادة تُحسب وفق حصة واحدة. واختر المنتجات التي تحمل عبارات "خالية من الملح" أو "بدون إضافة ملح" أو "قليلة الصوديوم".

الحدّ من الأطعمة الجاهزة والمصنعة: غالبا ما تكون غنية بالصوديوم سواء لتحسين النكهة أو لحفظها. والأفضل هو الإكثار من الفواكه والخضراوات الطازجة ضمن نظامك الغذائي.

أضف نكهة دون صوديوم: قلّل من الملح المستخدم أثناء الطهي أو على المائدة. وجرّب الأعشاب وخلطات التوابل الخالية من الصوديوم كبديل.

إعلان

اختر البروتينات الطازجة: من الأفضل تناول اللحوم والدواجن والمأكولات البحرية الطازجة بدلا من المصنعة. وتحقق من الملصقات، فقد تُضاف إليها محاليل ملحية أو منكّهات عن طريق الحقن أو النقع، ويُذكر ذلك عادة على العبوة.

فضّل الخضراوات الطازجة: إذا استخدمت الخضراوات المجمدة، فاختر الأنواع غير المملّحة أو الخالية من الصلصات. كما يمكنك شطف الأطعمة المعلبة مثل الفاصوليا والتونة والخضراوات لإزالة جزء من الصوديوم.

مقالات مشابهة

  • الدكتور محمد خريس الرائد والمطور في جراحة السمنة بالمنظار .. مسيرة حافلة بالعطاء
  • ألبان وخضراوات.. أبرز الأطعمة التي تدعم صحة العظام وتحدّ من الهشاشة
  • تقنية جديدة لإعادة فعالية العلاج الكيميائي ضد خلايا سرطان الرئة
  • خبراء اقتصاد الدواء بجامعة جرونينجن الهولندية: 9.7 مليار دولار التكلفة السنوية لسرطان عنق الرحم
  • إلهام شاهين : بنات الباشا من أكثر الأفلام التي أحبتها بالقاهرة السينمائي
  • 5 أطعمة لا ينصح بتناولها مع القهوة.. تعرف عليها
  • تستمر لأكثر من أسبوعين.. علامة مبكرة لسرطان الفم أو الحلق
  • اليوم العالمي لسرطان عنق الرحم.. حملات التطعيم تنجح في حماية 1.4 مليون امرأة
  • الملح الخفي.. كيف نتناول الصوديوم دون أن نشعر؟