بعد قرار البرلماني الإيراني إغلاق مضيق هرمز.. باحث أمريكي: طهران تحارب ترامب باللغة التي يفهمها
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
على عكس ما كان متوقعا، هاجمت واشنطن المواقع النووية في طهران، الشرق الأوسط بات على شفا حفرة من النار، أو بالأحرى هو ساكن النيران الحالي، كل التوقعات ضربت عرض الحائط، وأمسى توقع قدوم الحرب العالمية يتصاعد يوما بعد يوم، كل السيناريوهات صارت متاحة، وهاهي إيران تعلن اليوم، عن موافقة برلمانها بغلق مضيق هرمز، فهل ستكون هذه ورقة نصر تراهن بها إيران، أم أن حلم النصر الإيراني تغازله المنايا؟
في هذه السياق، أكد الدكتور مايكل مورجان، الإعلامي الأمريكي والباحث السياسي في مركز لندن للبحوث السياسية والاستراتيجية، في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»، أنه لو تم إغلاق مضيق هرمز فستكون هذه ضربة قوية للتجارة العالمية بشكل كبير جدا، لافتا إلى أن هذا تصعيد اقتصادي كبير ضد الولايات المتحدة الأمريكية، مع العلم بأن هذه هي اللغة التي يفهمها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
وأشار «مورجان» إلى أنه لا بد من دراسة هذا التصعيد الخطير، قبل تنفيذ إيران لهذا القرار، فهذا ليس إعلان حرب اقتصادية كبيرة على الولايات المتحدة فقط، وإنما هو إعلان حرب تجارية على العالم كله.
وأضاف الباحث: «أعتقد إن إيران من الممكن أن تخسر أي تعاطف دولي معها، خصوصا من قبل الدول التي سوف تعاني من إغلاق هذا المضيق»، لافتا إلى أن إغلاق المضيق سيؤثر بشكل سلبي على الاقتصادي العالمي، وإن استمر هذا الإغلاق سيتسبب في تضخم هائل وغلاء أسعار رهيب، ومن الممكن أن يؤدي لإفلاس الكثير من الشركات، وليس بالقليل أن نقول أن هذا سيتسبب في أزمة اقتصادية لم يشهدها العالم من قبل.
وحول الرد الإيراني على الهجمات الأمريكية، ذكر مورجان أن الهجمات الإيرانية المكثفة والقوية على الداخل الإسرائيلي في الوقت الحالي، تعد الرد الأولي لإيران، والخيار الأفضل المتاح لها حاليا.
مواجهة إسرائيل وإيرانالهجوم الأمريكي على إيران
وصباح اليوم الأحد، استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية، المفاعلات النووية الثلاثة الكبار في أصفهان، مفاعل «نطنز و«أصفهان»، ومركز التخصيب النووي في «فوردو»،
وكتب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بعد تنفيذ الهجوم بدقائق، على منصة «تروث سوشيال»، أن الطائرات الحربية الأميركية نفّذت هجوما ناجحا للغاية على منشآت إيران النووية الثلاثة فوردو ونطنز وأصفهان.
وأضاف أن الطائرات الحربية باتت خارج المجال الجوي الإيراني، وأنها آمنة في طريق العودة بعد أن ألقت حمولة كبيرة من القنابل على فوردو.
وأشار إلى أنه لا يوجد قوة عسكرية بالعالم تستطيع فعل ما قامت به القوات الأميركية، معلناً أنه: "حان وقت السلام".
وفي مؤتمر صحفي اليوم، قال ترامب إن بلاده حرمت إيران من القنبلة النووية، مضيفا: «أنها حققنا أمس نجاحا عسكريا باهرا في إيران»، مشيرا إلى أن «إيران قتلت وأضرت بآلاف الأمريكيين واستولت على سفارتنا بطهران في عهد إدارة الرئيس كارتر».
بداية الهجمات الإسرائيلية على طهران
وشنت إسرائيل هجمات واسعة النطاق في 13 يونيو 2025، استهدفت فيها المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية، واستخدمت الطائرات الحربية والطائرات المسيرة، وأسفرت وقتها عن مقتل عدد من كبار القادة والعلماء الإيرانيين، لترد إيران في نفس الليلة، وتطلق وابلا من الصواريخ والطائرات المسيرة على الأراضي الإسرائيلية، وخلال الأيام الماضية استهدفت مواقع في حيفا وتل أبيب ومناطق سكنية.
الحوثي يدخل خط المواجهة
وتطور الوضع في 15 من يونيو، حيث دخلت جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن على خط النار، ونفذت هجمات صاروخية باليستية «بما في ذلك صواريخ فرط صوتية» على أهداف إسرائيلية في مدينة يافا ووسط إسرائيل، لتتسع بذلك رقعة الصراع، وفقا لوسائل عالمية.
استهداف أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية
وهاجمت إيران أجهزة الاستخبارات التابعة للاحتلال الإسرائيلي «المخابرات العسكرية والموساد»، في يوم الثلاثاء الموافق 17 يونيو 2025.
وذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية، بأن مصادر دفاعية إيرانية أكدت مقتل عدد كبير من الضباط والقادة الكبار في هذه الأجهزة.
تفصيلا، نفذت قوات الجو - فضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني هجوما صاروخيا على مراكز أمنية واستخباراتية في شمال تل أبيب باستخدام صاروخ متطوّر جديد، استهدفت خلال هذا الهجوم مركزين استخباريين رئيسيين هما، «أمان» «الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية» و«الموساد» «جهاز العمليات والتجسس الخارجي».
استهداف مبنى Gav-Yam 4
واستهدفت إيران أمس الجمعة، مبنى Gav-Yam 4، وهو مركز تقني ضخم يقدّم خدمات تجسس وذكاء اصطناعي لصالح الجيش الإسرائيلي، ويعمل فيه موظفون تابعون لشركات عالمية مثل مايكروسوفت وIBM، وضباط تقنيون تابعون لوحدات الحرب الإلكترونية في الجيش الإسرائيلي، وفي هذا المبنى يتم تدريب عناصر الاستخبارات الإسرائيلية على استخدام الطيارات المسيرة، وبه مكاتب مرتبطة بأعمال التجسس التابعة لوحدات الجيش والأمن الداخلي الإسرائيلي.
وفي نفس المنطقة التي يتواجد فيها المبنى، والتي استهدفتها إيران بصاروخ يحمل حوالي 300 كيلو متفجرات، هناك أيضا مجمع استخبارات عسكري ضخم تابع للجيش الإسرائيلي، يضم وحدة «أوفك» التكنولوجية التابعة لسلاح الجو، ومراكز تكنولوجيا سيبرانية أخرى، وقيادة منطقة الجنوب العسكرية بالكامل.
إيران تتسبب في دمار هائل بإسرائيل
وأمس السبت شنت إسرائيل غارات جوية انتقامية مركزة على العمق الإيراني، استهدفت مدن: «أصفهان- شيراز - قم - سمنان»، وتسببت في دمار هائل في هذه الأماكن.
وفي التفاصيل، شنت حوالي 15 طائرة إسرائيلية هجوما قويا على نفق ضخم يقع غرب إيران كان يتم فيه تخزين صواريخ، وهناك 50 طائرة أخرى قصفت أصفهان واستهدفت المباني المدنية ومواقع الدفاع الجوي والمنشآت النووية، وفقا لـ وكالة Associated Press وReuters.
فقدت إيران في هذه الضربات حوالي 44 منصة صواريخ، ومنذ بداية الحرب إلى الآن سقط أكثر من 639 شهيد مدني، منهم العالم النووي الإيراني، إيثار طبطبائي، الذي اغتالته إسرائيل وزوجته بطائرة مسيرة أثناء الغارات، وفقا لـ وكالة مهر الإيرانية.
وردت إيران على هذا الاعتداء بقوة، وأطلقت رشقة صاروخية جديدة استهدفت خلالها تل أبيب وهولون ومناطق أخرى، وتأتي هذه الإصابات نتيجة استنزاف ذخيرة الدفاع الجوي للاحتلال.
وحتى هذه اللحظة لازالت الهجمات مستمرة من كلا الجانبين.
اقرأ أيضاًلماذا تنقل أمريكا مقاتلاتها وحاملات الطائرات إلى الشرق الأوسط؟ باحث أمريكي يجيب «الأسبوع»
باحث أمريكي يكشف لـ «الأسبوع» مصير المفاوضات القادمة بعد استئناف العملية البرية الإسرائيلية في غزة
«باحث أمريكي»: الإعلام الإسرائيلي يهدف إلى شق الصف العربي بترويج قبول دول استقبال الفلسطينيين
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران طهران مضيق هرمز إسرائيل وإيران مايكل مورجان مواجهة إسرائيل وإيران الباحث الأمريكي أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية باحث أمریکی فی هذه إلى أن
إقرأ أيضاً:
ستفتح أبواب الجـ.حيم.. البرلمان الإيراني يوافق على إغلاق مضيق هرمز.. ما تداعيات القرار؟
بعد تعرض إيران لسلسلة من الضربات الأمريكية، فجر الأحد، والتي استهدفت منشآت نووية مختلفة في إيران، وفى أول رد من الجانب الايراني، أعلنت وكالات الانباء الايرانية، مساء اليوم الأحد، عن موافقة البرلمان على إغلاق مضيق هرمز، والقرار بانتظار مصادقة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
ما هي أهمية مضيق هرمز؟
يمثل مضيق هرمز شريانًا حيويًا لنقل الطاقة من الخليج العربي إلى الأسواق العالمية، حيث تمر عبره غالبية صادرات النفط الخام من السعودية، إيران، الإمارات، الكويت والعراق، وجميعها دول أعضاء في منظمة "أوبك".
كما تنقل قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، قرابة 100% من صادراتها عبر المضيق، ما يعادل نحو ربع استهلاك العالم من الغاز المسال.
لا بديل عن هرمز ؟
وأكد تقرير عبر قناة سكاي نيوز عربية، أنه رغم مساعي بعض دول الخليج لإيجاد بدائل، فإن هذه البدائل تظل محدودة، فالسعودية تعتمد جزئيًا على "خط شرق- غرب" الذي يربط الحقول في الشرق بميناء ينبع على البحر الأحمر، فيما تستخدم الإمارات "خط حبشان- الفجيرة" لتفادي المرور عبر المضيق.
ووفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، هذه الخطوط لا تستوعب إلا جزءًا صغيرًا من الكميات المصدّرة عبر المضيق، ويُقدّر أن هناك 2.6 مليون برميل يوميًا من الطاقة غير المستغلة فقط.
تداعيات إغلاق مضيق هرمز
في حال إغلاق مضيق هرمز، فإن تداعيات ذلك ستكون هائلة، إذ سيُهدّد الإغلاق بتوقف شبه كامل تصدير النفط الخليجي إلى آسيا، وقد يتعقّد الوضع إذا ما أغلقت جماعة الحوثي اليمنية مضيق باب المندب، ما يعزل الخليج عن الأسواق الآسيوية بشكل شبه تام.
رغم تهديدات إيران بإغلاق المضيق، الا أنها ستكون من أكبر الخاسرين، إذ تصدّر عبره النسبة الكبرى من نفطها، خصوصًا إلى الصين، كما ستتضرر دول أوروبية، مثل إيطاليا وإسبانيا واليونان، التي تستورد النفط الإيراني بترتيبات ائتمانية، بحصة يومية تصل إلى 450 ألف برميل، ما يعادل 18% من صادرات إيران.
الرد الامريكي جاهز حال إغلاق مضيق هرمز
ذكرت تقارير تليفزيونية، أن احتمالية إقدام إيران على إغلاق مضيق هرمز ردًا منها على الضربات الأمريكية للمفاعلات النووية، تتركز فيما يلي:
ـ ألا يتم غلق المضيق، مع قيام إيران بتنفيذ ضربة ضد الميناء البحريني، الذي كانت تتواجد به قطع بحرية أمريكية تم نقلها للسعودية، وتكون ضربة لحفظ ماء الوجه دون خسائر أمريكية.
ـ إغلاق مضيق هرمز خلال ساعات بالفعل، وقيام إيران بتنفيذ ضربة قوية ضد أصول أمريكية في المنطقة وإحداث خسائر بقواتها، وفي حال حدوث هذا، بأن يتجاوز الأمر مرحلة التهديد إلى التنفيذ، سيتبعه رد أمريكي قوي جاهز ومعد حاليًا، وهو ما المح اليه وزير الدفاع الأمريكي.
وأضافت التقارير، أن إقدام إيران على إغلاق مضيق هرمز، ستعد خطوة غبية، تدفع شركائها مثل الصين والهند والخليج للوقوف ضدها، بما يعني خسارة الدول الحليفة والمجاورة.