باحث فرنسي: معركة حظر العباءة خاسرة قانونيا وأخلاقيا
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
قالت صحيفة لاكروا الفرنسية إن حظر ما يسمى بالعباءة في المدارس يدعو إلى بعض التفكير عندما ينظر إليه على المدى الطويل في العلاقات بين الجمهورية والمسلمين، ورأت فيه علامة فارقة في الحملة التي انطلقت ضد "الإسلاموية" بعد اغتيال الأستاذ صموئيل باتي عام 2020، وهي ديناميكية متعددة الأوجه، إدارية ومؤسساتية وفكرية.
وأوضحت الصحيفة -في مقال للباحث في العلوم الإسلامية أوليفييه هان- أن حظر العباءة في المدرسة معركة سيتم كسبها في الممارسة العملية، ولكنه فشل للمجتمع ومؤشر على ديناميكية التباعد بين المواطنين المسلمين والمؤسسات التي يُنظر إليها على أنها غير عادلة.
تناقض
ورأى الكاتب أن المعركة ضد العباءة محسومة مسبقا لعدم تكافؤ الوسائل، وليس لدى الفتيات اللاتي يغريهن هذا الثوب سوى خلع ملابسهن أو مغادرة مؤسستهن والانضمام إلى المدارس الدينية القليلة أو التعلم بالمراسلة، وبالتالي وكأن مجتمعنا المعاصر لا يقع في التناقض عندما يتغنى بالشباب والنساء وحرية التعبير عن الذات ويستبعد في نفس الوقت الفتيات اللاتي لا يتبعن قواعد الترفيه.
غير أن هذه المعركة إن تم كسبها على أرض الواقع -حسب الكاتب- تبقى خاسرة قانونيا وأخلاقيا، لأن العباءة أو أي لباس يشبهها تدخل الجمهورية في ذاتية خطيرة، لأنها بالفعل قد تمثل ثوبا يلبي متطلبات لباس المرأة وفقا لتفسير الفقه الحنبلي إذا كان مصحوبا بالقفازات وحجاب الرأس، ولكن بما أن هؤلاء الفتيات غير محجبات في مؤسستهن فإن ملابسهن تفقد طابعها الشرعي، وإذا استمرت المؤسسات في اعتبارها لباسا دينيا، حتى لو لم تعد كذلك بالفعل حسب التفسير الإسلامي، فذلك يعني أن وراء الأمر هدفا ما.
وهذا التصنيف -حسب المحامي رفيق شكات بموقع أوريان 21- يخدم أغراضا أخرى، فهو يغذي الذعر الأخلاقي حول مظاهر الوجود الإسلامي، ويدعو السلطات إلى ردّ الفعل على ظاهرة يمكننا الآن قياسها وإدانتها، وبالتالي كبحها.
ملابس "سياسية"
ويبدو أن الحل الآخر الذي تختاره الجمهورية هو جعل العباءة ثوبا حسب الوجهة، يحدد المراقب التربوي هل هو ديني أو غير ديني، وفقا لمعايير يجب تحديدها بوضوح مع أنها ستظل موضع شك تماما، ما لم يتم استدعاء علماء الدين.
والأكثر إثارة للقلق، هو أن بعض المعلقين أضافوا -بسبب ربط العباءة بالإسلام السياسي- إلى فكرة الملابس الدينية بالقصد، فكرة الملابس السياسية بالوجهة، وبالتالي فإن هؤلاء الفتيات مهما كانت أفكارهن، يمثلن عناصر فاعلة في الهجوم الإسلامي، خاصة هجوم الإخوان المسلمين الذي لا يعرفن عنه شيئا، لأنهم من حيث الوجهة لا من حيث النية أو الموضوعية، يفضلن الإسلاموية ويشكلن جزءًا من مشروع سياسي مناهض للجمهورية لا يزال يتعين إثباته حسب الكاتب.
ونبه الكاتب إلى أن مثل هذه التطورات في المفردات تثير القلق بالنسبة للمستقبل، إذ إنه قد يتعين علينا قريبا التحقق من بعض اللحى، وتمييز لحى السلفيين عن لحى الهيبستر، وهل يستمعون إلى موسيقى الراب أو الأناشيد؟ وبالتالي لا يمكن لقناعاتنا الجمهورية أن تستند إلى حجة قوية وأخلاقية وعادلة يمكن الدفاع عنها قانونيا، خاصة أن الديناميكية التي شرعنا فيها فيما يتعلق بالمسلمين تبدو قابلة للمقارنة بشكل فريد مع تلك التي اتخذتها الجمهورية الثالثة بعد عام 1905 ضد الكاثوليك.
وفي هذا السياق، يشير الفيلسوف جان فابيان سبيتز -في مقال بموقع أوريان 21- إلى أن "فكرة الملابس الدينية في حد ذاتها فكرة سخيفة، لأن الجمهورية العلمانية لا توجد فيها ملابس إسلامية أو يهودية أو مسيحية".
ورأى أن قانون 2004 لحظر الرموز أو الملابس التي يظهر من خلالها الطلاب علنا انتماءهم الديني، وتفسيره الصارم من قِبَل مجلس الدولة هو الذي يشكل جوهر المشكلة، من خلال مطالبة العاملين في التعليم العام باستمرار بفك رموز الانتماء الديني للطلاب.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الخيرية الأردنية الهاشمية.. 35 عامًا من العمل مع 79 جهة دولية
صراحة نيوز- قبل 35 عامًا وتحديدًا عام 1990 بدأ الأردن مدَّ يده للمنكوبين في كل أنحاء العالم عبر الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية وما زالت، بعد أن أصاب بعضها الجفاف والتصحّر وترك ما ترك من آثار، وتدفق اللاجئين من الدول المجاورة إلى الأردن، وحتى يومنا هذا والحرب على غزَّة وما صحبها من جوع وتدمير وتشرد ونزوح.
عادت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) إلى أرشيف الهيئة واطلعت على آلية العمل ووجدت أنَّها لا تعمل منفردة منذ أن كانت بدأ عملها عام 1985 وحتى إنشائها رسميًا عام 1990، وكان عملها جماعيًا مع شركاء من دول العالم كافة وتحت الشَّمس وصل عددهم إلى 79 جهة محلية وعربية وعالمية، وتنشر كل التفاصيل أولا باول على موقعها الرَّسمي، وتمد يدها بالخير.
79 جهة مع الهيئة تعمل تتوزع بين 33 جهة محلية أردنية و37 منظمة وهيئة دولية و9 هيئات ومنظمات تابعة للأمم المتحدة، والهدف الأخير هو واجب إنساني خيِّر تجاه المهمشين والضعفاء والمنكوبين في كل مكان من العالم، وصلت إلى 35 دولة في 4 قارات في الكرة الأرضية.
وتبين لـ (بترا) أنَّ من بين الهيئات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة وتعمل مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، والأونروا، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، وصندوق الأمم المتحدة، واليونسيف، والمفوضية السامية للأمم المتحدة.
ويشارك الهيئة عملها عدد من المنظمات والمراكز العربية والدولية والتي من بينها، مركز الملك سلمان للإغاثة، والمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، والإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الأحمر، والاتحاد الدولي لعمال النقل، والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية، وجمعية قطر الخيرية، ومنظمة أوكسفام، والفرنسية لإغاثة سوريا، والنداء الفلسطيني الموحد، الإغاثة الدولية، ومؤسسة إنقاذ الطفل الدولية، والمجلس النرويجي للاجئين.
وتشير الهيئة في رؤيتها ورسالتها بأنها مؤسسة وطنية لعمل الخير غير حكومية، وغير ربحية ذات نشاط متعدد الجوانب، تسعى لتحريك الفعاليات الخيرية التطوعية والتعاون معها داخل الأردن وخارجه، وترجمة مشاعر المُحسنين ومساعداتهم إلى مشروعات وبرامج ترسخ معاني الخير، وتعمق مفاهيم العدالة والتكافل على المستويات الوطنية والعربية والإسلامية والدولية، وتؤكد معاني الانتماء والنماء، وتهتم بالعمل التطوعي والخدمة العامة، وتحرص على إيجاد فرص الحياة الكريمة من خلال مشروعات وبرامج تنموية وتأهيلية تتولى الهيئة إنشاءها أو إدارتها لتغطي النواحي الاقتصادية والإنسانية على حد سواء، بالإضافة إلى اهتمام خاص بالمساعدات الطارئة والفورية في حالات الكوارث والنوازل العامة. على أساس من نظرة إنسانية شاملة تلاحظ العلاقات الدولية الواسعة للمملكة الأردنية الهاشمية.
وتصل يد الهيئة للعمل في 35 دولة حول العالم، من شرق الكرة الأرضية إلى غربها ومن شمالها لجنوبها، ففي قارة آسيا تصل أعمالها إلى 17 دولة، و10 دول في قارة أفريقيا، و7 دول في القارة الأوروبية، وفي هاييتي بقارة أمريكا الشمالية، وهذا العدد من الدول يجعل الحِمل كبير لتلبية النداءات الإنسانية التي تتعالى صُراخًا بحثًا عن يد العون توصل إليهم رغيف خبز.
وتفتح الهيئة على موقعها الرَّسمي 8 أنواع من التبرعات، ويستطيع أي كائن أو إعلامي تتبعها والإطلاع عليها والوصول الآمن، ومن بينها تبرعات طارئة، وصدقات، ومشاريع خيرية وزكاة المال، وبنك الملابس الخيري، وأضاحي ومساعدات خارجية، وفلسطين والضفة الغربية وقطاع غزة.
وتبحث الهيئة عن مشاريع لتخفيف آلام الناس في غزة ومن أبرز هذه المشروعات دعم مبتوري الأطراف في غزة، وهي مبادرة أردنية تسعى لاستعادة الأمل لدعم مبتوري الأطراف في قطاع غزة التي أنهكتها الحرب، وفي ظل الظروف الصعبة التي يعيشها أهل القطاع، يعاني العديد من الأشخاص من فقدان أطرافهم نتيجة الصراع المستمر، وهم يستحقون فرصة جديدة للحياة، والأمل في استعادة حركتهم وقدرتهم على العمل والمساهمة في مجتمعهم، ومن خلال مبادرة “استعادة الأمل”، كان وما زال الهدف هو توفير الأطراف الصناعية والرعاية الطبية الضرورية لضحايا فقدان الأطراف في غزة
وتطلب الهيئة لهذه المبادرة الدعم بشكل مستمر لتقديم الأمل لهؤلاء الأشخاص، ومنحهم فرصة لحياة كريمة، فالتبرع سيحدث فرقًا كبيرًا ويجب أن يكون الجميع جزءًا من هذه المبادرة الإنسانية والإسهام في إعادة الأمل لمن هم في أمس الحاجة إليه.
وصمَّمت الهيئة أيضًا حملة لدعم الطلاب الجامعيين من قطاع غزّة لاستكمال تعليمهم الجامعي، ممن لم يعد لديهم معيل لمساندتهم نتيجة للحرب والظروف الاستثنائية التي يشهدها القطاع منذ شهر تشرين الأول من العام 2023، وتم تنفيذها بالتعاون المشترك ما بين الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية وشركة ميتا.
ومن بين أهم المشاريع التي عثرت عليها (بترا) في عمل الهيئة مشروع لتوفير الملابس الملائمة للأسر الأردنية العفيفة في جميع محافظات المملكة وعلى مدار العام، من خلال صالة عرض للملابس تمنح متعة التسوق للأسر العفيفة وانتقاء احتياجها بحرية تامه ودون أي مقابل ويقع في منطقة المحطة وسط البلد لتسهيل عملية الوصول لصالة العرض من قبل الأسر المحتاجة .
ويعتبر هذا المشروع أحد أهم مشاريع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية وتم البدء باستقبال الأسر الأردنية العفيفة المسجلة لدى صندوق المعونة الوطنية اضافة للتعاون مع ما يزيد عن 300 جمعيه محلية شريكة للوصول للأسر المحتاجه في مختلف المناطق والقرى النائية.
ويحتوي بنك الملابس الخيري على صالة عرض الملابس ومستودعات للتخزين وقاعة لاستقبال الأسر ومستودع لفرز الملابس المتبرع بها وصالات انتظار للأسر العفيفة حيث يقوم باستقبال الملابس الجديدة أو المستعملة التي هي بحالة جيدة جداً والتي يتم جمعها من أصحاب الخير والمؤسسات المختلفة، ليتم ترتيبها وتعليقها وتصفيتها في السوق حسب الصنف والجنس والموسم، وقد نجح خلال عام 2014 بتوزيع ما يقارب مليون قطعة ملابس وأحذيه وألعاب في مختلف محافظات المملكه والتي استفاد منها أكثر من 152,182 ألف محتاج.
واستقبل ما يزيد عن 2831 متطوعًا منذ بداية تأسيسه وحتى الان ومن مختلف القطاعات والذين ساهموا بعمليات الفرز وتوزيع الملابس، وتحصل كل أسره بعد تسجيلها لدى بنك الملابس الخيري على كوبون يحدد عدد القطع المسموح بها لكل أسرة، وتم تقدير حاجة كل فرد من أفراد الأسرة بـ 4 قطع من الملابس وزوج من الأحذية وتحصل العائلة كاملة على قطعة من قسم المتفرقات وقطعة من قسم الالعاب.
وتشرف الهيئة على مشروع نوعي اسمه ترابط، في منطقة عمان الشرقية المحطة وبتمويل من منظمة تزوتشي، وتم افتتاحه عام 2015 ليقدم خدماته المتنوعة لسكان منطقة عمان الشرقية بشكل مجاني لجميع فئات المجتمع ومن جميع الجنسيات.
ويعتبر مشروع أرزاق أحد أبرز المشاريع التي تشرف عليها الهيئة، وتأسس في الربع الثاني من سنة 2016، ويحتوي على مجالين للعمل أحدهما يهدف الى استدامة المشروع والآخر يهدف الى زيادة سبل الحياة لدى سيدات من المجتمع المحلي من خلال تقديم تدريبات عملية على مهن بهدف البدء بشروعهم الخاص من المنزل.
وتشير الهيئة إلى أنَّها ملتزمة بالقيم الإنسانية النبيلة وتهدف إلى ترجمة الرؤية الملكية وتوجيهات القيادة الهاشمية المتمثّلة في مد يد العون لكل محتاج داخل الأردن وخارجه،وبما يعكس قيمنا وموروثنا الديني والاجتماعي الأردني، والعمل ضمن نموذج أمثل للعمل الخيري التعاوني والإغاثي بما يضمن ترسيخ هذا النهج كثقافة مجتمعيّة وإنسانيّة ضمن منظومة القيم الاجتماعية، والمساهمة في خلق حالة من التكافل الإنساني العالمي فيما يعنى بتقديم المساعدات الطارئة والإغاثية للمنكوبين والمحتاجين عبر مختلف أنحاء العالم، وإرساء قواعد التشبيك مع المؤسسات والمنظمات غير الحكومية العربية والدولية التي تشاركنا ذات الرؤية وتعمل في ذات المجال، وترجمة حالة التشبيك والتشاركية مع المؤسسات والمنظمات الدولية بغية تنفيذ مشاريع هادفة في المجتمعات المستهدفة داخل الأردن وخارجه