.. لولا فسحة الأمل!
الأمل حالة ذهنية وعاطفية تعبر عن الثقة والتفاؤل بأن الأمور ستتحسن وستتطور في المستقبل.
هو قوة داخلية تدفع الأفراد إلى الاستمرار، حيث يمنح المرء الشعور بالحياة والدافع للسعي نحو تحقيق الأهداف والأحلام.
الأمل كقيمة ليس مجرد أمنية عابرة، أو معالجة نفسية آنية، بل هو أيضا قوة داخلية تحملنا عبر الأوقات الصعبة على أجنحة الحياة.
يعيد الأمل إلينا الثقة في أن الحياة قد تحمل لنا أيامًا أفضل في فسحة العيش التي ستكون ضيقة فعلا لولا تلك الفسحة المهمة التي تسمى فسحة الأمل!
* * *
أتساءل عن حجم خسائر الذين فقدوا إيمانهم بالأمل.
أتساءل عما إذا كانوا قد أدركوا أخيرا ما خسروه لصالح العدم وحده، ومجانا!
وأتساءل أيضا عن جدوى الحياة كلها إن لم يكن الأمل أحد أهم مفرداتها على الإطلاق!
في عالم مليء بالتحديات والمشاكل، يبدو أن الأمل كقيمة إنسانية عالية، يتلاشى ويختفي من حياة البشر. يواجه الكثيرون تحديات صعبة وظروفًا قاسية تجعلهم يشكون في إمكانية تحقيق أحلامهم وتحقيق طموحاتهم. ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان الأمل وانخفاض الإيمان في المستقبل.
وفقدان الأمل قد ينجم عن تجارب صعبة ومآس شخصية، مثل فقدان العمل أو المواجهة المستمرة للفشل في تحقيق الأهداف، أو التماس المباشر مع الموت الذي يمتحننا في أقرب الناس إلينا، ولكن هناك أسباب أخرى أكثر شمولية منها الأحداث العالمية المدمرة، كالكوارث الطبيعية، والحروب، والأزمات الاقتصادية، أو حتى الأزمات الصحية العامة وآخرها جائحة كورونا التي اجتاحت الكرة الأرضية بأسرها وعرضت البشرية لتحدٍّ عالمي موحد لقيم إنسانية كثيرة.
الخسائر دائما كثيرة على الصعيدين الفردي والجمعي، فعندما يفقد الناس الأمل، يمكن أن يعانوا من عواقب سلبية على صحتهم العقلية والجسدية، فيصابون، على سبيل المثال، بالاكتئاب والقلق وفقدان الثقة في الذات بالإضافة الى فقدان الثقة بالآخرين حولهم وخصوصا من أولئك الذين يقدمون لهم وجبة الأمل باعتبارها الوجبة المنقذة! ذلك أنهم يصبحون عرضة للشعور بالإحباط والتشاؤم، ويمكن أن يعجزوا عن الاستمتاع بالحياة وتحقيق السعادة الشخصية.
إن معالجة هذه المشكلة تتطلب توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأفراد الذين يعانون من اليأس. نعم.. يجب أن يكون هناك تركيز على تعزيز الصحة العقلية وتعزيز الإيجابية في حياة الناس. ويمكن تحقيق ذلك من خلال توفير الدعم العاطفي والمشورة، سواء عن طريق الأصدقاء والعائلة أو من خلال المؤسسات الخاصة بالصحة النفسية والاستشارة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون القصص الإلهامية والنماذج الإيجابية مصدرًا للاستلهام والتشجيع. فعندما يرى الخاسرون في تحدي الأمل أمثلة حية للآخرين الذين واجهوا التحديات وتغلبوا عليها فاستعادوا شغفهم بالحياة، سيكونون أكثر استعدادا لإعادة إشعال شرارة الأمل في قلوبهم، وقد تكون التكنولوجيا أيضًا وسيلة فعالة للتواصل وتبادل القصص والخبرات.
إذ يمكن للمنصات الاجتماعية والمواقع الإلكترونية أن تكون مساحات للتحفيز والتعبير عما يختلج في النفوس حيث سيجد فيها اليائسون مجتمعات يمكنهم مشاركة قصصهم معها أو مع الذين يمرون بقصص مماثلة، مما يخفف الشعور بالعزلة ويوفر بيئة داعمة للتعافي.
والأمل حالة ذهنية وعاطفية تعبر عن الثقة والتفاؤل بأن الأشياء ستتحسن وستتطور في المستقبل. وهي قوة داخلية تدفع الأفراد إلى الاستمرار، حيث يمنح المرء الشعور بالحياة والدافع للسعي نحو تحقيق الأهداف والأحلام.
وهو أيضا رد فعل إيجابي يولد الطاقة والتفاؤل، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على الصحة العقلية والجسدية، ويساعدنا على التغلب على الصعاب والمواجهة النفسية، كما يعزز قدرتنا على التكيف مع التحولات والتغيرات المتصاعدة في الحياة، فعندما يكون المرء متحمسًا ومتفائلا بشأن مستقبله، سيعمل بجد لتحويل تلك الأفكار إلى واقع.
ولذلك فالأمل كقيمة ليس مجرد أمنية عابرة، أو معالجة نفسية آنية وحسب، بل هو أيضا قوة داخلية تحملنا عبر الأوقات الصعبة على أجنحة الحياة وتعيد إلينا الثقة في أن الحياة قد تحمل لنا أيامًا أفضل في فسحة العيش التي ستكون ضيقة فعلا لولا تلك الفسحة المهمة التي تسمى فسحة الأمل!
*سعدية مفرح كاتبة وصحفية وشاعرة كويتية
المصدر | الشرقالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الأمل الأوقات الصعبة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
إزاي تكسب ابنك.. نصائح التعامل مع سن المراهقة بأمان
تعد فترة المراهقة من أصعب الفترات التى يمر بها الإنسان ويحدث فيها صدامات عديدة بين الأبناء والآباء.
كشفت الدكتورة ليديا أنتونوفيتش أخصائية علم النفس، أن الخلافات بين الآباء والأبناء من الأمور الطبيعية فى كل بيت ولكنها تكن فى بعض الأحيان أكثر حدة وقوة خاصة فى سن المراهقة.
ووفقا لما جاء فى موقع روسيا اليوم، قالت الدكتورة إن الحفاظ على جسر الثقة بين المراهق والوالدين أو أحدهما من المهام الضرورية والصعبة التي تتطلب الصبر والتفاهم من كلا الجانبين.
وعرضت الخبيرة عدة نصائح تساعد الآباء في الحفاظ على علاقة طيبة مع الأبناء فى سن المراهقة قائمة على الثقة والمودة.
فى سن المراهقة اسمح لابنك بالتحدث دون مقاطعة أو انتقاد حتى لو كنت لا توافق على وجهة نظره والهدف هنا أن تجعله يشعر انك تسمع وتفهم وجهة نظره وركز خلال هذه المرحلة على العواطف، وليس على الحقائق فقط.
اطرح علي ابنك المراهق أسئلة مفتوحة، بدلا من الأسئلة التى يكن جوابها نعم أو لا، مثل هل قمت بأداء واجباتك المنزلية؟"، أي أسئلة تدعو إلى استجابة مفتوحة، مثلا، "كيف تسير واجباتك المنزلية؟ هل تواجه صعوبة فيها؟".
ابتعد عن إعطاء المحاضرات والوعظ الأخلاقي، لأن الإنسان فى سن المراهقة يعتبرها علامة على عدم الاحترام وينغلق على نفسه وبدلا من ذلك حاول مناقشة الموقف، وعرض أفكارك وتجاربك ولكن دون فرضها عليه.
احترم مشاعر ابنك حتى إذا كنت لا توافق على سلوكه، و اعترف بأن مشاعره حقيقية ومهمة وقل له جمل تعبيرية على ذلك.
احترم المساحة الشخصية والخصوصية لابنك فى سن المراهقة حيث يحتاج إلى مساحة شخصية ولا تتدخل في حياته دون داع. ولا تقحم نفسك فى موضوع ما إذا كان لا يريد مشاركتك فيه فعليك ان تحترم رغبته، ولكن ضع حدودا واضحة فيما يتعلق بالأمان.
كن صادقا في علاقتك مع ابنك وحافظ على وعودك له حيث أن التناقض بين الأقوال والأفعال يدمر الثقة.
اقض مع ابنك المراهق وقتا، وابحث عن اهتمامات مشتركة بينكما لا علاقة لها بالمسؤوليات ويمكن أن تكون هواية مثل المشي أو مشاهدة فيلم أو مجرد حوار هادئ.
لا تتردد باستشارة طبيب نفسي عائلي أو معالج نفسي إذا أصبحت العلاقة مع ابنك المراهق متوترة جدا، لأنه سيساعدكما على تعلم كيفية التواصل وحل المشاكل بشكل جيد.
تذكر نفسك حيث لا ينبغي أن تكون رعاية المراهق على حساب رفاهيتك وخذ وقتا لنفسك لتخفيف التوتر وتجنب الإرهاق.
منوهة على أن بناء الثقة يستغرق وقتا كبيرا ويتطلب الكثير من الجهد لذلك من الضروري التحلي بالصبر.