تعيش محافظة حضرموت وضعا مضطربا منذ أيام، وتحولت لواجهة الأحداث في اليمن، بعد سلسلة من الأحداث العاصفة التي تشهدها، وأدت لاندلاع توتر، وحالة من التحشيد العسكري، والنشاط القبلي، وصمت مستمر من الأطراف الفاعلة.

 

وخلال أقل من عشرة أيام تسارعت وتيرة الأحداث والتطورات في المحافظة بشكل ملفت، بدءا من تصريح القائد الأمني الغامض في قوات الانتقالي أبو علي الحضرمي، وتهديده باجتياح حضرموت، وتوعده بالمواجهة مع حلف قبائل حضرموت.

 

بدأت القصة مع إعلان المجلس الانتقالي المطالب بانفصال اليمن والممول من دولة الإمارات بإقامة فعالية جماهيرية بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين لعيد الاستقلال عن الاستعمار البريطاني، لكن الأحداث بدأت تأخذ منحى أخر.

 

 

رفع الانتقالي شعار السيطرة على المحافظة، وبدا بارسال القوات والعتاد إلى حضرموت، ثم تصاعدت موجة الأحداث، وفي ذات الوقت انتبهت قبائل حضرموت لما يجري، وسارع حلف قبائل حضرموت الذي يضم العديد من القبائل للاحتشاد، وكشفت خفايا تدخل الانتقالي، ومساعيه للسيطرة على حقول النفط، وموانئ المحافظة التي بات أغلبها في قبضة الإمارات منذ سنوات.

 

أحكم الحلف قبضته على شركة بترومسيلة، وعزز من انتشار قواته، بعد عقد لقاء حاشد في هضبة حضرموت، وهنا برز اسم المحافظ مبخوت بن ماضي الذي عمل على تهدئة الأمور، لكن الوضع خرج عن السيطرة، وفجأة يصدر رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي قرارا بإقالة بن ماضي، وتعيين المحافظ السابق سالم الخنبشي بديلا له.

 

لم يصل المحافظ الجديد مقر عمله في المكلا حتى تسارعت الأحداث من جديد، أكمل الانتقالي فعاليته في وادي حضرموت، لكنه خرج بخطاب انفصالي يهاجم المنطقة العسكرية الأولى، ويواصل رفع شعاره بالانفصال، ثم قرر الاعتصام أمام المنطقة.

 

في ذات الوقت تدفقت الحشود العسكرية للانتقالي من عدة محافظات، بالتزامن مع خطاب مليئ بذات العبارات التي سبقت سقوط صنعاء، وصدرت من قبل قيادات في المجلس الانتقالي، عن الإخوان المسلمين، وغيرهم، وهو ذات الشعار الذي ترفعه الإمارات كغطاء لها بالتدخل في أكثر من بلد.

 

 

يحدث كل هذا في ظل صمن من مجلس القيادة الرئاسي، ورئيس الحكومة، وأعضاء البرلمان، والأحزاب السياسية، وكل الأطراف الفاعلة في اليمن، بل ومن المبعوث الأممي، واللجنة الرباعية، ومختلف الدول المتصلة بملف اليمن.

 

في هذه اللحظة يخرج رئيس حلف قبائل حضرموت عمرو بن حبريش ليعلن أن المحافظة تتعرض لغزو مسلح من آلاف المسلحين القبليين القادمين من الضالع ويافع، وهي المناطق التي تغذي الانتقالي بالعناصر البشرية المسلحة.

بن حبريش اتهم الإمارات ضمنيا بالتواطؤ مع المجلس الانتقالي، مثلما تطرق للدور الصامت للسعودية، متوعدا بالتصدي، قائلا بأنهم يتعرضون لهجوم على مناطقهم، وأن الانتقالي يسعى لاحتلال المحافظة، ورفض أجندته، ووضعها ضمن مشروعه الانفصالي.

 

تمسكت القبائل برفض وصول القوات القادمة من خارج المحافظة، لكن الانتقالي لم يتوقف عن استمرار الدفع بالعتاد العسكري، والوصول للمعسكرات، مستفيدا من تسهيلات قدمتها المنطقة العسكرية الثانية للقوات التي استقدمها.

 

 

في غضون ذلك تكشف معلومات نشرتها وسائل إعلام محلية عن مخطط يراد تمريره في حضرموت، المعلومات أفادت أن رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي غض الطرف عن سيطرة الانتقالي وفقا لصفقة سعودية إماراتية، تقضي بتسليم حضرموت للانتقالي، وامتنع عن الحديث في هذه القضية، ومثله فعل وزير الدفاع الذي أوهم الأطراف المحلية بعدم وجود مخطط للهجوم على حضرموت، لكن اتضح أن ما قاله كان تواطئا واضحا لاسقاط المحافظة.

 

المعلومات كشفت عن وصول ضباط سعوديين إلى المنطقة العسكرية الأولى لتسهيل توغل الانتقالي، والإشراف على تسلمه لمفاتيح المدينة، وتشير أخرى إلى أن السعودية تسعى لتسليم المنطقة العسكرية الأولى لقوات درع الوطن التي تمولها منذ سنوات.

 

 

في خضم هذا المشهد ظهر قائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء الركن صالح الجعيملاني، متفقدا عددًا من المواقع الأمامية التابعة للمنطقة، للاطلاع على سير المهام والواجبات القتالية في مسرح العمليات، واعتبر ذلك بمثابة رد على مزاعم إعلام المجلس الانتقالي بقرب السيطرة على المنطقة.

 

وفي المقابل تحدث محافظ حضرموت عن مساع للتهدئة، وإحلال الوساطة، معتبرا ذلك الطريق الأمثل لتجاوز أي خلاف، داعياً الجميع إلى التحلي بروح المسؤولية والعمل معًا لتعزيز الأمن والسلم الأهلي، وفقا لتصريحاته لقناة الحكومة الرسمية، وسارع للقاء لجنة الوساطة والسلم الأهلي بغية التهدئة للأوضاع، بينما استمر الانتقالي بعملية التحشيد، يقابله صمت من مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة، والأطراف المتصلة بالملف اليمني.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: المنطقة العسكرية الأولى حضرموت قوات درع الوطن رشاد العليمي السعودية المنطقة العسکریة الأولى المجلس الانتقالی قبائل حضرموت مجلس القیادة

إقرأ أيضاً:

المهرة على خطى حضرموت.. الانتقالي يتسلم محور الغيضة ويصل عاصمة المحافظة بلا قتال

وصلت قوات الانتقالي، في وقت مبكر من فجر اليوم الخميس، إلى مدينة الغيضة عاصمة محافظة المهرة، شرق اليمن، دون مواجهات مسلحة مع القوات الحكومية، بعد ساعات من سيطرتها الواسعة على مدن ومناطق وادي حضرموت.

 

وقالت مصادر مطلعة، إن قيادة قوات الانتقالي تسلمت خلال الساعات القليلة الماضية، قيادة محور الغيضة واللواء 137 مشاة، والنقاط الأمنية في محافظة المهرة.

 

وأشارت المصادر، لمفاوضات قامت بها قيادات الانتقالي مع قيادات محور الغيضة ومسؤولي محافظة المهرة، لتسليم المحور والمؤسسات الحكومية لقوات الانتقالي دون مواجهات مسلحة.

 

وأكدت المصادر، أن قوات الانتقالي قامت بتعزيزات جديدة بهدف استلام كافة المؤسسات الحكومية والأمنية والعسكرية في المهرة، بعد وصول الدفعات الأولى إلى المحافظة.

 

وبحسب شهود عيان فقد وصلت قوات الانتقالي إلى مدينة الغيضة، عاصمة محافظة المهرة وقامت بالانتشار وتسلم النقاط العسكرية والأمنية ورفع أعلام الانفصال بعد إزالة العلم اليمني من تلك المؤسسات.

 

وتبادل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر تقدما للانتقالي نحو مدينة الغيضة، وجرى تسليم المناطق العسكرية بلا قتال، فيما أظهرت مقاطع أخرى تسلم الانتقالي للقصر الجمهوري.

 

ومنذ صباح أمس الأربعاء، أعلن الانتقالي إطلاق عملية عسكرية المستقبل الواعد بمبرر تحرير وادي وصحراء حضرموت، ونفذ تقدما لقواته نحو المنطقة العسكرية الأولى.

 

وفي هضبة حضرموت أعاد حلف القبائل تمركزه في المناطق التي يسيطر عليها بمناطق النفط وبترومسيلة، وتوعد بالتصدي لأي عمليات تقدم نحو مناطق تمركزه، غير أن السلطات المحلية في حضرموت وحلف القبائل أعلنا في وقت لاحق التوصل لاتفاق ينهي التوتر الأمني والعسكري بالمحافظة، على أن يبدأ تنفيذه الثامنة من صباح اليوم الخميس.

 

يأتي هذا في ظل صمت واضح لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، والسعودية والإمارات، ولم تصدر أي مواقف عن مختل هذه الأطراف.


مقالات مشابهة

  • المهرة على خطى حضرموت.. الانتقالي يتسلم محور الغيضة ويصل عاصمة المحافظة بلا قتال
  • كيف قرأ اليمنيون سقوط حضرموت بيد الانتقالي؟ (تقرير)
  • الانتقالي عقب سيطرته على سيئون: حضرموت ركنا أساسيا في مشروع "الدولة الجنوبية"
  • قيادي رفيع في العسكرية الأولى يفجرّ فضيحة مدوية: سيطرة الانتقالي على حضرموت تمت بعملية “استلام وتسليم”
  • توكل كرمان تؤكد وقوفها مع حضرموت ضد مليشيا الانتقالي
  • عاجل: قوات المنطقة العسكرية الأولى توقف تقدّم قوات الانتقالي في أطراف ساه ومصدر عسكري ينفي أي انسحابات.. تفاصيل المواجهات
  • تجييش القبائل والعسكر.. ماذا يجري في حضرموت باليمن؟
  • شاهد.. كيف تطور الوضع في حضرموت من الاحتفال إلى الغزو المسلح والمواجهات؟
  • الانتقالي يواصل تعزيزاته العسكرية في حضرموت وبترومسيلة توقف الإنتاج