الخرطوم تنهض من تحت الركام (1-3)
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
عدت إلى الخرطوم منذ منتصف يوليو الماضي، وطفت أرجاء محليات الولاية الـ7 ، بعضها سيراً على الأقدام أو المواصلات العامة وأخيراً بسيارة خاصة.
سأكون كاذباً إن قلت وقتها إن العاصمة تعافت، فليس ثمة ما يدعو إلى تضليل الناس بتجميل ركام مخلفات الحرب ولا المناظر الشائهة و المخيفة، ولا المظاهر السلبية ولا التشوهات البصرية،
فقد كانت محليات الخرطوم وشرق النيل و أم درمان والخرطوم بحري عبارة عن قرية كبيرة يكسوها الظلام وتغطيها غابات الحشائش و استوطنت فيها الأمراض وحاصرتها التفلتات وتوالدت فيها الحشرات ونواقل الأمراض ليلاً ونهاراً
*إشارات سوداء:*
لم أر – وقتها – طوال مروري في الأحياء القديمة والجديدة إشارة واحدة قد تفيد بوجود مدينة يسكنها الناس، كل شئ كان منعدما سوي أسواق يطلق عليها (أسواق دقلو) تبيع كل شيء ويتواجد فيها أي شئ حلالاً كان أو حراماً.
المعروضات بعضها ساخناً لكن ليس بالإمكان الإشارة إلى ذلك إن لم تملك ما يعزز قولك،
الخدمات كلها كانت منعدمة بما في ذلك المياه والصحة والعلاج وكذلك أجهزة الولاية التنفيذية .. حرفياً كانت الخرطوم “غابة” ليس إلا ، غير صالحة للعيش.
ترددت في نشر تقاريري الصحفية رغم إصرار إدارة تحرير “المحقق” على رسم صورة للأوضاع في الولاية، ولم أشأ أن أقابل مسؤولا حكوميا ريثما انقل صورة قلمية بأم عيني
صورة الأشياء:
الأوضاع حتى قبل أسابيع قليلة كانت في غاية السوء .. ارتفاع في الأسعار وانعدامها في احيايين عديدة.. مئات المرضى بأسباب تكاثر البعوض الناقل للملاريا وحمى الضنك .. كسورات مواسير المياه العذبة و تدفقات الأمطار .. و مازاد المخاوف والهواجس سماع أصوات الذخيرة ليلا وزيارات المسيرات فجراً وتحركات السيارات بدون لوحات، وتواجد العساكر بالسلاح في أماكن تواجد المدنيين في الاسواق والمقاهي.
*شوارع المدينة مرسَم كامل للحفر و المطبات والتعرجات:*
السيارات المشتعلة و المحروقة تكاد تملأ الساحات والميادين والشوارع والأحياء، ومخلفات الحرب تراوح َمكانها في الممرات
لاشئ يدعو للتفاؤل فالتكايا، ملاذ المواطن إذ لا تواجد مشاغل وفرص عمل يجنون منها دخلاً .. الجميع في إجازة إجبارية
*الخرطوم تنهض:*
الآن فقط، منذ أواخر نوفمبر يمكننا القول إن الخرطوم تنهض من تحت الركام.
فمنذ 15 يوماً فقط تسارعت خطوات الأجهزة الحكومية والمجهودات الشعبية والمنظمات تسابق الزمن لأجل إحداث متغيرات حقيقية علي أرض الواقع علي مستوى الخرطوم العاصمة، حتي تستقبل أهلها الذين هجرتهم حرب الإمارات والجنجويد عن ديارهم، ليس لأي سبب غير تنفيذ مؤمراة دولية لتفريغ العاصمة والسودان أجمع، وتوفير مشروعات وبرامج لتأهيل العاصمة لاستقبال العائدين لها من دول المهاجر ومدن النزوح علي مستوى ولايات السودان الشرقية والشمالية.
وأنت تتجول علي مستوى أحياء الخرطوم تشهد حركة مكثفة ودؤوبة تتبناها اللجنة العليا التي وضعت إعادة خدمات الأمن والمياة والكهرباء في صدر أولوياتها.
*سطور في أسبوع:*
سطور نخطها عبر أسبوع في إعادة الاعمار ، فالخرطوم اليوم، لا تتعافى بالحجارة وحدها… بل تتعافى بالروح.
تعود المؤسسات، وتضاء الطرقات، وتنتظم الخدمات كما لو أنها تؤكد للجميع أن العاصمة — رغم الجراح — مدينة لا تعرف الانكسار.
*عودة الحياة:*
ومن بين تفاصيل كثيرة، يتشكل مشهد جديد عنوانه:
“عودة الحياة… وطريق الإعمار قد بدأناه”
*البقية تأتي:*
في الحلقة الثانية سننقل مَجهودات حكومية ولائية و اتحادية والمجهودات الشعبية،
وفي الحلقة الثالثة والأخيرة سنعرض الإخفاقات وأحاديث الناس
المحقق – محمد مصطفى المامون
إنضم لقناة النيلين على واتسابPromotion Content
أعشاب ونباتات رجيم وأنظمة غذائية لحوم وأسماك
2025/12/07 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة تقرير إسرائيلي يحذر من صاروخ مصري “قد يغير قواعد اللعبة”2025/12/07 المصارف السودانية في مصر … عقبات تنتظر الحلول2025/12/04 سونا والثروة الحيوانية يتحدون ظروف الأمطار ويعقدون المؤتمر التنويري ال 48 لتوضيح آخر المستجدات2025/12/04 هل يريد ترامب ضمان سلامة السودانيين أم الحصول على استثمارات السعوديين ؟2025/12/04 الدعم السريع تحتجز ناجين من حصار الفاشر للحصول على فدى2025/12/04 القصة الكاملة لأزمة الكلاب الضالة.. لماذا لا تضع الحكومة خطة مواجهة مثل هولندا وتركيا؟2025/12/02شاهد أيضاً إغلاق تحقيقات وتقارير تاج السر أحمد سليمان … صوت الحقيقة الذي لا ينطفئ ! 2025/12/01الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عنالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
طلاب جامعة العاصمة في «إيديكس 2025»
شاركت جامعة العاصمة حلوان سابقًا فى فعاليات معرض الصناعات الدفاعية والعسكرية «إيديكس 2025» بالتعاون مع قوات الدفاع الشعبي والعسكري.
ونظّمت الجامعة زيارة موسعة لطلابها من جامعة العاصمة والطلاب الوافدين للمشاركة في هذا الحدث الذي يجمع أحدث ما توصلت إليه الصناعات الدفاعية والتكنولوجية في العالم.
وجاءت الزيارة في إطار حرص الجامعة على توفير فرص تعليمية تطبيقية تعزز من وعي الطلاب بالتطورات المتسارعة في مجالات التكنولوجيا الدفاعية والأنظمة المتقدمة.
وجاءت مشاركة الطلاب في هذا الحدث تحت رعاية الدكتور السيد قنديل، رئيس جامعة العاصمة، والدكتور حسام رفاعي، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وتحت إشراف العقيد عماد حمدي، مدير إدارة التربية العسكرية بالجامعة
وشهدت الزيارة جولات موسعة داخل أجنحة المعرض، حيث تعرّف الطلاب على أحدث التقنيات الدفاعية والأنظمة الذكية المستخدمة عالميًا، كما أتيحت لهم فرصة التفاعل المباشر مع الشركات العارضة والخبراء المتخصصين، والاطلاع على أحدث الابتكارات والاتجاهات المستقبلية للصناعات الدفاعية. وأسهمت الزيارة في توسيع مدارك الطلاب العلمية والمهنية، وربط معارفهم النظرية بالتطبيق العملي، خاصة في ظل المشاركة الواسعة من كبرى المؤسسات والشركات الدولية المتخصصة.
وأكد الدكتور السيد قنديل، رئيس جامعة العاصمة، أن مشاركة الجامعة في معرض «إيديكس 2025» تأتي ضمن رؤية الجامعة لدعم التجارب الميدانية للطلاب.
ولفت إلى أن المعرض يمثل منصة عالمية تمنح الطلاب فرصة فريدة للتعرف على أحدث التطورات في مجال الصناعات الدفاعية والتكنولوجية، بما يعزز قدراتهم على مواكبة سوق العمل الحديث، ويحفزهم نحو الابتكار والإبداع. وأوضح أن جامعة حلوان مستمرة في توفير كل ما يدعم الطالب أكاديميًا ومهنيًا من خلال برامج وأنشطة تعزز خبراته وتصقل مهاراته.
وأكد العقيد عماد حمدي، مدير إدارة التربية العسكرية بجامعة العاصمة، أن هذه الزيارة تُعد تجربة تعليمية وثقافية متكاملة، حيث تتيح للطلاب وخاصة الوافدين فهماً عميقًا لجهود الدولة المصرية في تطوير الصناعات الدفاعية وتعزيز قدراتها التكنولوجية. وأشار إلى أن مشاركة الطلاب في هذا الحدث الدولي تسهم في بناء وعيهم الوطني، وترسخ لديهم قيم الانضباط والمعرفة، وتفتح أمامهم آفاقًا أوسع لاكتساب مهارات جديدة في مجالات التكنولوجيا الحديثة.
وتأتي هذه المشاركة تأكيدًا على الدور الحيوي الذي تضطلع به جامعة العاصمة في دعم الأنشطة التطبيقية، وتقديم تجارب ميدانية متطورة تعكس اهتمامها بالجمع بين التعليم الأكاديمي والاطلاع العملي على أحدث المنظومات التكنولوجية العالمية، بما يسهم في إعداد جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل بثقة وكفاءة.