ترامب يزيد الغموض حول استحواذ نتفليكس على وارنر براذرز ديسكفري
تاريخ النشر: 9th, December 2025 GMT
لا تزال صفقة استحواذ نتفليكس على وارنر براذرز ديسكفري، التي أُعلن عنها الأسبوع الماضي، تتصدر المشهد الإعلامي الأمريكي، ليس فقط لحجمها وقيمتها، بل لما تثيره من أسئلة جوهرية حول مستقبل سوق بث المحتوى، وتوازن القوى بين عمالقة الصناعة، ومدى قبول الجهات التنظيمية باندماج من هذا النوع، ومع أن الصفقة فاجأت كثيرين بجرأتها، جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتضيف مزيدًا من الشكوك حول قدرتها على المرور بسلاسة.
ففي جلسة أسئلة وأجوبة مع الصحفيين، أكد ترامب أن الصفقة لن تحصل على موافقة تلقائية، بل ستخضع لما وصفه بـ"عملية طويلة ومعقدة"، مشيرًا إلى أنه يرى في اندماج نتفليكس ووارنر براذرز ديسكفري "حصة سوقية كبيرة قد تُشكّل مشكلة".
وأضاف الرئيس أنه سيتدخل شخصيًا في عملية الموافقة، وهو ما يعكس حساسية الصفقة سياسياً واقتصادياً، ويشير إلى احتمال ارتفاع سقف التحديات التي ستواجهها الشركة.
وبحسب التقديرات الحالية، فإن اندماج نتفليكس مع منصة إتش بي أو ماكس سيُنتج كيانًا يسيطر على نحو 33 بالمئة من سوق البث في الولايات المتحدة، وهو ما يضعه في الصدارة متقدماً على أمازون برايم فيديو التي تستحوذ على 21 بالمئة، هذا التركز في الحصة السوقية يُعدّ من العوامل الرئيسية التي تستفز وزارة العدل الأمريكية، وتدفعها إلى التدقيق في أي صفقة يُحتمل أن تُخلّ بمبدأ المنافسة العادلة.
ورغم المخاوف التنظيمية، أكدت نتفليكس في أكثر من مناسبة أنها تعتزم الحفاظ على عمليات وارنر براذرز كما هي، بما في ذلك خدمات البث مثل إتش بي أو ماكس وإتش بي أو، وخط الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، واستوديوهات المحتوى، معتبرة أن الهدف من الاستحواذ هو تعزيز تنافسية الكيان الجديد لا احتكار السوق أو إغلاق مسارات توزيع.
المثير للاهتمام أن التحركات التحضيرية للصفقة بدأت قبل إعلانها الرسمي، ففي نوفمبر الماضي، أشارت تقارير إلى لقاء جمع تيد ساراندوس، الرئيس التنفيذي المشارك لنتفليكس، بترامب في البيت الأبيض، أكد خلاله أن الصفقة لن تُنشئ احتكارًا في السوق.
وبحسب مصادر مطلعة، غادر ساراندوس الاجتماع وهو يشعر بالاطمئنان إلى أن البيت الأبيض لا يعارض الاستحواذ في تلك المرحلة، رغم أن تصريحات ترامب الأخيرة توحي بأن الملف لا يزال مفتوحًا على احتمالات متعددة.
لكن التحديات قد لا تقتصر على وزارة العدل. فمن المتوقع أن تدخل شركات أخرى على خط المنافسة، وعلى رأسها شركة باراماونت، التي كانت قد أبدت اهتمامًا سابقًا بشراء وارنر براذرز ديسكفري قبل طرحها رسميًا للبيع. وتشير تسريبات إلى احتمال تقديم باراماونت عرضًا عدائيًا، ما قد يقلب المشهد رأسًا على عقب ويخلق سباقًا محمومًا للاستحواذ على واحدة من أكبر مكتبات المحتوى في العالم.
في موازاة ذلك، تتصاعد الاحتجاجات داخل هوليوود، حيث عبّرت نقابات العاملين في القطاع عن مخاوفها من أن تؤدي سيطرة نتفليكس إلى تقليص كبير في توزيع أفلام وارنر براذرز في دور السينما، وهو ما يهدد الإيرادات "البوكس أوفيس"، ويؤثر على الوظائف المرتبطة بسلسلة الإنتاج والتوزيع. كما تخشى النقابات من أن تضغط نتفليكس نحو اعتماد نموذج عمل يركز على البث المباشر على حساب التجارب السينمائية التقليدية.
ومع أن الصفقة ما زالت في مراحلها الأولى، إلا أن أصداءها تُنذر بأنها ستكون واحدة من أكثر الصفقات إثارة للجدل في قطاع الإعلام خلال السنوات الأخيرة. فبين ضغوط مكافحة الاحتكار، والتدخل السياسي المحتمل، والمنافسة من شركات أخرى، وتحفظات نقابات هوليوود، لا تبدو طريق نتفليكس نحو الاستحواذ ممهدة.
ويبقى السؤال المطروح: هل ينجح عملاق البث في إتمام أكبر صفقة في تاريخه، أم سيكون لترامب والجهات التنظيمية كلمة أخرى؟ الأيام المقبلة ستحمل الإجابة، لكن المؤكد أن مستقبل صناعة الإعلام الأمريكية يقترب من منعطف جديد قد يعيد صياغة الخريطة بالكامل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وارنر براذرز دیسکفری أن الصفقة
إقرأ أيضاً:
ترامب يدخل على خط صفقة استحواذ نتفلكس على "وورنر براذرز"
واشنطن- رويترز
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأحد إنه سيكون له رأي فيما إذا كان ينبغي المضي قدما في الاندماج المقترح بين نتفليكس ووارنر براذرز، وقال للصحفيين إن الحصة السوقية للكيان المدمج قد تثير مخاوف.
وقال ترامب للصحفيين لدى وصوله إلى مركز كنيدي لحضور حفل توزيع جوائز سنوي "سأشارك في هذا القرار".
اتفقت نيتفليكس يوم الجمعة على شراء قسم البث التلفزيوني واستوديوهات الأفلام والبث المباشر التابع لشركة وارنر برذارز ديسكفري مقابل 72 مليار دولار، وهي صفقة من شأنها أن تسلم السيطرة على أحد أكثر أصول هوليوود قيمة إلى الشركة الرائدة في خدمات البث.
ولم يقل ترامب ما إذا كان يؤيد الموافقة على الصفقة، لكنه أشار إلى تركيز محتمل للقوة السوقية في قطاع الترفيه.
وقال "سيكون هذا الأمر متروكا لبعض الاقتصاديين ليدلوا برأيهم فيه.... لكنها حصة سوقية كبيرة. ليس هناك شك في أنها قد تكون مشكلة".
وبحسب أسوشيتد برس، فإن الجمع بين هذين العملاقين من شأنه أن "يعيد رسم خريطة صناعة الترفيه عالميا" ويخلق منصة ضخمة توفر مزيجا من الأعمال الكلاسيكية والإنتاجات الحديثة.
وفي بيانها الرسمي، أكدت نتفليكس أن الهدف من الاستحواذ هو "تعزيز القدرة على تقديم عروض ترفيهية رائدة عالميا"، مشيرة إلى أن أستوديوهات وارنر ستواصل العمل وفق هيكلها الحالي، بما يشمل الالتزام بالعروض السينمائية في دور العرض.
ويتطلب إتمام الصفقة خطوة أساسية تتمثل في فصل شبكة قنوات وارنر العالمية إلى شركة مستقلة تحت اسم "ديسكفري غلوبال". وتشمل هذه الشبكات قنوات "سي إن إن" و"ديسكفري" و"تي إن تي سبورتس".
ومن المتوقع، أن تتم هذه الخطوة خلال الربع الثالث من عام 2026، على أن يليها الإغلاق الرسمي لصفقة الاستحواذ خلال فترة تتراوح بين 12 إلى 18 شهرا.
ومع استمرار المنافسة بين عمالقة الترفيه، تمثل هذه الصفقة منعطفًا قد يعيد تشكيل الصناعة برمتها خلال السنوات المقبلة، في انتظار الموافقات التنظيمية التي ستحدد المسار النهائي لهذا التحالف التاريخي.