قال زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، إن الكونجرس الأمريكي يجب أن يوافق على تمويل إضافي بقيمة 20 مليار دولار لأوكرانيا.

وأوضح السيناتور الجمهوري عن ولاية كنتاكي، وزعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، إن المساعدات التي قدمتها واشنطن لكييف تضعف موسكو “دون إطلاق رصاصة واحدة”.

وفي خطاب ألقاه في قاعة مجلس الشيوخ، ادعى ماكونيل أن “الرئيس جو بايدن لم يكن حاسماً كما فضل الكثير منا عندما يتعلق الأمر بتمويل المجهود الحربي في أوكرانيا، لكن هذا لم يكن سبباً للكونجرس لتشديد إجراءات الإدارة”.

وقال السيناتور، إن “مساعدة أوكرانيا على استعادة أراضيها تعني إضعاف أحد أكبر خصوم أمريكا الاستراتيجيين دون إطلاق رصاصة واحدة”.

ومع تآكل قدرة روسيا على تهديد الناتو في كييف، قال ماكونيل، إن “هذا ليس الوقت المناسب للتخفيف من حدة التوتر، ومع توحد حلف شمال الأطلسي وبدء الدول الأوروبية في إنفاق الأموال على جيوشها، فمن المؤكد أن هذا ليس الوقت المناسب للتذبذب”.

واشتهرت هذه العبارة بالذات في عام 1990 على يد رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر، التي استخدمتها لحث الرئيس الأميركي جورج بوش الأب على التمسك بموقفه.

واقترح ماكونيل أيضًا أن يوافق الكونجرس على مشروع قانون التمويل الحكومي التكميلي قبل نهاية الشهر، والذي يهدف إلى تجنب إغلاق الحكومة قبل بدء العام المالي الجديد في أكتوبر.

روسيا تعلن صد 14 هجوما والقضاء على 750 جنديا أوكرانيا في يوم واحد روسيا تعلن إسقاط خمس مسيرات أوكرانية إحداهما في موسكو..تفاصيل

ويجمع مشروع قانون الإنفاق المقترح مبلغ 20.1 مليار دولار لأوكرانيا مع جهود الإغاثة في هاواي المنكوبة بالحرائق، على الرغم من اعتراضات بعض الجمهوريين الذين أرادوا التصويت على الحزم بشكل منفصل.

ووافق الكونجرس الأمريكي على تقديم أكثر من 130 مليار دولار من الأموال لأوكرانيا منذ فبراير 2022. وشملت المساعدات الأمريكية لكييف الأسلحة والمعدات والذخيرة، فضلا عن التحويلات النقدية لدفع رواتب المسؤولين الحكوميين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الكونجرس الأمريكي أمريكا أوكرانيا كييف روسيا

إقرأ أيضاً:

ما رسائل ومآلات تصعيد روسيا حربها على أوكرانيا؟

بين رسائل القوة وضغوط الاستنزاف عادت روسيا إلى واجهة المواجهة عبر هجوم عسكري وُصف بأنه الأوسع والأعنف منذ بداية حربها على أوكرانيا، وهو تصعيد بدا في ظاهره ميدانيا، لكنه في العمق يعكس تموضعا سياسيا جديدا تسعى موسكو إلى فرضه في لحظة إقليمية ودولية معقدة.

فقد تعرضت العاصمة كييف ومقاطعات أوكرانية عدة لسلسلة ضربات بالصواريخ والمسيّرات خلفت قتلى وجرحى وخسائر في البنية التحتية.

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها صدت هجمات أوكرانية استهدفت 13 مقاطعة داخل روسيا، مؤكدة أن منظوماتها الدفاعية أسقطت عشرات الطائرات المسيرة.

وبحسب الباحث في الشؤون الروسية محمود حمزة، فإن هذا التصعيد لا يمكن قراءته كرد فعل مؤقت فقط، بل يأتي في سياق دورة متكررة من الكر والفر، إذ تشهد الحرب مراحل من التراجع والهدوء يعقبها تصعيد واسع، ولا سيما بعدما وصلت الطائرات المسيرة الأوكرانية إلى عمق الأراضي الروسية، بما في ذلك مناطق حساسة مثل مقاطعة كورسك الحدودية.

وأوضح حمزة في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" أن إحدى هذه الضربات الأوكرانية تزامنت مع زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتلك المنطقة، وهو ما اعتبرته موسكو مسا مباشرا برمز سيادتها ودافعا إضافيا نحو تنفيذ هجوم واسع يحمل طابعا انتقاميا ورسالة قوة في آن معا.

إعلان

لكن تلك العمليات لا تخرج -وفق المتحدث ذاته- عن السياق السياسي العام الذي يشهد فشلا في مسارات التفاوض، ويرى أن موسكو تحاول عبر التصعيد العسكري فرض شروطها كمدخل لتسوية شاملة، في ظل برود أميركي واضح تجاه جهود الوساطة، وتردد أوروبي في اعتماد مسار تفاوضي جاد.

نمط ثابت

من جانبه، أشار أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنيف حسني عبيدي إلى أن موسكو باتت تمارس نمطا ثابتا عبر تصعيد عسكري عند كل منعطف تفاوضي.

واعتبر عبيدي أن الضربات الأخيرة استهدفت زرع الرعب داخل كييف، باعتبارها مركز القرار السياسي والعسكري، وهو ما يؤثر في تماسك الجبهة الداخلية الأوكرانية.

وأكد أن الهدف الروسي يتعدى الضغط العسكري، ليصل إلى محاولة إعادة تشكيل معادلة القوة النفسية والمعنوية عبر إضعاف الروح المعنوية للمدنيين والسياسيين على السواء، ودفعهم إلى القبول بصيغ تفاوضية جديدة.

ورغم هذا التصعيد فإن الرواية الغربية تروج أن موسكو في حالة تراجع، ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين غربيين أن روسيا تسيطر على أقل من 0.6% من الأراضي الإضافية منذ بدء الحرب، وتواجه نقصا حادا في الجنود والعتاد، وسط خسائر قدرتها كييف بما يفوق نصف مليون قتيل روسي.

وأقر حمزة بوجود آثار اقتصادية واجتماعية كبيرة تركتها الحرب على روسيا، مشيرا إلى ارتفاع الأسعار وشيوع أجواء التقشف، لكنه شدد على أن القيادة الروسية بكاريزميتها المعهودة لا تزال ترفض الاعتراف بالهزيمة، وتصر على استمرار القتال حتى تحقيق اتفاق دائم.

من ناحيته، استبعد عبيدي أن يكون هناك اختراق قريب في مسار التفاوض، مشيرا إلى أن المواقف لا تزال متباعدة، وأن الأوروبيين يعوّلون على استثارة موقف أميركي أكثر حزما، وربما على تغير محتمل في موقف الرئيس دونالد ترامب.

وفي هذا السياق، اعتبر أن الهجوم الأخير يسعى كذلك إلى إحراج إدارة ترامب عبر إثبات أن الرئيس الروسي لا يملك نية حقيقية للتفاوض، وأشار إلى أن تصريحات السيناتور الأميركي ليندسي غراهام بشأن ضرورة استغلال عائدات النفط لتسليح أوكرانيا تمثل تصاعدا في الخطاب الغربي الهادف لردع موسكو.

إعلان

لكن حمزة رأى في التحركات الدبلوماسية الروسية -مثل تبادل الأسرى والتأكيد على إعداد وثيقة تفاوضية- مؤشرات على رغبة مضمرة بإنهاء الحرب، شرط توافر ضمانات كافية لموسكو بشأن أمنها وموقع أوكرانيا المستقبلي في علاقاتها مع الغرب وحلف شمال الأطلسي.

صفقة شاملة

ووسط غياب الثقة بين الطرفين، قال عبيدي إن الدعوات الأوروبية لوقف إطلاق نار مؤقت تمهد لمفاوضات تصطدم بإصرار بوتين على صفقة شاملة تسبق أي هدنة، وهو ما يجعل فرص التهدئة محدودة في ظل غياب وسيط موثوق لدى الطرفين.

ويبدو أن موسكو تراهن على الوقت رغم أنها لم تحقق تقدما نوعيا منذ أكثر من 3 سنوات، وفق عبيدي.

وأضاف عبيدي أن الثابت الوحيد في المشهد هو تصميم أوروبا على دعم كييف، في حين يبقى الموقف الأميركي -ولا سيما من جانب ترامب- هو المتغير الذي قد يقلب موازين الحرب أو يمددها.

أما حمزة فرأى أن الطابع "الصبور والمثابر" للشعب الروسي وقيادته يجعلهما أقل ميلا للتراجع، حتى مع تصاعد الخسائر.

واعتبر أن التغير الحقيقي لن يأتي إلا إذا نجحت أوروبا في دفع ترامب نحو موقف أكثر وضوحا، سواء بالضغط السياسي أو بتحريك الرأي العام الأميركي.

ورأى عبيدي أن التطورات الأخيرة كاستهداف منطقة كورسك أثناء وجود مروحية الرئيس بوتين تمثل تجاوزا رمزيا لخط أحمر، وقد تدفع موسكو نحو مزيد من التصعيد بدل التهدئة، محذرا من أن مثل هذه الضربات قد تفسَّر كرسائل استهداف مباشر للقيادة الروسية.

ومع اقتراب موعد حضور ترامب لقمة حلف الأطلسي في يونيو/حزيران المقبل، وتزامنه مع زيارة مرتقبة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يعتقد عبيدي أن الشهرين المقبلين قد يشهدان تغيرات في المعادلات السياسية والعسكرية، لكنها تظل رهينة بمدى انخراط واشنطن الجدي في ملف التسوية.

وفي ظل هذا المشهد المتداخل يبقى التصعيد الروسي الأخير علامة على أن الحرب تتجه نحو مزيد من التعقيد، في وقت تُجمع فيه معظم الأطراف على أن الحلول الجزئية لم تعد ممكنة، وأن أي تسوية محتملة لن تكون إلا وفق صيغة قاسية على أحد الطرفين، أو ربما عليهما معا.

إعلان

مقالات مشابهة

  • روسيا تنفذ هجومها الأوسع ضد أوكرانيا وكييف ترد بمسيّرات على موسكو
  • ما رسائل ومآلات تصعيد روسيا حربها على أوكرانيا؟
  • باستثمارات 47 مليار دولار.. الحكومة: 1800 شركة أمريكية تعمل في مصر
  • روسيا تعلن تحقيق تقدم في شرق أوكرانيا
  • مشادة في الكونجرس الأمريكي بسبب طالبة تركية
  • روسيا تعلن عن جولة ثانية من المفاوضات مع أوكرانيا
  • روسيا تفرج عن 390 أوكرانياً في المرحلة الأولى من صفقة تبادل "1000 مقابل 1000"
  • لافروف: روسيا ستكون جاهزة قريبا لتقديم مسودة وثيقة تسوية الأزمة لأوكرانيا
  • الوزير: نستهدف صادرات صناعية بـ118 مليار دولار بحلول 2030 .. نواب: الصناعة والتصدير أهم موارد العملة الصعبة
  • ترامب يطلق أكبر مشروع دفاعي في تاريخ أمريكا بتكلفة 175 مليار دولار