على مفترق الطرق / مهند أبو فلاح
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
على مفترق الطرق “
مهند أبو فلاح
على مفترق الطرق تتجه الأمور في سورية الان بين حراك ثوري شعبي سلمي مناويء للنظام الحاكم في دمشق تتصاعد وتيرته في عدد من المحافظات السورية الجنوبية على وجه الخصوص و في طليعتها السويداء و مواجهات مسلحة و صدامات عسكرية في المحافظات الشرقية و على رأسها دير الزور الواقعة في منطقة الجزيرة الفراتية ناهيك عن جبهة جنوب ادلب و ريف اللاذقية الشمالي الشرقي .
مما لا شك فيه أن الحراك الجماهيري في المنطقة الجنوبية و الذي رافقه تصاعد لأصوات الانتقاد للأوضاع المعيشية السيئة حتى في المحافظات الساحلية التي كانت محسوبة تقليديا على نظام الرئيس بشّار الأسد أربكت حسابات كثير من القوى الإقليمية و الدولية المعنية باستمرار الوضع القائم بسورية حتى يكون ذلك مبررا و مسوغا لاستمرار وجودها غير المشروع فوق التراب السوري و مواصلة نهبها لثروات هذا القطر العربي الاصيل .
القوى الإقليمية و الدولية من أمثال إيران و تركيا و الولايات المتحدة و روسيا الاتحادية التي تحتفظ بوجود عسكري مباشر و غير مباشر على الأراضي السورية سعت منذ أمد بعيد إلى اللعب على وتيرة التناقضات الداخلية بين مكونات النسيج الاجتماعي السوري و تغذية الخلافات و الصراعات العرقية الإثنية و الطائفية المذهبية بين أبناء الشعب الواحد و ايجاد حلفاء محليين لها في هذا الجانب أو ذاك لتوفير غطاء داخلي لاحتلالها الأجنبي و سرقتها الفاضحة الواضحة لموارد هذا البلد .
مقالات ذات صلةاليوم يحاول اللاعبون الخارجيون الالتفاف على إرادة شعب سورية المتطلع إلى العيش بكرامة و حرية عبر تحريك الجبهات هنا و هناك و اشعالها بمناوشات مسلحة لتسويق و ترويج وهم مضلل كبير مفاده أن هنالك إمكانية لحسم الصراع داخل هذا القطر عسكريا بالقوة و هو الأمر الذي لم يسمح المجتمع الدولي المتصهين به لصالح اي طرف رغبة في إطالة عمر هذه الأزمة و الإبقاء على الوضع الراهن بما يخدم مصالح تلك القوى الإقليمية و الدولية غير الراغبة في الانسحاب من سورية و ترك مصيرها رهينة بإرادة شعبها الحر الأبي رغم كل ما قيل و يقال بخلاف ذلك عبر المنابر الإعلامية و المؤتمرات الدولية .
إن صناعة الوعي بين أبناء الشعب السوري الواحد بضرورة المحافظة على الخيار الشعبي السلمي في أي حراك ثوري و عدم الوقوع في براثن العسكرة و القوى الميلشياوية المرتهنة للتمويل الخارجي ايا كان مصدره هو أمر في غاية الأهمية إذا ما أراد القائمون على هذا الحراك الشعبي تحقيق النجاح في تغيير المعادلة القائمة على أرض الواقع منذ آذار / مارس ٢٠١١ .
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
سرطان القولون على مفترق طرق.. اكتشاف يبعث الأمل للآلاف حول العالم
كشفت دراسة حديثة أجراها مركز أبحاث السرطان في جامعة فيينا الطبية عن اختراق علمي محتمل قد يغيّر جذرياً الطريقة التي يُعالج بها سرطان القولون والمستقيم، لا سيما لدى المرضى الحاملين لطفرات جين KRAS، المعروفة بصعوبة علاجها.
ولطالما استُبعد مرضى سرطان القولون المصابون بطفرات KRAS من تلقي العلاجات التي تستهدف مستقبل عامل نمو البشرة (EGFR)، نظراً للاعتقاد السائد بأن هذه الطفرات تجعل الاستجابة ضعيفة أو منعدمة. لكن نتائج الدراسة الحديثة تقلب هذه الفرضية رأسًا على عقب، وتقترح أن حجب إشارات EGFR يمكن أن يكون فعّالًا حتى في وجود طفرات KRAS.
وقالت الباحثة الرئيسية دانا كراوس: “تُظهر نتائجنا أن EGFR يؤدي دوراً نشطاً ومفاجئاً في أورام القولون والمستقيم المصابة بطفرات KRAS، بطريقة تختلف عما كنا نعتقد سابقاً”.
واعتمد فريق البحث على نماذج ثلاثية الأبعاد تُعرف باسم “أعضاء الورم”، مشتقة من خلايا سرطان القولون في فئران التجارب، لاختبار تأثير إزالة مستقبل EGFR.
وأظهرت النتائج أن حصار EGFR أدى إلى تغيرات جذرية في استقلاب الخلايا السرطانية، مثل تباطؤ تحلل السكر وزيادة الاعتماد على الغلوتامين، ما يكشف عن نقطة ضعف جديدة قد تُستخدم في العلاج.
ومن أبرز مخرجات الدراسة، تحديد بصمة جينية محددة ارتبطت بارتفاع معدلات البقاء لدى المرضى المصابين بطفرات KRAS، وتم تأكيدها عبر تحليل قواعد بيانات سريرية موسعة.
كما لوحظ انخفاض في حجم الخلايا، وخلل في مسارات النمو، وتنشيط مسار Wnt المرتبط بالخلايا الجذعية وتطور الأورام، مما يعكس استجابة علاجية واضحة لحصار EGFR.
وكشفت الدراسة أن الجين Smoc2 يؤدي دوراً محورياً في التغييرات الأيضية التي تحدث بعد حصار EGFR، من خلال إعادة تنظيم استقلاب الخلية وتفعيل شبكات إشارات جديدة، ما يعزز فهم آلية الاستجابة.
وتقترح الدراسة تطوير علاجات مزدوجة تستهدف كلاً من KRAS وEGFR، ما يمثل اختراقاً علمياً يمكن أن يفتح الباب أمام تحسين كبير في علاج أحد أكثر أنواع السرطان تعقيداً ومقاومة للعلاج.