بقدر انتصارهم على شهواتهم.. خطيب المسجد الحرام يوضح معيار القرب من الله
تاريخ النشر: 5th, December 2025 GMT
قال الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الله سبحانه وتعالى جعل قرب عباده منه بقدر مغالبتهم لأهوائهم، وانتصارهم على شهواتهم.
بقدر انتصارهم على شهواتهموأوضح " بليلة" خلال خطبة الجمعة الثانية من شهر جمادي الآخرة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن لعلمه سبحانه وتعالى بطبيعة هذه النفس البشرية، وما أودعه فيها من رغبات، هيأ لها من الأعمال والأسباب، ما يجبر ما وقعت فيه من ذنوب وخطيئات.
وتابع: من أعظم تلك الأسباب وأسهلها وأيسرها على العباد، اتباع السيئات بالحسنات، قال سبحانه: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}.
وأضاف أنه تعالى جعل ذلك من صفات الناجين من هذه الأمة، والأعمال القربات متنوعة، وكلها تدخل تحت باب اتباع السيئات بالحسنات، ومن تلك الأعمال أيضًا حسنة التوحيد.
واستند لما ورد عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "قال الله تعالى: يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم أتيتني لا تشرك بي شيئًا، لأتيتك بقرابها مغفرة".
جبلها على الميلوأشار إلى أن الله عز وجل خلق النفس وجبلها على الميل للرغبات، والضعف عند الشهوات، وارتكاب السيئات، والوقوع في الخطيئات، والحكم بالغات، ومقاصد عظيمات، أجلها لتظهر صفات جلاله، ونعوت كماله، من عفوه ومغفرته، وحلمه ورحمته.
ودلل بما جاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: "والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا، لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله، فيغفر لهم"، وليعلم الله من يخافه بالغيب.
وأردف: وليتقرب إليه العباد بعبادة التوبة والاستغفار، وليحصل هم التذكر والادكار، وليرجعوا إليه بالتضرع والانكسار، وكلها من أجل العبادات، وأعظم القربات المحببة لدى رب الأرض والسماوات
وأكد حاجة العباد إلى تكفير السيئات ومحو الخطيئات، خاصة في هذا العصر، الذي طغت فيه التقنية الحديثة، وصارت الفتن تعرض على قلب المؤمن عودًا عودًا، شبهات وشهوات، مخالفات ومنكرات في الليل والنهار، والسر والجهار.
استمراء الخطيئاتوبين أنها ترد عليه بغير استئذان ولا انتظار، وعدم القنوط من رحمة الله، بل اجعلوا كل ذنب تقترفونَه دافعًا لعمل صالح تستقبلونَه، لتكونوا دومًا في رحاب الله ومغفرته، وستره ورحمته، فيشملكم بعفوه الواسع، ويحيطكم بسياجه المانع.
وحذر من إلف المعاصي، واستمراء الخطيئات، واعتياد السيئات، فإن ذلك أمارة الخذلان، وعلامة الحرمان، والبعد من الرحمن، وأما من آلمته سيئته، وأحزنته خطيئته، وأهمته ذنوبه، فإن ذلك علامة الإيمان، والقرب من الرحمن.
ولفت إلى أن العبد على خير عظيم ما دام على هذه الحال، فعن عبدالله بن عمر عن أبيه قال: قال رسول الله: "من سرته حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن" أخرجه الإمام أحمد والترمذي وصححه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خطيب المسجد الحرام إمام وخطيب المسجد الحرام خطبة الجمعة من المسجد الحرام المسجد الحرام
إقرأ أيضاً:
الهيئة العامة للعناية بالحرمين تعزّز منظومة الخدمات المقدّمة لكبار السن وذوي الإعاقة في المسجد الحرام
تواصل الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تطوير وتوسيع منظومة الخدمات المخصّصة لكبار السن وذوي الإعاقة، بما يضمن لهم سهولة الحركة وتمام الطمأنينة أثناء أدائهم لشعائرهم.
وتشمل الخدمات المقدّمة توفير سماعات خاصة لضعاف السمع داخل عدد من المواقع، تضمن وصول صوت الخطب والدروس بوضوح، وتوفير أدوات التيمم في نقاط متعددة لتسهيل أداء الفريضة لمن يتعذر عليهم استخدام الماء، إضافة إلى مصحف مزوّد بقلم قارئ يساعد على التلاوة والاستماع للآيات، كما خصصت الهيئة مترجمي لغة الإشارة أثناء الخطب والدروس الدينية، تعزيزًا لاستفادة فئة الصم وضعاف السمع من البرامج التوعوية والدعوية.
وتوفر الهيئة مصاحف برايل داخل مصليات المسجد الحرام، إلى جانب العصا البيضاء التي تساعدهم في التنقل بأمان داخل أروقة المسجد وساحاته.
وحددت مواقع المصليات المخصّصة لذوي الإعاقة وكبار السن لضمان وصول المصلين إلى مواقع العبادة بسهولة، وهي على النحو التالي: مصليات الرجال: توسعة الملك فهد – باب 68 (الأرضي/ الأول)، وباب 91 (الأول)، والتوسعة السعودية الثالثة – باب 123، والساحة الجنوبية – جسر أجياد، والساحة الشرقية، فيما تقع مصليات النساء في توسعة الملك فهد – باب 88 (الأرضي)، وباب 65 (الأول)، والساحة الجنوبية – جسر أجياد، والساحة الغربية – الشبيكة، والساحة الشرقية.
ودعت الهيئة القاصدين إلى متابعة منصاتها الرسمية والاطلاع على التحديثات المستمرة المتعلقة بالخدمات والتسهيلات المقدمة داخل الحرمين الشريفين.