في تطور درامي يليق بصناعة الترفيه نفسها، دخلت شركة باراماونت بقوة على خط المنافسة للاستحواذ على شركة وارنر براذرز ديسكفري WBD، لتشعل سباقًا ماليًا وإعلاميًا غير مسبوق. 

فبعد أيام فقط من موافقة مجلس إدارة WBD على عرض نتفليكس البالغ 82.7 مليار دولار، أعلنت باراماونت عن تقديم عرض استحواذ عدائي يفوقه بكثير، وبقيمة إجمالية تصل إلى 108.

4 مليار دولار، وتوجهه مباشرة إلى المساهمين دون المرور عبر إدارة الشركة التي كانت قد اختارت بالفعل الصفقة المنافسة.

عرض باراماونت يتضمن 30 دولارًا نقدًا للسهم، على أن يستمر حتى 8 يناير، وهو أعلى من عرض نتفليكس الذي بلغت قيمته 27.75 دولارًا للسهم (23.25 دولارًا نقدًا و4.50 دولارًا في أسهم نتفليكس).
لكن الاختلاف لا يقف عند السعر، فباراماونت ترغب في الاستحواذ على كامل شركة WBD، بينما تسعى نتفليكس فقط إلى شراء وحدات البث والاستوديوهات، بما في ذلك HBO Max واستوديوهات وارنر براذرز وأصول الألعاب.

وتأتي أهمية هذا التفصيل من أن WBD كانت تخطط للانقسام إلى شركتين في العام المقبل، إحداهما تضم أصول البث، والأخرى تضم شبكات الكابل المعروفة باسم جلوبال نتوركس، نتفليكس ليست مهتمة إلا بالشركة الأولى، بينما تسعى باراماونت لضم المنظومة بالكامل، بما فيها الشبكات التقليدية.

في بيان شديد اللهجة، انتقدت باراماونت توصية مجلس إدارة WBD بعرض نتفليكس، واصفة التقييم المقدم لـ "جلوبال نتوركس" بأنه "وهمي ولا يستند إلى أسس العمل"، وأنه لم يأخذ في الاعتبار حجم الأصول ولا ديون الشركة الضخمة التي كانت WBD تخطط لنقل معظمها إلى الشركة المنقسمة الجديدة.

بلغت ديون WBD مع نهاية سبتمبر 34.5 مليار دولار، وهو رقم اعترفت الشركة بأنها كانت ستلقي بجزء كبير منه على كاهل الشبكات التابعة لها. وهنا أكدت باراماونت أن عرضها أكثر شمولًا، خاصة وأنه يشمل عمليات تمويل كبيرة تُظهر جدية العرض.

عرض باراماونت مدعوم بحزمة تمويل قوية تضم:

40.7 مليار دولار من عائلة ديفيد إليسون (نجل لاري إليسون، مؤسس أوراكل) وشركة RedBird Capital
54 مليار دولار ديونًا بضمان بنك أوف أمريكا وسيتي وأبولو
دعم مستثمرين كبار آخرين، بينهم Affinity Partners التابعة لجاريد كوشنر، وصناديق الثروة السيادية في السعودية وقطر وأبوظبي

أما شركة تينسنت الصينية التي دعمت عرضًا سابقًا، فهي ليست ضمن هذا التحالف الجديد.

إحدى النقاط المثيرة أن باراماونت أكدت أن صفقتها ستواجه تدقيقًا تنظيميًا أقل من صفقة نتفليكس، خاصة أن الأخيرة لن تُغلق إلا بعد انقسام WBD في 2026.

وتشير تقارير CNBC إلى أن باراماونت تعتمد في ذلك على صغر حجمها نسبيًا مقارنة بنتفليكس، وكذلك على علاقتها الوثيقة مع إدارة ترامب. وفي عطلة نهاية الأسبوع، أدلى الرئيس دونالد ترامب بتصريح يزيد من تعقيد المشهد، إذ قال إن صفقة نتفليكس "قد تمثل مشكلة لأنها تمنحها حصة سوقية كبيرة".

في بيان لمجلة فارايتي، أكدت WBD أنها ستراجع عرض باراماونت وستقدم توصية لمساهميها بحلول 19 ديسمبر، لكنها شددت في الوقت الحالي على أنها لا تزال ملتزمة باتفاقها مع نتفليكس، ودعت المساهمين إلى عدم اتخاذ أي خطوة حتى إشعار آخر.

من جانبه، قال تيد ساراندوس، الرئيس التنفيذي المشارك لنتفليكس، إن عرض باراماونت كان متوقعًا بالكامل، مضيفًا:
"لقد أبرمنا الصفقة ونحن سعداء بها للغاية. نعتقد أنها رائعة لمساهمينا وللمستهلكين أيضًا، ونثق تمامًا أننا سنصل إلى خط النهاية".

بين تمويلات ضخمة واتهامات علنية وصراع بين عمالقة الإعلام، تعكس هذه المنافسة مدى أهمية المحتوى والبث في مستقبل صناعة الترفيه. باراماونت تسعى إلى بناء إمبراطورية ترفيهية متكاملة، بينما تريد نتفليكس تعزيز هيمنتها العالمية.

وفي انتظار قرار المساهمين والتنظيمات، تبدو هوليوود على أعتاب واحدة من أكبر صفقات الاندماج في تاريخها، والتي قد تغيّر شكل الصناعة لعقود قادمة.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عرض باراماونت ملیار دولار دولار ا

إقرأ أيضاً:

ترامب يلوح بمخاوف احتكارية بشأن استحواذ نتفليكس على وارنر براذرز

أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مخاوف محتملة تتعلق بمكافحة الاحتكار بشأن خطة شركة "نتفليكس" الأمريكية للاستحواذ على شركة "وارنر براذرز ديسكفري" مقابل 72 مليار دولار، مشيرا إلى أن الحصة السوقية للكيان المندمج قد تشكل مشكلة.

تأتي تصريحات ترامب وسط انتقادات للصفقة المحتملة وتأثيرها على صناعة السينما، وهو ما قد يثير مخاوف من معارضة الجهات التنظيمية لدمج أكبر منصة بث في العالم مع أيقونة من أيقونات هوليوود، وتواجه الصفقة مراجعة مطولة من جانب وزارة العدل الأمريكية، في خطوة من شأنها إعادة تشكيل صناعة الترفيه.

وقال ترامب ردا على سؤال بشأن الصفقة، مؤكدا أنه التقى مؤخرا بالرئيس التنفيذي المشارك لنتفليكس تيد ساراندوس: "حسنا، هذه الصفقة يجب أن تمر بإجراءات، وسنرى ما سيحدث.. لكنها حصة سوقية كبيرة، وقد تكون مشكلة"، بحسب ما نقلته وكالة "بلومبرج" الأمريكية.

وأظهرت الرهانات في سوق التوقعات "بوليماركت" أن احتمال إتمام نتفليكس للاستحواذ بحلول نهاية 2026 تراجع إلى 23% بعدما كان نحو 60% قبل تصريحات ترامب، وارتفعت أسهم وارنر براذرز بنسبة 1% في التعاملات المبكرة على منصة "بلو أوشن"، بينما تراجعت أسهم نتفليكس بنسبة 1.4%.

ومن شأن الصفقة أن تجمع بين أكبر شركة في صناعة البث عالميا وخدمة "إتش بي أو ماكس"، وقد تجادل إدارة مكافحة الاحتكار في وزارة العدل، التي ستراجع الصفقة في الولايات المتحدة، بأن الصفقة غير قانونية لأن الحصة السوقية المجمعة ستدفع نتفليكس إلى ما يتجاوز عتبة 30%.

وقال ترامب: "نتفليكس لديها حصة سوقية كبيرة جدا، وعندما تكون وارنر براذرز معها، فإن هذه الحصة سترتفع كثيرا"، مضيفا أنه سيكون منخرطا شخصيا في عملية اتخاذ القرار.

ومن المتوقع أن تجادل نتفليكس بأن خدمات أخرى مثل يوتيوب التابعة لشركة "ألفابت"، ومنصة "تيك توك" التابعة لشركة "بايت دانس" يجب أن تؤخذ في الاعتبار ضمن أي تحليل للسوق، وهو ما سيقلص بشكل كبير من الهيمنة السوقية الظاهرة للمنصة.

وكان ساراندوس قد التقى ترامب في البيت الأبيض مؤخرا للضغط من أجل إتمام الاستحواذ، وفق ما أفادت به "بلومبرج" في وقت سابق، كما قال ساراندوس وقتها إن نتفليكس لم تكن بأي حال احتكارا مطلقا، وأنها تعرضت أيضا لخسائر في أعداد المشتركين قبل عامين، بحسب أشخاص مطلعين على الأمر.

وفي حال إتمام الصفقة، ستكون "وارنر براذرز" قد استبعدت شركة "باراماونت سكاي دانس" والتي كانت تسعى لشرائها، في خطوة قد تشعل معركة سياسية في واشنطن، حيث تعتمد باراماونت على دعم ثاني أغنى رجل في العالم، لاري إليسون، وقد روجت لعلاقاتها الطويلة مع ترامب، كما أن استحواذ باراماونت، الذي أُغلق في أغسطس، حظي بإشادة علنية من الرئيس الأمريكي.

كما انتقد مشرعون أمريكيون من الحزبين الصفقة بالفعل، من بينهم النائب الجمهوري داريل عيسى والسناتور الديمقراطية إليزابيث وارن، معتبرين أن الصفقة، التي ستنشئ عملاق بث عالمي يضم 450 مليون مستخدم، تضر بالمستهلكين.

وقال الخبير في بورصة "وول ستريت"، إد يارديني: "لا أعتقد أنها تخلق وضعا احتكاريا حقيقيا.. الاحتكارات التكنولوجية لا تدوم طويلا لأن هناك دائما من يجد طريقة للمنافسة، وهناك بالتأكيد عدد كبير من خدمات البث الأخرى".

ومن المرجح أيضا أن تخضع صفقة نتفليكس لمراجعة موسعة من قبل الجهات التنظيمية في الاتحاد الأوروبي، وفي المملكة المتحدة، كانت الصفقة قد خضعت للتدقيق بالفعل قبل الإعلان عنها، حيث ضغطت عضوة مجلس اللوردات البارونة لوسيانا بيرجر على الحكومة بشأن تأثير الصفقة على المنافسة وأسعار المستهلكين.

وحتى إذا ركزت مراجعات مكافحة الاحتكار فقط على قطاع البث، تعتقد نتفليكس أنها ستنتصر في النهاية، في ظل وجود منافسين كبار آخرين مثل خدمة برايم التابعة لشركة أمازون وشركة والت ديزني، بحسب أشخاص مطلعين على رؤية الشركة، وفقا لـ"بلومبرج".

ومن المتوقع أن تجادل نتفليكس بأن أكثر من 75% من مشتركي "إتش بي أو ماكس" مشتركون بالفعل في نتفليكس، ما يجعل الخدمتين مكملتين لبعضهما لا متنافستين، وفقا لأشخاص مطلعين على المناقشات طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.

كما من المتوقع أن تدفع الشركة بأن خفض تكاليف المحتوى عبر تملك "وارنر براذرز"، وإلغاء التقنيات الخلفية المكررة، ودمج نتفليكس مع ماكس، سيؤدي إلى خفض الأسعار.

طباعة شارك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مكافحة الاحتكار خطة شركة نتفليكس الأمريكية استحواذ على شركة وارنر براذرز ديسكفري صناعة السينما معارضة الجهات التنظيمية لدمج أكبر منصة بث في العالم أيقونة من أيقونات هوليوود

مقالات مشابهة

  • باراماونت سكاي دانس تنافس نيتفلكس في الاستحواذ على وارنر براذرز ديسكفري
  • باراماونت تعرض 108 مليارات دولار للاستحواذ على وارنر براذرز.. هل لترامب أي دور؟
  • باراماونت تعرض 108 مليارات دولار للاستحواذ على وارنر براذرز
  • ترامب يزيد الغموض حول استحواذ نتفليكس على وارنر براذرز ديسكفري
  • باراماونت تقدم عرضًا مضادًا للاستحواذ على وارنر براذرز ديسكفري.. ما تفاصيله؟
  • باراماونت تطرح عرضا عدائيا للاستحواذ على وارنر براذرز متحدية نتفليكس
  • ترامب يلوح بمخاوف احتكارية بشأن استحواذ نتفليكس على وارنر براذرز
  • رئيس نتفليكس يناقش مع ترامب صفقة استحواذ ضخمة على Warner Bros
  • ترامب: صفقة نتفليكس ووارنر براذرز قد تثير مخاوف وسأشارك بمراجعتها