موقع بحري: العودة التدريجية إلى البحر الأحمر أهم تطور في سوق الشحن العالمي
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
ويأتي الارتفاع الجديد في ظل تعمد بعض شركات الشحن تأخير عودة سفنها إلى طريق البحر الأحمر وهو الطريق الأقصر.
وتؤكّـد شركة بيمكو (BIMCO)، وهي منظمة بحرية دولية مقرُّها مدينة كوبنهاغن، الدنمارك، أن ملَّاكَ شركات الشحن العالمية هم المستفيدون الرئيسيون من تضخيم مخاطر مضيق باب المندب والبحر الأحمر
وتوضحُ في تحليل نشرته على موقع Tradewindsnews أن التصعيدَ الإعلامي بشأن المخاطر في البحر الأحمر ليس سوى وسيلة لزيادة الأرباح من خلال رفع الأسعار، مؤكّـدةً إلى أن الملاحةَ التجارية في البحر الأحمر لم تتأثر مع استمرار اتّفاق غزة، وأن الوضع في المنطقة لا يشكِّل خطرًا حقيقيًّا على حركة الشحن الدولية.
وتتوقّع الشركة الهولندية لإعادة فتح البحر الأحمر انخفاضا حتميًّا في أسعار ناقلات النفط، مشيرة إلى أن عودة السفن عبر هذا الممر المائي الاستراتيجي ستكون بمثابة “ضربة قوية” لطلب ناقلات النفط الخام؛ مما قد يتسبب في انخفاض كبير في الطلب على هذه الناقلات.
كما توقّعت الشركة أن ناقلاتِ المنتجات الجشعة -بالأخص تلك المرتبطة بـ كَيان الاحتلال الصهيوني، حالَ نكث الاتّفاق- ستواجِهُ صعوباتٍ أكبر؛ نتيجةَ تأييدِها لجرائم الإبادة في غزة وتعامُلِها مع موانئ فلسطين المحتلّة رغم التحذير اليمني.
وتستفيد هذه الشركات من استمرار الأسعار المرتفعة التي وصلت إلى مستويات قياسية، وأرباح استثنائية نتيجةَ نقص السعة الاصطناعي، وضعف المنافسة في ظل الظروف الحالية.
كذلك وبما يشي بالنيّة المبيَّتة لأباطرة النقل البحري، يحذّر ريكو لومان، كبير الاقتصاديين بقطاع النقل في مجموعة “آي إن جي” الهولندية، من أن شركات الشحن “تحاولُ تأجيل العودة السريعة” لحماية أرباحها المرتفعة، بالإضافة إلى ذلك يشير في تحليله إلى أن: العودة التدريجية إلى البحر الأحمر هي “أهم تطور مرتقَب في سوق الشحن العالمي العام المقبل”، وبمُجَـرّد استئناف الرحلات عبر الممر المائي، ستنخفض الأسعار بشكل حاد وسيشهد السوق تحريرًا كَبيراً للسعة المفقودة حَـاليًّا.
تمثل أزمة الشحن الحالية حالةً استثنائية استفادت منها شركات النقل البحري بشكل كبير، لكن هذا الوضع لن يستمر طويلاً.
مع العودة المتوقفة لحركة الملاحة عبر البحر الأحمر، ستواجِهُ هذه الشركات اختبارًا حقيقيًّا لقدرتها على الحفاظ على أرباحها في بيئة تنافسية طبيعية.
ويرى محللون أن القراراتِ التي تتخذها الآن بشأن توقيت العودة ستحدّدُ شكل سوق الشحن العالمي في العام المقبل وما بعده.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
موقع إيطالي: تصاعد التوتر في البحر الأسود لأعلى مستوى
كشف تقرير، نشره موقع "شيناري إيكونوميشي" الإيطالي للكاتب فابيو لوغانو، التصعيد الخطير في البحر الأسود بعد استهداف يُعتقد أن مصدره أوكرانيا لمحطة "سي بي سي" التابعة لمجمع خطوط أنابيب بحر قزوين في نوفوروسيسك بهجوم نفّذته زوارق مسيرة، ما دفع كازاخستان إلى توجيه احتجاج دبلوماسي رسمي إلى كييف.
وقال الكاتب إن زوارق مسيّرة استهدفت صادرات النفط الكازاخستانية، ما دفع أستانا إلى الاحتجاج لدى كييف في خطوة تسببت في تصاعد التوتر إلى أعلى المستويات في البحر الأسود، بعد أن ألحق الهجوم أضرارا بمحطة "سي بي سي"، وهي نقطة ارتكاز حيوية لتدفقات "الذهب الأسود" القادم من كازاخستان.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2العنصرية وغلاء المعيشة من أبرز أسباب مغادرة الناس المملكة المتحدةlist 2 of 2الكنيست شرّع أكثر من 30 قانونا تمييزيا ضد الفلسطينيين خلال عامينend of listوعلى خلفية ما وصفته بأضرار لحقت ببنى تحتية مدنية، قدّمت أستانا احتجاجا رسميا إلى أوكرانيا، وفعّلت في الوقت نفسه خطة طوارئ لضمان استمرار الصادرات، وسط مخاوف من امتداد التداعيات إلى الإمدادات العالمية.
ويرى الكاتب أن الحرب الهجينة لا تُميّز أحدا، حتى الدول المحايدة أو الشركاء الإستراتيجيين.
فابيو لوغانو:إذا استغرقت أعمال الإصلاح وقتا طويلا فقد ينعكس ذلك على شكل تراجع في المعروض من النفط الخام في الأسواق الدولية عقدة بالغة الأهمية
وأورد الكاتب أن هناك عقدة بالغة الأهمية وهي أن محطة "سي بي سي" تتولى إدارة الجزء الأكبر من صادرات النفط الخام الكازاخستاني إلى الأسواق العالمية.
وقد أثار الحادث، الذي وقع يوم السبت، عاصفة من الجدل لم تقتصر على المسار الدبلوماسي فقط، بل امتدت إلى أسواق الطاقة أيضا، كاشفة هشاشة البنى التحتية المدنية في البحر الأسود.
المفارقة الجيوسياسيةوذكر لوغانو أن الوضع يحمل قدرا من المفارقة، لولا أنه أقرب إلى المأساة، فالنفط الكازاخستاني يُستخرج من حقل تنغيز العملاق، لكنه كي يصل إلى البحر المتوسط يجب أن يقطع 1500 كيلومتر عبر الأراضي الروسية، ثم يُشحَن من ميناء روسي. وصحيح أن استهداف نوفوروسيسك يعني توجيه ضربة إلى موسكو، لكن الضرر الاقتصادي الفوري يقع على أستانا.
وشددت وزارة الخارجية الكازاخستانية على أن مثل هذه الأفعال تُلحق الضرر بالعلاقات الثنائية مع أوكرانيا، مطالبة كييف باتخاذ إجراءات فعّالة لمنع تكرار حوادث مماثلة.
إعلانورغم أن موسكو وكييف لم تصدرا تصريحات رسمية فورية بشأن المسؤولية، فإن وسائل الإعلام الحكومية الروسية ومصادر أوكرانية تنسب العملية إلى قوات أوكرانية.
وأضاف أن النتائج الفورية تتمثل في جانب لوجيستيات النفط، وانخفاض قدرة التصدير، مما يضطر كازاخستان إلى البحث عن مسارات بديلة أكثر كلفة أو أكثر تعقيدا، مثل المسارات العابرة لبحر قزوين ثم أذربيجان.
وإذا استغرقت أعمال الإصلاح وقتا طويلا، فقد ينعكس ذلك على شكل تراجع في المعروض من النفط الخام بالأسواق الدولية، وما قد يصاحبه من ضغوط تدفع الأسعار إلى الارتفاع، حتى مع تفعيل أستانا خطط طوارئ للحد من الأثر.
ما أهمية "سي بي سي"؟واختتم الكاتب تقريره بالتأكيد على أن مجمع خطوط أنابيب بحر قزوين "سي بي سي" يُعد خط أنابيب نفطيا يزيد طوله على 1500 كيلومتر، يربط حقول النفط في غرب كازاخستان بالمحطة البحرية على البحر الأسود، وهو من أهم البنى التحتية للطاقة في العالم، لأنه يتيح لنفط آسيا الوسطى الوصول إلى الأسواق الغربية من دون الاعتماد على مسارات تقع بالكامل تحت سيطرة احتكارات الدولة الروسية، رغم أنه يعبر الأراضي الروسية فعليا.