الإمارات تُرحب بقرار البرلمان الأوروبي بشأن السودان
تاريخ النشر: 27th, November 2025 GMT
رحبت لانا نسيبة، وزيرة الدولة ومبعوث وزير الخارجية الإماراتي إلى الاتحاد الأوروبي، بقرار البرلمان الأوروبي في الوقت المناسب دعما للجهود الرامية إلى إنهاء الحرب الأهلية في السودان.
وأكدت دولة الإمارات التزامها الراسخ بدعم كل المساعي لمعالجة هذه الحرب الكارثية، والعمل إلى جانب الشركاء الإقليميين والدوليين، بمن فيهم الأوروبيون، لضمان الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة للشعب السوداني.
وأشارت لانا نسيبة إلى أن قرار البرلمان الأوروبي أيد عمل "الرباعية" بوصفها "صيغة الوساطة" لهذا النزاع.
وقالت وزيرة الدولة إن البيان المشترك للرباعية يمثل خطوة تاريخية نحو وقف القتال وإنهاء هذه الحرب الأهلية، من خلال وضع خارطة طريق واقعية تبدأ بهدنة إنسانية، تليها مرحلة انتقال إلى حكم مدني مستقل عن طرفي الصراع. كما أوضحت الرباعية بجلاء أن مستقبل السودان لا يمكن أن تحدده الجماعات المتطرفة المرتبطة أو ذات الصلة بجماعة الإخوان المسلمين، ولا يمكن إلا لحكومة مدنية مستقلة قيادة إصلاح مؤسسات السودان وتحرير البلاد من التطرف.
وأضافت : "لا نزال ندين بشدة الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها طرفا النزاع —قوات الدعم السريع وهيئة بورتسودان. لقد تسبب سلوكهما في معاناة عميقة وقوض مستقبل السودان. ومن الضروري وقف الحرب فوراً ووضع حد لكل أعمال العنف".
كما شددت على وضوح موقف دولة الإمارات: وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وتوفير وصول إنساني كامل بلا عوائق إلى جميع أنحاء السودان عبر كل الطرق والممرات المتاحة. وأكدت أن جهود دولة الإمارات كانت ولا تزال إنسانية أولا، تعكس التزامها المتواصل بتقديم الإغاثة للشعب السوداني.
ووفقاً لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا)، قدمت دولة الإمارات مساعدات إنسانية بقيمة 784 مليون دولار، ما يجعلها ثاني أكبر مانح للسودان بعد الولايات المتحدة منذ اندلاع الصراع، وأكبر مانح لعام 2025.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البرلمان الأوروبي السودان الاتحاد الأوروبي دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
قرقاش يدعو «سلطة بورتسودان» للموافقة على هدنة إنسانية فورية في السودان
أحمد عاطف، الاتحاد (أبوظبي، القاهرة)
أخبار ذات صلةدعا معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، الفريق البرهان إلى الموافقة العاجلة على هدنة إنسانية فورية في السودان.
وقال معاليه في رسالة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»: «يجب أن تكون الأولوية لحماية المدنيين وفتح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء السودان». وتحاول الإمارات والولايات المتحدة، إلى جانب السعودية ومصر، حالياً التوسط في هدنة.
وسبق أن عرقل كل من «سلطة بورتسوان» وقوات الدعم السريع المفاوضات التي توسطت فيها الولايات المتحدة والسعودية.
وندَّد خبراء ومحللون برفض «سُلطة بورتسودان» مقترح «الرباعية الدولية» لوقف إطلاق النار في السودان، مما يُشكّل إصراراً متعمدّاً لإفشال الحل السياسي وإطالة أمد الحرب، التي تسببت في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية، سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي.
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ «الاتحاد»، أن رفض وقف إطلاق النار يعكس توجّهاً ثابتاً لدى «سُلطة بورتسودان» برفض مبادرات السلام كافة، من محادثات جدّة والبحرين وجنيف، مروراً بمبادرة دول الجوار، وصولاً إلى مقترح «الرباعية»، مما أدى إلى إجهاض فرص حقيقية للحل السياسي، وتوسيع رقعة النزوح والانهيار الإنساني.
وقال الخبير في القانون الدولي وحقوق الإنسان، المعز حضرة: إن المشهد السياسي في السودان بات أكثر تعقيداً مما يظهر على السطح، لا سيما أن الجهة الفعلية الرافضة للحلول السياسية ليست السُّلطة القائمة في بورتسودان، وإنما «التيار الإخواني» الذي يدير هذه السلطة من خلف الستار.
وأضاف حضرة، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن المواقف المتقلبة لـ «سُلطة بورتسودان» تجاه المبادرات الدولية، خصوصاً المقترحات التي قدمتها منابر الوساطة الإقليمية والدولية، تكشف مدى تبعيتها للتيار الإخواني المتشدد، مؤكداً أن تراجع الفريق البرهان عن قبول أي مبادرة يصبح فورياً كلما تبيّن أن التسوية المقترحة لا تمنح «الإخوان» مساحة للعودة إلى المشهد، مما يعكس طبيعة التأثير العميق لهذه المجموعة على مراكز القرار داخل القوات المسلحة السودانية.
وأشار إلى أن السودان أضاع سلسلة طويلة من الفرص منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، حيث بدّدت السلطة المؤقتة في بورتسودان كل المسارات التي طُرحت للوصول إلى سلام دائم، بدءاً من محادثات جدة الأولى والثانية، ثم البحرين وجنيف، وصولاً إلى مبادرة دول جوار السودان والمقترح الأخير للجنة الرباعية، مؤكداً أن التعامل مع هذه المبادرات كان يتم دائماً من زاوية ضيقة تحكمها حسابات سياسية وفكرية، وليست مصالح البلاد العليا.
وأوضح حضرة أن حالة الانسداد السياسي والأمني المتفاقمة باتت تُشكّل أزمة وجودية تهدد حياة ملايين السودانيين وتعمِّق معاناتهم اليومية، في ظل استمرار النزوح الواسع وانهيار الخدمات الأساسية وتوسّع دائرة العنف.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي الكويتي، خالد العجمي، أن استمرار «سُلطة بورتسودان» في تعطيل المبادرات السياسية يؤكد أن هذا التناحر ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج مباشر لنهج راسخ تتبعه بقايا مشروع «الإخوان»، الذين اعتادوا منذ عقود على إفشال أي مسار يقود إلى الاستقرار.
وأوضح العجمي، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن المواقف المتصلّبة التي تصدر من «زمرة البرهان» تعكس ارتباطاً عضوياً بهذه الشبكة التي لا ترى في السودان سوى مساحة للهيمنة والنفوذ، ولو كان الثمن إطالة أمد الحرب وتعميق معاناة المدنيين.
وقال الباحث المتخصص في الشؤون الأمنية، ياسر أبوعمار: إن رفض المقترح الأخير للرباعية الدولية يثبت أن الحلقة الضيقة المحيطة بـ «سُلطة بورتسودان» تراهن على استمرار الحرب باعتباره خياراً وحيداً لبقائها، رغم أن الواقع الميداني والإنساني يُثبت استحالة هذا المسار. وأضاف أبوعمار، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن هذا السلوك يعكس حالة إنكار خطيرة لما آل إليه الوضع الأمني، حيث توسّعت دائرة الانفلات وتراجعت قدرة المؤسسات المنهكة على حماية السكان.
وأشار إلى أن إضاعة الفرص المتتالية لا يمكن فهمه إلا كتوجّه متعمّد لتعطيل أي مسار يحِدّ من نفوذ «سُلطة بورتسودان» التي تستفيد من اقتصاد الحرب، موضحاً أن استمرار هذا النهج سيضاعف المخاطر ويهدد بفتح مناطق جديدة أمام الفوضى، ما يستدعي تحرّكاً دولياً أكثر صرامة لوقف الانحدار.