أذكار المساء.. سلاح المسلم لحماية نفسه وتهذيب النفس وروحانيته
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
يستحب لكل مسلم ومسلمة أن يجعل لهم وردًا يوميًا من أذكار المساء، ليختموا به يومهم متقربين إلى الله عز وجل، فالذكر عبادة تقوي الروح، وتحصن النفس، وتمنح الإنسان طمأنينة وراحة بعد يوم طويل.
أذكار المساء الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم
وردت العديد من الأذكار الثابتة عن النبي ﷺ التي يحرص على قراءتها المؤمنون في نهاية اليوم، ومن أهمها:
"أمْسَيْنا وَأَمْسى الملكُ لله وَالحَمدُ لله.
"اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ..." (مرة واحدة)؛ وهو دعاء يستغفر فيه العبد الله ويعترف بذنوبه ويشكر نعمه.
"رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـًا وَبِالإسْلامِ ديـنًا وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـًا" (ثلاث مرات)؛ قراءة هذا الذكر عند المساء أو الصباح تكفل رضا الله يوم القيامة.
"اللّهُـمَّ إِنِّـي أَمْسيتُ أُشْـهِدُك..." (أربع مرات)؛ قراءة هذا الدعاء تقي الإنسان من النار.
"اللّهُـمَّ ما أَمسى بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك..." (مرة واحدة)؛ ذكر يؤدي شكر العبد على نعم يومه.
"حَسبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ..." (سبع مرات)؛ من قالها كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة.
يستحب قراءة أذكار التحصين طوال الليل، مثل:
"أعوذ بالله العلي العظيم من شر ما ذرأ في الأرض..."
"أفوض أمري إلى الله، والله بصير بالعباد..."
"اللهم يا من تعيد المريض لصحته، وتستجيب دعاء البائس..."
وتساعد هذه الأدعية في حماية النفس من العين والحسد والفتن، وتحقق الطمأنينة والسكينة للعبد.
أفضل أوقات أذكار المساء
اختلف العلماء في تحديد وقت أذكار المساء، لكن الأقرب أن تبدأ من وقت العصر وتمتد حتى غروب الشمس، ويجوز قراءتها حتى ثلث الليل لمن فاته وقتها. أما أذكار الصباح فيستحب أن تكون من طلوع الفجر إلى ارتفاع الشمس، وإن فات الوقت يمكن تأديتها قبل صلاة الظهر.
أذكار المساء ليست مجرد عادات، بل هي عبادة تحصن الروح، وتبعد الشرور، وتقرّب العبد من الله، وتمنحه الطمأنينة بعد يوم عمل طويل. الالتزام بها يوميًا يعزز الإيمان، ويثبت القلب على الطاعة، ويجعل المسلم دائم التذكر لله في كل أحواله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المساء أذكار المساء دعاء أذكار التحصين أذكار التحصين أذکار المساء
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: من الأسباب التي تقوي محبة الله عز وجل عند العبد التخلية والتحلية
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن من الأسباب التي تُقوِّي محبَّةَ اللهِ عزَّ وجلَّ عند العبد التخليةُ والتحلية؛ أَخْرِجْ حبَّ غيرِ الله من القلب، {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}، وأَدْخِلْ حبَّ الله في قلبك؛ فقوَّةُ المحبَّة هذه سوف تؤدِّي بك إلى الشعور باللذَّة، ولذلك يقول بعض أهل الله: «إنَّنا في لذَّةٍ وسعادةٍ لو عرفها الملوكُ لجالدونا عليها بالسيوف».
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن محبَّةُ اللهِ للعبد، هل لها علامات؟ ذُكِرَت في القرآن: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}، إذًا هو سبحانه يكره الإدبارَ يوم الزحف. {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}، إذًا هو سبحانه يكره العصيانَ والاستمرارَ فيه، وأن يستمرَّ الإنسانُ في غيِّه، ويكره غيرَ المتطهِّرين، فهو سبحانه يحبُّ المتطهِّرين. {قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ}. {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
«إنَّ اللهَ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لا يُحِبُّ، ولا يُعْطِي الإيمانَ إلَّا مَنْ يُحِبُّ». (أخرجه الحاكم).
وقال النبيُّ ﷺ فيما يرويه عن ربِّه عزَّ وجلَّ: قال الله تعالى: «لا يزالُ العبدُ يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يُبصر به…» إلى آخر الحديث. وكذلك: «إذا أحبَّ اللهُ تعالى عبدًا ابتلاه، فإن صبر اجتباه، فإن رضي اصطفاه». أخرجه الديلمي في «الفردوس»، وفيه ضعف، لكنَّ الجمال فيه هو التدرُّج في العلاقة مع الله.
فهذا كلُّه يبيِّن لنا أن حبَّ الله سبحانه وتعالى يتفرَّع منه حبُّ الإسلام، وحبُّ الشريعة، وحبُّ الجنَّة، وحبُّ النبيِّ عليه الصلاة والسلام، وحبُّ التكليف الذي كلَّفنا إيَّاه، ونحن نقوم به بشوق.
كلُّ ذلك يدلُّ على أن حبَّ الله أمرٌ عظيمٌ جدًّا، وأن هذا الحبَّ يؤثِّر في النفس. وفي الحديث: «إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا جَعَلَ لَهُ وَاعِظًا مِنْ نَفْسِهِ، وَزَاجِرًا مِنْ قَلْبِهِ يَأْمُرُهُ وَيَنْهَاهُ».
فما أثر الحبِّ؟ «واعظًا من نفسه وزاجرًا من قلبه»؛ أي يضع له في قلبه شيئًا يوجِّهه، مثل رقابةٍ داخليَّةٍ ذاتيَّة، «يأمره وينهاه»؛ أي يقبل نصيحة الناصحين؛ من يأمره بالمعروف، وينهاه عن المنكر؛ إذًا الحبُّ يجعل فيك واعظًا من نفسك.