العائلات في قطر.. حضور لافت يزيّن مدرجات ملاعب كأس العرب
تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT
لا تجد العائلات في قطر حرجًا في اصطحاب أفرادها، كبارا وصغارا، واختيار إحدى وسائل النقل المتعددة للتوجه إلى الملاعب العالمية لمتابعة مباريات كأس العرب.
ومهما اختلفت الجنسيات وتعددت الخلفيات، يبقى المشهد واحدًا: أسرا كاملة تصنع لوحة إنسانية واجتماعية تعبّر عن الفرح والانتماء وحب كرة القدم.
ففي ملاعب البيت ولوسيل وأحمد بن علي و974 وخليفة الدولي والمدينة التعليمية، تزداد الصورة جمالًا بامتلاء المدرجات بالعائلات، حيث تتحول المدرجات إلى فضاء نابض بالحياة، تتجاور فيه الأعلام والضحكات وذكريات الأجيال.
وخلال زيارة لملعب أحمد بن علي في الريان، لفت المشهد العفوي لعدد كبير من العائلات السودانية والجزائرية الأنظار؛ أطفال في أحضان آبائهم، فتيات يلوّحن بأعلام بلادهن، وشيوخ لم تمنعهم الشيخوخة من مشاركة أبنائهم وأحفادهم متعة الحضور الميداني.
الأمن.. الدافع الأكبر وراء حضور العائلاتمحمد أحمد حسن عبد الله، وهو رب أسرة سودانية استقرت في قطر منذ عام 2020، عبّر عن شعوره بفرحة غامرة داخل الملعب، قائلا: "الحمد لله على نعمه، وربنا يديم الأمن والأمان على دولة قطر. ربنا يحفظ قطر والشعب القطري والأمير تميم، ويزيدهم من فضله، ويحفظ كل الشعوب العربية".
ويضيف محمد "متى ما توفر الأمن، تكون هناك حرية في الحركة. النظام والتنظيم هنا ممتازان، والدخول للملعب يتم بسلاسة كبيرة".
الأمن -كما يوضح- هو العامل الأساسي الذي يجعل العائلات تشعر بالاطمئنان، مهما كانت خلفياتها وثقافاتها.
ولا تختلف الحاجة نونة القادمة من الأوراس في الجزائر عن هذا الشعور، إذ تقول إنها لمست منذ قدومها إلى قطر "احترامًا كبيرًا للعائلات داخل الملاعب وخارجها"، مشيدة بالأجواء الهادئة والتنظيم الجيد في الأماكن العامة كالمراكز التجارية والحدائق والشوارع.
سوزان، وهي ربة بيت سودانية جاءت من الوكرة إلى الملعب برفقة أسرتها، تشيد بدورها بهذه التجربة قائلة: "قطر دائمًا تتحفنا بالأمن والسلامة. نحن نكون مرتاحين نفسيا ولا نخاف من أي شيء".
إعلانوتضيف: "الأجواء رائعة، المواقف متوفرة، التذاكر إلكترونية، وحتى الأعلام يوزعونها لنا".
وتشير سوزان إلى واحدة من التفاصيل التي تمنح الأهل مزيدًا من الطمأنينة: "حتى الأطفال ما نخاف عليهم من الضياع. يضعون لهم سوارًا على المعصم مكتوبًا عليه رقم هاتف الأب، للتواصل في حال ابتعد الطفل". ثم تمازح صغيرها محاولة إيقاظه لتري الحاضرين السوار الذي يحمله.
رعاية خاصة لكبار السن وذوي الاحتياجاتولا يقتصر الاهتمام على العائلات الشابة، إذ يجد كبار السن والمرضى وذوو الاحتياجات الخاصة تسهيلات واسعة فور وصولهم إلى محيط الملعب.
فما إن يترجلوا من سياراتهم أو الحافلات، حتى تكون سيارات النقل الصغيرة جاهزة لنقلهم إلى بوابات الدخول، إضافة إلى وجود سيارات إسعاف وكوادر طبية في مختلف أرجاء الملعب، مع توفير الماء وخدمات الإسعاف الأولي.
تعكس هذه المشاهد نهجًا واضحًا تتبناه قطر في تنظيم البطولات الرياضية، يقوم على إشراك كل فئات المجتمع دون استثناء أو تهميش، وتوفير تجربة آمنة ومريحة تجعل من حضور المباريات نشاطا اجتماعيا جامعا.
وما تقدمه قطر واللجنة المنظمة لبطولة كأس العرب من خدمات وتسهيلات، ليس سوى جزء مما يجعل الملاعب فضاءً مفتوحًا للعائلات ومكانًا يحتفي بالجمهور قبل الاحتفاء بالفرق المتنافسة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات كأس العرب أحمد بن علی کأس العرب
إقرأ أيضاً:
قناة آي 24 نيوز: عدن .. أزمة خانقة وشلل اقتصادي وغياب تام للدولة
وأكد الموقع في تقريره أن أزمة عدن صامتة وخانقة ومدمرة تتكشف داخل الأسواق والمكاتب الحكومية.. ومع ذلك، أن المرتبات لأي مجتمع تعتبر شريان الحياة.. أما في عدن رواتب القطاع العام على وشك الانهيار . ظل المعلمون والجيش والكوادر الطبية والإدارية في مناطق حكومة المرتزقة شهوراً دون رواتب.. وحتى عندما تصرف الرواتب فإنها تكون قد فقدت الكثير من قيمتها بسبب الانخفاض المستمر في قيمة الريال اليمني.
وذكر أنه بالنسبة للعديد من العائلات، أصبح البقاء على قيد الحياة يعتمد الآن على الاقتراض، أو بيع الممتلكات الشخصية، أو تخطي وجبات الطعام، فتأكل الأسرة وجبة واحدة باليوم.. وفي كريتر، يقول السكان إن الوضع دفع العائلات إلى حافة الانهيار. يصف المواطنون الحياة دون دخل بأنها لا تُطاق.. ونتيجة لذلك، يطالبون الحكومة بدفع الرواتب لأن وأضاعهم المعيشية باتت مزرية. لا يملكون ما يكفي لقوت يومهم.
وأضاف أن أزمة العملة الحالية تعمق حالة اليأس. فقد وصل الريال اليمني في عدن إلى مستويات لم تُصدّق، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسكن والمواصلات والأدوية. تُعدّل الأسواق أسعارها يوميًا، وأحيانًا مرتين يوميًا، مما يفاقم معاناة المواطنين. يكافح المستوردون لتأمين الدولار بأسعار مستقرة. المستثمرون الذين اعتبروا عدن بوابة للتجارة الجنوبية يترددون الآن، خوفًا من انهيار مفاجئ للنظام المصرفي أو عدم الاستقرار السياسي.
وبالنسبة للعديد من العائلات أيضاً، اتخذت الأزمة بُعدًا إنسانيًا نادرًا ما يُسلَّط عليه الضوء في وسائل الإعلام العالمية. ويقول المواطنون إن انقطاع الرواتب جعل العائلات تشعر بالتخلي عنها: لدينا أطفال نرعاهم، ورجال ضحوا بحياتهم من أجل هذا الوطن. لم تُقدِّم لنا الحكومة شيئًا، وحرمتنا من جميع حقوقنا، وهناك ازدواجية واضحة في كيفية تقديم المساعدة للأسر. وفي ذات السياق يؤكد العاملون في مجال الصحة أن حالات سوء التغذية بين الأطفال في الأحياء الخاضعة لسيطرة حكومة المرتزقة تتزايد كل يوم، ليس بسبب الحرب، بل بسبب الشلل الاقتصادي.
ورأى موقع القناة أن الاحتجاجات تستمر في أنحاء عدن، حيث ينزل موظفو القطاع العام والمتقاعدون وعائلاتهم إلى الشوارع مطالبين بصرف رواتبهم المتأخرة. ويقول المتظاهرون إنه لا خيار أمامهم سوى الاحتجاج بعد أشهر من صمت السلطات. وفي إحدى المظاهرات التي اندلعت في مديرية كريتر، أعرب المواطنون عن غضبهم إزاء ما وصفوه باللامبالاة الحكومية: نقف تحت الشمس مطالبين برواتبنا بينما تعيش الحكومة في رفاهية. هذا مُخزٍ. على الحكومة أن تعلم أن نهايتها ستكون في مزبلة التاريخ إذا استمر هذا الوضع المزري.
تتصاعد التوترات الاجتماعية؛ المتقاعدون يقطعون الطرق، والمعلمون يُضربون، وأفراد الأمن يتحدثون عن عدم صرف مستحقاتهم. جيل من الشباب اليمني لا يرى أي مستقبل في مدينة لا تضمن لهم فرص العمل والاستقرار والخدمات العامة الأساسية. ويظل السؤال الأساسي بسيطا للغاية: هل تستطيع عدن الاستمرار في العمل في ظل هذا المستوى من الضغوط الاقتصادية دون اتفاق سلام يعيد تنشيط الإيرادات الوطنية؟
ويحذر الخبراء من تردي الأوضاع أكثر. فالسلام الهشّ يحافظ على تماسك المدينة اليوم، لكن الانهيار الاقتصادي يهدد بانهيار حتى آخر المؤسسات العاملة.. عدن لا تنهار فجأةً، بل تنهار ببطء، راتبًا بعد راتب، وأسرة بعد أسرة. ما لم يُعالج قادة اليمن والمجتمع الدولي الملف الاقتصادي بالسرعة التي يستحقها، فلن يكون سقوط المدينة مجرد تكهنات، بل سيكون ببساطة فصلًا جديدًا في قصة طويلة ومؤلمة.