الجزيرة:
2025-12-05@19:12:43 GMT

لهذه الأسباب توقف عن التحقق من هاتفك كل 10 ثوان

تاريخ النشر: 5th, December 2025 GMT

لهذه الأسباب توقف عن التحقق من هاتفك كل 10 ثوان

"لقد أصبح التحقق من هواتفنا رد فعل لاإراديا، يشبه التنفس أو الرمش، بالنسبة للكثيرين"، وفقا لما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" مؤخرا، مضيفة أن "التحقق المستمر من الهاتف قد يبدأ في إضعاف المهارات المعرفية عند تجاوزه حدا معينا"، حيث وجدت دراسات كورية جنوبية نُشرت عام 2018، وأخرى بريطانية نُشرت عام 2020، أن "التحقق من الهاتف نحو 110 مرات يوميا، يُعد استخداما عالي الخطورة".

ورغم ما كشفه استطلاع لمؤسسة "غالوب" عام 2022، من قلق واسع لدى 58% من الأميركيين لشعورهم أنهم يُفرطون في استخدام هواتفهم كثيرا. أظهر تقرير نُشر مطلع هذا العام 2025، أن "الأميركيين يتفقدون هواتفهم 205 مرات يوميا في المتوسط".

وفي العام الماضي، ذكرت مجلة "تايم" الأميركية أن "معظم الناس يواصلون تفقد هواتفهم طوال الوقت بشكل تلقائي"، وقال الدكتور ماكسي هايتماير، الزميل الزائر بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، إلى أن "89% من الأشخاص يكررون التحقق من هواتفهم دون أي دافع، وغالبا دون التفكير في سبب قيامهم بذلك".

الأميركيون يتفقدون هواتفهم 205 مرات يوميا في المتوسط (غيتي إيميجز)السر وراء "نداء هاتفك"

يفسر هايتماير تكرار تحققنا من الهاتف دون وعي، بأننا في عالمنا المتصل بالإنترنت بشكل مفرط، "اعتدنا على التحفيز المستمر، لدرجة أننا نشعر بعدم الارتياح عندما لا نفعل شيئا، حتى ولو لبضع ثوان فقط".

أما شيري ميلوماد، الأستاذة المساعدة في كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا، فتطلق على الهواتف الذكية اسم "مهدئات الكبار"، وتصفها بأنها بارعة في تخفيف الانزعاج وجعل الكبار يستمدون الراحة من وجود هواتفهم الدائم والمألوف.

وعندما سُئل الأميركيون عن مكان وضع أجهزتهم قبل النوم، قال 8 من كل 10 إنهم "يضعونها في غرف نومهم، بجانب أسرّتهم"؛ وفقا لاستطلاع أجرته شركة "يوغوف" في مايو/أيار الماضي.

إعلان

لذا، قد تعتمد على "مهدئتك الرقمية" عمدا، عندما تكون بمفردك في حفل وتشعر بالحرج -على سبيل المثال- أو لمجرد أنك "اعتدت على وجود شيء يشغل عقلك دائما".

ومع مرور الوقت، قد يؤثر التحقق المستمر سلبا على أدائك الوظيفي، وعلاقاتك، ونومك، وربما حتى على سلامتك الجسدية، "وخصوصا إذا كنت تقوم بفحص هاتفك أثناء المشي أو القيادة".

بالإضافة إلى جانب متعلق بالصحة النفسية يجب مراعاته، وهو "الشعور بالذنب، لإهدار الوقت في التحقق المستمر من الهاتف بشكل مفرط"، بحسب هايتماير.

استطلاع رأي: 17% فقط من الناس يشعرون أنهم يستطيعون قضاء يوم كامل دون هواتفهم الذكية (غيتي إيميجز)التحقق المستمر من الهاتف قد يتحول إلى إدمان

تخبرنا الواشنطن بوست أنه على مدار 8 سنوات من البحث الذي شمل المراهقين وجيل الألفية، لاحظ لاري روزن، الأستاذ الفخري لعلم النفس بجامعة ولاية كاليفورنيا، أن "المشاركين يتفقدون هواتفهم الذكية أو يفتحونها ما بين 50 وأكثر من 100 مرة يوميا، بمعدل كل 10 إلى 20 دقيقة في فترات اليقظة".

وقالت آنا ليمبكي، أستاذة الطب النفسي وطب الإدمان في كلية الطب بجامعة ستانفورد، "إن الهواتف والوسائط الرقمية، تُعزز أدمغتنا، وتُنشط نفس مسار المكافأة الذي تُنشطه المخدرات؛ وتُنشئ حلقة عادات قهرية تجعلنا نتحقق من هواتفنا دون تفكير، وهو ما يُمكن أن يُؤدي إلى ضعف المهارات الإدراكية وأعراض الانسحاب عند عدم القدرة على استخدام الهاتف".

أيضا، وجد استطلاع رأي أُجري عام 2018، أن "17% فقط من الناس يشعرون أنهم يستطيعون قضاء يوم كامل بدون هواتفهم الذكية، والمثير للقلق أن 8% قالوا إنهم لن يصمدوا لأكثر من ساعة".

وهو ما فسرته آنا كاثرينا شافنر، الحاصلة على درجة الدكتوراه في فن تطوير الذات، في مقالها على موقع "سايكولوجي توداي"، قائلة: "لقد صُممت الهواتف الذكية لتكون قهرية وتستحوذ على انتباهنا، فهي تستغل مراكز المكافأة في الدماغ وتتلاعب بها".

التبديل بسرعة بين المهام يشتت التركيز

فقد وجدت دراسة أجرتها جامعة سنغافورة أن "تكرار فحص الهواتف الذكية، يُعدّ مؤشرا أقوى بكثير على القصور الإدراكي اليومي".

حيث يتسبب فتح الهاتف باستمرار في إجبار الدماغ على التبديل بسرعة بين المهام، "مما يُضعف القدرة على التركيز على مهمة واحدة فقط".

وقبل عقود، حذّر عالم الحاسوب جيرالد م. واينبرغ، من أن العمل على مهام متعددة والتبديل المتكرر بينها، "قد يُقلل الإنتاجية بنسبة تصل إلى 80%".

وهذه العادة منتشرة على نطاق واسع، فعلى سبيل المثال، وجدت شركة "يوغوف" أن أكثر من نصف الأميركيين يتحققون من هواتفهم عدة مرات أثناء أنشطة اجتماعية، كتناول الطعام مع الآخرين أو مقابلة الأصدقاء.

وعلى مستوى العمل، حيث يتلقى معظم الناس إشعارات فورية على مدار اليوم، مثل الرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني والتنبيهات، وكثير منها يأتي من منصات التواصل الاجتماعي، "أقرّ 1 من كل 4 أشخاص، بأنه يتحقق من هاتفه مرة واحدة على الأقل خلال اجتماع مدته 30 دقيقة".

لذا، تقول غلوريا مارك، الباحثة في جامعة كاليفورنيا، إنه "بعد كل انقطاع في العمل، قد يستغرق الأمر أكثر من 25 دقيقة لاستعادة التركيز".

إعلان

ويوضح لاري روزن أن "حاجتنا المستمرة للتواصل تزيد من الكيمياء الحيوية للدماغ، وخاصة المواد الكيميائية المسببة للقلق مثل الكورتيزول، الذي يحثنا على التحقق أكثر من 100 مرة في اليوم".

الهواتف مصممة لتكون قهرية وتستحوذ على انتباهنا عبر مراكز المكافأة في الدماغ (غيتي إيميجز)تحرر من عادات استخدام الهاتف غير المفيدة

في شهر يونيو/حزيران الماضي، وجد باحثون ألمان من جامعة هايدلبرغ، أن "فترات الراحة القصيرة من استخدام الهاتف الذكي يمكن أن تساعد في الحد من العادات السلبية". وقدّم الخبراء طرقا بسيطة للتخلص من عادات استخدام الهاتف غير المفيدة، فقالت آنا ليمبكي:

. اجعل الهاتف أقل إزعاجا من خلال إيقاف استقبال الإشعارات، وحذف التطبيقات باستثناء الضرورية منها.

. لنترك الهاتف خلفنا من حين لآخر، "لتذكير أنفسنا بأنه لا يزال بإمكاننا التنقل بدون هواتفنا".

فقد وجدت الأبحاث، أن "مجرد وجود هاتفك بالقرب منك، حتى لو لم يكن يصدر صوتا أو يضيء بإشعار، كاف لتشتيت انتباهك وتحفيز رغبتك في التحقق".

لذا، تؤكد الدكتورة كاثرينا شافنر أن "استخدام الهاتف بوعي، ضروري لصحتنا العقلية والجسدية والاجتماعية"، وتقول:

. أبعد الإغراء عن ناظريك، ضع هاتفك جانبا بعيدا عن ناظريك، أثناء تناول الطعام، والنوم، ووقت العمل، ومجالسة الأصدقاء.

. استخدم كلمة مرور، بدلا من البصمة أو التعرف على الوجه، لإضفاء بعض الصعوبة على تفقد هاتفك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات استخدام الهاتف التحقق من من الهاتف

إقرأ أيضاً:

الهند تتراجع عن إلزام تثبيت تطبيق "سانشار ساثي" على الهواتف الذكية بعد احتجاجات واسعة

أعلنت الحكومة الهندية عن تراجعها عن إلزام مصنّعي الهواتف الذكية بتثبيت تطبيق "سانشار ساثي" الأمني مسبقًا على الأجهزة الجديدة، بعد موجة من الانتقادات العنيفة من شركات التكنولوجيا الكبرى مثل آبل وسامسونج، إلى جانب ضغوط سياسية من أحزاب المعارضة.

 وأكدت وزارة الاتصالات في بيان رسمي أن التطبيق سيظل متاحًا للتنزيل الطوعي، دون أي إجبار على التثبيت المسبق.

وجاء هذا التراجع بعد أيام من الإعلان عن خطة الحكومة لفرض تثبيت التطبيق على جميع الهواتف الجديدة خلال فترة 90 يومًا، بما في ذلك توفيره للأجهزة الحالية عبر تحديثات البرامج، وكان الهدف المعلن من التطبيق، بحسب وزارة الاتصالات، تعزيز الأمن السيبراني، وتمكين المستخدمين من الإبلاغ عن الأجهزة المفقودة أو المسروقة وقفلها عن بُعد.

وقالت الوزارة إن هذا القرار يأتي بعد الإقبال الكبير على تنزيل التطبيق، حيث بلغ عدد المستخدمين حوالي 14 مليون شخص، أي نحو 1% من سكان الهند، وأضاف البيان: "يتزايد عدد المستخدمين بسرعة، وكان الهدف من التثبيت المسبق هو تسريع عملية الانتشار وجعل التطبيق متاحًا بسهولة للمواطنين الأقل وعيًا".

ردود الفعل جاءت سريعة وحادة، حيث احتفت مؤسسة الحدود الإلكترونية (EFF) بتراجع الحكومة، ووصفت القرار السابق بأنه "خطير وغير مدروس". 

وقال ديفيد جرين، مدير الحريات المدنية في EFF: “كانت هذه فكرة سيئة وخطيرة من الحكومة الهندية، واستمرت 24 ساعة أطول مما كان ينبغي”، وأشاد بالجهود السريعة للمنظمات المحلية مثل SFLC.in ومؤسسة حرية الإنترنت التي اعترضت على القرار فور الإعلان عنه.

الانتقادات لم تقتصر على المنظمات الحقوقية فحسب، بل شملت أيضًا شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث رفضت آبل الامتثال لأمر الحكومة بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية والأمن، فيما حذت سامسونج حذوها، كذلك، انضم قادة المعارضة السياسية إلى الجدل، وطالبوا الحكومة بتوضيح سلطتها القانونية في فرض تثبيت تطبيق "غير قابل للإزالة" على الهواتف المحمولة.

وتأتي هذه المخاوف على خلفية انتقادات واسعة لسياسة الخصوصية الخاصة بالتطبيق، والتي تتيح له الوصول إلى المكالمات والرسائل وسجلاتها، والملفات، والصور، والكاميرا، ما أثار تحذيرات من إمكانية استخدام التطبيق كبوابة خلفية للمراقبة الجماعية.

 وأشار خبراء الصناعة، وفق رويترز، إلى أن روسيا تعد الحالة الوحيدة المماثلة عالميًا، حيث أمر نظام فلاديمير بوتين بتثبيت تطبيق المراسلة MAX مسبقًا على جميع الأجهزة المحمولة في أغسطس الماضي، وهو ما أثار مخاوف مماثلة حول الخصوصية.

ويعكس تراجع الحكومة الهندية عن هذا القرار توازنًا دقيقًا بين الطموح الحكومي لتعزيز الأمن السيبراني، وحقوق المستخدمين في الخصوصية، وضغوط السوق الدولية.، كما يظهر تأثير الضغط السياسي والمحلي في صياغة السياسات الرقمية، خاصة عندما تتعلق بمصالح شركات عالمية كبيرة، ويجب مراعاتها ضمن البيئة القانونية والتجارية.

من جانبها، أكدت وزارة الاتصالات الهندية أن التطبيق سيظل متاحًا للتنزيل الطوعي لجميع المستخدمين، مع متابعة الإقبال عليه، وضمان الوصول إليه بسهولة للمواطنين الذين يحتاجون إلى هذه الأدوات.

 ويعكس هذا القرار أيضًا وعي الحكومة بالحاجة إلى تحقيق توازن بين الابتكار الرقمي وحماية الحقوق الأساسية للمستخدمين، دون فرض قيود قد تتسبب في احتجاجات محلية ودولية واسعة.

هذا التراجع يمثل خطوة حاسمة في المشهد الرقمي الهندي، ويُظهر قدرة اللاعبين الرئيسيين في الصناعة على التأثير في سياسات الحكومات بشأن الأمن الرقمي والتطبيقات الإلزامية، مع مراعاة الخصوصية وحقوق المستخدمين في العصر الرقمي الحديث.

مقالات مشابهة

  • أخصائية نفسية توضح تأثير استخدام الهاتف في سن مبكرة على صحة الطفل
  • iPhone 17 يشعل المنافسة .. ارتفاع شحنات الهواتف الذكية 1.5% رغم التحديات
  • الهند تتراجع عن إلزام تثبيت تطبيق "سانشار ساثي" على الهواتف الذكية بعد احتجاجات واسعة
  • لماذا تراجعت الهند عن إلزام شركات الهواتف الذكية بتثبيت تطبيق سانشار ساثي
  • الهند تتراجع عن إلزامية تطبيق "سانشار ساثي" على الهواتف الذكية بعد 5 ملايين تحميل
  • تشيلي تحظر الهواتف الذكية في الفصول الدراسية
  • تشيلي تحظر استخدام الهواتف الذكية في المدارس الابتدائية والثانوية
  • ثورة في عالم التكنولوجيا.. هذه هي الدول الأكثر استخدامًا للهواتف والساعات الذكية في عمليات التسوّق
  • تحريض إسرائيلي على المناهج الدراسية الفلسطينية.. لهذه الأسباب