قال الدبلوماسي الباكستاني السابق، السفير جاويد حفيظ، إن الإطاحة برئيس الوزراء السابق، عمران خان، تشبه الانقلاب الذي حدث ضد الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، مشيرا إلى أن المؤسسة العسكرية في كلا البلدين أقدمت على تلك الخطوة خوفا من تنامي شعبية الرجلين (خان ومرسي).

وأكد حفيظ، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن "المؤسسة العسكرية الباكستانية تُصرّ على إقصاء خان من المشهد السياسي، سيما أنه المرشح الأوفر حظا بالفوز إذا أتيحت له فرصة المشاركة في الانتخابات المقبلة، ولكن الجيش لا يريد مشاركته أو مشاركة حزبه في تلك الانتخابات".



لكن حفيظ شدّد على أن "أي انتخابات مقبلة في باكستان دون مشاركة عمران خان ستكون انتخابات ناقصة ومعيبة، ولن يقبل الشعب نتائجها، وهذا الأمر قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار والفوضى في البلاد، وبالتالي أرى ضرورة مشاركة جميع الأحزاب حتى تكون الانتخابات عادلة، ونزيهة، وشفافة".

وحذّر الدبلوماسي السابق من أن "قضية عمران خان ربما تفجر المشهد في البلاد؛ فهناك انقسام عميق واستقطاب شديد في هذا الشأن"، منوها إلى أن "اغتيال عمران خان سيترتب عليه حدوث فوضى كبيرة، وربما تحدث حرب أهلية في البلاد، والمؤسسة العسكرية تخشى هذا الأمر، وتأخذ كل الإجراءات لحماية لعمران خان".

وفي 30 آب/ أغسطس الماضي، قضت محكمة باكستانية باستمرار الحبس الاحتياطي بحق عمران خان، في إطار التحقيق معه بتهمة "تسريب وثائق سرية"، وذلك بعدما رفضت المحكمة العليا في العاصمة إسلام أباد، استئناف عمران خان على الحكم بسجنه يوم 9 من الشهر ذاته.

وكانت محكمة في إسلام آباد قد حكمت في 5 آب/ أغسطس الماضي على عمران خان بتهمة إخفاء تفاصيل هدايا أجنبية تلقاها خلال فترة حكمه التي استمرت نحو 4 سنوات، ونتيجة لذلك، مُنع من تولي أي منصب عام لمدة 5 سنوات من قبل لجنة الانتخابات.

ومنذ الإطاحة به في نيسان/ أبريل من العام الماضي، يواجه عمران خان المسجون حاليا بمدينة أتوك الشمالية الغربية، أكثر من 150 قضية، في تهم يواصل نفيَها ويؤكد أن "دوافعها سياسية".

في غضون ذلك، أعلنت لجنة الانتخابات الباكستانية، مؤخرا، تعذّر إجراء الانتخابات العامة بموعدها الدستوري الذي كان مقررا في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، لافتة إلى أنها ستحتاج إلى "4 أشهر إضافية على الأقل لتعميم التعداد السكاني الحديث على الدوائر الانتخابية الجديدة في البلاد".

يأتي ذلك بعد إقرار نتائج التعداد السكاني الجديد المثيرة للجدل على مستوى البلاد منتصف الشهر الماضي، من قِبل مجلس المصالح المشتركة، وهو هيئة دستورية تضم رئيس الحكومة وكبار الوزراء في جميع المقاطعات.

وتاليا نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":

كيف تنظر لمجمل المشهد السياسي والأوضاع في باكستان؟


الأوضاع في باكستان أوضاع مُعقدة؛ الآن عندنا حكومة تصريف الأعمال، وهي حكومة مؤقتة، وبعد مرور عام ونصف على رحيل حركة إنصاف، وعمران خان، من سدة الحكم رأينا الكثير من عدم الاستقرار، وأصبحت الأوضاع الاقتصادية هشة جدا، ونحن الآن ننتظر ونترقب الانتخابات القادمة في باكستان، حتى تخرج البلاد من المأزق السياسي والاقتصادي، وتحتاج الحكومة الجديدة خمس سنوات على الأقل لتنفيذ الخطط الاقتصادية والسياسية.

لماذا لم يطلَق سراح عمران خان من محبسه إلى الآن؟


كان من المفترض إطلاق سراحه قبل أيام، ولكن هذا لم يحدث، وهناك انطباع سائد في البلاد بأن السلطات المعنية لا تريد إخراجه من السجن، بل وتريد إقصائه من العملية السياسية، وخصوصا من الانتخابات القادمة المقرر إجرائها أوائل السنة القادمة.

مَن الذي يدير الأمور ويسيطر على مقاليد الحكم الآن في باكستان، وهل الجيش الباكستاني هو المحرك الرئيسي لكل ما يحدث في البلاد؟


هناك انطباع عام بأن حكومة تصريف الأعمال تتبع أوامر المؤسسة العسكرية التي تُصرّ على إقصاء عمران خان، وهو المرشح الأوفر حظا بالفوز إذا أتيحت له فرصة المشاركة في الانتخابات، ولكن المؤسسة العسكرية لا تريد مشاركته أو مشاركة حزبه في هذه الانتخابات.

ولماذا ترفض المؤسسة العسكرية مشاركته في الانتخابات؟


لأن عمران خان له شعبية كبيرة جدا، خصوصا بعد إقصائه من الحكم، فهو يملك "كارت المظلومية"؛ فالشعب يُقدّر شجاعته، وهو يزاحم ويواجه الحكومة والسلطات المعنية بكل شجاعة وبسالة، فزادت شعبيته الآن أكثر مما كانت عليه في الماضي، وبالتالي السلطات المعنية تخشى من شعبيته، وتخشى فوزه في الانتخابات القادمة.

ما صحة ما قيل حول وجود "مؤامرة من الجيشين الأمريكي والباكستاني" ضد عمران خان؟


لا، أنا لا أعتقد ذلك، لأن عمران خان مسؤول أيضا عن بعض ما حدث؛ فقد فتح جبهة أخرى بعد الجبهة الأولى التي كانت ضد الحكومة الماضية المؤلفة من حزب نواز شريف وبعض الأحزاب الأخرى، في حين كانت الجبهة الثانية ضد المؤسسة العسكرية، وهو ما أعطى انطباعا للمؤسسة العسكرية بأنه يعارضها بشدة.

وقد تدارك هذا الخطأ، فصرّح مرارا وتكرارا أن جيش باكستان هو جيشنا، ونحن نقدره.. لكن الضباط في المناصب العليا بالجيش ربما لا يصدقون هذا الكلام، ويرون أن عمران خان خطر على مناصبهم.



برأيك، مَن سينتصر في هذه المعركة، عمران خان أم المؤسسة العسكرية في باكستان؟


المؤسسة العسكرية في باكستان مؤسسة قوية؛ فالجيش الباكستاني ترتيبه الخامس عالميا من حيث عدد أفراده، وهو جيش متمكن، وله خبرة طويلة في القتال، وليس هناك مقارنة بين حزب عمران خان وبين قوة الجيش، ولكن عمران خان يقاوم ويقاوم بشجاعة.

وأرى بعض التشابه بين إقصاء عمران خان من العمل السياسي خوفا من شعبيته الكبيرة، وإقصاء الإخوان المسلمين والرئيس الراحل محمد مرسي في مصر قبل سنوات خوفا أيضا من شعبيتهم الكبيرة هناك، رغم أن حزب عمران خان ليس حزبا يمينيا.

هل تعتقد أن قضية عمران خان ربما تفجر المشهد في البلاد ما لم يتم الوصول فيها إلى تسوية أو حل؟


نعم، هذا الأمر وارد جدا؛ فهناك انقسام عميق واستقطاب شديد في البلاد، والحل الوحيد يتمثل في إجراء انتخابات عادلة ونزيهة وحرة وشفافة في باكستان، حتى يصل حزب واحد إلى الحكم، وتطبق الخطط المناسبة والحلول لعلاج الداء الذي تعاني منه باكستان.

لكن ماذا لو تم إجراء الانتخابات دون مشاركة عمران خان؟


أي انتخابات مقبلة في باكستان دون مشاركة عمران خان ستكون انتخابات ناقصة ومعيبة، ولن يقبل الشعب نتائجها، وهذا الأمر قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار والفوضى في البلاد، وبالتالي أرى أنه من الأفضل أن يشارك جميع الأحزاب حتى تكون الانتخابات عادلة، ونزيهة، وشفافة.

هل هناك جهات إقليمية ودولية متورطة في إقصاء السيد عمران خان وإبعاده عن المشهد السياسي كالتدخل الإقليمي والدولي الذي ساعد على الإطاحة بالإخوان المسلمين في مصر؟


لا، رغم وجود بعض الدول، وبعض الشخصيات الخارجية التي لا تحب عمران خان، كالرئيس الأمريكي جو بايدن –على سبيل المثال- ولكن أعتقد أن المشكلة في باكستان هي مشكلة داخلية بحتة، ولا علاقة لها بأي تدخل إقليمي أو دولي على الإطلاق.

هل موقف باكستان من الحرب الروسية الأوكرانية أحد أسباب الإطاحة بعمران خان؟


لا، ليس الموقف الباكستاني من الحرب، وإنما زيارة عمران خان إلى روسيا عشية اندلاع الحرب؛ ففي اليوم الذي فيه وصل عمران خان موسكو بدأت الحرب، مما أعطى انطباعا خاطئا لدى الدول الغربية بأن هناك ارتباط بين هذه الزيارة وبين شنّ الحرب على أوكرانيا، لكن هذا انطباع خاطئ تماما، وباكستان بشكل عام لها موقف محايد بين روسيا وأوكرانيا.

كيف تقارن بين شعبية عمران خان وشعبية المؤسسة العسكرية في الشارع الباكستاني؟


عمران خان له شعبية كبيرة، والجيش أيضا؛ فالناس تحب الجيش. لكن سياسيا: عمران خان يتمتع الآن بشعبية كبيرة، ربما أكبر من شعبية الجيش، لأنه يؤمن بشكل واضح بضرورة القيادة المدنية للبلاد، وأن القيادة المدنية عليها أن تتحكم في كل القرارات المهمة في باكستان، وأن هذا هو السبيل الوحيد للتقدم السياسي والاقتصادي.

هل هناك أي وساطات أو تحركات ما داخل البلاد من أجل إنهاء أزمة عمران خان أم لا؟


ليست هناك أي تحركات ملموسة، لأن المؤسسة العسكرية قوية جدا، والسبب الثاني أن هناك حوالي 12 حزبا في الحكومة الأخيرة كلهم ضد عمران خان، وكل هذه الأحزاب تخشى من عودته إلى الحكم. لذا، ليست هناك أي وساطة ملموسة داخل البلاد.

ألا يوجد أي أفق لإنهاء تلك الأزمة قريبا؟


لا أرى ذلك مطلقا، بينما الأمل الوحيد الآن في المحاكم الباكستانية التي عادة ما تأخذ قرارات جدية، ولكنها حتى الآن لم تقم بإجراءات جلية لحماية عمران خان.

هناك محكمة باكستانية قضت قبل أيام باستمرار حبس عمران خان، والبعض يقول أن القضاء في باكستان "مُسيس" أو يخضع بشكل ما لسيطرة المؤسسة العسكرية.. فما صحة هذا الطرح؟


هناك قضاة أحرار في المحاكم الباكستانية، وليست كل المحاكم "مُسيّسة" بشكل عام أو كامل.

هل هناك إجماع داخل المؤسسة العسكرية من أجل الإطاحة بعمران خان، أم هناك بعض القيادات العليا التي ترفض هذا المسار؟


عمران خان مرفوض من قِبل كل القيادات العليا في المؤسسة العسكرية، وفي نفس الوقت له شعبية كبيرة بين الضباط في القيادات الوسطى أو الأقل، ولكن كما نعرف أن المؤسسة العسكرية تقوم على الانضباط، وليست مؤسسة سياسية، ولهذا السبب كل الضباط يتبعون الأوامر من قياداتهم العليا.



إلى أي مدى تبلغ نسبة سيطرة المؤسسة العسكرية على المشهد السياسي في البلاد؟


المؤسسة العسكرية لها نفوذ كبير في البلاد، ولكن على المستوى السياسي فإن المؤسسة العسكرية تعلم أن إقصاء أي شخص له شعبية كبيرة مثل عمران خان أمر صعب للغاية، وكما رأينا في الماضي الرئيس ضياء الحق كان يريد إقصاء حزب الشعب من المشهد السياسي، ولكن «بينظير بوتو» عادت مرة ثانية إلى الحكم، وهو نفس الأمر الذي قام به الجنرال برويز مشرف الذي كان يريد إقصاء نواز شريف من السياسة الباكستانية، وهذا الأمر لم يتم؛ فالساسة لهم جذور في الشعب الباكستاني، أما المؤسسة العسكرية فليس لها تلك الجذور.

كانت هناك محاولات سابقة من أجل اغتيال عمران خان، فهل تتوقع أن يتم التخلص من عمران خان أو اغتياله مستقبلا؟


الأمر وارد، لكن لو تم ذلك –لا قدر الله- سنرى فوضى كبيرة، وربما تحدث حرب أهلية في البلاد، والمؤسسة العسكرية تخشى هذا الأمر، وتأخذ كل الإجراءات لحماية لعمران خان.

برأيك، مَن يقف وراء محاولات اغتيال عمران خان؟


عمران خان نفسه اتهم بعض الأشخاص في مناصب عليا في المخابرات الباكستانية، وأنا أعتقد أن المؤسسة العسكرية لم تحاول اغتيال عمران خان كما يظن هو، لأن المؤسسة العسكرية تدرك تماما بأن اغتياله سيؤدي إلى فوضى وحرب أهلية خطيرة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات الباكستاني عمران خان مرسي مرسي باكستان عمران خان مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المؤسسة العسکریة فی المشهد السیاسی فی الانتخابات فی باکستان هذا الأمر فی البلاد

إقرأ أيضاً:

الصايغ لأبناء جبل العرب: خير الدروز أن يحكموا بحكومة العقل من داخل نفوسهم

توجه المرجع الروحي الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ إلى أبناء جبل العرب وسائر الموحدين الدروز بكلمة قال فيها: "الحمد لله على حلو القضاء ومره، اتباعا لما أمر، ونحمده، والحمد غاية من شكر، ونسلم لأمره تسليم من ابتلي فصبر، والرضى بكل قضاء وقدر. وصلى الله على عبده ورسوله سيد البشر، وعلى أنبيائه ورسله ما اتصلت عين بنظر".

اضاف: "وبعد، إيه يا سويداء الموحدين، أوضاح معالم، وجلائل آثار ومآثر. فقف يا ذا البصر عند مواضع العبر، بمواقع آيات الكبر، قف ناج حرائر وأبطال جبل العرب! فها هنا جلال الخلق وثبوته، ونفاذ العقل ورسوخه، ومطالع الحق وبيوته، وها هنا نتعلم أن بناء الأوطان مرهون بكرامة الإنسان، حيث ينطق الحجر بالتاريخ، وتروي المآثر سير الرجال، رجال صدقوا فصارت المعالم شواهد، والمواقف منارات، واليوم يستكمل أبناؤك المسير، حماة للثوابت، شركاء في صناعة الوطن والكرامة، أمناء على الأرض والهوية.

متى يا عريب الحي يأتي بشيركم                       فتبتهج الدنيا ويجتمع الشمل
صلوني على ما بي فإني لوصلكم                      إذا لم أكن أهلا فأنتم له أهل".

وتابع: "إخواني الموحدين أبناء جبل العرب الأشم، نسأل الله الرحمة والمغفرة لشهداء الجبل الموحدين الأبرار، والعزاء والمواساة للأهل والأصدقاء وجميع الأحرار في هذه الفاجعة الداهية، ونسأله سبحانه القادر على الباغين، الحافظ للمستضعفين، المقتدر على جبابرة الأرض، السميع لصرخة المقهورين، القدير على صولة المعتدين، البصير بغدر المنافقين، المنتقم لجراح المظلومين المتألمين، النصير للمؤمنين الثابتين، أن يمدكم بثبات من عنده، ويفرج كربكم، ويبلسم جراحكم. ويلهمنا وإياكم وذوي الشهداء الصبر والسلوان".

وقال : "اعلموا إخواني الموحدين، إنما الصبر استذكار: {إنا لله وإنا إليه راجعون}، واليقين بأن الدهر يومان، والدنيا حالتان، وليس للعبد إلا الله يرتجي، فلكل شيء غاية وينقضي".

أضاف: "أيها الإخوة الموحدون، ونحن على مفترق طرق آخر حاسم في تاريخنا، مفترق طرق يتطلب الاختيار السليم، وعدم إضاعة "البوصلة"، فهذه ليست مجرد لحظة سياسية أخرى لتسجيل المواقف، بل إنه صراع لإثبات جدارة هويتنا كمجتمع درزي في الحاضر والمستقبل. هي لحظة تتطلب استعادة الذاكرة – ذاكرة القيم المعروفية الشريفة – بقصد استعادة الوعي، وبقصد استعادة الإرادة، فقد وصلنا إلى لحظة قد تخرج فيها مجتمعات هذا الإقليم من دوائر صنع التاريخ ودوائر المشاركة في صنع عالمها وتحديد أحواله، لكي تجد نفسها أداة في لعبة الأمم وصراعاتها وموازين قواها".

وتابع: "اعلموا أيها الإخوة، أن للتاريخ ضميرا لا ينسى، فلن ينفصل الإنسان عن تاريخه، ولن ينفصل التاريخ مطلقا عن الإنسان، كلاهما ذاكرة الآخر، وكلاهما ضمير الآخر".

واردف: "على ضوء ما تقدم، لعل من الخير أن نضيء بعض المعالم على هذا الطريق:
أولها: ألا نحيد عن خيار السلف الصالح، بالتمسك بالهوية العربية الإسلامية، تأكيدا على وعي ديني وسياسي بتراث طائفة الموحدين الدروز، وإسهامها الفكري والإنساني في الحضارة العربية والإسلامية، فإذ بنا جزء ثمين من هذه الأمة، قضاياها واحدة، وأمننا مشترك، راجيا ألا تتواضع بنا نظريات الأمن المادي وتصوراته ومخاطر القادم من الأيام إلى درجة إغفال أهمية "أمن الهوية"
وثانيها: ما حصل من مجازر واعتداءات طالت إخواننا في السويداء بلغت حدا شديد الوطأة، ليس على التاريخ وحسب، وإنما على العقل والوعي والدين، وبالتالي على المستقبل، وعلى الضرورات التي تستدعي النظر إليه ودراسته والاستعداد لرحلته.
من هنا كانت مطالب أهلنا في جبل العرب التمسك بخيار الدولة التعددية والعادلة كضامن للحقوق. وعليه نناشد الأشقاء في الدول العربية رعاية وتأمين معابر إنسانية لأبناء السويداء.
وثالثها: التأكيد على حقنا في التواصل والتفاعل السليم مع كافة المجتمعات الدرزية، بما يضمن ويعزز الهوية العربية لهذه المجتمعات.
وأكرر في هذا الصدد ما قلته سابقا: "إن المجتمع التوحيدي موجود، ولم يدعه إلى الوجود مشرع بشري، ومنذ وجوده، له قوانين ونظام مبني على القيم التوحيدية والإنسانية، وعلى القوانين أن تتكفل بحفظ وصيانة هذه القيم، لا بهدمها."
ورابعها: لا بد من الإصغاء إلى صوت النخب والمثقفين من الموحدين الدروز، وقد كان لهم دور الجنود المجهولين في العديد من دول العالم، في المساهمة في رفع الظلم عن إخوتنا في سوريا. وهكذا أعلنوا عن وعيهم وإدراكهم بأن رسالة الطائفة المعروفية واسعة سعة أرضها، عميقة عمق تاريخها، جليلة جلال إنتاجها المتمثل بأنبيائها ورسلها، مؤكدة أنها طائفة من ضلوع الحق، وتبقى أبدا متمسكة بجوهرها الإنساني التوحيدي العريق، والذي تجده دائما في وحدتها العاقلة... وحدة المسار والمصير".

وختم: "أناشدكم عقلاء جبل العرب الأشم، لوقفة نتأمل فيها دون أن نتوقف، ونتعمق قليلا دون أن نغرق، نسأل أنفسنا: ما نحن؟ وما العالم؟ ومن أين نحن؟ وإلى أين تسير بنا أفعالنا؟ وما الغاية من وجودنا؟ وقد ثبت أن الخير المؤكد لطائفة المسلمين الموحدين الدروز، أن يحكموا بحكومة العقل والوجدان والضمير من داخل نفوسهم، قبل أن تحكم أجسامهم وظواهر أعمالهم بالقوانين، لأن حكومة الوجدان راعيها المطلع في كل حين على خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ولن تقوم حكومة العقل والوجدان إلا في ظلال الدين الصحيح، الكفيل بصيانة الأهل فيما بينهم وبين أنفسهم، بقيم الحق والخير والفضيلة، والنبل والشرف والرفعة في النفوس. فهذه هي مصاف نفوس الشرفاء والسادة بالجوهر والنشأة. أمدكم الله بهداه، وأنتم الحارس اليقظ إن شاء الله". مواضيع ذات صلة وفد من حزب "الكتائب" برئاسة النائب سليم الصايغ يزور شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى Lebanon 24 وفد من حزب "الكتائب" برئاسة النائب سليم الصايغ يزور شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى 30/07/2025 17:57:45 30/07/2025 17:57:45 Lebanon 24 Lebanon 24 شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى ل"العربية": حكمت الهجري يرى السويداء جزءاً من سوريا والسلاح يجب أن يكون بيد الدولة سواء بسوريا أو لبنان Lebanon 24 شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى ل"العربية": حكمت الهجري يرى السويداء جزءاً من سوريا والسلاح يجب أن يكون بيد الدولة سواء بسوريا أو لبنان 30/07/2025 17:57:45 30/07/2025 17:57:45 Lebanon 24 Lebanon 24 الشرع: يجب تغليب صوت العقل وفتح المجال للعقلاء من جانب الدروز والبدو Lebanon 24 الشرع: يجب تغليب صوت العقل وفتح المجال للعقلاء من جانب الدروز والبدو 30/07/2025 17:57:45 30/07/2025 17:57:45 Lebanon 24 Lebanon 24 مشيخة العقل هنأت الدروز بعيد الأضحى: للتخفيف قدر الإمكان من مظاهر الابتهاج Lebanon 24 مشيخة العقل هنأت الدروز بعيد الأضحى: للتخفيف قدر الإمكان من مظاهر الابتهاج 30/07/2025 17:57:45 30/07/2025 17:57:45 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً الرئيس عون وصل الى بيروت عائدا من الجزائر Lebanon 24 الرئيس عون وصل الى بيروت عائدا من الجزائر 17:29 | 2025-07-30 30/07/2025 05:29:59 Lebanon 24 Lebanon 24 شيخ العقل: الحصار على السويداء غير مقبول Lebanon 24 شيخ العقل: الحصار على السويداء غير مقبول 17:24 | 2025-07-30 30/07/2025 05:24:31 Lebanon 24 Lebanon 24 بيان عن رابطة العمل الاجتماعي.. إليكم تفاصيله Lebanon 24 بيان عن رابطة العمل الاجتماعي.. إليكم تفاصيله 17:08 | 2025-07-30 30/07/2025 05:08:35 Lebanon 24 Lebanon 24 الرهبانية الانطونية إحتفلت بيوبيلها ال325 Lebanon 24 الرهبانية الانطونية إحتفلت بيوبيلها ال325 17:04 | 2025-07-30 30/07/2025 05:04:42 Lebanon 24 Lebanon 24 جابر التقى منسى.. وعرض للوضع العام Lebanon 24 جابر التقى منسى.. وعرض للوضع العام 17:01 | 2025-07-30 30/07/2025 05:01:21 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة سحب أوراق نقدية من السوق.. هذا ما يقوم به مصرف لبنان Lebanon 24 سحب أوراق نقدية من السوق.. هذا ما يقوم به مصرف لبنان 09:45 | 2025-07-30 30/07/2025 09:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 لهذا السبب ارتفعت فاتورة الكهرباء Lebanon 24 لهذا السبب ارتفعت فاتورة الكهرباء 14:40 | 2025-07-30 30/07/2025 02:40:22 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد ماجدة الرومي.. فنانة لبنانية شهيرة تجثو على ركبتيها أمام السيدة فيروز شاهدوا ردة فعلها (فيديو) Lebanon 24 بعد ماجدة الرومي.. فنانة لبنانية شهيرة تجثو على ركبتيها أمام السيدة فيروز شاهدوا ردة فعلها (فيديو) 06:00 | 2025-07-30 30/07/2025 06:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 لم يكن يرد على الهاتف.. غسان الرحباني يكشف الوضع النفسي للراحل زياد الرحباني في أيامه الأخيرة (فيديو) Lebanon 24 لم يكن يرد على الهاتف.. غسان الرحباني يكشف الوضع النفسي للراحل زياد الرحباني في أيامه الأخيرة (فيديو) 07:03 | 2025-07-30 30/07/2025 07:03:58 Lebanon 24 Lebanon 24 الأقوى منذ عام 1952.. زلزال بقوة 8.8 درجات يضرب روسيا ودول تحذر من موجات تسونامي Lebanon 24 الأقوى منذ عام 1952.. زلزال بقوة 8.8 درجات يضرب روسيا ودول تحذر من موجات تسونامي 06:02 | 2025-07-30 30/07/2025 06:02:21 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 17:29 | 2025-07-30 الرئيس عون وصل الى بيروت عائدا من الجزائر 17:24 | 2025-07-30 شيخ العقل: الحصار على السويداء غير مقبول 17:08 | 2025-07-30 بيان عن رابطة العمل الاجتماعي.. إليكم تفاصيله 17:04 | 2025-07-30 الرهبانية الانطونية إحتفلت بيوبيلها ال325 17:01 | 2025-07-30 جابر التقى منسى.. وعرض للوضع العام 16:57 | 2025-07-30 المدير العام لوزارة العدل استقبل وفدا من فوج حرس بيروت فيديو انحنى ليواسيها.. هذا ما قالته السيدة فيروز للسفير المصري (فيديو) Lebanon 24 انحنى ليواسيها.. هذا ما قالته السيدة فيروز للسفير المصري (فيديو) 09:31 | 2025-07-30 30/07/2025 17:57:45 Lebanon 24 Lebanon 24 ستنافس سامسونغ وآبل.. هذه مواصفات ساعة غوغل المنتظرة (فيديو) Lebanon 24 ستنافس سامسونغ وآبل.. هذه مواصفات ساعة غوغل المنتظرة (فيديو) 08:32 | 2025-07-30 30/07/2025 17:57:45 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنانيون يشربون البلاستيك.. هذا ما تحتويه مياهنا! Lebanon 24 لبنانيون يشربون البلاستيك.. هذا ما تحتويه مياهنا! 19:35 | 2025-07-29 30/07/2025 17:57:45 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • مايا مرسي: نعمل على زيادة الضمان الاجتماعي
  • مايا مرسي: إدخال 4500 طن مساعدات لغزة خلال 4 أيام
  • الصايغ لأبناء جبل العرب: خير الدروز أن يحكموا بحكومة العقل من داخل نفوسهم
  • محاكمات الشجرة (يوليو 1971): مهرجان الكلاب الجائعة
  • باحث بجامعة واشنطن: سرعة أمواج تسونامي تشبه الطائرة النفاثة
  • سفير مصر بفرنسا: انتهاء الاستعدادات لاستقبال المواطنين للإدلاء بأصواتهم بانتخابات الشيوخ
  • هولندا تفرض حظرٍ دخول لأراضيها على وزيرَين بحكومة الاحتلال الإسرائيلي
  • الإطاحة بشبكة تهريب أحجار كريمة وموارد بيولوجية إلى فرنسا يقودها رعايا أجانب تحت غطاء السياحة
  • المدية.. الإطاحة بشبكة إجرامية لترويج المخدرات
  • رئيس إفريقيا الوسطى يعلن ترشحه لولاية ثالثة وسط جدل دستوري وسياسي محتدم