موقع النيلين:
2025-06-06@02:32:33 GMT

مصطفى الفقي يكتب: الدور العربي في إفريقيا

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

مصطفى الفقي يكتب: الدور العربي في إفريقيا


تعد الأسابيع الأخيرة على المستوى الدولى والإقليمى أفريقية بامتياز فقد بدأت بالأحداث الدامية والمؤسفة فى السودان التى تبدو وكأنها عملية انتحار لأحد الشعوب وتدمير ذاتى داخل أحد الجيوش الأفريقية المهمة.

ولقد شعرنا نحن العرب بحكم الجوار الأفريقى والتداخل التاريخى والارتباط الجغرافى بأن شيئا خطيرا يحدث فى القارة السمراء بعدما اقتحمت أطرافها تنظيمات متطرفة وجماعات إرهابية، إضافة إلى مجموعات عسكرية أقرب إلى الميليشيات حاولت وتحاول السيطرة على القرار السياسى فضلا عن القرار العسكرى فى تلك الدول.

يكفى أن نتذكر أنه خلال السنوات الثلاث الأخيرة حدثت ثمانية انقلابات عسكرية فى غرب أفريقيا وحدها، وكان آخرها انقلابى النيجر والغابون، وهو ما يعنى أن العدوى تنتشر وأن الخروج على الشرعية أصبح سمة سائدة نتيجة الشعور بالظلم من جانب بعض القوى الأوروبية الكبرى وفى مقدمتها الجمهورية الفرنسية، ولعل مبعث الاهتمام من جانبنا كعرب لما يدور فى القارة السمراء هو ناتج من أكثر من سبب، أولها أن ثلثى العرب تقريبا يعيشون فى الجناح الأفريقى للأمة فى شمالها وشرقها وبعض أطرافها فضلا عن التداخل التاريخى للمصالح ومصادر المياه والطاقة والعوامل الجيوسياسية التى تجعل الارتباط أقوى بكثير منه بين قوتين مختلفتين فى الاتجاه، ولكنهما متفقتان فى الهدف النهائى وهو رفض السيطرة الأجنبية والاتجاه للتحرر الوطنى ومقاومة الاستنزاف الخارجى لمقدرات القارة ومواردها على كافة الأصعدة.الأمر الثانى هو أن كثيرا من دول القارة خصوصا جنوب الصحراء تشعر بالحساسية تجاه الدول العربية فى الشمال الأفريقى وانشغالها بمشكلات المشرق وفى مقدمتها قضية العرب الأولى القضية الفلسطينية، ولقد نتج من ذلك إحساس أفريقى بانسلاخ شمال الصحراء عن جنوبها بما يمكن أن يدخلنا فيه من نعرات عنصرية تتصل بالأعراق والأجناس وربما الديانات أيضا.

نتذكر اليوم ما طالب به الرئيس الكنغولى السابق موبوتو من ضرورة إنشاء منظمة أفريقية بحتة لدول جنوب الصحراء تكون متفرغة لشئون الدول الأفريقية السمراء بعيدا من الاهتمام العربى الأفريقى فى صراعات المشرق، وكان ذلك التفكير تحت مظلة منظمة الوحدة الأفريقية قبل أن تتحول إلى الاتحاد الأفريقى كما نشهد الآن، كذلك فإن بعض الصراعات العربية فى الشمال الأفريقى خصوصا فى ما يتصل بالعلاقات بين الجزائر والمغرب تمثل هى الأخرى بعدا للشعور بأن مشكلات الشمال ذات خصوصية عن تلك التى يعانى منها الجنوب.لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل نظن، وقد يكون بعض الظن إثما، أن هناك عمليات استقطاب بين دول فى الجنوب وأخرى فى الشمال إذا اندلع صراع بينها، وأظن أن أزمة سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، تعكس بشكل أو بآخر شيئا من ذلك.

بقيت نقطة جوهرية وأعنى بها ما جرى فى السودان خلال الأشهر الأخيرة وكيف تعرضت تلك الدولة الأفريقية الكبيرة، كمّا وكيفا، لانقسام حاد يكاد يمزق سلامتها الإقليمية ويطعن وحدة جيشها فى الصميم فى ظل حالة تمرد لجماعة من الداخل تكونت فى ظل ظروف سابقة لتلك الدولة العربية الأفريقية المهمة، حيث توافد ملايين اللاجئين والنازحين داخل السودان وخارجه فرارا من المعارك الدامية والقذف الذى لم يتوقف منذ بدايته على نحو ينذر بالمساس بوحدة السودان وسلامة أراضيه، وكان الشيء المؤسف حقا هو حالة الاستقطاب الدولى والإقليمى التى جعلت هناك مؤيدين لشرعية القوات المسلحة السودانية وآخرين داعمين للحركة المسلحة التى قامت بها قوات «الدعم السريع»، وكأنما كتب الله على القارة فى هذا العام أن تشهد صراعات متداخلة فى ظل ملابسات غامضة أحيانا.ويكفى أن نتأمل الدور الفرنسى، على سبيل المثال، تجاه دول غرب القارة، حيث تحمست ولو سرا لانقلاب الجابون، بينما رفضت بشدة ما جرى فى غضون انقلاب النيجر، فالمصالح الذاتية للدول الكبرى هى التى تحكم طبيعة الدعم الذى يؤدى إلى الانفجارات الثورية والانقلابات العسكرية، وليس بعيدا منا ما جرى فى دول أخرى منذ الزحف القبلى فى صحراء مالى، حيث أصبحت منطقة الصحراء الكبرى مسرحا لعمليات تؤثر بشكل مباشر فى وحدة القارة وسلامة أراضيها، بل إن هناك محاولات متعددة للغزو الخارجى تجاه دول القارة.

ولا يغيب عن الأذهان أن هناك جماعات شبه عسكرية، بل وتنظيمات إرهابية تسعى للنيل من الاستقلال الوطنى للدول الأفريقية والعبث بمقدراتها، فالذين يتخوفون من انقلاب النيجر هم أولئك الذين يسعون إلى رصيد ذلك البلد من مادة استراتيجية هى اليورانيوم، وتأثير ذلك بمستقبل المنطقة فى ظل التكالب الأجنبى على دول القارة بدءا من الوجود الصينى والهندى والأمريكى والبريطانى والفرنسى معا إلى جانب الشهية الجديدة لروسيا الاتحادية فى المنطقة، حتى إن بعض ضباط الانقلاب فى النيجر رفعوا فى اليوم الأول لهم أعلام موسكو كأنما هى إشارة للصراع المكتوم بين القوى المختلفة على الأرض الأفريقية.بينما تقف وراء انقلاب الجابون أسباب فى مقدمتها ترهل النظام السياسى لعائلة بونجو التى حكمت البلاد لأكثر من نصف قرن وبددت جزءا كبيرا من ثروة النفط على نحو لا يعود بفائدة مباشرة على شعب الغابون، الذى لا يملك مقدراته على النحو الذى يريده، ذلك الشعب الأفريقى الذى تلامس حدوده عددا من دول الجوار التى تجعل العدوى للانقلابات فى غرب القارة أمرا واردا، حيث الجيوش النظامية حديثة العهد بالسلطة وترى أن مصلحة الدعم أقوى من نصوص الدستور فى بلادها، ولعلى أطرح الآن الملاحظات الثلاث التالية:

أولا: إن العرب مطالبون باتخاذ مواقف أكثر إيجابية تجاه القارة الأفريقية وظروف دولها المعقدة والمتشابكة فى الوقت نفسه، كما أن الشراكة العربية الأفريقية يجب أن تمتد لتكون مظلة للمصالح المشتركة بين الجانبين، كذلك فإن العلاقة بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقى يجب أن تظل على تواصل دائم للمساعدة فى حل مشكلات القارة دون تركيز على القضايا العربية وحدها، لأن الأفارقة شديدو الحساسية تجاه بعض المراحل فى التاريخ المشترك للمنطقة، حيث لعب الاستعمار الأجنبى بورقتين كبيرتين، أولاهما بريطانية الصنع وهى التى تدور حول سياسة فرق تسد، والثانية تدور حول الاحتواء الثقافى مثلما جرى فى السياسة الفرنسية التى اتبعتها باريس تجاه مستعمراتها فى شمال وغرب أفريقيا.ثانيا: إن الحديث عن الانقلابات العسكرية فى القارة الأفريقية يثير قضية الاستقرار السياسى فى دول القارة وأهمية الدعم المستمر للمساعدات الفنية والمادية لدولها، حتى تشعر بأن العرب جادون فى التعاون المشترك والدعم الدائم لدول القارة، خصوصا تلك التى تعانى الفقر ونقص الموارد، كما أن العرب يجب أن يتوقفوا عن تصدير مشكلاتهم لدول القارة لأن فيها ما يكفيها، فالخلاف الجزائرى المغربى على سبيل المثال لا ينبغى أن يكون سببا للانقسام بين دول القارة ومقدراتها المختلفة حتى لا ينعكس ذلك على الاتحاد الأفريقى، والأمر ذاته ينسحب على أزمة سد النهضة والخلاف بين مصر وإثيوبيا فى هذا السياق.

ثالثا: إن موقف الولايات المتحدة تجاه الأوضاع فى غرب أفريقيا لا يتوافق بالضرورة مع الموقف الفرنسى على رغم انتمائهما المشترك للمجموعة الأوروبية بكل ما لها وما عليها، ولا تزال باريس تتذكر بمرارة أن على عمر بونجو الرئيس الذى أطاحه انقلاب الغابون كان قد خرج على الدائرة الفرنسية واقترب من مجموعة الكومنولث البريطانية فى حركة غير محسوبة دفع ثمنها فى الانقلاب الأخير.دعونا نتذكر معا أن أفريقيا كيان مهم بالنسبة إلى العرب، وأنها امتداد طبيعى للمكون السكانى فى المنطقة، وأن التعاون بين الجانبين أمر يحتمه التاريخ، وتعززه الجغرافيا، ويستدعيه المستقبل.

الشروق نيوز

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: دول القارة

إقرأ أيضاً:

لماذا تتصدّر الدول الأفريقية قائمة الأزمات الأكثر إهمالا في العالم؟

وسط مخاوف وتحذيرات من تفاقم الأزمات الإنسانية في أفريقيا خلال سنة 2025، بسبب الحروب وتغييرات المناخ، يتجاهل المانحون الدوليون القارة السمراء التي يعاني ملايين من سكانها من انعدام الأمن الغذائي وارتفاع معدّلات النزوح.

ووفقا لأحدث تقرير من المجلس النرويجي للاجئين حول "الأزمات الأكثر إهمالا في العالم"، فقد تصدّرت الدول الأفريقية قائمة البلدان ذات الأزمات الأكثر تهميشا على الصعيد الدولي.

وقد أشار التقرير النرويجي إلى أن الدول الأفريقية التي تعاني من أعباء جسيمة نتيجة العنف والنزوح، هي نفسها الأكثر إهمالا وتهميشا من قِبل المانحين والداعمين في المجالات الإنسانية.

وتأتي هذه المخاوف في وقت خفّضت فيه الولايات المتحدة -التي كانت في السابق أكبر داعم للمساعدات في العالم- تمويلها التنموي بشكل كبير، إذ لم تتلقَّ الوكالات الإنسانية سوى نصف ما كانت تحتاجه في 2024.

ويحذّر الخبراء من أن استمرار هذا التراجع سيجعل عام 2025 أكثر قسوة على المحتاجين، خاصة في أفريقيا التي تصدّرت قائمة التقرير النرويجي بأزمات الدول الأكثر إهمالا.

ما مضمون التقرير؟

حسب تقرير المجلس النرويجي للاجئين لعام 2024، فإن ملايين الأشخاص الذين نزحوا ويعانون من انعدام الأمن الغذائي أو من فقدان المأوى، يتلقون القليل من المساعدات بسبب "إرهاق المانحين"، وضعف التغطية الإعلامية، وغياب الحلول السياسية.

إعلان

وقد حدّد التقرير الدول المتأزمة على أنها تلك التي تضم أكثر من 200 ألف نازح، وتمّ تصنيفها على أنها تمر بأزمات شديدة.

ومن بين 34 دولة تمّ تحليلها، جاءت مجموعة من الدول الأفريقية على قائمة الأكثر إهمالا واختفاءً عن أنظار العالم، وهذه الدول هي: الكاميرون وإثيوبيا وموزمبيق وبوركينا فاسو ومالي وأوغندا وإيران وجمهورية الكونغو الديمقراطية وهندوراس والصومال.

وإلى جانب نقص التمويل، سجّل التقرير غياب التقدم في جهود حلّ النزاعات، وعدم الاهتمام بمنع الكوارث، في جميع هذه الدول.

وأشار التقرير إلى أن تمويل المساعدات الإنسانية انخفض بشكل عام في سنة 2024، إذ بلغت الفجوة بين الاحتياجات والمتوفر حوالي 25 مليار دولار، وهو ما يعني أن أكثر من نصف الطلبات لم تتم تلبيتها.

ما أسباب تجاهل الأزمات في أفريقيا؟

يقول الخبراء إن "إرهاق المانحين" والموجات المتزايدة من السياسات القومية داخل الدول المانحة التقليدية تدفع الحكومات الأغنى إلى خفض تمويل المساعدات الخارجية، كما أن البُعد الجغرافي عن مناطق الأزمات يساهم في ضعف الاهتمام.

وقالت كريستيل هور، رئيسة قسم المناصرة في المجلس النرويجي للاجئين لمنطقة غرب ووسط أفريقيا، للجزيرة "إن العديد من الأزمات في جميع أنحاء القارة تبقى في الظل، ويتمّ تجاهلها لأنها لا تتصدر عناوين الأخبار، أو لأنها لا تُعد ذات مصلحة إستراتيجية فورية للشركاء الدوليين".

فرار الآلاف من الكاميرون إثر حملات للقضاء على انفصاليين (الجزيرة)

وأضافت هور -في حديثها للجزيرة- أن الأزمات التي تطرق أبواب أوروبا -كما حدث في 2015 مع موجات الهجرة- تحظى بأكبر قدر من الاهتمام الإعلامي، في حين تبقى المشاكل البعيدة خارج دائرة الضوء، وحتى خارج الحسابات السياسية.

ما الدول الأفريقية الأكثر إهمالا؟

وحسب التقرير النرويجي، فإن الدول الواقعة بين غرب ووسط أفريقيا، تتصدّر قائمة المناطق الأكثر إهمالا في سنة 2024.

إعلان

وفي ما يلي نستعرض الدول الأكثر تهميشا من قِبل المانحين حسب تصنيف المركز النرويجي للاجئين:

الكاميرون

تصدّرت الكاميرون قائمة الدول الأكثر إهمالا في العالم لسنة 2024، رغم أنها تعيش حربا أهلية مستمرة منذ ما يربو على 7 سنوات.

ففي منطقتي الشمال الغربي والجنوب الغربي الناطقتين بالإنجليزية، تتواصل حرب أهلية اندلعت في 2017، بعد احتجاجات ضد التمييز من قِبل الحكومة الفرانكفونية، ورفضا لتعيين قضاة ناطقين بالفرنسية.

وقد أدّى القمع العنيف إلى ظهور جماعات مسلحة أعلنت الاستقلال، فيما ردّت الحكومة بإعلان الحرب، الأمر الذي تسبّب في استهداف واسع للمدنيين، أسفر عن مئات القتلى، ونزوح الآلاف داخليا، ولجوء الكثيرين إلى نيجيريا.

وفي شمال البلاد قرب حوض بحيرة تشاد، يستمر العنف من قِبل جماعة بوكو حرام، التي تزايدت أنشطتها بعد انسحاب نجامينا والنيجر من القوة المشتركة المدعومة من الولايات المتحدة، وهو ما زاد الضغط على الكاميرون ونيجيريا وبنين.

وتتفاقم الأوضاع الإنسانية في الكاميرون بسبب ضغط اللاجئين من نيجيريا وجمهورية أفريقيا الوسطى، وتستضيف حاليا 1.1 مليون نازح، و500 ألف لاجئ.

ورغم هذا الوضع، لم يُذكر الوضع في الكاميرون سوى في أقل من 30 ألف مقال إعلامي بلغات دولية مختلفة عام 2024، مقارنة بـ451 ألف مقال عن حرب أوكرانيا، حسب المجلس النرويجي للاجئين.

 كما لم يُجمع سوى 45% فقط من التمويل المطلوب، أي 168 مليون دولار من أصل 371 مليون دولار كانت مطلوبة لتمويل المساعدات، حسب الأمم المتحدة.

وبالإضافة للأزمات المتعددة في الكاميرون، تتعرّض الحكومة لانتقادات واسعة، وتوصف باللامبالاة وعدم الاهتمام، إذ غالبا ما يقضي الرئيس بول بيا -البالغ من العمر 82 عاما ويحكم البلاد منذ 1982- أوقاتا عديدة في سويسرا.

إثيوبيا

أشار تقرير المجلس النرويجي للاجئين إلى أن تداعيات حرب تيغراي في شمال البلاد (2020-2022) تداخلت مع موجات جديدة من القتال بين الجماعات العرقية في منطقتي أوروميا وأمهرة، مما أسفر عن مزيج خطير من الأزمات، أدّى إلى نزوح 10 ملايين شخص داخل البلاد.

إعلان

وتخوض جماعة "فانو" المسلحة، التي تقول إنها تدافع عن مصالح شعب الأمهرة -أحد المكونات العرقية الرئيسية في إثيوبيا- قتالا ضد الجيش الفدرالي، الذي حاول نزع سلاحها بعد أن قاتلت إلى جانبه ضد قوات تيغراي خلال حرب 2020.

صور جديدة للمعارك الدائرة حاليا في إثيوبيا (الجزيرة)

من جهة أخرى، يطالب مقاتلو "أورومو" بالاستقلال لشعب الأورومو، الذي يُصنّف أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا.

وقد ردّت الحكومة في أديس أبابا باستخدام القوة ضد المجموعتين، وشنت ضربات جوّية عنيفة أسفرت عن مقتل عشرات من المدنيين الأبرياء.

موزمبيق

وظهرت موزمبيق في القائمة لأول مرة هذا العام، إذ تسبّبت الانتخابات المتنازع عليها في أكتوبر/تشرين الأول 2024 في أعمال عنف، قُتل فيها نحو 400 شخص، وفق وسائل إعلام محلية.

وفي شمال البلاد الغنية بالنفط، تجدّدت هجمات تنظيم مسلّح تابع لمجموعة داعش، أسفرت عن تعطّل مشاريع تنموية، ونزوح مئات الأشخاص.

ورغم تمكّن القوات الحكومية والإقليمية من استعادة بعض المناطق في 2023، فإن المقاتلين ظلوا يعيشون  داخل المجتمعات المحلية، ما جعل النزاع يتجدّد بسرعة.

كما ضرب إعصار "تشيدو" سواحل موزمبيق في ديسمبر/كانون الأول، الأمر الذي أدّى إلى مقتل 120 شخصا، وتدمير أكثر من 155 ألف مبنى، وفاقم الوضع الإنساني في مناطق الصراع.

بوركينا فاسو ومالي

منذ عام 2015، نزح أكثر من مليوني شخص في بوركينا فاسو بسبب هجمات الجماعات المسلحة التي تسيطر على أجزاء واسعة من البلاد، وتسعى إلى إقامة دولة مستقلّة.

وقد حاصرت هذه الجماعات عشرات المدن والقرى، ومنعت دخول وخروج السكان، فيما اتهمت تقارير دولية القوات الحكومية أيضا بارتكاب مجازر ضد المدنيين المشتبه بمساعدتهم الجماعات المسلحة.

أما دولة مالي، فإنها تواجه وضعا مشابها لحال جارتها بوركينا فاسو، وتأتي في المرتبة الرابعة على قائمة الأزمات الإنسانية الأكثر تجاهلا على مستوى العالم.

إعلان

ويرى محللون أن تقليص المساعدات الإنسانية يعود إلى مواقف الدول العسكرية الثلاث في الساحل، مالي وبوركينا فاسو والنيجر، التي قطعت علاقاتها مع الشركاء الغربيين مثل فرنسا، وأبدت عداء تجاه منظمات إنسانية دولية.

وبالإضافة لهذه البلدان، توجد دول أفريقية عديدة تعاني من أزمات إنسانية تختلف أسبابها، مثل أوغندا والكونغو الديمقراطية والصومال.

هل ستُزيد تخفيضات ترامب للمساعدات حدة الأزمات؟

أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقليص المساعدات الخارجية، التي كانت تقدّمها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مخاوف من تفاقم الأزمات الإنسانية في 2025.

ففي السنوات الماضية، كانت الولايات المتحدة توزّع حوالي 70 مليار دولار من المساعدات سنويا، خصوصا في مجال الرعاية الصحية، وفي عام 2024 حصلت إثيوبيا والأردن والكونغو الديمقراطية والصومال واليمن وأفغانستان ونيجيريا وجنوب السودان على أكبر قدر من هذه المِنح.

ومع تراجع أو توقّف هذه التمويلات بقرار الرئيس ترامب، يحذّر عمال الإغاثة من أن الأزمات في القارة الأفريقية قد تزداد سوءا.

وتزداد المخاوف من قِبل المراقبين، خاصّة بعد قرار دول مانحة أخرى تقليص مساعداتها، مثل بريطانيا التي خفّضت 0.2% من المساعدات في فبراير، وهولندا التي ستخفض 2.4 مليار يورو بدءا من 2027، إضافة إلى فرنسا وألمانيا وبلجيكا وسويسرا والسويد، التي أعلنت جميعها عن خطوات مماثلة بدءا من العام 2027.

ما الدور المنتظر من الاتحاد الأفريقي؟

وقالت هول عضو المجلس النرويجي للاجئين إن على الاتحاد الأفريقي أن يتحمّل المسؤولية في قيادة الجهود السياسية لحل أزمات القارة، مشيرة إلى أن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد غالبا ما يُنتقد لبطئه في التحرك.

وأضافت "ما نحتاجه بشكل عاجل اليوم ليس فقط المزيد من التمويل، بل التزام سياسي واضح، ليس فقط من المانحين، بل من الاتحاد الأفريقي ودوله الأعضاء".

إعلان

وشدّدت هول على ضرورة تقليل العراقيل الإدارية والتنظيمية التي تُعيق عمل المنظمات الإنسانية، مضيفة أن تخفيف هذه القيود، بالتعاون مع السلطات الوطنية والاتحاد الأفريقي، سيعزز كثيرا كفاءة الاستجابة الإنسانية المشتركة.

مقالات مشابهة

  • النجمة الأفريقية الأولى تزين قميص بيراميدز في نهائي الكأس
  • الطائرات الانتحارية تغزو إفريقيا.. من وراء بيع صفقات الموت للقارة السمراء؟
  • مواعيد مباريات العرب في المرحلة الحاسمة من تصفيات كأس العالم 2026
  • بث مباشر.. مؤتمر صحفي لرئيس الحكومة بعد الاجتماع الاسبوعي
  • 200 مليار دولار.. بيل جيتس يستخدم ثروته لخدمة إفريقيا| تفاصيل
  • الفقي: ما حدث في 7 أكتوبر 2023 كان له نفس تأثير أحداث 11 سبتمبر
  • لماذا تتصدّر الدول الأفريقية قائمة الأزمات الأكثر إهمالا في العالم؟
  • مصطفى شردي عن سميحة أيوب : كانت من العظماء التى قدرت سنها وأدوارها
  • سلطان يوجّه بتنظيم الدورة الرابعة لملتقيات الشعر العربي في إفريقيا
  • مصر تمثل إفريقيا والعالم العربي في ورشة دولية بالأمم المتحدة حول دور الأسرة في تعزيز حقوق الإنسان