عطية لاشين يوضح معنى قوله تعالى “وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو”
تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT
فسر الدكتور عطية لاشين، عضو لجنة الفتوى بالأزهر، قوله تعالى: "وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" موضحًا أن هذه الآية الكريمة ترسم قاعدة إيمانية عظيمة تتعلق بسنة الله في الكون وتعامل الإنسان مع أسباب الخير والضر.
وأوضح أن الضر قد يكون نتيجة طبيعية لمخالفة سنن الله أو الوقوع في أسباب تؤدي إليه، فإذا أصاب الإنسان ضر فلن يستطيع أحد من البشر رفعه عنه إلا إذا التزم بسنة الله في الأخذ بالأسباب الصحيحة وابتعد عن مسببات الأذى إن كانت معلومة، أو لجأ إلى الله بالدعاء والتوبة ليهديه إلى الطريق القويم إذا كانت هذه الأسباب خفية عليه.
وأشار إلى أن الخير بدوره ثمرة للسير وفق منهج الله تعالى، فإذا أراد الله لعبده خيرًا فلا يمكن لأي قوة أن تمنع عنه هذا الفضل، لأنه مرتبط بمشيئة الله العامة وسننه الجارية التي لا تتبدل ولا تتغير، مؤكداً أن فضل الله يصيب من عباده من يتبعون أسبابه ويسلكون طريق الطاعة والعمل الصالح.
وأضاف عضو لجنة الفتوى بالأزهر أن ختام الآية بقوله تعالى: "وهو الغفور الرحيم" يحمل رسالة أمل عظيمة، فالله يغفر لعباده ما مضى من تقصير متى صدقت توبتهم، ويرحمهم فيكفّر عنهم سيئاتهم بعودتهم إلى الطريق المستقيم والتزامهم بطاعته، فيجمع لهم بين المغفرة والرحمة والهداية.
الحكم الشرعي في لعب الشطرنج
وفي سياق آخر ورد سؤال إلى د. عطية لاشين أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون يقول السائل: ما الحكم الشرعي في لعب الشطرنج؟
وأجاب د. لاشين عبر صفحته الرسمية بالفيسبوك، موضحًا أن الإنسان مأمور بصرف وقته واستثماره فيما يعود عليه بالنفع في دينه ودنياه، لأنه مسؤول أمام الله عز وجل عن هذا الوقت الذي وهبه له.
واستشهد بقول الله تعالى: (فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين)، وقوله سبحانه: (وقفوهم إنهم مسؤولون)، وبحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه...".
وأشار أستاذ الفقه المقارن إلى أن الإسلام حرص على حفظ الضروريات الخمس وهي الدين، والنفس، والعقل، والمال، والعرض، وصيانتها من كل ما يفسدها أو يشغل الإنسان عن ذكر الله.
واستدل بقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون)، موضحًا أن المقصود بالميسر هو القمار، كما فسره مجاهد وعطاء وابن عباس وغيرهم.
وأضاف أن كل ما يُلهي عن ذكر الله وعن الصلاة يدخل في حكم الميسر، حتى الألعاب التي شابهت النرد، مستشهدًا بحديث بريدة بن الحصيب الأسلمي الذي رواه الإمام مسلم: "من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه".
وتابع د. لاشين أن عبد الله بن عمر وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنهما عدّا الشطرنج من الميسر، ونص على تحريمه الأئمة مالك وأبو حنيفة وأحمد، لما فيه من لهو يشغل الإنسان عن العبادة وذكر الله، فضلًا عن أنه قد يسبب القطيعة والبغضاء بين الناس.
وأكد أن الآية الكريمة بينت الأضرار الاجتماعية والروحية للميسر، إذ يؤدي إلى قطع الصلات، وانتهاك الحرمات، وسفك الدماء، كما يورث قسوة القلب ويضعف صلة العبد بربه.
واختتم أستاذ الفقه المقارن فتواه قائلًا: إن لعب الشطرنج يظل محرمًا شرعًا، سواء كان على مال أو على مشروب أو من دون ذلك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عطية لاشين لجنة الفتوى أسباب الخير الأخذ بالأسباب عطیة لاشین
إقرأ أيضاً:
ما حكم التسمية باسم رحيم وكريم؟.. الإفتاء توضح
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: ما حكم التسمية باسم "رحيم" و"كريم"؟
وأجابت الإفتاء عن السؤال قائلة: الاسم في اللغة هو ما دلَّ على مُسمًّى؛ كما قال أبو البركات الأنباري في "الإنصاف" (1/ 20، ط. المكتبة العصرية)، والتسمية: مصدر سَمَّى؛ أي: جعل له اسمًا.
والأصل هو جواز التسمية بأيِّ اسمٍ، إلا ما وردَ الشرعُ بالنهي عنه أو عن جنسه؛ كأنْ يكون مختصًّا بالله تعالى بحيث لا يُطْلَق إلا عليه سبحانه؛ كاسم "الله"، و"الرحمن"؛ ولذا فلا يجوز إطلاق القول بأنَّ أيّ اسم للهِ تعالى لا يجوز التسمية به؛ إذ إنَّ لله تعالى أسماء مختصةً به كـ "الله" لا يجوز التسمية بها بحال، ولله تعالى أسماء مشتركة يجوز التسمية بها، وقد أطلق الله تعالى على نبيه بعضًا من أسمائه كـ "عزيز" و"رؤوف".
وقد قرّر بعض فقهاء الحنفية جواز التسمية بأسماء الله تعالى المشتركة؛ فجاء في "بريقة محمودية" (3/ 234، ط. الحلبي): [التسمية باسم الله يوجد في كتاب الله تعالى؛ كـ"العلي" و"الكبير" و"الرشيد" و"البديع" جائز؛ لأنَّه من الأسماء المشتركة، ويرادُ به في حق العباد غيرُ ما يراد به في حق الله تعالى] اهـ.
حكم التسمية باسم "رحيم" و"كريم"
وقد جرى عملُ المسلمينَ على التَسْمِيةِ بأسماءِ الله تعالى التي لا تُخْتَصُّ به كـ "كريم" و"مالك" و"مؤمن"، و"رحيم" وغيرها، ولم يُنْكِر عليهم في ذلك أحدٌ ممن يُعتَدُّ بإنكارهم.
حكم تسمية محل تجاري باسم من أسماء الله الحسنى
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: هل يجوز تسمية محل تجاري باسم من أسماء الله الحسنى؟ لأني افتتحت محلًّا تجاريًّا وسميته ببعض الأسماء التي تعني معاني حسنة لكنها لها نظير في الأسماء الحسنى مثل: "محل العزيز، الحكيم"، فنصحني بعض الأشخاص بتغيير اسم المحل؛ لأنه من أسماء الله الحسنى التي لا يجوز أن يتسمَّى بها غير الله سبحانه، وأخبرني أنه يحرم عليَّ طباعة الدعاية الورقية التي توزع على الناس وتحتوي على تلك التسمية الشريفة؛ بحجة أنها غالبًا ما يتم التخلص منها بإلقائها على الأرض أو في القمامة، فما حكم الشرع في ذلك؟
وأجابت الإفتاء عن السؤال قائلة: إن تسمية المحلات التجارية ببعض الأسماء التي تُطلق على الله تعالى وعلى غيره، نحو: العزيز أو الحكيم، أمر جائز شرعًا، لكن بشرط تجنب الوقوع فيما يفضي إلى امتهان تلك الأسماء ما أمكن؛ من نحو طبع إعلانات ورقية تحتوي على تلك الأسماء الشريفة، غالبًا ما تلقى على الأرض أو يتخلص منها في القمامة، كما ننوه أنه لا يجوز شرعًا الاستهانة بأسماء الله الحسنى واستعمالها فيما لا يليق ويتنافى مع تعظيمها وإجلالها، وهذا كله مع مراعاة اللوائح والقوانين المنظمة للاسم التجاري.