رغم العاصفة دانيال.. تجربة رحلات لذوي الهمم في الآثار الغارقة بمياه الإسكندرية
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
أجواء ضبابية ورياح محملة بالأتربة تسود أجواء اليوم الثاني للعاصفة دانيال في مصر، إلا أن تلك الأجواء لم تمنع ذوي الإعاقة الحركية من خوض أول رحلة غوص تنظمها هيئة تنشيط السياحة بالتعاون مع الإدارة المركزية للآثار الغارقة في مواقعها للتعرف على جمال هذه الآثار بالإسكندرية، وجرى عمل الرحلة لشخص واحد كنموذج من الإعاقة الحركية على أن يكون هناك رحلات أخرى لأعداد أكبر في الأيام المقبلة.
تعتبر الإسكندرية غنية بمختلف أنواع السياحات الشاطئية والأثرية على أرضها، ولكن الأمر لم يقتصر على هذا، فهناك متحف مفتوح أسفل سطح البحر يضم مجموعة من كنوز الآثار الغارقة من مختلف العصور، وجاءت الفرصة لذوي الإعاقة الحركية للتعرف على جمالها.
الرحلة التي انطلقت اليوم هي الأولى من نوعها التي تنظمها الهيئة، بالتعاون مع الإدارة المركزية للآثار الغارقة لذوي القدرات الخاصة، انطلاقا من مركز غوص صب مارين، لخوض مغامرة مختلفة.
وقالت الدكتورة أمل العرجاوي، مدير عام مكاتب هيئة التنشيط السياحي بالإسكندرية التابع لوزارة السياحة والآثار، إن الإسكندرية غنية بمختلف المقاصد السياحية والأثرية على أرضها وفي أعماق بحرها المتوسط، ولكنها تحتاج منا تسليط مزيد من الضوء على هذه الأنشطة السياحية المختلفة وإبرازها على الخريطة السياحية السكندرية.
وأضافت «العرجاوي»، في بيان، أن تنظيم رحلة الغوص هذه تأتي في بداية احتفالات هيئة تنشيط السياحة بيوم السياحة العالمي، فنحن فخورين أننا للمرة الأولى في الإسكندرية يتم تنظيم رحلة غوص لمهندس شاب سكندري، وأحد أبنائنا من ذوي الإعاقة الحركية، وذلك بالتعاون مع الإدارة المركزية للآثار الغارقة لخوض مغامرة مختلفة إلى موقع الأثار الغارقة بأعماق البحار لمشاهده جانب تاريخي مهم بمدينة الإسكندرية.
وأكدت أن تلك المغامرات والأنشطة السياحية أصبحت لم تعد حكرا فقط على الأصحاء ولكن حان الوقت لنعطي كل من هم «قادرون بإختلاف» الفرصة لخوض تجربة جديدة لحياتهم، وتحقق الدمج المجتمعي الذي نسعى لتحقيقة واقعيا بحق.
وأشارت إلى أن دعم متحدي الإعاقة وأصحاب الإرادة القوية من أجل تحقيق إنجاز مختلف، يوجه رسالة للجميع أن الدولة المصرية ووزارة السياحة والآثار لديهم إهتمام بجميع فئات المجتمع واهتمام خاص بالفئات من ذوي القدرات الخاصة وعلينا دعمهم وتنمية مواهبهم وقدراتهم.
ويقول إسلام سعيد رئيس الإدارة المركزية للأثار الغارقة، إن تجديد الخريطة السياحية السكندرية أمر مهم لمزيد من فرص التنشيط السياحي، والإسكندرية محظوظة بمواقع الأثار الغارقه المستقرة في قاع بحرها المتوسط سواء في منطقة أبي قير أو في الميناء الشرقي، وهي مقصد سياحي هام لزائري المدينة من الرحلات الداخلية والخارجية.
وأشار إلى أن موقع الأثار الغارقة في بحر الإسكندرية هو بمثابة متحف مفتوح مملوء بالقطع الأثرية الفريدة والتي مازالت محتفظه بهيئتها على الرغم من مرور سنوات طويلة على غمرها بالمياه، وهذا دورنا أن نشجع كل من يرغب في تشجيع سياحة بلادنا والتجديد في أنماط السياحة السكندرية.
رفع علم مصر في قاع البحروأكد المهندس محمد حافظ، مهندس بحري من ذوي الإعاقة الحركية، إنه يشعر بالسعادة والفخر لإتمام أحدث رحلات الغوص له، ورفع علم مصر في أهم مواقع الغوص عالميا بين أحضان تاريخ الآثار الغارقة في قاع بحر عروس البحر المتوسط، بمرافقة الدكتور هاني عز الدين كبير باحثين في الإدارة المركزية للآثار الغارقة.
وقال «حافظ» إنه بسبب أصيب في العمل منذ 8 سنوات، ما سبب له كدمة في الحبل الشوكي وكسر في فقرات الظهر، جعلته من أصحاب الإعاقات الحركية، ولكن مازال حلم المغامرة يعيش داخله ورغب في أن يخوض تجارب جديدة ليجتاز إحدى رحلات الغوص في مدينة شرم الشيخ من عمق 8 إلى 12 مترا، وقرر أن تكون أحدث رحلات الغوص له في أهم موقع للآثار الغارقة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: رحلات ذوي الإعاقة ذوي الاحتياجات الخاصة الإعاقة الحركية
إقرأ أيضاً:
غزة والسودان في عين العاصفة.. الأمم المتحدة تحذر من مجاعة وشيكة في 13 منطقة
أصدر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، يوم الإثنين، تقريرًا مشتركًا مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) تحت عنوان "بؤر الجوع الساخنة"، حذّر فيه من تفاقم انعدام الأمن الغذائي الحاد في 13 منطقة حول العالم بحلول تشرين الأول/ أكتوبر المقبل. اعلان
ولفت التقرير إلى أن غزة، السودان، جنوب السودان، هايتي، ومالي تواجه خطر المجاعة الوشيك في حال لم تُقدّم مساعدات إنسانية عاجلة، مشيرًا إلى أن النزاعات المسلحة، والأزمات الاقتصادية، والظواهر المناخية المتطرفة تبقى عوامل رئيسية تؤجج أزمات الجوع عالميًا.
وفيما لا تزال دول مثل بوركينا فاسو، تشاد، الصومال، وسوريا ضمن قائمة المناطق المهددة، إلى جانب اليمن، جمهورية الكونغو الديمقراطية، ميانمار، ونيجيريا. في المقابل، خرجت بعض الدول من القائمة، من بينها إثيوبيا وكينيا ولبنان، بعد تسجيلها تحسنًا ملحوظًا في مؤشرات الأمن الغذائي.
ودعا مايكل دانفورد، مدير برنامج الأغذية العالمي في ميانمار، إلى ضرورة إنهاء النزاعات المسلحة، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، وزيادة التمويل المخصص للإغاثة بشكل كبير، معتبرًا هذه الخطوات أساسية لمواجهة التدهور المتسارع في الوضع الغذائي.
غزة بين حصار وتجويعفي قطاع غزة، الذي يعيش تحت وطأة الحصار والحرب الإسرائيلية، تُشير التقديرات إلى أن 2.1 مليون شخص سيواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي الحاد بحلول أيلول/ سبتمبر المقبل، بينهم نحو نصف مليون في وضع يُصنف على أنه كارثي.
وحذر الخبراء من أن استمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية، مع توقف شبه كامل لإمدادات الإغاثة، يضع القطاع المحاصر على شفير المجاعة. ووفق بيانات وزارة الصحة في غزة، فإن العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أدت إلى مقتل أكثر من 55,300 فلسطيني.
يشير التقرير إلى أن أكثر من نصف سكان السودان، أي نحو 24.6 مليون شخص، يواجهون مرحلة "الأزمة" من انعدام الأمن الغذائي (المرحلة الثالثة فما فوق) أو أسوأ، من بينهم 8 ملايين في حالة طوارئ، و637 ألفًا في وضع كارثي، بحسب التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
ويُتوقع أن يعاني نحو 772,200 طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد الشديد هذا العام.
وتشهد البلاد حربًا ضروسًا اندلعت في نيسان/ أبريل 2023، بعد تصاعد التوتر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى قتال دموي امتد من الخرطوم إلى مناطق أخرى، أودى بحياة أكثر من 20 ألف شخص، وشرّد قرابة 13 مليونًا، وسط ما تصفه منظمات الإغاثة بأنها "أكبر أزمة جوع في العالم حاليًا".
في جنوب السودان، يعاني نحو 7.7 ملايين شخص – أي ما يمثل 57% من السكان – من مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، نتيجة لعوامل متعددة تشمل تدهور الاقتصاد، واستمرار الصراعات، والفيضانات المدمرة.
وتظهر الأرقام أن 2.1 مليون طفل و1.1 مليون امرأة حامل ومرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد، بزيادة تبلغ 26% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأكدت ماري إلين ماكجروارتي، ممثلة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان، أن البرنامج يواصل جهوده للوصول إلى 4 ملايين شخص هذا العام بالمساعدات الغذائية.
هايتي ومالي: الفوضى المسلحة والجوع الممنهجفي هايتي، أدت أعمال العنف المتزايدة بين العصابات إلى نزوح 1.3 مليون شخص، وسط عجز السلطات المحلية والمجتمع الدولي عن احتواء الفلتان الأمني. ويصنّف مليونا شخص ضمن المرحلتين الأكثر خطورة في مؤشر انعدام الأمن الغذائي، بينهم 8,500 في المرحلة الخامسة (المرحلة الكارثية)، حيث لا يجد واحد من كل خمسة أفراد ما يسد رمقه.
أما في مالي، فتتفاقم أزمة الغذاء بسبب تصاعد النزاعات، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وتزايد خطر الفيضانات خلال موسم الجفاف. وتشير التقديرات إلى أن نحو 1.5 مليون شخص سيواجهون أزمة غذائية أو ما هو أسوأ بين الآن وأيلول/ سبتمبر، في ظل اضطراب سلاسل الإمداد الغذائي وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الشمالية والوسطى.
Relatedغزة تواجه خطر المجاعة بسبب الحصار: الآلاف يعودون من المطابخ الخيرية بأوعية فارغة أوكسفام: غزة على شفا مجاعة وأطفال ينهكهم الجوع حتى البكاءتحت وطأة المجاعة في غزة.. أم تبحث في أكوام القمامة لإطعام أطفالها المنظومة الأممية في مأزق تمويليتتزامن هذه التحديات الإنسانية مع واحدة من أشد الأزمات التي تواجهها وكالات الأمم المتحدة في تاريخها، في وقت يشهد فيه تمويل المساعدات الدولية تقليصًا حادًا من قبل الولايات المتحدة والجهات الغربية المانحة، لأسباب تتعلق بتحويل الأولويات نحو دعم الإنفاق العسكري والدفاعي.
ويأتي ذلك في وقت تتعاظم فيه الحاجات الإنسانية حول العالم، لا سيما في مجالات الأمن الغذائي ومكافحة الجوع، وسط تحذيرات من خطورة تراجع التمويل واستجابة المجتمع الدولي للأزمات المتعددة، التي تتسع رقعتها يومًا بعد يوم.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة