صحيفة البلاد:
2025-05-11@08:18:02 GMT

لاقيني ولا تغديني

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

لاقيني ولا تغديني

هي نفسها:(وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق) إنما من وجهة نظر البسطاء والحياة بسيطة لا تحتمل التعقيد، قاعدة مهمة جداً أن تقبل على من أمامك وأنت هاش باش تدخل الفرح والسرور والطمأنينة على من تلقاه، حتى لو كان اللقاء يحمل بعض النقائض عن مضمون الفرح، إلا أن البدايات مهمة ولعلها تخفّف من وطأة الأمور الشاقة على من حولنا.

على هامش الذاكرة ، أذكر أنني في يوم من الأيام نظرت في وجه صديقتي العبوسة بنسبة تسعة وتسعون بالمئة من مجمل ساعات الدوام، وأرسلت إليها ابتسامة رجاء وأنا أسألها: ( لماذا أنتِ نكِدة؟)، فتعجبت من سؤالي وكأنني أذكر لها أمراً لم يحدث منها ، بل أقطبت جبينها في تعجب وهي تردّد خلفي: (نكِدة! نكِدة!)

نعم نكِدة، وتؤثّرين علينا بذلك النكد فنصاب جميعناً بحالة من الإحباط تسود المكان الذي نجهل مصدره سوى منك..
قد يعتقد البعض أنني أقسو عليها بحديثي هذا إلا أن القارئ العزيز لا يعلم كم من وقت أهدر من قبلي وقبل من معي من الزميلات في محاولة يائسة لرفع معنويات تلك الزميلة وغرس الأمل في نفسها ووضع أمام أعينها الكثير من المحفِّزات أهمها أبواب الجنة التي تشرع للصابرين ولم ننج من تلك المحاولات إلا بمشاركتها أدمع الحزن وتجرع اليأس الذي ملأ حياتها.
ما هو ذنبي وما الذي ارتكبته لأرافق مثل تلك النماذج التي تجعل من الحياة أمراً صعباً، فلكل واحد منَا قدرته على التحمُّل، ولكل واحد منّا همومه.

“لاقيني ولا تغديني” لكل من يشعر أن من حقه أن يكون عبوساً في وجهي بسبب ظروفه وأن واجبي أن أقدّر وأتقبّل ذلك العبوس، لكل موظف لم يتعلم كيف يتعامل مع زميله بذوق وأدب، لكل مربٍ وضع مشاكله نصب عينيه وتعامل من خلالها فنفر من حوله الجميع، لكل صاحب مركز قيادي لم يتعامل بأخلاقيات المهنة مع مرؤوسيه، لكل موظف خدمة عملاء لم يستوعب مفاتيح مهمته، لكل طبيب لم يدرك أن المريض يكفيه مرضه وأن ابتسامته في وجهه تخفّف عنه وطأة المرض.

لعل الأخيرة صادفتني بنموذجين لطبيبين في نفس التخصص أحدهما أثقل على كاهلي بمصابي وأشعرني بدنو أجلي، وأنه لا أمامي سوى باب الدعاء باللطف من الله (ونعم بالله) وقد كست ملامحه اللا ملامح، فأخذت أبحث في وجهه عن انحناءات للشفاه علّها ترقّق من الهلع الذي انتابني، والآخر بسّط لي الواقع وكأنه ” شكة دبوس” وأن الأمر تحت السيطرة وهو منشرح الأسارير، كأنه يستقبل طفلاً خائفاً تركته أمه عند باب الحضانة فعلم بخوفه وتأكد أن مهمته طمأنت ذلك الطفل.
التعب الذي يلقاه الطبيب في عمله ليس مبرراً ولا الضغط الذي يعيشه المعلم مبرر، في النهاية من وضعه الله بين يديك هو صاحب حاجة ، فلا تثقل عليه وأنت تلبي حاجته ولاقه بوجه طلق.

@eman_bajunaid

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

وداعًا للخوف من الزلازل في إسطنبول

في أعقاب الزلزال الذي ضرب إسطنبول في 23 أبريل بقوة 6.2 درجات، تجددت الدعوات لتسريع وتيرة التحول الحضري في المدينة. ومع تزايد المخاوف من الزلازل المستقبلية، أطلقت الحكومة التركية حملة “نصفه منا” لتشجيع المواطنين على إعادة بناء منازلهم في بيئة آمنة وحديثة.

وقد تم مؤخرًا رفع قيمة الدعم الحكومي ضمن الحملة من 700 ألف ليرة إلى 875 ألف ليرة، ليبلغ إجمالي المساهمة المقدمة لتحويل المنزل في إسطنبول 1.875 مليون ليرة تركية. هذا الدعم شكّل بارقة أمل للعديد من العائلات التي كانت تعاني من العيش في مبانٍ مهددة بالانهيار.

عائلات حصلت على الأمان خلال عام واحد فقط
نورية تشابكان، أم لطفلين تبلغ من العمر 44 عامًا وتعيش في منطقة أفجيلار، روت تجربتها مع الحملة، مشيرة إلى أن مبناهم القديم كان قد بُني عام 1996 ويعاني من تشققات وضعف في البنية التحتية.

“سمعنا بالحملة من الأخبار، وبدأنا إجراءات التحول. خلال عام واحد فقط، حصلنا على منزلنا الجديد. تقدمنا أولًا عبر e-Devlet، وبعد أن وصل المشروع إلى مرحلة معينة، قدّم المقاول الطلب الجماعي. تم قبول الملف خلال وقت قصير جدًا.”
وتابعت قائلة:

“المساحة أصبحت أصغر قليلًا، لكن المهم أن البناء أصبح آمنًا. لم يكن لدينا مصعد من قبل، الآن أصبح لدينا، وكذلك موقف سيارات ومأوى. في السابق لم يكن المنزل عمليًا على الإطلاق.”
اخ
“النوم بلا قلق.. واستقرار في الزلازل”
وأشارت تشابكان إلى تحسن حالتها النفسية بعد الانتقال إلى منزلها الجديد:

“كنت أعاني من مشاكل في النوم لسنوات. الآن لا يوجد قلق. في أحد الزلازل كنا نتناول الطعام ولم نشعر بشيء. في زلزال 23 نيسان، كنا خارج المدينة، وعند عودتنا لم تسقط حتى المكنسة المستندة إلى الحائط. بينما نام الناس في الشوارع، نمنا نحن في بيتنا”.

ودعت المواطنين إلى عدم التأخير في اتخاذ الخطوة:

“هذه فرصة لا تُعوّض، خاصة أننا نعيش في بلد زلزالي. لا نعلم متى يقع الزلزال، لكن على الأقل نأخذ بالأسباب.”

اقرأ أيضا

جريمة غامضة تهز سيفاس التركية: كشف أدلة وراء قتل شقيقين

الخميس 08 مايو 2025

 “الدولة تقدم دعمًا جادًا وملموسًا”
أما علي تشيفتشي، أحد المستفيدين من سكان منطقة كوتشوك شكمجة، فأكد أن المبنى الذي كانوا يسكنونه شُيّد باستخدام رمال البحر، وهو ما زاد من خطورته. بعد زلازل كهرمان مرعش، قرروا الهدم والتقدّم إلى حملة “نصفه منا”.

مقالات مشابهة

  • انتهاء وقف اطلاق النار الذي أعلنته روسيا لمدة 72 ساعة في أوكرانيا
  • عمسيب: اليوم، تعود الدولة نفسها لتتبنى وجهة نظرنا
  • البلاع: الأذن تنظف نفسها ولا تحتاج تدخلات خارجية
  • حمدان بن محمد: على خطى محمد بن راشد تعلمنا أن المجتمع المتماسك هو الذي يبني الأمل
  • ايران: لم يتحملوا صاروخ يمني واحد فكيف بالمئات من صواريخنا..!
  • الفاتيكان يختار أول بابا أمريكي عبر التاريخ.. وهذ اللقب الذي سيحمله
  • هاتف طالبة الزقازيق يكشف تفاصيل جديدة قبل إلقاء نفسها داخل حرم الجامعة| تحقيقات
  • وزير الدفاع الباكستاني للجزيرة نت: سنرد على الهند بالطريقة نفسها
  • وداعًا للخوف من الزلازل في إسطنبول
  • ماذا يعني اسم سيندور الذي أطلقته الهند على عمليتها ضد باكستان؟