موقع اوروبي: استراتيجيات اليمن منخفضة التكلفة أكثر فعالية من الأساطيل الغربية
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
ونشر الموقع الأحد تقريراً جاء فيه أن الهجمات البحرية للجيش اليمني في البحر الأحمر “أظهرت أن الاستراتيجيات غير المتكافئة غالباً ما تكون أكثر فعالية من القوة العسكرية التقليدية للدول”. وأضاف أن “هذه الظاهرة تمثل تحولاً كبيراً في طبيعة الصراعات الحديثة”، مشيراً إلى أن الجهات الفاعلة أصبحت “قادرة على تغيير الحسابات الاستراتيجية العالمية بتكلفة أقل بكثير”.
ووفقاً للتقرير فإن “عمليات الجيش اليمني تعكس فشل النموذج الأمني التقليدي، وتُؤكد ضرورة فهم التهديدات غير النظامية كعامل حاسم في الديناميكيات الجيوسياسية المعاصرة”.
واعتبر أن “نجاح الجيش اليمني يتمثل في استخدام استراتيجيات غير متكافئة تجمع بين التكلفة المنخفضة والمرونة العالية والتأثير الاستراتيجي الكبير، فعلى عكس حركات التمرد في القرن العشرين التي اعتمدت على تكتيكات حرب العصابات، زاد الجيش اليمني من حجم التهديد باستخدام الطائرات الانتحارية المسيرة والصواريخ الباليستية وأنظمة المراقبة منخفضة التكلفة، ويوجه هذه الأسلحة منخفضة التكلفة إلى سفن تجارية تبلغ قيمتها مليارات الدولارات”.
وتابع: “عندما تُلحق طائرة مسيرة واحدة الضرر بسفينة تجارية أو تهددها، تُجبر عشرات الشركات العالمية على تغيير مسارها، مما يزيد من تكاليف اللوجستيات، ويسبب مخاطر اقتصادية واسعة النطاق”.
وبحسب التقرير فإن “الاستراتيجيات غير المتكافئة تعمل من خلال تجنب مميزات القوة الرئيسية للخصم ومهاجمة نقاط الضعف التي تجعل تلك المميزات غير ذات صلة، وهذا ما حدث في البحر الأحمر: إذ يصبح تفوق السفن الحربية الحديثة عديم الفائدة عندما يأتي التهديد من طائرات مسيرة صغيرة يصعب تتبعها ويكلف استبدالها مبالغ زهيدة”.
وأوضح التقرير أن “محدودية قدرات القوات البحرية للدول الكبرى في الرد على هذه الهجمات تبرز إشكاليات في عقيدة الدفاع التقليدية، فقد نشرت الولايات المتحدة وبريطانيا أساطيل قتالية متطورة، لكن هجمات الحوثيين استمرت وأصابت أهدافاً استراتيجية”.
واعتبر أن “القوة الاستراتيجية للحوثيين لا تنبع من قدراتهم العسكرية فحسب، بل أيضاً من قدرتهم على استغلال الترابط الاقتصادي العالمي من خلال طريق البحر الأحمر”، مشيراً إلى أن “الهجمات كان لها تأثير معنوي هائل، فعند وقوع هجوم، تُقوم عشرات الشركات العالمية بمراجعة مساراتها الملاحية على الفور، ولهذا الخوف تأثير اقتصادي أكبر بكثير من الأضرار المادية التي تلحق بالسفن المستهدفة”.
وأضاف: “في سياق استراتيجي، أدرك الحوثيون أن خلق حالة من عدم اليقين سلاح استراتيجي رخيص وفعال للغاية”.
وخلص التقرير إلى أن “أزمة البحر الأحمر تبرز الحاجة إلى تحول جذري في استراتيجية الأمن العالمي، إذ لم يعد بإمكان الدول الاعتماد على الردع الدولي كركيزة أساسية”، معتبراً أن “هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ليست مجرد عرقلة للتجارة الدولية، بل تُنذر بإعادة تموضع جذرية للنظام الأمني العالمي”.
واختتم بالقول إن “الاستراتيجيات غير المتكافئة قد قوّضت هيمنة الدول، وكشفت عن عدم جاهزية هياكل الأمن الدولي للتعامل مع التهديدات غير النظامية”.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
بسلاح صيني.. موقع الدفاع العربي يكشف عن تورط الإمارات بتسليح مليشياتها في اليمن والسودان
كشف موقع الدفاع العربي عن دلائل تثبت تورط دولة الإمارات العربية المتحدة بتسليح مليشياتها في جنوب اليمن والسودان.
وقال موقع الدفاع العربي في تقرير له إن مدافع الهاوتزر الصينية الصنع من طراز AH4 عيار 155 ملم ظهرت للمرة الأولى مع ألوية العمالقة الجنوبية المدعومة من الإمارات في اليمن، في مؤشر جديد على انتشار هذا النظام المدفعي خفيف الوزن خارج الحدود الصينية.
وبحسب بيانات معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي (SIPRI)، تعدّ الإمارات المشغّل الأجنبي الوحيد المؤكّد لنظام AH4 خارج الصين.
وأكد أن ظهور مدافع AH4 الصينية مع قوات مدعومة إماراتيًا في اليمن، قد جرى توثيق المدفع نفسه مؤخرًا مع قوات الدعم السريع في السودان.
يضيف "تُظهر الصور الواردة من اليمن نشر المدفع مع ألوية العمالقة الجنوبية، وهي واحدة من أبرز التشكيلات المدعومة إماراتيًا والناشطة على خطوط القتال ضد جماعة الحوثيين.
ولم تُعلن الصين ولا الإمارات علنًا عن نقل النظام أو استخدامه العملياتي من قِبل وكلاء أو مجموعات شريكة. فالصين عادةً ما تحافظ على سرية كبيرة فيما يتعلق بصادرات السلاح، بينما تتجنب الإمارات الكشف عن طبيعة الأنظمة التي تزود بها شركاءها الإقليميين. وفق التقرير.
وطبقا للتقرير فإن المدفع AH4، الذي تصنّعه شركة نورينكو الصينية المملوكة للدولة، هو مدفع هاوتزر مقطور خفيف الوزن عيار 155 ملم، صُمم ليمنح وحدات المدفعية قدرة أكبر على الحركة التكتيكية مقارنة بالمدافع التقليدية الثقيلة المقطورة. ويبلغ وزن النظام نحو 4.5 طن فقط، أي جزءًا بسيطًا من وزن مدافع الهاوتزر القديمة المقطورة فئة 18 طنًا، ما يسمح بنقله بواسطة مروحيات النقل الثقيلة مثل CH-47 أو Mi-26، وكذلك طائرات النقل التكتيكية مثل C-130 وY-8.
وأشار إلى أن التصميم الصيني يشبه إلى حدّ كبير مدفع M777 الأميركي خفيف الوزن المصنّع من قبل شركة BAE Systems، والذي يزن نحو 4.2 طن. وقد طُوّر كلا النظامين استجابةً للطلب المتزايد على المدفعية بعيدة المدى التي يمكن إعادة نشرها بسرعة في التضاريس الصعبة، وإدخالها جوًا عند الحاجة.
وتشير تقييمات عدة إلى أن مدفع AH4 يحقق مدى نيران يصل إلى 40 كيلومترًا عند استخدام القذائف المعزّزة بالصواريخ، ما يتيح له إسناد الوحدات البرية المتحركة واستهداف مواقع بعيدة دون الاعتماد على منصات مدفعية أثقل وأقل حركة.
ويمنح نظام AH4 أفضلية في البيئات التي تتطلب إعادة انتشار سريع. فالمدفع يمكن وضعه في موضع القتال بسرعة، وتنفيذ رمايات دقيقة، ثم الانتقال قبل تعرضه لتهديدات المدفعية المضادة — وهي ميزة بالغة الأهمية في تضاريس اليمن الوعرة.