سكاي نيوز عربية:
2025-05-31@12:13:02 GMT

في سودان "الحرب".. من يضمد جراح الأطباء؟

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

يعمل الأطباء السودانيين في ظل أوضاع قاسية تحاصرهم نيران الحرب وتردي بيئة المشافي، بينما لم يتقاضوا أجورهم طوال خمسة أشهر ماضية، الشي الذي يهدد بانهيار كلي للخدمات الصحية في البلاد.

وبعد صبر طويل بلا رواتب بدأت حركة إضرابات عن العمل تنتظم المستشفيات في عدة مناطق سودانية خاصة ولايتي شمال كردفان والبحر الأحمر، في تحرك يهدف لنيل المستحقات المالية وتحسين بيئة العمل، وسط تجاوب محدود من السلطات المحلية.

ومنذ اندلاع الحرب بينالجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل الماضي، توقفت رواتب جميع العاملين في الخدمة العامة في السودان، لكن الأطباء يقولون إنهم يختلفون عن بقية الموظفين لأنهم يواصلون عملهم بدوام كامل في المستشفيات، بينما أغلقت معظم المؤسسات الأخرى ويجلس عمالها دون مهام.

 

وتقول رئيس اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان د. هبة عمر إبراهيم لموقع "سكاي نيوز عربية" إن "الأطباء يعملون في ظروف لا إنسانية، فقد حرموا من رواتبهم وشتى حقوقهم المالية، في الوقت نفسه يواصلون عملهم بتفان تقديراً لظروف المرضى".

وتشير إلى أن معاناة الكوادر الطبية لم تتوقف عند حرمانهم من مستحقاتهم المالية، لكنهم يجابهون مخاطر أمنية واسعة فهم في خط النار الأول، وفقد العديد من زملاءهم أرواحهم بسبب هذه الحرب.

قتل الأطباء

وبحسب حصيلة للجنة التمهيدية لنقابة الأطباء في السودان، فإن 24 طبياً قتلوا خلال هذه الحرب إثر إصابتهم بالرصاص أو المقذوفات المتفجرة، فيما قتل 5 من الطلاب يدرسون في مراحل مختلفة بكليات الطب خلال الصراع الحالي.

وكانت المشافي في العاصمة الخرطوم قد تعرضت لعمليات قصف مدفعي واقتحام من القوات المتحاربة، مما قاد الى خروج 72% منها عن العمل، مما أدى لتفاقم تدهور الوضع الصحي هناك.

وبعد إغلاق مستشفيات مرجعية في الخرطوم بسبب الحرب تحول آلاف الأشخاص خاصة مرضى السرطان والكلى إلى مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة لمواصلة علاجهم فيها، مما خلق ضغط كبير على المراكز والأطباء.

وتقول أخصائية الأورام في مستشفى علاج السرطان بود مدني د. ندى عثمان لموقع "سكاي نيوز عربية" إن "الأطباء يعملون بطاقتهم القصوى من أجل مقابلة التردد العالي في المستشفى، في حين لم يتقاضوا رواتبهم وحوافزهم منذ شهر مارس الماضي وهو أمر قاسي للغاية".

وتضيف "هؤلاء الأطباء لديهم مسؤوليات حياتية من أين يغطونها في ظل عدم وجود رواتب؟ يقضون كامل يومهم في المستشفى وفي النهاية لا يجدون حتى مبالغ أجرة المواصلات الى منازلهم".

وترى ضرورة أن يكون هناك تحرك قوي وعاجل لحل مشكلة رواتب العاملين في الحقل الطبي، لأن توقفهم عن العمل سيقود إلى انهيار الخدمة الصحية ويفاقم مأساة المرضى.

سلاح الإضراب

وفي ولاية شمال كردفان نفذ أطباء مستشفى الأبيض التعليمي إضراباً عن العمل استمر ما يقارب الشهر في تصعيد يهدف لنيل رواتهم، وقاموا برفعه هذا الأسبوع أثر تفاهمات مع السلطات الحكومية الولائية.

 وأفاد المدير الطبي لقسم الطواري بمستشفى الأبيض التعليمي د. عبد الرحيم محمد إبراهيم موقع بأن اضرابهم لم يكن بغرض أمور ترفيهية وإنما أشياء ضرورية تتعلق بحياة الأطباء ومعاشهم.

ويقول "إلى جانب توقف الرواتب، هناك تردي مريع في بيئة العمل حيث تنعدم مياه الشرب والاستراحات المهيئة والوجبات، كما لا توجد خدمة ترحيل للكوادر الطبية، لذلك نفذنا الاضراب الأخير بغرض تحسين الخدمة الصحية للمرضى واستدامتها".

ويضيف "قمنا بتعليق الإضراب لمدة شهر قادم بعد أن تم سداد 90% من مستحقاتنا المالية ولمسنا جدية في الاستجابة لبقية المطالب المتعقلة بالترحيل والاستراحات وغيرها من مطلوبات العمل، وقد باشرنا عملنا إبداء لحسن النية ولأن وضع المرضى لا يحتمل أيضاً".

وعلى الرغم من الواقع الذي يعيشونه والمتمثل في تردي بيئة العمل وتوقف الرواتب، يبدو الأطباء في الولايات السودانية أفضل حالاً من زملاءهم الذين ما يزالون يعملون في خط النار داخل العاصمة الخرطوم وسط مخاطر عالية يواجهون خلالها شبح الموت.

ظروف صعبة

وبحسب أمنية كفاح مصطفى وهي مسعفة متطوعة في مستشفى النو بمدينة أم درمان، فإن الكوادر الطبية في هذا المشتشفى تعمل تحت ظروف صعبة حيث لا يخلو الوضع من تهديد، إذ تسقط المقذوفات والذخائر الطائشة من وقت لآخر في محيطه.

 وتقول أمنية في حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية" "رغم هذه المخاطر يستمر الأطباء في العمل بمستشفى النو الذي يأتونه بأرجلهم في ظل عدم وجود ترحيل، ويساندهم فريق من الشباب المتطوعين في اسعاف المرضى والمصابين وتوفير الادوية والمستلزمات الطبية".

وتعليقاً على موجة الإضرابات، تقول رئيس اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان د. هبة عمر إبراهيم إن لجنتها تدعم بقوة حراك الأطباء وكل وسائلهم للتعبير عن أوضاعهم ونيل حقوقهم.

وتضيف "الأطباء في مختلف أنحاء السودان لديهم فرعياتهم النقابية التي تعبر عنهم حسب مقتضى الحاجة والظروف التي تواجههم، ونحن بدورنا ندعم كل الخطوات التي من شأنها رد حقوق العاملين في الحقل الطبي وحتى يتسن لهم القيام بواجبهم الإنساني تجاه المرضى".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الجيش وقوات الدعم السريع حرب السودان الحرب السودانية مستشفيات السودان المستشفيات السودانية أطباء السودان نقابة أطباء السودان الجيش وقوات الدعم السريع أخبار السودان الأطباء فی عن العمل

إقرأ أيضاً:

نقابة الأطباء ترد على الصحة بسبب اتهام عضو مجلسها بنشر أخبار كاذبة

أخلت النيابة العامة سبيل الدكتور خالد أمين، الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء، بضمان محل إقامته، وذلك عقب التحقيقات التي أجريت معه بشأن البلاغ المقدم من وزارة الصحة، بحضور نقيب الأطباء الدكتور أسامة عبد الحي، والمستشار القانوني للنقابة محمود عباس.

حضر إلى مقر النيابة هيئة المكتب بكامل أعضائها، وعدد من الأطباء للتأكيد على تضامنهم الكامل مع الدكتور خالد أمين، تأكيدا على أن العمل النقابي ليس جريمة، بل هو حق أصيل كفله الدستور والقانون، وأن محاسبة ممثل نقابي على تصريحاته أو مواقفه التي تصب في صالح المهنة والمنظومة الصحية هو أمر مرفوض شكلًا وموضوعًا ويمثل سابقة خطيرة تمس روح العمل النقابي الحر الذي شاركت الدولة نفسها في ترسيخه كركيزة للتعبير عن الرأي والمشاركة في صنع القرار.

وفنّد الدكتور خالد أمين، خلال التحقيق، جميع الاتهامات الموجهة إليه، مقدّمًا مستندات رسمية ودراسات موثقة تدعم موقفه وتؤكد صحة تصريحاته.

وتضمن البلاغ المقدَّم ضد الدكتور خالد أمين، عضو مجلس نقابة الأطباء، 4 تهم رئيسية تندرج جميعها تحت مظلة نشر أخبار كاذبة من شأنها إثارة الفزع والبلبلة داخل المجتمع الطبي، وفي أوساط الرأي العام، وذلك على خلفية تصريحاته في أحد البرامج التليفزيونية والتي تحدث خلالها عن استقالة 12 طبيب يوميًا، وأن مرتبات الأطباء حديثي التخرج نحو 6 آلاف جنيه، والتصريح بأن قانون المسؤولية الطبية بصيغته الأولى سيؤدي إلى زيادة هجرة الأطباء، وحديثه عن تكرار الاعتداءات على الأطباء بشكل مبالغ فيه، بحسب وصف البلاغ المقدم من وزارة الصحة.

ومن جانبها قامت النقابة العامة للأطباء بالرد على الاتهامات وهى كالاتى:

الاستقالات اليومية للأطباء

قدّم الدكتور أمين، بحثًا وكشوفًا صادرة عن نقابة الأطباء، تُثبت أن عدد الأطباء الذين قاموا بتسجيل أنفسهم كأطباء حرّ في عام 2024 بلغ بمعدل 12 طبيبًا يوميًا، كما استند إلى إحصائيات أخرى منشورة سابقا على الصفحة الرسمية للنقابة تؤكد أن عام 2022 شهد أكبر معدل لاستقالات الأطباء من وزارة الصحة.

التحذير من الاستقالات الجماعية في حال صدور قانون المسؤولية الطبية

أوضح أن تصريحاته جاءت في حين صدور النسخة الأولى من قانون المسؤولية الطبية والذي رفضته النقابة، وحالة الغضب التي رصدتها النقابة عند الإعلان عن النسخة الأولى لمشروع القانون، حيث أعلن عدد من رموز المهنة عبر منصات التواصل الاجتماعي عزمهم اعتزال المهنة في حال صدور القانون بصيغته الأولى.

دراسة رسمية حول العجز في عدد الأطباء

أشار الدكتور أمين، إلى دراسة مشتركة أُجريت في عام 2020 بين وزارتي الصحة والتعليم العالي -التي كان يترأسها في ذلك الوقت وزير الصحة الحالي د.خالد عبد الغفار، بمشاركة منظمة الصحية العالمية ونقابة الأطباء، أظهرت أن نسبة الأطباء العاملين فعليًا بوزارة الصحة لا تتعدى 38% من إجمالي الأطباء في مصر، بينما يتجه الباقون للسفر أو العمل الخاص، مما يعكس وجود عجز كبير مقارنة بالمعدلات العالمية، حيث المعدل العالمي هو 24 طبيبًا لكل 10 آلاف مواطن، في حين يبلغ المعدل المحلي 8.6 طبيب فقط لكل 10 آلاف مواطن، وأوضحت هذه الدراسة أن سبب عزوف الأطباء عن العمل في وزارة الصحة، وتقديم استقالاتهم سببه تدني الأجور، وعدم تأمين بيئة العمل.

المرتبات المتدنية للأطباء

أكد الدكتور أمين، أن متوسط رواتب الأطباء حديثي التخرج أو الحاصلين على الماجستير نحو 6 آلاف جنيه شهريًا، وهو ما تدعمه شكاوى متعددة وردت للنقابة، وتعهد الدكتور خالد أمين بتقديم مستندات رسمية (مفردات مرتب) تثبت صحة حديثه.

عدم تنفيذ قرار وزارة الصحة بتحمّل تكاليف الدراسات العليا

أشار إلى أن القانون الصادر في عام 2014 بهذا الشأن لم يُنفذ، رغم صدور قرار وزاري في 2023، مؤكّدًا أن النقابة ما زالت تعقد اجتماعات مع الوزارة للمطالبة نحو التنفيذ، وأنها خاطبت الوزارة رسميًا بهذا الخصوص، وآخر تلك المخاطبات كان في عام 2024 وما زالت المفاوضات مستمرة لتنفيذ القانون.

وأعربت النقابة عن ثقتها الكاملة في نزاهة النيابة العامة والقضاء المصري العادل، الذي طالما كان حصنًا للحقوق والحريات، وضامنًا لاحترام الدستور وسيادة القانون.

نقابة الأطباء لـ«الأسبوع»: تدني الأجور يدفع الآلاف للهجرة سنويًا.. ولا نتقاضى رسومًا مقابل سفرهم

نقابة الأطباء: لم نحقق مع طبيبة كفر الدوار.. وهدفنا التقويم وليس الذبح «فيديو»

مقالات مشابهة

  • وزير المالية السوداني: وقف الحرب أولا وشعبنا سيحكم نفسه بنفسه
  • الاحتلال يُجلي المرضى والطواقم الطبية من مستشفى العودة قسراً
  • المالية العراقية: رواتب الموظفين مؤمنة بالكامل
  • بعد إقراره نهائيا.. ننشر فلسفة مشروع قانون تنظيم المسؤولية الطبية
  • كوجر: قرار المالية الاتحادية بشأن رواتب كوردستان غير مدروس
  • البعثة الطبية للحج : جاهزون لتقديم أفضل سبل الرعاية الصحية للحجاج
  • الديمقراطي الكوردستاني يندد بقرار المالية بايقاف تمويل رواتب موظفي الاقليم
  • بيان لوزارة المالية حول رواتب الموظفين والمتقاعدين والاسلاك العسكرية... إليكم التفاصيل
  • نقابة الأطباء ترد على الصحة بسبب اتهام عضو مجلسها بنشر أخبار كاذبة
  • السجن 20 عامًا على جراح فرنسي اعتدى جنسيًا على 299 طفلًا