جمال الخريشا.. حضور يبقى وغياب يوجع..
تاريخ النشر: 22nd, November 2025 GMT
صراحة نيوز- م مدحت الخطيب
جمال الخريشا ، الفارس الذي لم يترجل إلا حين غادرت الروح ساحة الدنيا. رجلٌ حمل معنى الرجولة على كتفيه كما يحمل البدوي عباءته؛ بثبات، ووقار، وصدق لا يعرف الالتواء. لم يكن جسداً يمر بين الناس، بل حضوراً يملأ المكان، وهيبةً تُشعر من يراه أنه أمام رجلٍ يعرف قيمة الأرض والناس والوطن
أحب الأردن بصدق وإخلاص فاحبه القريب والبعيد وذاع صيته بين الخيرين داخل الأردن وخارجه
كان بدوياً على الفطرة؛ نبيلاً في خُلقه، ناصعاً في مروءته، سريع النجدة لا يتردد في عون طالبها، قريب القلب رصين ، بعيداً عن ضجيج الادعاء والتذمر والتنكر للوطن، وفي العسكرية كان مثالاً للانضباط والرجولة، يعرف معنى الشرف والدفاع عن العرض والأرض كما يعرف الجندي الفرق بين الرصاصة والخيبة، لم يُعرف عنه أنه تقدّم لغير المهمة، ولا أنه تأخر عن واجب.
وفي السياسة كان رزينةً تمشي على قدمين؛ خطابٌ لا يعلوه صراخ، وموقف لا تهزّه العواصف، وجرأة لا تعرف التهويل. كان يؤمن أن العمل العام شرف تكليف لا تشريف، وأن خدمة الناس دين وديدن ، وأن الكلمة إذا خرجت من رجلٍ حقيقي لا تُصرف في سوق المساومات
غاب الجسد يوم أمس، لكنّ ما تبقى أكبر من الغياب، تبقى سيرته التي ترويها المجالس بلا مبالغة. تبقى أياديه البيضاء التي يعرفها القريب والبعيد. تبقى طيبته التي لا تُنسى، ووقوفه مع الناس في شدائدهم، وابتسامته التي تخفف عن قلب محتاج، وكلمته التي تقيم ظهر مظلوم.
جمال الخريشة لم يكن اسماً في سجل، بل أثراً في النفوس. رجلٌ إذا مرّ ترك خلفه معنى، وإذا رحل ترك فراغاً يَشهد على قيمة الرجال. رحل الفارس، لكنه ترك سيفه معلقاً في ذاكرة الوطن، وتبقى روحه عنواناً لجيلٍ تعلم منه أن الرجولة موقف، وأن الهيبة صدق، وأن الشرف سلوك قبل أن يكون لقباً
عزائي الخالص للصديق معالي المهندس حديثه وزوجة الفقيد وابنائه وبناته وأهله وذويه وعموم قبيلة بني صخر ولكل محبيه .
رحم الله الفقيد، وجعل مثواه الجنة، وثبّتكم بالصبر والسكينة. وكما يُقال: من خلّف ما مات..
وإنا لله وإنا إليه راجعون
[email protected]
مقالي ليوم الأحد في الدستور
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام
إقرأ أيضاً:
هل تنهي تايلاند حظر بيع الكحول بعد الظهر؟ ماذا يجب أن يعرف المسافرون
يرجع حظر بيع الكحول بعد الظهر إلى عام 1972، حين تم إقراره لمنع الموظفين العموميين من الشرب خلال ساعات العمل.
تُعد تايلاند من أكثر الوجهات السياحية استرخاءً في العالم، حيث يقصدها الرحالة، والعائلات، والمتقاعدون، وأصحاب الرحلات الفاخرة على السواء للتنقل بين الجزر، وحفلات الشواطئ في ليالي اكتمال القمر، وطعام الشارع حتى ساعات متأخرة من الليل، والأجواء المريحة التي تشتهر بها.
لكن خلف هذه السمعة نهج صارم على نحو مفاجئ تجاه الكحول. والآن قد تكون إحدى أقدم القيود المفروضة على المشروبات في البلاد في طريقها إلى الإلغاء.
على مدى عقود، حظرت تايلاند بيع الكحول بين الساعة الثانية والخامسة بعد الظهر، وهي فترة حظر في منتصف النهار أربكت كثيرا، وأوقعت أحيانا مسافرين غير مُطّلعين في المخالفة.
قد يتغير ذلك قريبا. فقد اقترحت لجنتا السياسة الوطنية للكحول والرقابة على المشروبات الكحولية إنهاء هذا القيد بالكامل.
تجري حاليا مشاورات عامة لمدة 15 يوما. وإذا أُقرت، فقد يُرفع الحظر بحلول مطلع ديسمبر، في انتظار إعلان رسمي من مكتب رئيس الوزراء.
لماذا يتغير القانون الآن؟رغم وعود السماء المشمسة وجاذبية واحدة من أعظم المطابخ في العالم والدفع الذي منحه مسلسل "وايت لوتس"، تعاني صناعة السياحة في تايلاند.
حتى مع توقعات متفائلة خلال ذروة موسم الشتاء، حذرت هيئة السياحة التايلاندية في أكتوبر من أن البلاد في طريقها لاستقبال 33,4 مليون زائر في 2025، بانخفاض نحو 6 في المئة مقارنة بالعام الماضي. وهو أول تراجع سنوي منذ عقد، باستثناء سنوات الجائحة.
ولا تبدو توقعات 2026 أكثر إشراقا إلا بهامش بسيط.
وبحسب إدارة العلاقات العامة الحكومية، تتوقع تايلاند نحو 34 مليون وافد دولي العام المقبل، غير أن المسؤولين يرجحون بقاء الإنفاق لكل رحلة عند مستويات متدنية.
وفي بلد يقوم فيه قطاع السياحة على كل شيء من الأعمال على الشواطئ إلى الحياة الليلية، يسابق المسؤولون الزمن للعثور على طرق تجعل البلاد أكثر ودا للمسافرين.
وقال نائب رئيس الوزراء سوفون سارام إن الخطوة تهدف إلى تنشيط السياحة والنشاط الاقتصادي خلال الفترات الذروة مثل رأس السنة وسونغكران، مهرجان أبريل المائي في تايلاند الذي يجتذب ملايين الزوار.
وأضاف أن المنطق الأصلي وراء الحظر لم يعد قائما.
"لقد فُرض حظر المبيعات بعد الظهر منذ زمن طويل لمنع الموظفين العموميين من شرب الكحول خلال ساعات الدوام. لكن ذلك الزمن ولى... لذا ينبغي رفع الحظر"، قال ذلك للصحفيين أمام مقر الحكومة في بانكوك يوم 13 نوفمبر.
قانون بتاريخ يعيد نفسهعلاقة تايلاند بقواعد الكحول تشبه إلى حد ما شريط "موبيوس"؛ حلقة لا تنتهي من تعديلات وتراجعات قبل العودة إلى نقطة البداية.
يرجع حظر البيع من الساعة الثانية إلى الخامسة بعد الظهر إلى عام 1972، وقد تناوبت الحكومات المتعاقبة بين تشديد الضوابط وتخفيفها. وفي هذا الشهر وحده، أعادت السلطات مؤقتا العمل بلائحة تفرض غرامات قدرها 10.000 بات تايلاندي (267 يورو) على أي شخص يشرب في الحانات أو المطاعم خلال الساعات المقيّدة، بما في ذلك السياح من دون قصد.
في الوقت الراهن، يُسمح ببيع الكحول من الساعة الحادية عشرة صباحا حتى الثانية بعد الظهر، ومن الخامسة مساء حتى منتصف الليل. ويمكن للأماكن الواقعة ضمن مناطق الحياة الليلية المحددة في كبرى الوجهات السياحية تقديم المشروبات قانونا حتى الساعة الرابعة صباحا.
ويُعد اقتراح إلغاء الحظر جزءا من نقاشات قد توسّع ساعات الشرب أكثر، رغم أن المسؤولين لم يتوافقوا بعد على مدى هذه التغييرات.
ماذا يعني ذلك للمسافرين؟إذا وافق مكتب رئيس الوزراء على التعديل، فسيُزال أحد أكثر الأمور إرباكا بالنسبة للمسافرين في تايلاند، إذ يجد كثيرون أنفسهم ممنوعين من شراء بيرة بعد الظهر رغم أن الحانات تبدو نابضة بالحياة.
بالنسبة لبلد محبوب بعفويته، من التنقل بين الحانات في أحياء بانكوك الصاخبة إلى اللقاءات مع أصدقاء جدد بعد غروب الشمس على الشاطئ، سيقرّب التغييرُ السياسةَ من الواقع المعيش على الأرض.
ومع ركود صناعة السياحة، تبدو تايلاند مستعدة لفعل كل ما يلزم للحفاظ على مكانتها كإحدى أكثر وجهات العطلات إغراء في العالم.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة