مجموعة العشرين.. الدبلوماسية تتفوق على خطاب القوة
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
خلا البيان الصادر عن أعمال اليوم الأول لقمة العشرين المنعقدة حاليا في الهند من أي قرارات استثنائية في الجوانب السياسية والاقتصادية والمناخية يمكن أن تحدث تحولات غير متوقعة في مسار الأحداث العالمية، رغم بعض التطلعات من بعض مناطق العالم خاصة في لحظة تاريخية خطرة يمر بها المشهد العالمي في كل مساراته. وغلب على البيان الطابع الدبلوماسي المتزن منه إلى بيان يعبر عن لغة القوة من دول تملك قوة اقتصادية وعسكرية وقادرة على إحداث تغيرات جوهرية في المشهد العالمي.
وكان واضحا أن بيان المجموعة لم يندد بالحرب الروسية ضد أوكرانيا، رغم أن لغة البيان حامت حول الموضوع كثيرا لكنها تبنت الصياغة الدبلوماسية الحذرة. واكتفى البيان بإدانة عامة «لاستخدام القوة» في أوكرانيا لتحقيق مكاسب ميدانية دون ذكر روسيا. كما أكدت المجموعة في بيانها أن استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها في حرب أوكرانيا «غير مقبول». ولم يحضر الرئيس الروسي بوتين أعمال القمة للمرة الثالثة. رغم ذلك فإن تأثير روسيا على صياغة البيان كانت واضحة.
وفي محور مهم من المحاور التي عرضت على أعمال القمة فقد خلا البيان الصادر من أي دعوة واضحة للتخلي التدريجي عن مصادر الطاقة الأحفورية التي «تُتهم» باعتبارها أحد أهم مصادر الغازات الدفيئة التي تتسبب في «التدهور» المناخي العالمي. وتعتبر دول مجموعة العشرين مسؤولة بشكل مباشر عن 80% من انبعاثات الغازات الدفيئة.. لكن في الوقت نفسه قالت المجموعة إنها ستدعم القدرة العالمية لزيادة الطاقة المتجدد ثلاث مرات بحلول عام 2030.
وبدا واضحا من موقف المجموعة من هذين الملفين المهمين حجم التباعد في السياسات والمواقف والمصالح بين أعضاء المجموعة، كما بدا واضحا قدرة الصين والهند والسعودية في التأثير الكبير على القرارات الصادرة عن المجموعة، مع ذلك يرى البعض أن هذه المواقف، أيضا، هي مواقف الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تريد تحديد خطة زمنية واضحة لتوقف الاستثمار في الطاقة الأحفورية.. أما أعضاء المجموعة من دول الاتحاد الأوروبي فقد بدا أن تأثيرهم أقل بكثير من المتوقع.
ورغم موقف المجموعة من هذين الملفين إلا أن القمة في يومها الأول استطاعت أن تكشف عن القوة القادمة من شرق آسيا وبشكل خاص من الصين والهند، وقدرتهما على أن يصبحا مركزا مهما من مراكز القرار السياسي والاقتصادي.
مع ذلك فإن مجموعة العشرين تبقى قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية قادرة على القيام بأدوار أساسية في التحولات التي يشهدها العالم. والمجموعة تملك 75% من حصة الأعضاء من التجارة العالمية، كما أنها تملك 59% من تعداد سكان العالم
وتقف المجموعة عند منعطف محوري مهم خلال تطلعاتها وتطلعات العالم للتصدي للتحديات العالمية. وتعتمد قدرة المجموعة للحفاظ على مكانتها السياسية والاجتماعية على قدر استعدادها لمعالجة الكثير من القضايا الحاسمة عبر العزيمة والتعاون مع بقية دول العالم. ومن أجل الحفاظ على مصداقيتها كمنتدى عالمي لحل المشاكل، يتعين على المجموعة أن تستمر في التطور، وإعطاء الأولوية للاستدامة، والتمسك بمبادئ التعددية، والشفافية، والمساءلة، وأن تبتعد عن الشعبوية في قراءة التحديات العالمية التي تواجه المنظمة أو بقية دول العالم. إن العالم يراقب ما يمكن أن يسفر عنه البيان الختامي لأعمال المجموعة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
من هي روبرت مجموعة الهاكرز التي تهدد بفضح أسرار ترامب؟
من هم قراصنة “روبرت”؟- مجموعة اختراق إلكترونية تهدد بنشر رسائل مسروقة من دائرة ترامب المقربة- مساعدو ترامب مجددا في مرمى تسريبات إلكترونية إيرانية محتملة
يواجه مساعدو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطرا جديدا من تسريب اتصالاتهم، بعد أن هددت مجموعة اختراق إلكترونية مرتبطة بإيران – يعتقد أنها نفسها التي استهدفت حملة ترامب الانتخابية لعام 2024 – بنشر مجموعة ضخمة من الرسائل الإلكترونية التي تمت سرقتها من مقربين منه.
مساعدو ترامب مجددا في مرمى تسريبات إلكترونية إيرانية محتملةتشمل الشخصيات المعرضة للتسريب المحتمل مديرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، والممثلة الإباحية السابقة والخصم العلني لـ ترامب ستورمي دانيلز، والمستشار السياسي روجر ستون، إضافة إلى محاميته ليندسي هاليجان.
وقد صرح الهاكر، الذي يستخدم الاسم المستعار "روبرت"، أنه يملك قرابة 100 جيجابايت من الرسائل الإلكترونية التي تم الاستيلاء عليها.
ووصفت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأمريكية CISA، عبر منصة إكس، التهديدات بأنها "حملة تشويه محسوبة"، مؤكدة أن الهدف منها هو زعزعة الثقة وتشويه السمعة، خاصة وأن هذه التهديدات تأتي بعد تحذيرات أصدرتها إدارة ترامب بشأن احتمال استهداف جهات سيبرانية إيرانية للبنية التحتية الأمريكية الحساسة والشركات الكبرى.
ماذا تحتوي هذه الرسائل؟بحسب تقرير لوكالة رويترز، تواصلت الوكالة مع الشخص الذي يعرف باسم "روبرت"، لكنهم لم يكشفوا عن تفاصيل محتوى الرسائل، فإنهم ألمحوا إلى احتمال بيعها.
وقد أبلغ قراصنة "روبرت" وكالة "رويترز" بأنهم يمتلكون حوالي 100 جبجابايت من الرسائل الإلكترونية التي تتضمن مراسلات بين وايلز، ستون، الممثلة الإباحية السابقة ستورمي دانيلز، محامية ترامب ليندسي هاليجان، وآخرين.
وكانت وزارة العدل الأمريكية قد وجهت في سبتمبر الماضي لائحة اتهام لثلاثة إيرانيين على خلفية هجمات إلكترونية استهدفت حملة ترامب الانتخابية لعام 2024، متهمة الحرس الثوري الإيراني بتوجيه عمليات القرصنة التي يقودها الكيان المعروف باسم "روبرت".
ردود أمريكية رسمية على الهجوم السيبراني
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وكالة CISA، مارسي مكارثي، إن "عدوا أجنبيا عدائيا" يهدد باستخدام مواد مسروقة وغير مؤكدة لمحاولة "تشتيت الانتباه، وتشويه السمعة، وبث الانقسام".
وأكدت أن هذا "الهجوم السيبراني المزعوم" لا يعدو كونه دعاية رقمية، وأن اختيار الضحايا ليس عشوائيا، بل يهدف إلى "الإضرار بترامب وتشويه سمعة مسؤولين خدموا بلادهم بشرف".
كما وصفت المدعية العامة الأمريكية، بام بوندي، عملية الاختراق بأنها "هجوم سيبراني غير أخلاقي"، في حين أصدر البيت الأبيض ومكتب التحقيقات الفدرالي FBI، بيانا نقلا عن مدير المكتب كاش باتيل، أكد فيه أن أي شخص يثبت تورطه في خرق الأمن القومي سيخضع لتحقيق شامل وسيحاسب بأقصى درجات القانون.
من جهتها، علقت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية CISA، على الحادثة عبر منصة "إكس"، ووصفت الهجوم بـ"الدعاية الرقمية"، مؤكدة أن اختيار المستهدفين لم يكن عشوائيا.
وأضافت الوكالة: 'هذه حملة تشويه محسوبة تهدف إلى الإضرار بـ دونالد ترامب وتشويه سمعة مسؤولين شرفاء يخدمون بلادهم بإخلاص."
إيران تهديد أكبر من روسيا؟
وفي سياق أوسع، اعتبرت تقارير أمنية أمريكية أن إيران مثلت تهديدا أكبر من روسيا خلال انتخابات 2024، رغم أن موسكو معروفة بعملياتها الدعائية السيبرانية، خاصة تلك التي نفذت عام 2016.
وكشفت شركة مايكروسوفت عن نشاط واسع لجهات سيبرانية إيرانية استخدمت حملات تصيد إلكتروني ونشر معلومات مضللة بهدف التأثير على نتائج الانتخابات.
اللافت أن مجموعة القراصنة أبلغت رويترز بأنها لا تخطط لتنفيذ هجمات إضافية، خاصة بعد انتهاء الصراع الذي دام 12 يوما بين إيران وإسرائيل، وتدخلت الولايات المتحدة لوقفه بوساطة قادها ترامب.
وقال أحد القراصنة في مايو الماضي: "لقد تقاعدت، يا رجل".
ظهرت المجموعة التي تستخدم الاسم المستعار "روبرت" خلال الأشهر الأخيرة من الحملة الرئاسية الأمريكية في 2024، حيث زعمت آنذاك اختراقها لرسائل عدد من حلفاء ترامب، من بينهم وايلز، وقامت بتسريب بعض هذه الرسائل لعدد من الصحفيين.
ووفقا لما ذكرته رويترز، فقد تم التحقق من صحة بعض الرسائل المسربة، بما في ذلك رسالة يعتقد أنها تحتوي على اتفاق مالي بين ترامب وروبرت إف. كينيدي، الذي يشغل حاليا منصب وزير الصحة في إدارة ترامب، كما شملت التسريبات في حينها مناقشات حول تسوية قانونية بين ترامب وستورمي دانيلز.
وفي سبتمبر 2024، وجهت وزارة العدل الأمريكية لائحة اتهام تزعم أن مجموعة "روبرت" تدار من قبل الحرس الثوري الإيراني، إلا أن القراصنة لم يؤكدوا أو ينفوا هذه المزاعم حتى الآن.